بغدادُ أيا بغدادُ ...
يا أَلمَي وَيا وَجَعي
وَيا هَمسَ أنفاسِي البَليدة ْ
قَد خَانَني فِيكِ القَريضُ
فَجِئتُ أنثرُ بالحُرِّ لِعَينيكِ قَصِيدة ْ
بـَغْدادُ.. يَا أمليْ وَفَخريْ ...
وَيا مُعلِّمتيْ
وَيا مُعلَقَتيْ الجديدة ْ
الـنَّـاسُ تَجعَلُ من عَواصِمِها ذَهَباً وَدُرّاً وأشياءً فريدة
ْ وَنَحنُ
نَسكبُ على نيرانِكِ زَيتاً
وَندفِنُ هَامَتَكِ وئيدة ْ
بَغدادُ .. مَهلاً .. لا تَشتكينا للأنام ِ
مُقصِّرونَ حَدَّ اللثـام ِ
فَنحنُ أصحابُ تَجرِبةٍ وَليدةْ
خَدَعتنا ضُنونُنا
بأننا أهلٌ لأفكارٍ سَديدة ْ
بـَغدادُ سَيدتي... عُذراً ...
فَقَدْ امتَطينا صَهوةَ الكِبْرِ المَقيتِ
وخضناْ بأغوارِ أَسْفارٍ بعيدة ْ
بغدادُ... يا تاريخَ أُمتنا المجيدة ْ
ويا ألقَ الدُّنـا يومَ كُنتِ لِدَربِها مِشكاةً وحيدة ْ
وتَبغدَدَتْ كلُّ اللُغاتِ بأرضِكِ النجلاءْ
فالفصاحةُ والبلاغةُ
عند ذكراكِ قعيدة ْ
بــَغدادُ أنتَ نَبتُ الدين ِ فينا
أنتِ جذُورُنا
ما كنتِ مُسوَّمَةً تليدة ْ
بَغدادُ .. ها قَدْ نفذَّ الحقدُ الدَفينُ فيكِ وعيده
وأسمَعَنا السَمجُ رَعيده
وما زالَ يبحثُ عَن جَديدَه
بغدادُ..
مَعذرةً إليك ِوَمَعذرةً لأبياتِ القصيدة ْ
وَأنا المؤرَّقُ جفنُهُ
لكنني أرنو لأحلامٍ ٍسَعيدة ْ
ما لي أراكِ بأفلاكِ الدُجى
تَبحثينَ عن النـَّقاءِ
تنافِحينَ عن البقاءِ
وإنَّ صفحتَكِ مُنقَّحةٌ مزيدة ْ
ما لي أرى النَزفَ الرُّعافَ
يُتعبُكِ ... يُضنيكِ..
وبرُغمهِ أنتِ عتيدة ْ
بغدادُ... إني قد أضعتُ طفولتي سَهواً !!!!
فهل عَساني أن أجدْهاْ في أزقتكِ العَنيدة ْ
وهل عساني أسْتَظلَّ بأفياءِ محنتكِ المديدة ْ
وتكدرتْ كلُّ الأماني يا بغدادُ
وتبعثرتْ كُلُّ الخُطى
وتحطَمَتْ مآذنُكِ الفريدة ْ
يا ويحََ دجلةَ...
مالها لم تزلْ تعجزُ عن خَلقِ أشياءٍ سَعيدة ْ
يا ويحَ ناسي ويحَ أهلي أينهُم ْ ؟
أصحابَ نخوتِنا الحميدة ْ
يا ويحَ نفسي..
قد تدنتْ حتى لا تُميّزُ
بين ( كفيارٍ ) و عَصيدةْ
بغدادُ .. عُذراً أيتها العميدة ْ
إني أشتَهي أن أغازِلُكِ
كَما كانتْ تـُغازلُك العواصمُ
يوم َ كُنتِ حَاضِرةً شَهيدة ْ
بغدادُ .. يا رقصَ الطُفولةِ
وهوى الصبا..
وغوى الشبابِ
يا مُجندِلتي الأكيدة
ياما كنتُ أرتشفُ الهوى من رافديكِ
فأقولُ : حَسبُكِ
وتُسقيني مزيدة
أشتاقُ لأحبابٍ صغارٍ
يومَ كُنا لُحْمَةً لا يُفرقُنا عِرقٌ
بلْ ولا حَتى عَقيدة ْ
أشتاقُ لأيّامِ المدارسِ
يومَ كنّا نهتِفُ : ( عُشتِ يا بغدادْ )
ورجعُهُ الدنيا تُعيده
أشتاقُ لأيام ِ الشَّبابِ ..
يومَ كنا نسلكُ الدربَ مُشاةً ،
بين ( ميدان ٍ ) و ( بغدادَ الجديدة ْ)
بغدادُ يا منبرَ الشُعراء ِ
ويا نبعَ القوافيِ
أخانَكِ الشعرُ ؟ أم خان لبيده ؟
قومي فادلُقي كلَّ أدرانِ محنتَكِ الشديدة ْ
يخالجُني شعوٌر أنَّكِ في حاجةٍ لهوادةٍ ..
أو نومةٍ هانـئةٍ رغيدة ْ
بغدادُ هل ياترى ستعودُ بسمتُكِ الشهية ْ ؟
وأناقتُكِ الأبية ْ؟
متى .. متى ؟ أيتها الفقيدة ْ
بغدادُ .. عفواً أتقبلين عيوننا سكناً ؟
إذن ... هيا اسكني يا محبوبتنا الشريدة ْ