رمضان كريم
تأليف : محمود محمد كحيلة
الشخصيات حسب الظهور
- الزوجة
- الزوج
- رمضان
[ المشهد الأول ]
(الزوجة تنظف ردهة منزلها المتواضع )
السعد.
الزوجة : أسعدك الله .
الزوج : أسعدني ربى وأرضاني بسعة من الرزق ربحت اليوم
رزقا حلالا لم اربحه طوال عمري .
الزوجة : هذا اثر تقوى الله والإخلاص فى العمل .
الزوج : أخلصت فى العمل حتى تعبت ولا احتاج الآن إلا إلى
قليل من الراحة .
الزوجة : اذهب إلى فراشك ولن أقلقك .
الزوج : سأفعل بعد أن أعطيك هذه النقود لحاجات البيت ...
فهل تكفى ؟
الزوجة : تكفى وتفيض .
الزوج : (يعطيها المزيد من المال) أما هذه النقود الكثيرة فهي
لرمضان .
الزوجة : رمضان ؟
الزوج : نعم لرمضان ( مرهقا ) دعيني اذهب لأنام .
(يذهب الزوج للنوم وتعود الزوجة إلى أعمالها
المنزلية وتتوقف حين تسمع طرقا على الباب)
الزوجة : من الطارق ؟
رمضان : رمضان .
الزوجة : انه صاحب النقود(لنفسها) هل أوقظ زوجي(تتراجع)
كلا لن أزعجه (تفتح الباب) .
رمضان : جئت طالبا صدقة .
الزوجة : (تعطيه النقود) هذا لك .. تفضل .. تركه زوجي .
رمضان : (مترددا) لكن يا سيدتي ربما كان زوجك .
الزوجة : (تقاطعه) زوجي نائم الآن وأفضل ألا أزعجه إن
أردت لقاءه .. عد في وقت أخر (تغلق الباب) .
الزوج : (يلقاها) مع من تتحدثين ؟
الزوجة : انه رمضان جاء واخذ المال .
الزوج : المال الذي تركته معك ؟
الزوجة : نعم .
الزوج : (مندهشا) كنت اعني أن ندخره لشهر رمضان .
الزوجة : سامحني يا زوجي الكريم . لقد اعتقدت أنها صدقة
لأجل الرجل الذي جاء يطلبها ... حسبتك تتصدق مما أعطاك الله كعادتك .
الزوج : نتصدق بكل هذا المال دفعة واحدة ونحن فقراء معدمون .
الزوجة : كلما زاد العطاء كثر الثواب .
الزوج : (راضيا) ما أعطانا الله خرج لله وعنه نعوض إن
شاء الله .
( إظلام )
[ المشهد الثاني ]
( نفس المنزل الزوج حزين )
الزوج : أقعدني المرض عن السعي للرزق .
الزوجة : رزق المرء يأتيه في كل الأحوال .
الزوج : (يتذكر) رغما عنى كلما احتجت إلى مال تذكرت ما
تصدقنا به لرمضان .
الزوجة : مضى على ذلك أعوام وأعوام .
(طرق على الباب يتقدم الزوج ويفتح)
الزوج : تفضل .
(يدخل رمضان و معه حقائب)
صدقتكم الكريمة.. فأصبح من اغني الأغنياء .
الزوج : مرحبا بالضيف العزيز .
رمضان : اليوم في هذه اللحظة النادرة أنا اسعد خلق الله ..
من فضلك اسألني عن السبب .
الزوج : ما السبب ؟
رمضان : السبب أنني اليوم سأرد بعض جميلكم الذي طوقتم به
عنقي سنوات وسنوات .
الزوج : الأمر لا يستحق يا سيدي .
رمضان : لقد جئتك من أقصى الأرض كي أرد وديعتك التي
أصبحت أموال لم أحصها ولم أعدها وهى مرتبة في
هذه الحقائب .
الزوج : كل هذه الحقائب بها نقود لأجلى
رمضان : نعم إنها بضاعتك ردت إليك . وهذا اقل القليل جزاء
كرمك وإحسانك .
الزوج : لكن هذا كثير .
رمضان : انه حقك لقد استثمرت أموالك فأثمرت رزقاً واسعاً
من عند الله اقتسمناه أنا كفاء عملي وأنت جزاء
صدقتك ، التي لم انصرف من خلف بابك حتى علمت
انك رضيت أن أخذه، فهل ترضى الآن بهذه القسمة؟
الزوج : نعم ارضي دائما بعطاء الله .
رمضان : أما أنا فقد أنجزت مهمتي وانتهت زيارتي فاسمح لي
بالرحيل .
الزوج : اذهب في حفظ الله
( ينصرف ويغلق الباب بينما يسجد الزوج شكرا لله )
(تمت)