"وسام النور " من كتاب ..."عشر مسرحيات مدرسيّة "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاطمة يوسف عبد الرحيم
    أديب وكاتب
    • 03-02-2011
    • 413

    "وسام النور " من كتاب ..."عشر مسرحيات مدرسيّة "

    وسام النور

    الشخصية الرئيسة : المعلم أبو الفضل
    الشخصيات الثانوية : رئيس البلدية ، الوجيه ، خمسة علماء ، عامل المكتب.


    المشهد الأول
    ترفع الستارة عن مكتب رئيس المجلس البلدي.
    الرئيس (آمرا): يا علي، أين القهوة؟
    يدخل علي(بتواضع): ستجهز حالاً يا بيك.( يخرج)
    الرئيس يكتب، ثمّ يظهر أحد الوجهاء واضعا صحيفة تحت إبطه، (باهتمام): السلام عليكم يا أبو السعد، كيف حالك؟
    الرئيس( يتنهد مهموما): عليكم السلام، والله إنّي أعاني من حالة قلق مستمر لتحملي المهام الجسام للإشراف على أمور البلدة ومشاريعها.
    الوجيه(ناصحا): هذا أمر طبيعي لمن في منصبك، ألم تسمع بهذا القول" لا يغرنّك المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعراً".
    أبو السعد(شاكيا) : معك حق، فالمنصب وجاهه لكنّه كمن يضع يده في خلية نحل.
    الوجيه(حدّق فيه مجاملا): تحّمل يا رجل، فأنت للمهام العظام كفء(يفتح الجريدة) هلا اطّلعت على صحيفة اليوم؟
    أبو السعد(بلا مبالاة) : لم تعد الصحافة تعني لي شيئا، لأنها ثرثرة أقلام وجدل فارغ في أمور السياسة أو هي سطور منخولة من الفكر المثمر.
    الوجيه(ينبه) : لم أقصد لفت انتباهك إلى مناظرة فكرية أو جدل سياسي إنما هو خبر له خصوصية مشرقة لأهل بلدة النعيمية .
    أبو السعد(مندهشا): ما الخبر المفرح، وأيّ خصوصية؟
    الوجيه: اقرأ العمود الثاني في الصحيفة وانظر الصورة المرفقة، لقد كرّمت الدولة اثنين من المبدعين وهما:الطبيب العالم علاّم النعيمي الذي اخترع آلة للكشف عن مرض عضال، والمفكر الاقتصاديّ أمين النعيمي الذي أنقذ ميزانية الدولة من الانهيار من خلال خطة اقتصادية محكمة.
    أبو السعد(ضاحكا بفرح): حقّا إنّه خبر مفرح وأمر مشرّف، هؤلاء الأبناء مفخرة لنا على مدى الزمن، واذكر أنه منذ عامين كُرّم عادل النعيمي في سلك القضاء وكذلك جابر النعيمي العلاّم في علم الرياضيات والفلك.
    الوجيه (باهتمام): لقد خص الله بلدتنا بالنبوغ وهذا الخير يجب أن نقدره.
    أبو السعد(مستوضحا بأهمية):كيف نعبر عن فرحتنا بهؤلاء المبدعين؟
    الوجيه(يتابع بشغف): علينا أن نعبر عن سعادتنا عمليّا.
    أبو السعد(بدهشة): ماذا تقصد ؟
    الوجيه (بنبرته الواثقة ): وهل يكرم المرء إلا في عقر داره.
    أبو السعد(مأخوذا بكلامه): وضّح فكرتك وبيّن أربك!
    الوجيه : لماذا لا نكرمهم في بلدتهم وبين أهلهم.
    أبو السعد (يصمت لحظة مفكّرا في كلامه): فكرة رائعة، لم لا نقيم أعراساً للمجد في بلدتنا، هم يستحقون التمجيد ونحن أهل للفرح.
    الوجيه (بحماس): وسنقدم لكم العون المادي والمعنوي.
    أبو السعد: سأعلن عن اجتماع لأعضاء المجلس لمناقشة خطة الاحتفال بأمجاد العبقرية.
    الوجيه مسترسلا: سأتعاون مع وجهاء البلدة للاتصال بهؤلاء المبدعين وتوجيه الدعوة لهم باسم إدارة المجلس البلدي.
    أبو السعد( مقاطعا): لكن من سيتولّى إدارة الحفل، أتعرف شخصاً مؤهلاً وله خبرة؟ الوجيه (مفكراً): وجدته،إنّه معطي أبو الفضل أقدم معلم في القرية وله باع طويل في هذا المجال،إذ أشرف على الكثير من الاحتفالات المدرسية.
    أبو السعد (قال بتأس): نريد شاباً نشطاً.
    الوجيه (مشجعا): نشاطه وخبرته تؤهلانه لإدارة الحفل شكلاً وجوهراً، لطلاقة لسانه وحلاوة ألفاظه المنتقاة.
    أبو السعد(مناديا المراسل): يا علي، أتعرف الأستاذ معطي أبا الفضل ؟
    علي (مستهجنا باستنكار): ومن في البلدة لا يعرفه، أيخفى القطب؟
    أبو السعد (وقد هدأت نبرته): أهو معروف وأنا لا أعرفه، دعه إلينا حالا، ويجب أن نخصص ميزانية عالية لهذا الاحتفال حتى يكون مشهوداً ومميزاً.
    الوجيه معتدلا عن الاتكاء: أتسمح ميزانية البلدة بإقامة احتفال عظيم كهذا؟
    أبو السعد(بأريحية) : المخصصات متوفرة وإن احتجنا سنحصل على معونات من المهتمين بالعلم.
    الوجيه(مشجعا): ليت الاحتفال يعطي تقديرا لهذه النخبة المتميّزة ويترك بصمات مشرقة في تاريخ البلدة.
    أبو السعد(متحمسا) : سنبذل أقصى الجهد لتحقيق المراد.
    علي(منبها): حضر الأستاذ الفاضل معطي أبو الفضل ؟
    يدخل كهل قوي البنية واثق الخطى متطلعا في الأرجاء، ينظر إليه أبو السعد بازدراء مخاطبا نفسه (رجل كهل رث الهيئة لكنّ الكبرياء والأنفة واضحة على ملامحه)، متسائلا باستنكار: أأنت الأستاذ أبو الفضل؟
    أبو الفضل باعتزاز(: الغمد راض بلونه الأغبر مادام يصون حد السيف، ليست العبرة أن تكون قديما بل نافعا.
    أبو السعد( على مضض): أهلاً، يبدو أنه سليط اللسان.
    أبو الفضل (مرتبكا): أليس من تمام الضيافة الترحيب للوهلة الأولى؟
    أبو السعد (فضحك ضحكة مكتومةمستخفا به): ماذا تقول !!
    أبو الفضل(بلا مبالاة): ما علينا – أسوأ أصم من لا يريد أن يسمع.
    أبو السعد (حذرا منه): يبدو أن فلسفتك جوفاء لاذعة.
    أبو الفضل (موغلا في التوبيخ): ما علينا ،الحشرة قد تلسع جواداً أصيلاً لكنها تبقى حشرة والجواد يبقى أصيلاً.
    أبو السعد(مهدئا نبرته): الخلاف بيننا سيد الموقف ونحن بحاجة إليك، أرجو لا تضع العصا في الدولاب.
    أبو الفضل(مهدئا من عنفوانه): ما علينا،لن نغرق في مستنقع التفاصيل الصغيرة. المهم لمس الجوهر، أيّ ماذا تريد؟
    أبو السعد(متنهدا بعمق): وكأنك لا ترغب بالمنفعة المادية وتكثر الهذر.
    أبو الفضل (واضعا يده على فمه يتمتم بهمس): يبدو أني وقعت في مصيدة لساني، يجب أن ألتزم الصمت فاللسان كالأسد إن لم تحكم وثاقه عدا عليك ولحقك شره.
    الوجيه (ممسكا بذقنه): أنا أرى أن الإنسان المناسب في الموقف المناسب.
    أبو السعد (مستاء): سليط اللسان، (ثم يتابع بازدراء): يكفي أنه معلم.
    الوجيه(مهدئا) : لا تغضب، فالغضب ريح يطفئ سراج العقل.
    أبو السعد(بازدراء): صغير الحجم لا يبدو عليه مظهر الوجاهة.
    أبو الفضل (ضاحكا): ليس المهم كونك طويل القامة والأهم تحيا مرفوع الهامة،كفاني فخراً أن معظم قيادات هذا البلد من طلابي الأجلاء.
    أبو السعد(عيناه تتفرس بغيظ): انتهينا، في صباح الغد لدينا اجتماع في قاعة البلدية وستكون مدعواً لحضوره لتعرف المهمة المحددة لك في احتفالات البلدة؟(يخرج الجميع)

    المشهد الثاني

    يجهز المسرح على هيئة قاعة احتفال: باقات زهور، ست طاولات، منصة، بالونات، شرائط، طاولة عليها الأوسمة مع وسام النور، لوحة ترحيب بمناسبة الحفل، يدخل أبو الفضل متأنقا ويقف على المنصة ليقدم برنامج الحفل: نرحب بضيوفنا الكرام، الذين حضروا لتكريم أبنائهم، نبدأ احتفالنا بآيات عطرة من القرآن الكريم ( يقرأ أحدهم) وتردد على مسامعكم فرقة أناشيد المجلس البلدي النشيد الوطني.
    أبو الفضل(بحماس:الآن نرحب بأعمدة النور التي أضاءت سماء المجد بعبقريتهم، وهم: (يقرأ الأسماء ثم يدخل كلّ مبدع ويحيي الجمهور)
    جابر النعيمي : عالم الرياضيات والفلك .
    علام النعيمي : الطبيب العالم مخترع آلة في كشف الأمراض المستعصية.
    عادل النعيمي : حامي العدل والمخطط للقضاء على الجريمة والإرهاب.
    همام النعيمي : المهندس المخطط للعمران.
    أمين النعيمي : رجل الفكر والاقتصاد.
    أبو الفضل (بتقدير): أهلاً وسهلاً بعلمائنا الأجلاء ونتقدم بجزيل الشكر إلى رئيس البلدة، صاحب فكرة التكريم ونرجو منه التكرم بإلقاء كلمة ترحيب بالمبدعين.
    يتقدم رئيس البلدية من بين الجمهور ليقول كلمة( بلكنة خطابية مفعمة بالزهو):أعزائي الحضور أهالي عشيرة النعيمة الكرام، من دواعي سروري العظيم التشرف بالترحيب بتلك الصفوة التي تميزت بالطلاقة والأصالة في كل إبداع أنجزته ومليء بالدلالات والإشكالات في القضايا الإنسانية في ساحة التفاعل الثري، وما وصلنا إليه من ارتقاء اجتماعي على سلم العلم، إنّ هممهم العالية وحاجتهم إلى الكفاءة وبصيرتهم الثاقبة هي التي بلّغتهم قمة المجد وكرست وجودهم في ميادين الإبداع فهنيئاً لنا بهم، والسلام عليكم.
    معترض من الجمهور(ناقدا): حضرة الوزير، خاطبنا على قدر عقلنا لم نفهم منك شيئا، هكذا أنتم تتلاعبون باللغة حتى لا تصلون إلى عقولنا ولا تحققون احتياجاتنا.
    أبو الفضل (بلباقة): الآن جاء موعد التكريم (تصفيق حار)، أبنائي أنتم رموز الإبداع ووثائق شعبي المشرقة وهوية بلدة النعيمة المضيئة، وكما نعلم لكل إبداع نهج ثبتم خطاكم عليه، ومنهل وردتم منه، والسؤال لكل واحد منكم: ما حكمتك في هذه الحياة، وما دافعك نحو الإبداع؟(ويستلم وسامه)
    جابر النعيمي : لي إرادتي حديدية، كلما أوغلت في العلم كنت على يقين أن ذكائي محسوب عليّ، لذا حرصت على نماء بصيرتي من خلال قراءاتي.
    علاّم النعيمي: (الطبيب العالم) : مبدئي، المرض عدوي الأول، فاتبعت المنهج التأمليّ الذي يتصف بالدقة والحساسية والنقد تجاه أي نظرية علمية .
    عادل النعيمي (حامي العدل): مبدئي التقوى أساس العدل، ووسيلتي في نهج القضاء سيفان: سيف للحق وسيف للعدل، الرحمة موطنها قلبي، الخير له عندي أعلى منزلة أما الشر أتركه يأكل نفسه كما تأكل النار وقودها.
    أمين النعيمي (عالم الاقتصاد): مبدئي أن العالم مظلة أمان للجميع ودائماً أفكر بالوسيلة الناجحة في استثمار أموال الأغنياء لسد حاجات الفقراء، والفقر هو التحدي الصعب الذي أواجه بكل نظريات الاقتصاد وتطبيقاته، الأمان حق غريزي للإنسان وقد سعيت إليه ولم يعجزني شيء، لأن يقيني أنّ العاجز من عجز عن سياسة نفسه.
    همّام النعيمي (المهندس): مبدئي ، توفير السكن الملائم للإنسان ضمن إمكانياته المحدودة ، وتوفير شبكة من الطرق لتسهيل حركة التنقل بكرامة .
    أبو الفضل(مرحبا بهم): والآن يرحب أبناء البلدة بمبدعيهم من خلال هذه الفقرة الغنائيةّ(أغنية أقرأ)
    يتقدم جابر النعيمي: نشكر سعادتكم على تلك النفحة التكريمية التي أشعرتنا بأهميتنا.
    علاّم (باعتزاز): إنّ تكريمنا بين أهلنا لفتة تكريم أثلجت صدورنا.
    الرئيس: نرغب في ترشيح أحدكم لنيل وسام الأوسمة وهو "وسام النور"، يمنح لأفضلكم عطاء ويُختار بموضوعية مطلقة.
    (فاصل حواري بعيد عن أصداء الاحتفال على جانب من المسرح) همام (بتعالٍ): سنحقق رغبتكم لكن لنا مأخذ واحد على هذا الاحتفال.(الرئيس مستنكرا بصمت)
    جابر(مستدركا): كنا نود أن يكون مشرف الاحتفال شخصية متميزة .
    الرئيس (باقتضاب): والله هذا رأيي أيضا ولكننا لم نجد البديل المناسب.
    يقترب منهم أبو الفضل قائلاً : أحسنتم الأداء يا أبنائي.
    عادل (مستاء): أحسنتم التكريم، وتمنينا عريف الحفل شخصية لها وجاهة متميزة.
    أبو الفضل(مضطربا مقهورا): ماذا تقصد؟ كفاكم تقليلاً من قدري، أنا الأستاذ معطي أبو الفضل معلم الصف الثالث الابتدائي في مدرسة القرية.
    تبادلوا النظرات وبصوت واحد: أستاذنا في الصف الثالث الابتدائي.
    جابر(مهللا): منذ رأيتك وأنا أحدث نفسي إني أعرفك منذ سنين.
    علاّم(يحتضنه بقوة): أراك في أحلام اليقظة عملاقاً يتطاول في ذاكرتي.
    عادل: هذا الوجه المألوف طالما احتضنته في أحلامي.
    أمين: تداعيات أفكاري تكشف لي عن شخصك.
    همّام : وجهك محبب إلى قلبي وصوتك المفعم بالقوة يرن في أعماقي.
    همام(بانحناءة وتقدير): اعذرنا ، فالشيخوخة غيبت عنّا صورتك، وغفلنا عن تذكرك.
    أمين وعادل (بفرح غامر): كم نحن سعداء بوجودك يا أعظم إنسان.
    أبو الفضل (مأخوذا لحظة بكلامهم): بارك الله خطاكم.
    جابر(باهتمام): أستاذي، كم حثني صوتك في أبحاثي بإلحاح"الحقيقة تحتاج إلى البحث والتنقيب، والأوهام فقاعات زائلة كزبد البحر".
    أمين(مفتخرا): ما زال صدى رنين صوتك: أنتم بناة المستقبل والبلدة ستقوم على أكتافكم.
    علاّم (بدفء): صدى عبارتك يرن في ذاكرتي"الوباء لعنة الشعوب فحاربوه بالعلم"،وكلما ضمّدت جرحاً شعرت بدفء يدك فوق يدي.
    عادل: كلماتك شكلت لي ضوابط ذاتية"مخزونك من العبقرية وافر، يجب تطوير مهاراتك الفكرية على مبدأ "التقوى أساس العدل".
    همّام : كلما اجتهدت في تفكيري وأبدعت في تصاميمي أقبلت من مخيلتي ونظراتك تمدني بالرضا وتشدّ على يديّ بقوة "هنيئاً، وعبارتك "إنّ الله يبارك عمارة الأرض"
    الجميع : عرفناك يا أنبل الإنسانية، يا معلمنا الحبيب.
    أبو الفضل(مبتهجا):رائع، أأنتم تلاميذي الصغار وعمالقة العالم الكبار؟
    جابر (بحب): أتذكرنا حين كنا صغارا؟
    أبو الفضل بابتسامة فرح: نعم أذكركم حين كنتم صغارا،وأحلامكم كبيرة.
    همام باهتمام: نحن لم ننسك، فالشيخوخة غيرت ملامحك، لتغفلنا عنك.
    أبو الفضل(متحسرا): لقد ذهب الشباب بعطائه وبقيت الشيخوخة بوهنها.
    أمين (مصافحا): أستاذي ،كيف ترى البلدة الآن وأنت معاصر لقياداتها في مراحل كثيرة.
    أبو الفضل (سحب نفسا طويلا): بني، لكلّ زمان رجاله ،وصلاح الناس مرهون بصلاح حكامهم وعلمائهم، وكما تكونوا يولّى عليكم.
    علاّم (أحاطه بذراعه مبتسما):أتذكر سلوكياتنا أثناء التعلّم؟
    أبو الفضل( مبتسما بحبّ): عندما كنت أشرح لكم الدرس وأسألكم هل فهمتم تقولون بصوت واحد" نعم يا أبا الفضل، ولك كلّ الفضل".
    أبو الفضل بفرح: اليوم أفاخر بكم الأجيال فأنتم قطاف ثماري اليانعة.
    علاّم (متباهيا): أستاذي الكريم، أنت الشعلة التي أنارت دروبنا.
    جابر (محدقا في عينيه): أنت زارع أحلامنا الصغيرة وباني آمالنا.
    عادل (ضاغطا على يده): أنت صاحب الفضل الأول علينا.
    أمين ( بصوت مترف الأناقة): أستاذي العظيم ملكت مستودعاً من القيم غرفنا منه ما يحمينا من عثرات الزمن.
    أبو السعد : يا أبا الفضل كيف حافظت على قيمتك الاجتماعية والتربوية.
    أبو الفضل(بعلو همّه): وهل يسأل النهر عن عدد دفقاته.
    أبو السعد (تومض عيناه ألقا): اعذرني، لم أدرك أنك ثروة وطنية، وهذا الضياء يشع من نجمك المتوقد.
    أبو الفضل (بنبرة سارة): لكلّ إنسان دور في الحياة، لو أتقنه بإخلاص لكنا سعداء.
    (عائدا للمنصة) الآن،على المبدعين اختيار أفضلهم لتقليده"وسام النور" ليكتب كل ّعالم في ورقة اسم مرشحه وتسلّم إلى رئيس البلدية ليعلن النتيجة.(بعد الانتهاء من التصويت)
    الرئيس(بأداء خطابي): الآن، سنقرأ ما خطته الأقلام لترشيح الأفضل لوسام النور، يفتح الورقة الأولى وقد عقدت المفاجأة لسانه ،متلعثما: معطي أبو الفضل المعلم.
    الوجيه (بصوت مرتعش): لكنّه لم يدخل دائرة الترشيح؟
    أبو السعد( ممسكا بالورقة وبصوت واهن): معطي أبو الفضل الإنسان.
    الوجيه(مذهولا): هناك خلل ما، القضية فيها سر.
    الرئيس( مأخوذا في الورقة الرابعة): أبو الفضل صورة الوطن المشرّفة، (يرفع إبهامه دلالة التأييد): يجب أن أتقبل هذا المعلم.
    يقرأ الورقة الخامسة معلنا بقوة: معطي أبو الفضل النور لوسام النور.
    الوجيه(مؤيدا): أبو الفضل يستحق ذلك عن جدارة.
    جابر(بحماس) : قم للمعلم، وفه التبجيلا .... كاد المعلم أن يكون رسولاً.
    تعانق الأذرع أبو الفضل فينظر إليهم بذهول دامعا: أبنائي، تميزكم هو تقدير لذاتي وتكريمي تكريم للوطن لأنكم رفعتم راية العلم عالياً، وهنيئاً للمعلم الذي كان ومازال هو أساس التقدم والتطور والازدهار.
    وتتقدم مجموعة لتغني "النور لوسام النور"ويتقدم الجميع لتحية الجمهور.



    انتهت
    التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة يوسف عبد الرحيم; الساعة 06-01-2014, 10:30.
يعمل...
X