بين يدي قصيدة " إنى أغار " للشاعر وائل شعبان
بقلم \عصام الرفاعي
============================
الغيرة : بفتح فسكون مصدر غار يغار ، كراهية شركة الغير في التودد إلى من يحب .
وورد بالمعجم الوسيط : غار الرجل على المرأة وهي عليه غيرى أي ثارت نفسه لإبدائها زينتها ومحاسنها لغيره أو لإنصرافها عنه، وثارت نفسها لمثل ذلك
فهو غيران وهي غيرى .............
عنوان القصيدة يحمل كنه المضمون فهو مقدمته ونتيجته في نفس الوقت ، حيث إن تلك اللوحة الجميلة والتي نقشت من دقات قلب شفوف شفوق مرهف الأحاسيس ، تبرهن عن قيمة خلق جميل (الغيرة) التي تبني وتعلو بالحب وتزيده بريقا ووهجا ، استخدمه الشاعر استخداما فنيا وخلقيا بمنحى يبرز الخلق الوسط للغيرة (الغيرة في موطنها والاعتدال فيها بالنسبة للرجال و النساء من جملة الأمور المحمودة ، والمعاشرة بالمعروف تقتضي ذلك ، ويجب على كل طرف أن يقدر غيرة صاحبه عليه ، وما من أمر إلا و له طرفان ووسط)
الغيرة محمودة إن لم تكن مبنية على سوء الظن ، وشاعرنا يعلنها صراحة بل ويجعل عنوان القصيدة ومفتاحها (إني اغار) – (حبيبتي إني أغار) ، ويتوهم القارئ أن غيرته هذه من الحبيبة أو نتيجة أحداث ومواقف حياتية بعثت على ذلك لكنه يوقف هذا الإيهام معلنا متحدثا عن سبب غيرته حبه الشديد وامتزاج روحه بمعشوقه ولقد رأينا هذا الخلق يستقر في نفوس العرب حتى الجاهليين الذين تذوقوا معاني تلك الفضائل ، فإذا هم يغارون على أعراض جيرانهم حتى من هوى أنفسهم، يقول عنترة مفاخرا بنفسه:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
الغيرة في موضعها مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقية ، و فيها صيانة للأعراض ، و حفظ للحرمات ، و تعظيم لشعائر الله و حفظ لحدوده ، و هي مؤشر على قوة الإيمان و رسوخه في القلب ، و لذلك لا عجب أن ينتشر التحلل و التبرج و التهتك و الفجور في أنحاء العالم الغربي وما يشابهه من المجتمعات؛ لضعف معاني الغيرة أو فقدانها ، انظر قول شاعرنا وائل شعبان:
لِماذا أَغـــارْ؟؟؟
و مِمَّا أغــَـارْ؟؟؟
أغار لأنى أحبك
دون إختيار
إن هذا الوله - سبب الغيرة- الذي يكابده الشاعر حرك شجونه فأمسك بتلابيب دفقات إحساسه فأنشد حديثا رائقا ، رغم انه يكتم تلك الغيرة بسكونه وهدوئه .... إلا ان هذا كله يتخفى خلفه عاشق ارتسمت وحفرت الغيرة في صدره :
حبيبتى إنّي أَغـَارْ
هيامي سُكوتي
هُدوئي بُرودي
سِتارْ
النظرة والبسمة محركتان لغيرة الشاعر ، كيف ذلك ؟ غن لم تجد صدى لدى المحبوبة أو لم تكن باعثا لها فتتحرك الغيرة لديه حيث الحب الدفين الذي شمل وجدان الشاعر ولا مفر منه حيث حبه الذي يجلو الغبار عن صفحة الأكوان :
أغار من نظرة
قد لا تعيرها
أى اعتبار
اغار من بسمة
لستُ سببها
ترسميها فتجلو عن
هذا الكون كل الغبار
هذه الروح الجميلة التي كانت استجابة لحب مقدس وروح شفافة ارتسمت شعرا من خلال إبحار في شعر ألقدمين والمعاصرين فأفرزت لنا نبضا طبعه الرقي والجمال في ترجمته لشعور لغيرة مغاير فعشقه لمحبوبته سبب غيرته دون خيار منه :
بأن من يعشق مثلكِ
لا يملكُ سوي أن يغار
ويشدو ، ويحنو
ويبنى
قصوراً فَوْق
بُحورٍ غِزارْ
ولعل نزار وامرأ القيس هتفا في وجدان وفكر الشاعر فجاء نبضه متناصا معهما رقة وعذوبة ، معلنا حبا من نوع خاص بمشاعر تفيض رقبا من شاعر عرف بالخلق الجميل ، عشق محبوبته عشقا وساق إلينا الدليل :
وَكيْف لايغار وقَدْ
جُعَلْتِ ( حبيبتى)
لكُلِّ النِساءِ اخْتِصارْ
وأخيرا أذكر قول الرسول الأكرم :( سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عائشة يوما ً : " أغرت ؟ فتعجبت وقالت : ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك " (رواه مسلم) .
ولذلك أقول لشاعرنا الكريم من حقك ان تغار واقولها معك (إني أغار)
وصدق والله أئمتنا حين قالوا:إن كل أمة ضعفت الغيرة في رجالها قلت الصيانة في نسائها.
عصام الرفاعي
===============================================
وإلكيم سادتي هدية النبض الجميل (إني أغار) للقدير (وائل شعبان) فلنطالعها سويا ونرتوي عذب رواها من شاعر عشق فعفَّ فغار :
حبيبتى إنّي أَغـَارْ
هيامي سُكوتي
هُدوئي بُرودي
سِتارْ
و رغم الكَلامَ
الذِي يضيء
عيونى كضوء النهار
وكل الحنان الذى
يطوق هامتى
كدفء المحار
فإنى أغار
لِماذا أَغـــارْ؟؟؟
و مِمَّا أغــَـارْ؟؟؟
أغار لأنى أحبك
دون إختيار
فما فى عشقى
لذاتك ادنى قرار
أغار من نظرة
قد لا تعيرها
أى اعتبار
اغار من بسمة
لستُ سببها
ترسميها فتجلو عن
هذا الكون كل الغبار
فيا حَبيبتي
أنا رجل عُجنتُ
منْ شَعيرِ الهيامِ
وخلاصة شعر
نزار
وجاءَتكِ خَطْاي لَهْفاً
تناشِدُكِ اللُجوءَ جهاراً
كما حمامة فوق غار
فهلا َلمْلَمَتى بعشقك
حُروفِي
ليسكن ما بي
من سعار
ليشهد امرئِ القيْسِ
طَوْعا على صَفَحاتِ
نِزارْ
بأن من يعشق مثلكِ
لا يملكُ سوي أن يغار
ويشدو ، ويحنو
ويبنى
قصوراً فَوْق
بُحورٍ غِزارْ
وَكيْف لايغار وقَدْ
جُعَلْتِ ( حبيبتى)
لكُلِّ النِساءِ اخْتِصارْ
==============================
بقلم \عصام الرفاعي
============================
الغيرة : بفتح فسكون مصدر غار يغار ، كراهية شركة الغير في التودد إلى من يحب .
وورد بالمعجم الوسيط : غار الرجل على المرأة وهي عليه غيرى أي ثارت نفسه لإبدائها زينتها ومحاسنها لغيره أو لإنصرافها عنه، وثارت نفسها لمثل ذلك
فهو غيران وهي غيرى .............
عنوان القصيدة يحمل كنه المضمون فهو مقدمته ونتيجته في نفس الوقت ، حيث إن تلك اللوحة الجميلة والتي نقشت من دقات قلب شفوف شفوق مرهف الأحاسيس ، تبرهن عن قيمة خلق جميل (الغيرة) التي تبني وتعلو بالحب وتزيده بريقا ووهجا ، استخدمه الشاعر استخداما فنيا وخلقيا بمنحى يبرز الخلق الوسط للغيرة (الغيرة في موطنها والاعتدال فيها بالنسبة للرجال و النساء من جملة الأمور المحمودة ، والمعاشرة بالمعروف تقتضي ذلك ، ويجب على كل طرف أن يقدر غيرة صاحبه عليه ، وما من أمر إلا و له طرفان ووسط)
الغيرة محمودة إن لم تكن مبنية على سوء الظن ، وشاعرنا يعلنها صراحة بل ويجعل عنوان القصيدة ومفتاحها (إني اغار) – (حبيبتي إني أغار) ، ويتوهم القارئ أن غيرته هذه من الحبيبة أو نتيجة أحداث ومواقف حياتية بعثت على ذلك لكنه يوقف هذا الإيهام معلنا متحدثا عن سبب غيرته حبه الشديد وامتزاج روحه بمعشوقه ولقد رأينا هذا الخلق يستقر في نفوس العرب حتى الجاهليين الذين تذوقوا معاني تلك الفضائل ، فإذا هم يغارون على أعراض جيرانهم حتى من هوى أنفسهم، يقول عنترة مفاخرا بنفسه:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
الغيرة في موضعها مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقية ، و فيها صيانة للأعراض ، و حفظ للحرمات ، و تعظيم لشعائر الله و حفظ لحدوده ، و هي مؤشر على قوة الإيمان و رسوخه في القلب ، و لذلك لا عجب أن ينتشر التحلل و التبرج و التهتك و الفجور في أنحاء العالم الغربي وما يشابهه من المجتمعات؛ لضعف معاني الغيرة أو فقدانها ، انظر قول شاعرنا وائل شعبان:
لِماذا أَغـــارْ؟؟؟
و مِمَّا أغــَـارْ؟؟؟
أغار لأنى أحبك
دون إختيار
إن هذا الوله - سبب الغيرة- الذي يكابده الشاعر حرك شجونه فأمسك بتلابيب دفقات إحساسه فأنشد حديثا رائقا ، رغم انه يكتم تلك الغيرة بسكونه وهدوئه .... إلا ان هذا كله يتخفى خلفه عاشق ارتسمت وحفرت الغيرة في صدره :
حبيبتى إنّي أَغـَارْ
هيامي سُكوتي
هُدوئي بُرودي
سِتارْ
النظرة والبسمة محركتان لغيرة الشاعر ، كيف ذلك ؟ غن لم تجد صدى لدى المحبوبة أو لم تكن باعثا لها فتتحرك الغيرة لديه حيث الحب الدفين الذي شمل وجدان الشاعر ولا مفر منه حيث حبه الذي يجلو الغبار عن صفحة الأكوان :
أغار من نظرة
قد لا تعيرها
أى اعتبار
اغار من بسمة
لستُ سببها
ترسميها فتجلو عن
هذا الكون كل الغبار
هذه الروح الجميلة التي كانت استجابة لحب مقدس وروح شفافة ارتسمت شعرا من خلال إبحار في شعر ألقدمين والمعاصرين فأفرزت لنا نبضا طبعه الرقي والجمال في ترجمته لشعور لغيرة مغاير فعشقه لمحبوبته سبب غيرته دون خيار منه :
بأن من يعشق مثلكِ
لا يملكُ سوي أن يغار
ويشدو ، ويحنو
ويبنى
قصوراً فَوْق
بُحورٍ غِزارْ
ولعل نزار وامرأ القيس هتفا في وجدان وفكر الشاعر فجاء نبضه متناصا معهما رقة وعذوبة ، معلنا حبا من نوع خاص بمشاعر تفيض رقبا من شاعر عرف بالخلق الجميل ، عشق محبوبته عشقا وساق إلينا الدليل :
وَكيْف لايغار وقَدْ
جُعَلْتِ ( حبيبتى)
لكُلِّ النِساءِ اخْتِصارْ
وأخيرا أذكر قول الرسول الأكرم :( سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عائشة يوما ً : " أغرت ؟ فتعجبت وقالت : ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك " (رواه مسلم) .
ولذلك أقول لشاعرنا الكريم من حقك ان تغار واقولها معك (إني أغار)
وصدق والله أئمتنا حين قالوا:إن كل أمة ضعفت الغيرة في رجالها قلت الصيانة في نسائها.
عصام الرفاعي
===============================================
وإلكيم سادتي هدية النبض الجميل (إني أغار) للقدير (وائل شعبان) فلنطالعها سويا ونرتوي عذب رواها من شاعر عشق فعفَّ فغار :
حبيبتى إنّي أَغـَارْ
هيامي سُكوتي
هُدوئي بُرودي
سِتارْ
و رغم الكَلامَ
الذِي يضيء
عيونى كضوء النهار
وكل الحنان الذى
يطوق هامتى
كدفء المحار
فإنى أغار
لِماذا أَغـــارْ؟؟؟
و مِمَّا أغــَـارْ؟؟؟
أغار لأنى أحبك
دون إختيار
فما فى عشقى
لذاتك ادنى قرار
أغار من نظرة
قد لا تعيرها
أى اعتبار
اغار من بسمة
لستُ سببها
ترسميها فتجلو عن
هذا الكون كل الغبار
فيا حَبيبتي
أنا رجل عُجنتُ
منْ شَعيرِ الهيامِ
وخلاصة شعر
نزار
وجاءَتكِ خَطْاي لَهْفاً
تناشِدُكِ اللُجوءَ جهاراً
كما حمامة فوق غار
فهلا َلمْلَمَتى بعشقك
حُروفِي
ليسكن ما بي
من سعار
ليشهد امرئِ القيْسِ
طَوْعا على صَفَحاتِ
نِزارْ
بأن من يعشق مثلكِ
لا يملكُ سوي أن يغار
ويشدو ، ويحنو
ويبنى
قصوراً فَوْق
بُحورٍ غِزارْ
وَكيْف لايغار وقَدْ
جُعَلْتِ ( حبيبتى)
لكُلِّ النِساءِ اخْتِصارْ
==============================