الدرس 2 : الغاية من دراسة علم الصرف ، و الكتب المصنّفة فيه :
لا يخفى أن لعلم الصرف فوائد كثيرة و متعدّدة تجعل مستعمل اللغة لا يستطيع الاستغناء عنه . من هذه الفوائد :
أ- صَوْن اللسان عن الخطإ في الألفاظ ، و مراعاةُ القواعد اللغوية نطقا و كتابة .
ب -معرفة كيفية ضبط الكلمات . فإذا كان علم النحو يضبط أواخر الكلمات حسب موقعها الإعرابي داخل الجملة ، فإنّ علم الصرف يضبط تشكيل الكلمة و تكوينها منذ البداية .
ت -معرفة ما هو أصليٌ و ما هو زائدٌ في اللفظ ، فبواسطة علم الصرف نستطيع التفريق بين ( كَتَبَ) و ( استكْتبَ) و ( كَاتَبَ) ...و هكذا
ث - تعلّم كيفية صياغة الكلمات و كلّ ما يتعلّق بالاشتقاق و تحويل اللفظ من بنية إلى أبنية مختلفة لاختلاف المعاني كاسمي الفاعل والمفعول والتصغير و التثنية و الجمع والنسب والتكسير وإسناد الأفعال إلى الضمائر، ...و غيرها
و نظراً لأهمية علم الصرف يقول عنه الإمام الزركشي في كتابه " البرهان في علوم القرآن " : ( العلم بالصرف أهمّ من معرفة النحو في تعرّف اللغة ، لأن التصريف نَظَرٌ في ذات الكلمة و النحو نَظَرٌفي عوارضها . و هو من العلوم التي يحتاج إليها المفسّر)
إنّ علم الصرف يحتاج إليه جميع المشتغلين باللغة العربية ، لأنه ميزان العربية ، و يُحتاج إليه أكثر بغية عدم اللحن في كتاب الله و قراءته قراءة صحيحة .
و قد أُلف في هذا العلم منذ القديم لأهميته القصوى ، فمن المصنّفات الصرفية :
-كتاب " التصريف " لأبي الحسن بن كيسان ( المتوفى 120هـ)
-كتاب " التصريف " لعلي بن المبارك الكوفي ( ت 194هـ)
-كتاب " التصريف " لأبي عثمان المازني ( ت 249هـ)
-" المُنْصف شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني " لابن جني ( ت 392 هـ)
-" المفتاح في الصرف " لعبد القاهر الجرجاني ( ت 471هـ)
ــ " المُفَصّل " للزمخشري ( ت 538 هـ)
ــ " الوجيز في علم التصريف" لأبي البركات الأنباري ( 577هـ)
- " الشافية " لابن الحاجب (646هـ )
- " الممتع " لابن عصفور(669هـ )
- " نزهة الطرف " لابن هشام (761هـ )
إلى غير ذلك من الكتب التراثية ، و لا زالت المؤلفات في علم الصرف تتوالى إلى يومنا هذا ، لأن هذا العلم يحتاج إلى المزيد من الدرس و التمحيص ، لعلاقته الوطيدة بفهم كتاب الله تعالى .