.. بين الإنسان والكون .........

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • موسى الجهني
    أديب وكاتب
    • 26-02-2014
    • 3

    شعر عمودي .. بين الإنسان والكون .........

    السلام عليكم ورحمة الله













    أأنتَ مُعتبري أم أنت محتقري؟
    أم أنت آذتْك مني كثرةُ النظر؟


    أم ما الذي أنت تخفيهِ وأجهلُهُ
    يا مَن وراءَك يبدُو كلُّ مستترِ


    لي أن أقولَ إذا ما طال صمتك ما
    ذا أنت أو ما الذي أبقيت للصورِ


    تُعلي بصمتِك أسواراً وأثقُبها
    في كلِّ يومٍ بما أوتيْتُ من قُدَرِ


    وفي غدٍ كلُّ سورٍ كنتُ أجرحُهُ
    يعودُ ملتئماً وآضيعةَ الوطرِ


    فلا أرى غيرَ أني عاجزٌ أبداً
    وضاعَ من عمُري ما ضاعَ من عمُري


    أكانَ ذنبيَ لمَّا كنتَ لي قدراً
    مُذْ أن وعَيتُ وما خُيِّرتُ في قدري


    ياليتَ شعريَ هل تدري وهل شهِدتْ
    عيناك ما صارَ لي في أقدمِ العصرِ


    أُلقيتُ في غيهبِ الجبِّ القديمِ وما
    آنستُ صوتاً لسيَّارينَ في أثري


    وما رأيتُ سوى ما قد أُرِيتُ وما
    خَبَرْتُ إلا بما أُخبرتُ عن خبري


    وها أنا اليوم أجثو حائراً ومعي
    تساؤلاتٌ تنامتْ فيَّ من صغري


    طالَ انتظاري لما لم يُنتظرْ ولقد
    أكادُ أُقتلُ من يأْسي ومن ضجري


    يا أيها الشيخُ حدثْني فإنَّ حديثاً
    من سكونِك يغنيني عن البشرِ


    وإنَّ هذي التجاعيدَ التي برِقَتْ
    في بعضِ وجهِك تغنيني عن الخِبرِ


    يا أيها الشيخُ قد طالَ الطريقُ فهل
    تعبتَ يوماً وهل أُجهدتَ من سهرِ


    وهل ملِلْتَ كما ملَّتْ عيونيَ من
    شكلِ النجومِ ووجهِ الشمسِ والقمرِ


    طالَ الزمانُ وشاخت كلُّ ثانيةٍ
    واحدودتْ نُطَفُ الأرحامِ من كِبَرِ


    وهذه الريحُ قد بُحتْ حناجرُها
    وشابتِ الشمسُ واصفرَّتْ من الغَبَرِ


    وَأُهملتْ خيمةُ الدهرِ التي نُسجتْ
    منذُ العصورِ لتحكيْ أجملَ العِبَرِ


    يا أيها الشيخُ هل لي أن أقولَ ألا
    لقد أطلتُ وقوفاً مُجهداً بصري


    فهل هناك سبيلٌ لاصطفائيَ يوماً
    فيهِ تكشفُ آفاقاً من السُترِ


    إنَّ اليقينَ وراءٌ حين نطلبُهُ
    وخلفَ كلِّ وراءٍ أيقنُ الخبرِ
يعمل...
X