خنجر الغدر والخيانة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    عضو أساسي
    • 15-12-2008
    • 2228

    خنجر الغدر والخيانة

    خنجر الغدر والخيانة

    إن خنجر الغدر والخيانة الذي يُعمل اليوم في أوصال أهل غزة هو ذاته خنجر الغدر والخيانة الذي يُعمل في أوصال أهل سورية وأهل العراق، إنما هي اليد التي تتناوب على حمله وإعماله في أوصال العرب والمسلمين التي تختلف في كل مرة نرى فيها الدماء تسيل في دنيا العرب.

    في سورية والعراق: أردى خنجر الغدر والخيانة – وتحمله فيها اليد الطائفية ممثلة بالنظامين الطائفيين النصيري والشيعي فيهما - أكثر من مليون ضحية، وشرد الملايين وقسم البلاد والعباد كليا ورهنها لدى الأجنبي تمهيدا لتقسيمها.

    إن الذين يبكون اليوم على ضحايا خنجر الغدر والخيانة في غزة ثم يقفون مع اليد التي تحمله في سورية والعراق ثم يشمتون بمصاب السوريين والعراقيين، هم كائنات مات الانسان في داخلهم، وصاروا من طبع الآدميين إلى طبع الضباع والخنازير والوحوش، ولا مصداقية على الإطلاق لدموعهم الرخيصة التي يذرفونها هنا وهناك، ذلك أن الانتماء إلى الآدمية لا يبيح للآدمي مثل هذا الانفصام الغريب الذي يجعله مع القاتل في مكان، ومع الضحية في مكان آخر.

    إن الشماتة بضحايا خنجر الغدر والخيانة في دنيا العرب، التي نراها في وسائل الإعلام المختلفة، وفي المواقع المختلفة، ليست إلا نتيجة لتبرير البعض منا القتل والظلم في هذا المكان أو ذاك بحجة المؤامرة تارة، والوطنية والمقاومة تارة أخرى، ودفاع البعض عن القتلة بإصرار لا يُتصوَّر. فالقتل والظلم واحد، لأن خنجر الغدر والخيانة واحد، ومن يبرره إعماله هنا ويشمت بضحاياه هناك، وحش لا قيمة لكلامه، لأن تبرير القتل والظلم ضد الآدمية وضد الانسانية و- قبل كل شيء - ضد السماء والأرض.

    فلنستعد الانسان في داخلنا أولا، ولنستعد آدميتنا التي فقدناها عندما ارتضينا لأنفسنا الدفاع عن قتلة ومجرمين طائفيين في سورية وغيرها بحجة القومية العربية الساقطة هي ومجرموها معها الذين أوصلوا البلاد والعباد إلى ما هم اليوم عليه، لأن الذي تذرف عينه الدموع عندما يرى الطفل الشيعي يرديه خنجر الغدر والخيانة ولا تذرف ذات عينه الدمع عندما يرى الطفل السني يرديه خنجر الغدر والخيانة ذاته، وحش ودجال .. ولأن الذي يبكي على طفل غزة الذي يرديه خنجر الغدر والخيانة ولا يبكي على الطفل السوري الذي أرداه خنجر الغدر والخيانة ذاته الذي يحمله الطائفيون في سورية، وحش ودجال .. إن حرمة الآدمي واحدة في كل مكان. ويُتَوَقَّعُ أن يكون لنا – نحن المسلمين – حقوق تجاه بعضنا بعضا، أضعفها وأقلها ألا يشمت الواحد بمصاب الآخر، لكنها للأسف منعدمة لأن الوزاع الديني مات مثلما مات قبله الوازع الأخلاقي والوازع الآدمي إن صح التعبير .. ولا حرمة لمن يدافع عن مجرم قتل الأبرياء وانتهك الأعرض ونهب الأمول وخرب البلاد وشرد العباد.

    لضحايا خنجر الغدر والخيانة الرحمن في كل مكان يُعمل هذا الخنجر فيه، سواء في غزة أو في سورية أو في العراق أو في غيره من دنيا العرب.




    أكثر...
يعمل...
X