تويت
قراءات نقدية في النصوص الفائزة بمسابقة فنون وأدب ( 5 )
القصة الومضة
إكراه
أَسَروها بقفصِِ ِالزواجِ؛ ناشَدتْ عصافيرَ روحِها الفرار.
الناقد: أُميمة حسن - سوريا
الكاتب: فراس سالم- سوريا
........................................
مقدمة: الومضة نور والنور يحتاج إلى قطبين حتى ينير ، قطب سالب وقطب موجب ، إنها أشبه بقدح الزناد لابد له من الاحتكاك حتى يشتعل .
وبما أن الومضة فن طارئ على أدبنا ولم يسبق أن حُدد له مسار خاص في التحليل والنقد الأدبي ،فإني انتقيت لذلك منهجاً يقوم على الدراسات الجمالية التي تتناول النّص الأدبي انطلاقاً من كينونته المنبثقة من ذات المبدع ،اعتماداً على إيحاءات نفسية أو سوسيولوجية ، وانطلاقاً من بنيته اللغوية التي تتمثل في أدوات المبدع وأسلوبه في فرض دلالات خاصة بانتقاء ألفاظه وإيحاءاتها .
وعلى هذا فالنص منظومة فاعلة ، تتفاعل بُناها لبثّ عملية بنائيّة للذات المبدعة ، من خلال تلمّس الإيحاءات والدلالات النفسية والاجتماعية التي يبثها الكاتب عبر أدواته ...وهنا يأتي دور النقد في استجلاء مواضع الجمال لأن الجمال يسمو بالنفس الإنسانية إلى عاطفة نزيهة تنتزعه من طبيعته المألوفة.
البنية الفكرية : إكراه ....هو عتبة القصة لدينا وللإكراه وجوه مختلفة وأسباب متعددة ..وحتى لا نفكر كثيراً جاء المتن ليُحدد لنا نوع الإكراه .
إنه إكراه فتاة على الزواج حتى أضحى الزواج بالنسبة لها كالأسر وليس الأسر في السجن بل في قفص ، وذلك إمعاناً في إبراز ضيق الخناق عليها ، وإذ ضاق بها سجنها لجأت إلى روحها الحرة لتشجع نفسها على الهرب مما هي فيه ، فهل أراد بهذا الفرار فراراً مادياً أم معنوياً ..كلاهما جائز .
البنية الفنية : عنوان مميّز يفتح آفاقاً متعددة يحدد اتجاهها المتن .
متن الومضة قصة نفسية وحالة شعورية بحتة من خلال استخدام الايحاء في اللفظ ، فالزواج أسر والأسر في قفص والقفص يدل على تضيّق الحال أكثر فأكثر ..وإذ وصلت إلى مرحلة الاختناق صار لروحها عصافير تساعدها على الهروب ..فثمة انسجام في الاستخدام بين قفص وعصافير .ولكن العصفور ضعيف مما يوحي بأن أملها في الفرار ضعيف أيضاً .
ومضة جيدة من حيث استجلاء المشاعر ومحاكاة الحس الإنساني المرهف ،موفقة من حيث بنيتها الفنية والفكرية.
القصة الومضة
إكراه
أَسَروها بقفصِِ ِالزواجِ؛ ناشَدتْ عصافيرَ روحِها الفرار.
الناقد: أُميمة حسن - سوريا
الكاتب: فراس سالم- سوريا
........................................
مقدمة: الومضة نور والنور يحتاج إلى قطبين حتى ينير ، قطب سالب وقطب موجب ، إنها أشبه بقدح الزناد لابد له من الاحتكاك حتى يشتعل .
وبما أن الومضة فن طارئ على أدبنا ولم يسبق أن حُدد له مسار خاص في التحليل والنقد الأدبي ،فإني انتقيت لذلك منهجاً يقوم على الدراسات الجمالية التي تتناول النّص الأدبي انطلاقاً من كينونته المنبثقة من ذات المبدع ،اعتماداً على إيحاءات نفسية أو سوسيولوجية ، وانطلاقاً من بنيته اللغوية التي تتمثل في أدوات المبدع وأسلوبه في فرض دلالات خاصة بانتقاء ألفاظه وإيحاءاتها .
وعلى هذا فالنص منظومة فاعلة ، تتفاعل بُناها لبثّ عملية بنائيّة للذات المبدعة ، من خلال تلمّس الإيحاءات والدلالات النفسية والاجتماعية التي يبثها الكاتب عبر أدواته ...وهنا يأتي دور النقد في استجلاء مواضع الجمال لأن الجمال يسمو بالنفس الإنسانية إلى عاطفة نزيهة تنتزعه من طبيعته المألوفة.
البنية الفكرية : إكراه ....هو عتبة القصة لدينا وللإكراه وجوه مختلفة وأسباب متعددة ..وحتى لا نفكر كثيراً جاء المتن ليُحدد لنا نوع الإكراه .
إنه إكراه فتاة على الزواج حتى أضحى الزواج بالنسبة لها كالأسر وليس الأسر في السجن بل في قفص ، وذلك إمعاناً في إبراز ضيق الخناق عليها ، وإذ ضاق بها سجنها لجأت إلى روحها الحرة لتشجع نفسها على الهرب مما هي فيه ، فهل أراد بهذا الفرار فراراً مادياً أم معنوياً ..كلاهما جائز .
البنية الفنية : عنوان مميّز يفتح آفاقاً متعددة يحدد اتجاهها المتن .
متن الومضة قصة نفسية وحالة شعورية بحتة من خلال استخدام الايحاء في اللفظ ، فالزواج أسر والأسر في قفص والقفص يدل على تضيّق الحال أكثر فأكثر ..وإذ وصلت إلى مرحلة الاختناق صار لروحها عصافير تساعدها على الهروب ..فثمة انسجام في الاستخدام بين قفص وعصافير .ولكن العصفور ضعيف مما يوحي بأن أملها في الفرار ضعيف أيضاً .
ومضة جيدة من حيث استجلاء المشاعر ومحاكاة الحس الإنساني المرهف ،موفقة من حيث بنيتها الفنية والفكرية.