نهر الذكريات
تهافت الأطفال نحوي مسرعين .. شعرت ببعض الراحة لرؤيتهم فليس من اليسير اليوم أن نخرج ونعود سالمين .. تحلقوا حولي بوجوههم الطفولية ..
- عمو ماما تقول فاض النهر
لم أجبهم .. وان كان؟ فدجلة اليوم حبلى بإحزانها .. تخيلت نفسي أنا وهؤلاء الأطفال نركب في دجلة اغني لهم "أحبابنا سيرو .." دمعت عيناي واستذكرت رونق بغداد حينها .. شناشيل الرشيد وقباب الصالحين .. ونسائم الصباح العذبة تمتزج بأنغام يوسف عمر . مسكت بيد احدهم وسرت ..
- وان فاض يا أولاد .. دجلة الآن يقلب أوراق الماضي يستذكر أياما خلت ويبكي حتى يفيض ..
لم اشعر كم بكيت حينها وكم منزلاً قطعت ، سرت بعيداً معهم نحو دجلة وتمنيت أن لا أعود حتى اقلب كل صفحات الماضي..