قراءات نقدية في النصوص الفائزة بمسابقة فنون وأدب ( 1 )
القصة الومضة :
محب السـلام افتقد ظهوره الجميع؛ أتته حمائم السلام داعية.
الناقد: الشاعر محمد صاوي - مصر
الكاتب: جمال ال هاشم - السعودية.
.................................................. ...
محب السلام ..... يمكن القول إننا أمام عنوان يقول الكثير عبر ركنيه الذى يمثل كل منهما دالا جليا واضحا فعلاقة محب هى علاقة اسم الفاعل العامل عمل فعله كما ان الحقل الدلالى للحب جلى وواضح أمام المتلقى ، ثم إضافة علاقة اسم الفاعل الذى يمثل المبتدأ إلى المضاف إليه ( السلام ) وهو أيضا دال جلى وواضح لدى المتلقى ، لكن حتى الآن لا يخبرنا المبتدأ ومضافه عن الخبر أى ( محب السلام ... ما خبره من هو كيف كان فى أى زمن فى أى مكان ؟ وهكذا يتحول سياق الجملة الاسمية المسكوت حتى الآن عن خبرها إلى سياق الاستفهام لدى المتلقى ، النقطة الثانية فى الخبر هى أنه يقوم على التخييل فالسلام يتجسد عبر سياق الاستفهام محبوبا ، وهنا نكون أمام مسارين مختلفين لتلقى التخييل الأول هو أن السلام تجسدا حقا محبوبا فى بصيرة السرد أما المسار الثانى فتلقى التخييل عبر كونه كناية عن الاهتمام والتقدير وليس تجسدا فعليا للسلام كمحبوب ، والحقيقة أن أيا من المسارين لا يفصل فيهما إلا تلقى خبرة السرد إذن العنوان هنا يتحول أيضا إلى الاستفهامية عبر فكرة تخييله التلقى قام عليها ،- ثانيا ولنتأمل أداة السرد التى استهل بها السياق حيث نتلقى الحكى عبر الجملة الاسمية التى فعلها ماض حيث نتلقى سياق (افتقد ظهوره الجميع ) وهنا يقوم الفعل الماضى بدور حكائى أصيل هو دور متأصل فى طبيعة الفعل الماضى الذى بطبيعته يعيد إنتاج ما حدث لنا فكأنه يحكيه ، ثم ولنتأمل بنية الفعل الماضى ( افتقد ) حيث نتلقى الحكى عبره من خلال كونه فعلا قائما على صيغة ( افتعل ) والحقيقة أن تلقى هذى الصيغة يستدعى دلالات عدة منها كون هذى الصيغة الصرفية دالة على المطاوعة فيكون التأويل هنا ( افتقد ظهوره الجيمع – أشعرنا بفقده فافتقدناه ) ، كما أن من معانى هذى الصيغة الاتخذا فيكون التأويل افتقد الجميع ظهوره أى اتخذوا الفقد صفة لهم ثابتة راسخة ، كما أن من معانى الصيغة الصرفية هنا المشاركة فيكون التأويل ( افتقد الجميع ظهوره – أى فقدناه وفقدنا فتشاركنا نحن وهو فى الفقد ) كما أن من معانيها الصرفية الإغناء عن المجرد فيكون تأويل ( افتقد الجميع ظهوره أى استغنينا بفقده عن فقد غيره ، كما أن من معانيها الاختيار فيكون تأويل ( افتقد ظهوره الجميع ) أى اخترنا ان نظهر ذلك الشعور تجاهه هو تحديدا ، وهنا يكون المتلقى أمام الصيغة الصرفية التى تتحول إلى الاستفهام أى دلالة للصيغة الصرفية للفعل ( افتقد ) يعنيها المتلقى ؟ وهنا فلنكمل تلقى خبرة السرد حتى تتجلى أكثر إجابة هذا السؤال حيث نتلقى علاقة الفاعل ( الجميع ) وعبر كونه فاعلا معرفا بال وهو تعريف يمكن أن يكون دالا على العهد فيكون الجميع جماعة محددة ، كما يمكن أن تكون ال هنا ليست للعهد بل للجنس فيكون التأويل الجميع أى جميع البشر وليس جماعة محددة ، أى ال تعريف إذن يقصدها السرد ؟ ثم ولنتأمل سياق الجملة ( افتقد ظهوره الجميع ) حيث نتلقى الجملة عبر تقديم علاقة المفعول ظهوره ربما للاهتمام والتنبيه وربما التقديم هنا لإنتاج الإيحاء بدلالة المفعول عبر طاقة المقابله بين الافتقاد وبين الظهور ، إذن يمكن القول إن السياق الذى استهل به السرد يقوم على طاقة الاستفهام وعلى غموض فنى لذلك المفعول وعلى افتقاد جانب واحد منه هو الظهور فالسياق لم يقل لنا ( افتقدناه ) بل ( افتقدنا ظهوره ) إذن نحن أمام مفقود هو باق وحاضر بينما ظهوره فحسب هو ما يشعر الجميع سواء كانوا كل البشر او جماعة محددة تستشعر ذلك الفقد تجاه الظهور ، وهنا تظل دلالة الظهور حاضرة نيرة ما الظهور وكيف يكون وهل هو يستدعى طقسا فلكيا ما كتخييل دال على حضوره فيكون ظهوره كشمس أو غمامة ويكون الظهور ها هو تخييل عبر الاستعارة التى تأويلها افتقدناه وجوده أو حضوره الذى كأنه الظهور لشمس او بدر او غيرها من مفردات الطبيعة التى من سماتها الظهور والخفاء ، هنا فلنتأمل العنوان هل هو محب السلام الذى افتقدنا ظهوره ومتى خفى هل يمكن أن تتحول الجملة هكذا ( محب السلام افتقدنا ظهوره نحن الجماعة التى تستشعر افتقاده ) إذن من هو ؟ وهنا أيضا فلنتحرك مع مسار السرد لنتلقى سياق (أتته حمائم السلام داعية ) وهو سياق يقوم على أداتين سرديتين الأداة الأولى هى القطع فنحن نتلقى المشهد ولا ندرى ما الذى حدث للمفتقدين والمشهد يمثل حالة من القطع على المشهد السابق حيث ينتقل بنا إلى أجواء أخرى ، ثم الأداة الثانية وهى الحكى عبر الجملة ذات الفعل الماضى ولنتأمل ( أتته ) والتى توحى بالسلاسة والألفة ، ثم ولنتأمل علاقة الفاعل ( حمائم السلام ) والتى تمثل تشبيها بليغا فى تأويل هو الحمائم التى كأنها السلام ذاته او التخييل عبر الاستعارة ( حمائم رباها السلام وهى له وفى كنفه ) ثم ولنتأمل ختام النص عبر علاقة الحال ( داعية ) وهى علاقة حال عبر اسم الفاعل العامل عمل فعله المضارع ليكون تأويلها ( أتته حمائم السلام وهى تدعوه ) أى فى حالة من الدأب والاستمرار لا ينقطعان لدلالة اسم الفاعل حتى فى صيغة الحال على الثبات والرسوخ ، وهنا يظل النص مفتحا على أكثر من تأويل لذلك المحب للسلام الذى تستحيل الحمائم بين يديه رسولا بصيرا يدعوه وهذا الغموض الفنى يمنح النص رحابة وبراحا يزخر بتغاير التأويل وتعدد القراءات كما أن علاقة الفعل ( افتقد ) وتغاير دلالتها الصرفية تنفتح كافة تأويلاتها التى ذهبت إليها القراءة إلى التعبير الكناءى العام الذى يقوم على فكرة مكابدة الافتقاد والشعور بوطأته على النفس ، حقا نص نير جميل.
القصة الومضة :
محب السـلام افتقد ظهوره الجميع؛ أتته حمائم السلام داعية.
الناقد: الشاعر محمد صاوي - مصر
الكاتب: جمال ال هاشم - السعودية.
.................................................. ...
محب السلام ..... يمكن القول إننا أمام عنوان يقول الكثير عبر ركنيه الذى يمثل كل منهما دالا جليا واضحا فعلاقة محب هى علاقة اسم الفاعل العامل عمل فعله كما ان الحقل الدلالى للحب جلى وواضح أمام المتلقى ، ثم إضافة علاقة اسم الفاعل الذى يمثل المبتدأ إلى المضاف إليه ( السلام ) وهو أيضا دال جلى وواضح لدى المتلقى ، لكن حتى الآن لا يخبرنا المبتدأ ومضافه عن الخبر أى ( محب السلام ... ما خبره من هو كيف كان فى أى زمن فى أى مكان ؟ وهكذا يتحول سياق الجملة الاسمية المسكوت حتى الآن عن خبرها إلى سياق الاستفهام لدى المتلقى ، النقطة الثانية فى الخبر هى أنه يقوم على التخييل فالسلام يتجسد عبر سياق الاستفهام محبوبا ، وهنا نكون أمام مسارين مختلفين لتلقى التخييل الأول هو أن السلام تجسدا حقا محبوبا فى بصيرة السرد أما المسار الثانى فتلقى التخييل عبر كونه كناية عن الاهتمام والتقدير وليس تجسدا فعليا للسلام كمحبوب ، والحقيقة أن أيا من المسارين لا يفصل فيهما إلا تلقى خبرة السرد إذن العنوان هنا يتحول أيضا إلى الاستفهامية عبر فكرة تخييله التلقى قام عليها ،- ثانيا ولنتأمل أداة السرد التى استهل بها السياق حيث نتلقى الحكى عبر الجملة الاسمية التى فعلها ماض حيث نتلقى سياق (افتقد ظهوره الجميع ) وهنا يقوم الفعل الماضى بدور حكائى أصيل هو دور متأصل فى طبيعة الفعل الماضى الذى بطبيعته يعيد إنتاج ما حدث لنا فكأنه يحكيه ، ثم ولنتأمل بنية الفعل الماضى ( افتقد ) حيث نتلقى الحكى عبره من خلال كونه فعلا قائما على صيغة ( افتعل ) والحقيقة أن تلقى هذى الصيغة يستدعى دلالات عدة منها كون هذى الصيغة الصرفية دالة على المطاوعة فيكون التأويل هنا ( افتقد ظهوره الجيمع – أشعرنا بفقده فافتقدناه ) ، كما أن من معانى هذى الصيغة الاتخذا فيكون التأويل افتقد الجميع ظهوره أى اتخذوا الفقد صفة لهم ثابتة راسخة ، كما أن من معانى الصيغة الصرفية هنا المشاركة فيكون التأويل ( افتقد الجميع ظهوره – أى فقدناه وفقدنا فتشاركنا نحن وهو فى الفقد ) كما أن من معانيها الصرفية الإغناء عن المجرد فيكون تأويل ( افتقد الجميع ظهوره أى استغنينا بفقده عن فقد غيره ، كما أن من معانيها الاختيار فيكون تأويل ( افتقد ظهوره الجميع ) أى اخترنا ان نظهر ذلك الشعور تجاهه هو تحديدا ، وهنا يكون المتلقى أمام الصيغة الصرفية التى تتحول إلى الاستفهام أى دلالة للصيغة الصرفية للفعل ( افتقد ) يعنيها المتلقى ؟ وهنا فلنكمل تلقى خبرة السرد حتى تتجلى أكثر إجابة هذا السؤال حيث نتلقى علاقة الفاعل ( الجميع ) وعبر كونه فاعلا معرفا بال وهو تعريف يمكن أن يكون دالا على العهد فيكون الجميع جماعة محددة ، كما يمكن أن تكون ال هنا ليست للعهد بل للجنس فيكون التأويل الجميع أى جميع البشر وليس جماعة محددة ، أى ال تعريف إذن يقصدها السرد ؟ ثم ولنتأمل سياق الجملة ( افتقد ظهوره الجميع ) حيث نتلقى الجملة عبر تقديم علاقة المفعول ظهوره ربما للاهتمام والتنبيه وربما التقديم هنا لإنتاج الإيحاء بدلالة المفعول عبر طاقة المقابله بين الافتقاد وبين الظهور ، إذن يمكن القول إن السياق الذى استهل به السرد يقوم على طاقة الاستفهام وعلى غموض فنى لذلك المفعول وعلى افتقاد جانب واحد منه هو الظهور فالسياق لم يقل لنا ( افتقدناه ) بل ( افتقدنا ظهوره ) إذن نحن أمام مفقود هو باق وحاضر بينما ظهوره فحسب هو ما يشعر الجميع سواء كانوا كل البشر او جماعة محددة تستشعر ذلك الفقد تجاه الظهور ، وهنا تظل دلالة الظهور حاضرة نيرة ما الظهور وكيف يكون وهل هو يستدعى طقسا فلكيا ما كتخييل دال على حضوره فيكون ظهوره كشمس أو غمامة ويكون الظهور ها هو تخييل عبر الاستعارة التى تأويلها افتقدناه وجوده أو حضوره الذى كأنه الظهور لشمس او بدر او غيرها من مفردات الطبيعة التى من سماتها الظهور والخفاء ، هنا فلنتأمل العنوان هل هو محب السلام الذى افتقدنا ظهوره ومتى خفى هل يمكن أن تتحول الجملة هكذا ( محب السلام افتقدنا ظهوره نحن الجماعة التى تستشعر افتقاده ) إذن من هو ؟ وهنا أيضا فلنتحرك مع مسار السرد لنتلقى سياق (أتته حمائم السلام داعية ) وهو سياق يقوم على أداتين سرديتين الأداة الأولى هى القطع فنحن نتلقى المشهد ولا ندرى ما الذى حدث للمفتقدين والمشهد يمثل حالة من القطع على المشهد السابق حيث ينتقل بنا إلى أجواء أخرى ، ثم الأداة الثانية وهى الحكى عبر الجملة ذات الفعل الماضى ولنتأمل ( أتته ) والتى توحى بالسلاسة والألفة ، ثم ولنتأمل علاقة الفاعل ( حمائم السلام ) والتى تمثل تشبيها بليغا فى تأويل هو الحمائم التى كأنها السلام ذاته او التخييل عبر الاستعارة ( حمائم رباها السلام وهى له وفى كنفه ) ثم ولنتأمل ختام النص عبر علاقة الحال ( داعية ) وهى علاقة حال عبر اسم الفاعل العامل عمل فعله المضارع ليكون تأويلها ( أتته حمائم السلام وهى تدعوه ) أى فى حالة من الدأب والاستمرار لا ينقطعان لدلالة اسم الفاعل حتى فى صيغة الحال على الثبات والرسوخ ، وهنا يظل النص مفتحا على أكثر من تأويل لذلك المحب للسلام الذى تستحيل الحمائم بين يديه رسولا بصيرا يدعوه وهذا الغموض الفنى يمنح النص رحابة وبراحا يزخر بتغاير التأويل وتعدد القراءات كما أن علاقة الفعل ( افتقد ) وتغاير دلالتها الصرفية تنفتح كافة تأويلاتها التى ذهبت إليها القراءة إلى التعبير الكناءى العام الذى يقوم على فكرة مكابدة الافتقاد والشعور بوطأته على النفس ، حقا نص نير جميل.