فلسفة اليقين.!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رداد السلامي
    أديب وكاتب
    • 27-03-2010
    • 6

    فلسفة اليقين.!

    يدرك أن البون شاسع بين انتماء يقوم على إدراك القلب وآخر على إدراك العقل كان يفضل دائما قلبه على عقله لأنه يدرك ان المخ لا يصنع اكثر من تحفيز الجدل المنطقي الزائف خصوصا فيما يتعلق بما لا يستطيع إدراكه ولمسه اما القلب فكان مستقر اليقين ومأوى الاطمئنان هو حاسة إنسانية متقدمة تتجاوز للمألوف والمادي ، وتنحاز الى الاستشعارات الواعية لأخفى ما لا يدرك ، لكنه كان لا يلغي عقله كان يشتغل به في حدود الممكن بغية تفكيك لعبة الواقع الذي لا يمتاز بالاستقرار والافكار التي لا تنطلق من مؤسسات يقينية صلبة ومعتبرة ،كان ينحاز الى قلبه حين يتعلق الامر بمناقشة البداية والنهاية الوجود والمصير ، والتساؤلات الكبرى التي تقلق الماديين والطاغيين في المنزع العقلاني وتحكيمه فيما لا يستطيع إدراكه وفيما يتجاوز حدوده المفترضة ، كان يدرك أن محدودية العقل تلغي الحقيقة المطلقة ، ولذلك كانت النسبية كما يرى تجليا لتلك المحدودية ، وهي اختراع العقل العاجز عن غدراك الكلي والمطلق والمتعالي الغيبي الذي لا يمكن إدراكه ورؤيته والاحاطة به..
    كان يدرك ان الوحي وفر الاجابات الشافية والكافية فيما يتعلق بالأسئلة المصيرية الكبرى التي كانت تقلق الانسان ، ولذلك راح ينشغل في مساحة الاجدى والانفع في مساحة المتاح، والمباح فكريا، ذلك الذي لا يتعدى على اليقينيات ولا يسعى الى هزها لأنه يدرك انها من العمق والتماسك والقوة والحجة والبرهان والدليل بحيث تعجز عقل الانسان وتضعه امام حقيقة ضعفه الماثل ، فلا يسعه الا التسليم بكونه أحقر من ان يتجاسر على خالقه أو يوجه تساؤلات له فيما عجز عن إدراك كنه ذاته وماهيته .
    البحث في معنى الحياة يقودك الى معرفة الغاية من وجودك ، إذ لا يمكن أن يكون للإنسان وجودا دون معنى يمنحه إحساسا بأهميته وكرامته في الحياة ، فهو خليفة الله في الارض وعليه ان يدرك ان طبيعة استخلافه في الارض حتمت عليه أن يقوم بمهمة الاصلاح فيها وفق ما أراده الله وان يستخدم عقله فيما يجعله مؤديا بأمانه وإخلاص لهذا الاستخلاف الرباني له ،فإذا ما استخدم العقل في مجال هو أعجز من أن يفكر فيه سيجد ذاته يرتد متخبطا مفلسا وموغلا في متاهة فلسفية لاتنتهي لأن محدوديته غير قادر على إدراك الله عز وجل الا في اطار استخدامه في عمليه تفكرية في مخلوقاته والحياة المنبثة من حوله وفي ذاته عندها يدفعه قصوره الى التسليم بكونه عبدا لله ويجب الا ان لا يخوض فيما هو عاجز عن إدراكه ..
    التعديل الأخير تم بواسطة رداد السلامي; الساعة 20-07-2013, 05:12.
يعمل...
X