----------------------------------------
أَرْضٌ سَوَابِقُهَا شَهْدٌ لَهُ عَبَقُ
أَمَّا مُضَارِعُهَا فَالزُّورُ وَ المَلَقُ
لَا خَيْرَ فِيْ جَسَدٍ فَرَّقْتَ أَضْلُعَهُ
إنّ العَدُوَّ كَيَانٌ وَالوَرَى فِرَقُ
هَمِّيْ عَلَى أُمَمٍ جَهْلٌ يُضَاجِعُهَا*
وَالنَّاسُ رَشْفَتُهَا شَايٌ بِهِ حَبَقُ
وَالقَوْمُ مَا عَلِمُوا أَسْبَابَ خَيْبَتِهِمْ
وَالصَّمْتُ يَغْلُبُهُمْ فَاسْتَأْسَدَ الخَرِقُ
لَطْمَاً عَلَى كَبَوَاتٍ مَالَ قَائِمُهَا
مَا الحَلُّ فِيْ أُمَمٍ تَهْوِيْ أَيَا شَدَقُ
وَالقَوْسُ أَكْسِرُهَا مِنْ بَعْدِ سَطْوَتِهَا
وَالنُّبْلُ إِنْ رُشِقَتْ بِالْكَادِ تَخْتَرِقُ
وَالسَّيْفُ مُرْتَجِفٌ بِالغِمْدِ طَعْنَتُهُ
فَانْتَابَهُ كَلَلٌ إِنْ صَلَّهُ قَلَقُ
نَحْنُ الخِرَافُ وَلَا حَسْمٌ لِمَوْقِفِنَا
فَيْ أَزْمُنٍ حَكَمَتْ أَرْجَائـَهُ الوَشَقُ
لجْماً بِأَلْسِنَتِيْ مِنْ قَوْلِ حُجَّتِهَا
فَالحَرْفُ إِنَ نَطَقَ الأَحْرَارُ مُحْتَرِقُ
مَاعَادَ مَشْرِقُنَا لِلشَمْسِ مَفْخَرَةً
يَأَبَى مَغَارِبَنَا مِنْ خِزْيِهَا شَفَقُ
إنّ الهَلَاكَ لِمَنْ يَمْشِي لِشَهْوَتِهِ
وَالْقَوْمُ وَا أَسَفِي طَوْعٌ لِمَا عَشِقُوا
شِعْرِي لَعَمْرُكَ لَا يُجْدِي بِحَالَتِنَا
فالذُّلُ شَمْعَتُنَا إِنْ طَوَّقَ الغَسَقُ
والله أُنْشِدُهُ فَالقَلْبُ فِيْ مَضَضٍ
وَالدَّمْعُ مَا وَسِعَتْ أَحْزَانُهُ الْخِرَقُ
وَالدَّرْبُ وَاحِدَةٌ تَمْشِي بِهَا قَدَمِيْ
إِنْ تَاهَ قَوْمِيَ أَوْ شُقَّتْ لنا طُرُقُ
*يضاجع : يلازم