واحد من اهل الكهف 4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود طلبه
    • 25-09-2013
    • 9

    واحد من اهل الكهف 4

    واحد من اهل الكهف 4
    - بمجرد نزولي من التاكسي علي ناصيه الشارع الذي تربيت فيه، لا اعرف ماذا دهاني تغيرت كل الاحاسيس السلبيه التي اكتسبتها في يومي وتحولت الي خفقان في القلب بشكل هستيري وتدفق ادريناليني في كل جسدي ورعشه خفيفه وتسارع انفاس وانا ادخل الي شارعنا الذي يمثل الامان والطمانينه والدفئ والثقه ، وما ان مررت علي القهوه التي طالما سهرت عليها الليالي نتسامر ونضحك ونتبادل الشتائم وقع نظري علي صديقي امام الخواجه المحامي والذي يتمتع بروح سخريه تفوق الوصف وقوه ملاحظه ورد فعل برقي وقدرته علي ان يسخر من طوب الارض ويضحك عليه كراسي القهوه، وما ان راني حتي اتسعت حدقتي عينه بشكل مذهل وخر فاه وقال انت عايش ؟ فرديت لا انا خرجت من القبر رفض طبي يا امام ، فاتجه نحوي بشكل طفولي واحتضنني بقوه وقال لي تعالي بسرعه وهو يحاول ان يخفيني عن الانظار فنهرته وقلت فيه ايه يا استاذ هو انا هربان من السجن ؟ فلم يعلق وظل يدفعني بقوه في اتجاه بيتنا وما كان مني الا ان استسلمت له حتي اقتربت من البيت فوجدت معالمه تغيرت واصبح البيت 6 ادوار بدل 4 وتغير شكل مدخله من كميه الاشجار التي اصبحت امامه وعدد اللمبات المنيره وسط تلك الاشجار ووجدت والدي يجلس امام البيت وامامه شيشه ومنضده صغيره عليها شاشه تلفزيون حديثه ولكن صغيره الي حد ما ، فوضعت يدي علي كتفه وقلت له وحشتني يا حاج ، هب والدي واقفا من هول المفاجأه وقعت الشيشه ارضا ونظر في عيني نظره لم افهمها هل هي نظره اشتياق ام استفسار ام كانت نظره قلق وخوف ، لم استطع تحديدمعناها ولكنه احتضنني بقوه وحنان وعطف وعتاب كل هذه الاحاسيس شعرت بها وكاني بين ضلوعه واخرجني من هذا الموقف صوت امام وهو يقول خده بسرعه علي فوق يا حاج قبل ما احد يراه ، جال في خاطري انهم يخافون علي من الحسد ، ولكن هذه الامور ليست من بين معتقدات والدي او حتي الاستاذ ، فما كان من ابي الا ان تأبط ذراعي وادخلني البيت مسرعا وورائنا الاستاذ امام ، وهنا قلت لهم ما الذي يحدث ؟ انتوا اتغيرتوا قوي ، حد يفهمني .
    - قال لي والدي ادخل استريح وخد حمام وساذهب لاحضر ماتحب من طعام وبعدها نتحدث وفجاه سالت عن امي واختي اين هم ؟ فرد علي انهم في دمياط مع عريس اختي الذي لم اراه او اعرفه ليشتروا مستلزمات فرش بيتهم وسيظلوا يومين اوثلاثه هناك لان فرحها قرب
    وبالفعل لقد كنت في غايه التعب والحيره فلم اجد طاقه في عقلي لان افسر ما يحدث وخصوصا انني من اول هذا اليوم لا استطيع تتبع اي شئ و اخدت شاور رايق وبدلت ملابسي وغفوت نحو الساعه حتي استيقظت علي صوت والدي يدعوني للطعام ، وعندما فتحت عيني وجدته هو والاستاذ امام فوق راسي ، وعيونهم تنطق بكل معاني القلق والخوف والتوتر ، فما كان مني الا ان اقول لهم فيه ايه؟ فرد امام قوله يا حاج ،فاشاح ابي بوجهه ولم يعلق فنظرت للاستاذ وقلت له اقول يا امام في ايه ؟
    - رد علي بصراحه يا معلم انت لما غبت يوم 24 يناير قامت ثوره يوم 25 في البلد علشان الناس تشيل مبارك من الحكم والشرطه انسحبت وانتشر البلطجيه والناس اللي هربت من السجون بقوا في كل مكان والبلد بقت مالهاش صاحب ولا فيها ظابط ولا رابط ، وافتكرنا انك مت في هذه الاحداث وطبعا ماكانش فيه حد نساله هذه الايام عنك ، وبعد ما الامور هديت شويه روحنا بلغنا عن غيابك ولكن يوم 28 بدل 24 علشان قالوا ان حق الشهيد في الثوره هايرجع ، ورمقني الاستاذ بنظره خبيثه اعرفها تماما و تدل علي ان ما بعدها شئ مريب ، واستطرد قائلا وبعد ما فقدنا الامل في عودتك استخدمت علاقاتي وبعض الحيل وتم عمل تقرير وفاه لك انك توفيت في ميدان التحرير يوم 28 يناير ، ومن ساعتها وانا ماشي في اجراءات معقده وطويله لحد ما ربنا وفقنا بعد كام شهروصرفنا 3 تعويضات من المجلس العسكري ومن صندوق شهداء الثوره وكمان من جمعيات حقوق الانسان بحوالي 475 الف جنيه ، انا اعطيتهم لوالدك حتي يستطيع ان يقاوم حزنه عليك ويعوضه ذلك المبلغ عن فقدانك ، فرد ابي بحده وقال له ما انت اخدت 75 الف منهم ، فباغته امام انا اللي دفعت لمهندس الحي 10الاف جنيه علشان الدورين المخالفين
    واكمل امام وقال لي شوف ابوك بنا دوريين في البيت وجاب عربيه وجهز اختك كل ده من خيرك انت مع بعض الذكاء والمفهوميه مني ، انت كنت وش السعد عليهم ،
    - هنا لا استطيع ان اصف شعوري ولا حالتي التي لم اكن اشعر فيها باطرافي ولا بقلبي الذي يخفق ولكن كيف اني قويت علي الرد ونظرت في عيني والدي وقلت موتي هو وش السعد عليكم ، لذلك يجب ان اظل ميت لان تجارتكم الرابحه بموتي لا يجب ان تتاثر
    وبناء عليه لا يجب ان احرمكم من هذه السعاده وان اظل ميت ، حتي تستمر الحياه كما خططتم ، وقمت من جلستي واخذت حقيبتي وخرجت من البيت وانا اعرف الي اين يجب ان اذهب ....
    - استيقظت في احد الايام وعقلي مشوش واري الدنيا خيالات من حولي ،وجدت نفسي في سرير ضمن عدد من الاسره في حجره فسيحه بيضاء مكيفه الهواءونظيفه، وكانت بجانبي ممرضه جميله فقلت لها انا فين ؟ فردت حمد الله علي السلامه دا احنا فقدنا فيك الامل ، طب ليه ؟ ايه اللي حصل ؟ فردت انا اللي سمعته انك جيت المستشفي من حوالي سنتين او ثلاثه قبل ثوره 30 يونيه ودخلت الاستقبال وصرخت اناعوز ارجع الغيبوبه ووقعت علي الارض ومن ساعتها وانت في غيبوبه حتي اليوم ، قلت لها النهارده ايه ؟قالت لي
    النهارده 30 يونيه العيد الثالث للثوره عام 2016
    انتهي اليوم وبس
    محمود طلبه
يعمل...
X