الأخلاق حصانة حضارية وفكرية ودينية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عزيز عياد
    أديب وكاتب
    • 23-11-2012
    • 17

    الأخلاق حصانة حضارية وفكرية ودينية

    بسم الله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى
    قال رسولنا الكريم عليه أزكى الصلوات والتسليم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
    وقال أمير الشعراء أحمد شوقي:
    ((إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ***** فـإن هُمْ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا))
    [align=justify]إذا تأملنا الحديث النبوي الشريف ألفيناه يلخص أحد أهم بواعث بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وسرا من أسرار رسالته الخالدة إلى البشرية جمعاء، فيجلله بهذه الهالة من التعبير، والتكثيف الدلالي المثير، وما ذلك إلا لعظم شأنه، وخطر أمره، وكأنه كل ما جاء به من مجموع تعاليمه الربانية، إنها الأخلاق، هذه الكلمة البسيطة في تركيبها الحرفي، والغنية من حيثُ فحواها الدلالي، تعتبر ذلك الإكليل الذي يتميز به حامله عن غيره، فإذا هو وضعه جانبا لم يكد يميز من غيره. رفع به كثير من اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الملل والنحل ممن استعصت هدايتهم بالقرآن الكريم عقائرهم بالتشهد والتكبير والتهليل، وشيدت به حضارات عمرت عقودا من الزمن وسط الأعاجم، فاهتدوا بهديه، واستناروا بنوره، بل واستفادوا منه أيما استفادة ، فأفادوا به أممهم بعد أفول نجم الحضارة العربية، وما زال نوره مشعا بينهم، ومضيئا دروبهم إلى الساعة.
    هي عنوان الحضارة، وأساس قيامها، هي ديوان صيرورتها، وديدن مثقفيها، ودرب مفكريها، هي تلك الحصانة التي تحمي من يتحصن بها من أي غزو هادم، وكيد أي غاشم. هي عقد من الدر، جماله في نظمه، وزينته في رصفه، وبريقه في انتظامه، تعلق به النفوس، وتقبله الطباع، وتستحسنه الأعين، فإذا انفك عقده، وانحل نظمه، تبدد بريقه في الأعين، وجفته الطباع، ومقتته الأنفس، فينتفي المحصول منه والمنتفع. فأين نحن من هذه الكلمة البسيطة؟
يعمل...
X