لعبة الكراسى الموسيقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صبرى حماد
    أديب وكاتب
    • 22-04-2008
    • 115

    لعبة الكراسى الموسيقية

    لعبة الكراسي الموسيقية
    بقلم أ0صبرى حماد
    لا أحد يُنكر مدى المراوغة و التعنت الصهيوني بالنسبة للقضايا العربية, حيث باتت القضية الفلسطينية تمثل جوهر الصراع العربي الصهيوني في العالم, وأن تعنت دوله الاحتلال في وجود حل حتى هذه اللحظة يجعل المقاومة الفلسطينية تزداد عُنفاً وشراسة من أجل إحقاق الحقوق الفلسطينيه,ولكن دوله الاحتلال تنظر إلى المصلحة العليا بعيداً عن المصالح الحزبية, وأن نظام الحكم يعود بالغالب إلى العقيدة والفكر المُتعنت, الذي يتحكم فيه حفنه من الحاخامات, حتى أن رئيس الدولة لديهم لا يُمثل إلا رمزاً فقط ولا يملك حرية القرار أو العمل به, بل هو فقط منفذ للبروتوكول المعمول لأجله لاستقبال الآخرين من الزعماء والرؤساء, ولكن ما دور الأحزاب الصهيونية وما مدى تأثير هذه الأحزاب على الواقع ؟؟؟؟ وهى بلا شك تتمتع بحياديه تامة وحرية متكاملة ,وتقود دوله الاحتلال الآن ثلاثة أحزاب كبرى ,هي كاديما والعمل والليكود, وكل منهم يعمل لمصلحه الدولة بعيداً عن المصالح الفئوية, ولهذا قد تستغرب عندما تجد أحد أقطاب حزب الليكود قد اتجه لحزب كاد يما أو حزب العمل وقد انشق أحد أعضائه وذهب إلى حزب آخر, ولكن يبقى الولاء أولاً وأخيراً لدولة الاحتلال, والهدف هو الدولة ومصالحها الحيوية وأمنها وبقائها, والمصلحة الأهم والأقوى هي من هو الأكثر عناداً وعداء للعرب, وهناك الأحزاب الدينية الغاية في الشراسة مثل شاس الديني المتطرف ,والمفدال وكلاهما لعنة وله بصمات في الإجرام , وأما الأحزاب العربية والتي لا تمتلك حرية القرار والتنفيذ, فهي دائماً تمارس دورها من خلال المعارضة, وليس لها دوراً فاعلاً بحكم مقاعدها المحدودة ولهذا حبذا لو اجتمعت كل هذه الأحزاب العربية, من اجل نيل اكبر عدد ممكن من المقاعد, وتكون بذلك لها تأثيراً أكبر وفاعلية عاليه وعموماً وفى مجمل الأمور فإن الأحزاب العربية تمثل مصدر أرق للعدو الصهيوني, لشده تعنتها ووقوفها المعارض دائما للقرارات الصهيونية ,بل لكثره المشادات الكلامية مع اللوبي الصهيوني بالكنيست, والتي تنتهي دائماً بطرد العضو العربي المشاكس, ويُمثل الأعضاء العرب نسبه ضئيلة, فيما ازداد عدد المواطنين العرب إلى أكثر من المليون ونصف عربى0
    ولن يتوانى الصهاينة في إحداث فجوه عميقة, وتغيير أي معادله إذا أحسوا بالخطر الشديد على مصلحه الدولة ,وخصوصاً إن الأحزاب تتضارب فيما بينها, وقد ترتكب المستحيل من أجل الوصول لسدة الحكم, وهنا أتذكر ما قام به الليكود لتغيير مسار الانتخابات لمصلحته في إحدى السنوات , ففي صباح يوم الاقتراع قاموا بعمليه أدت إلى قتل بعض الصهاينة ,فانقلبت الانتخابات رأساً على عقب لصالح الليكود, وفاز يومها إسحاق شامير, وهذه الأيام تمر علينا لحظات مثيره حيث أن الكيان الصهيوني يمر بمرحله صعبه, في مواجهه قضايا حاسمه ومصيريه أولها القضية الفلسطينية ومشروع السلام المتعثر, وكذلك قضيه السلاح النووي الإيراني, وتنامي قوه حزب الله وبدعم سوري مباشر, ناهيك عن أوضاع غزه وعقدة العدو الصهيوني من الصواريخ المحلية والتي أزعجتهم كثيراً ,إضافة إلى المشاكل الداخلية التي تمر بها الحكومة الصهيونية ,والتي أوشكت على إسقاط حكومة أولمرت, وتقديم الانتخابات بعد قضيه الفساد المالي والتي لها فتره من الزمن ولم يتذكرها الساسة الصهاينة إلا هذه اللحظات, ولهذا تتشابك كل الأيدي الصهيونية ليس لمصلحه العرب وقضيتهم العادلة بقدر ما هو التفكير لإفشال أي مخطط لتحقيق السلام ,ولن يتباكى الصهاينة على المناصب فها هو رئيس حزب العمل وزير الدفاع باراك والذي يمثل قطباً أساسياً بحكومة اولمرت يسعى لتقديم الانتخابات, وهو يعلم أن القادم لرئاسة الحكومة هو نتنياهو ولكن المهم هنا هو التغيير وإبعاد القضية الفلسطينية إلى سنوات الضياع ,بعد أن وُضع اولمرت في الزاوية أمام العالم, فكيف يتخلى الساسة اليهود عن هذه المبادئ الخبيثة , وبالتالي الألاعيب متعددة وكثيرة والحجج موجودة فيأخذ آولمرت بالأسباب ويشق طريقه للذهاب لأمريكا ,ويبدأ الصراع ويُعلن عن إنشاء الوحدات السكنية والتي تقارب 8500 وحده سكنيه لإرضاء الصهاينة ,ولكن كل هذا لا يفيد فقرار الحاخامات أسرع من قرار الأحزاب, والقرار الصهيوني واحد واللعبة الصهيونية واحده, وصراع الكراسي الموسيقية هو لعبه صهيونيه من اجل عدم تقدم المباحثات بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني, وإرجاعها إلى سنوات الظلام وهكذا يفعل كل حزب فجميعهم وجه واحد ممتلئ بالحقارة, وقد تستغرب أنه ربما يُقدم العدو على عمل عسكري لإيقاف أي تقدم, أو إقدام الأحزاب الكبرى على الاستقالة, فتعود ريما لعادتها القديمة وهذا ما صرح به زعيم المفدال عندما قال لن نعترف بأي اتفاق تبرمه حكومة اولمرت 0
    ولهذا فإن هذه اللعبة دائماً ما يمارسها الصهاينة وخصوصاً عندما ظن البعض منهم أن قضايا الحل مع الفلسطينيين ربما بدأت وهى بعيده كل البعد عن تحقيق الهدف منها حالياً, لأنه لا يمكن الحل في ظل الإعلان عن القدس عاصمة للصهاينة, ولا سلام مع الاستيطان وهناك سبباً آخر ربما وجد الصهاينة أن اولمرت قد يمنح الجولان لسوريا وهذا بعيد المنال حالياً ,فأقدموا على تقديم ذرائع تسبق الحدث للإطاحة باولمرت0
    وختاماً إلى متى سيبقى صمت العرب؟؟ و إلى متى سيبقى صمت المجتمع الدولي؟؟ وما هو دور مجلس الأمن والمنظمة الدولية ؟؟؟ خصوصاً انه لم يتبقى إلا القضية الفلسطينية وهى الوحيدة التي لم تجد حلولاً حتى الآن وتراوح مكانها, ولهذا لابد من عوده القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي في أروقة الأمم المتحدة والمنظمة الدولية, وليتحمل العالم عبء القضية وإيجاد حل عادل لها0
    sigpicإذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر
    ولا بد لليــــــــل أن ينجلي *** ولا بد للقيـــد أن ينكسر
يعمل...
X