رثاء عمر العلوي حيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد المهدي السقال
    مستشار أدبي
    • 07-03-2008
    • 340

    رثاء عمر العلوي حيا

    رثاء

    اعتذار في حضرة الله بين يدي عمر علوي ناسنا

    تقول:
    )) قبل السقوط الأخير هناك مساء ينبغي أن أؤخره قليلا لترى الأشياء ما في الصقال ((
    وأقول:
    )) قبل السقوط الأخير هناك رثاء ينبغي أن أقدمه قليلا لترى الأشياء ما في العلوي ((


    لا أغضب إلا من صحو يعيدني لدورة عقارب الساعة من اليسار إلى اليمين ، يحتمل حماقاتي صخر يعانق موجات تبعثر كينونتها إكراهات مد وجزر ، فأرحل مهووسا بالتلاشي في سديم الصمت لا معنى لحروفي غير بوح الصوت المحاصر بين جدارات الكلام الأجوف يركب صهوة النسيان.
    أطارد لعنة الشيطان في حضرة الله ويدي مغلولة إلى عنقي تكتب ما تشظى من لهيب الكفر في كرنفال استباحة الزيف بأروقة المرابين باسم الولاءات الخشبية.
    كيف أبحت صهر الكلمات بجمر الصحو يذيب انفلاتها من عنفوان الرغبة في الموت على عتبات الصلاة الأخيرة قبل ارتحالي.
    ثم ساقني اللغو إلى أحاديث شجون الطفو خارج الأشياء كما أراها بعيون المحو لكل الخطايا ؟ كيف ؟
    في لحظة من استلال بريق وهج التملي بالاجتراء دفعا للخوف من سلطة آلهة الزمان بلا عروش في السماء، نفضت يدي من بقايا ذرات آخر اعتبار لصولجان التشكل بألوان الغير ما داموا الجحيم الموعود في كتاب الوجود، وكأني في انفصالي عن وصالي مع التراكم المتكلس بالأسماء ملفوفة في كفن المعاجم ، لا أشبه نفسي في شيء مما يغالب كل الأشياء حتى الثمالة ، من أجل عري أكونه ويكونني ساعات التجلي بلا أسماء رسمت لها تماثيل العبادة في خنادق العرافين بخرائط ما بعد الموت جنات آمنت أنها محض سراب.
    في مناجاة الله قبل السقوط الأخير وجدتك تمحو بانتفاضة الجريح كل أوهام التعلق بالفراغات العطلى بأبواب انتظار الموت على حافة الرفض بالجملة يجرفها النزع الأخير لمعانقة اللاشيء.
    كيف لم أنتبه لصعودك هاوية التجلي في زحمة الرسم بألوان التهيؤات دوائر من نسج خيوط العناكب لا طعم لها ولا لون بالقراءة على الظاهر في الولاء لغير الله الذي جاهدت فيه للنسيان بغير صورته خارج كتب الأرض والسماء؟ كيف؟
    هل أكتب رثاءك قبل السقوط الأخير أيها الراحل ببطء نحو مغارة الموت الذي ارتضيته حسن ختام ؟
    هل أسخر من تفاهة واد غير ذي زرع باعد بين شطينا رغم اتجاه الأخدود لنفس المسار؟
    الآن فقط زاد شكي في وهم اليقين بأنك في صوتك الممتد من المحيط إلى الخليج كنت مثلي تطارد خيط دخان في مدى تحاصره تلاوين زمن الحضور بغير طفرات الشجو السابح في الغياب.
    أنا أرثيك بما أنت ظل له في بوحك الجامح قبل السقوط الأخير يا عمر،
    وليس بين جوانحي أكثر من فيض حرج السؤال عن أصل ماهية الإنسان بداخلي موزعا بين نصفين، نصف بثوب الله موضوع العتاب، ونصف برداء الشيطان موضوع الاغتراب.
    إنا من الموت وإنا له لراجعون.

    محمد المهدي السقال



    " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "
يعمل...
X