الهمسات الاخيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نصيرة بحورة
    أديب وكاتب
    • 15-12-2014
    • 28

    الهمسات الاخيرة

    قالت صديقتي عند مفترق الطرق
    لاتنسي ان صداقتنا ارقى من ان تدعمهااية مصلحة ولهذا فهي سوف تدوم بقيت تلك الكلمات تراود شعوري سوف تدوم وكنت على يقين بانه ليست هناك اية مصلحةبنيت عليها صداقتنا لان صفاء المودة كنز عظيم وافترقنا وكان زورق الحياة ياخذ كلا منا على حدى فكانت صديقتي تحلق في الافاق باحلامها وطموحاتهالتحقق شيئا كان في النفس حلما جميلا اما انا فقد انطويت على سفوح الغربة والامها وهناك قصف البعض من احلامي والبعض الاخر لايزال يناشد الحلم والامل السقيم ولوحة الاحلام لها اشعة مضيئة في ظلال الحياة بكل مفاهيمها وهناك ستنزوي تحت سحب داكنة لا يحتمي في ظلها سوى من عانق حبال الكابة ومرارة الاسى حيث يبني حياته بين الحيرة والابهام وذات يوم اجد نفسي اقف حذو تلك السطور العذبة وذاك الماضي الجميل الذي تملؤه ذكريات يطفح عليها شعور من النبل والصداقة التي ترنمت بها صديقتي ويتوسمها الاخلاص بلمعته الذهبية تلك الذكريات التي يشهدها خيالي واني اتوق لنسيانها
    بالامس القريب كنا نقتسم العبرة الساكنة والابتسامة الدامعة كنا اشبه بعصفورتين تتناغمان معا عند الحزن والطرب وتتعاهدان بكل يقين حتى لا يكون بينهما حاجز يمنع احداهن من لقاء الاخرى او عائقا دكتاتوريا يقطع خيوط الوصال ليندد بجبروته ويعلن لكلتيهما ان عهد الصداقة قداضمحلت حيويته وذابت في شرايين الحياة اللاذعة والمتمردة وان منابع الصدق والاخلاص قد باتت سمفونية غير مذكورة في حاضر يعج بالويلات ويضج بالام المفجعة هذه الحياة تحتضن في ماضيها معاني سامية اما حاضرها ظل يداعبه التنكيل والاستهتار وانه لشيء يؤلم النفوس وترتعد له الضلوع وتتالم له القلوب فاجد حالي كحال الغريب الذي يهيم في ذكراه وحيدا ثم يعود كالبائس الذي لم يجد من يحتضنه في لحضة يفتقد فيها الى الحنين وذات يوم قمت بجولة على صفحات الفايس اروح عن النفس بين الحين والاخر واذا بالمفاجاة تنتصب امامي كعادتها الا ان هذه المرة ليست ككل عادة كانت تحمل لي شخصية تكن في معانيها لوحة عميقة من الماضي الجميل وهذه اللوحة لم تكن شكسبيرية الوحي والمدلول وانما في طياتها عنوان اسمى من كل العناوين التي ودعها صباي وقفت على جسر الفايس انتظر اللقاء وماامر الانتظار حين يطول وبعيون حذقة اختطفت اسمها من بين شريط الاسماء وكانت الفرحة تخالج قلبي وكاني التقط درة من قعر البحر وبدات لحضات السعادة تغمرني وفتحت النافذة لاطلالة تشبه ومضة البرق وكم كانت فرحتي عظيمة حين عثرت عليها ورحت اعبر لها عن شوقي واتساءل عن كل فرد كان في ماضينا بسمة مشرقة او دمعة مؤلمة وعن الحياة التي ما بقي منها سوى بعض العينات التي تثير الاسف وتداعب الالام وكنت انتظر الاجابة بشوق رهيب وظلت عينايا تعانق صفحة الفايس علني اجد مايريح بالي ومرت الساعات والهنيهات والشوق يدفعني لمرارة الصبر اعز النفس بمقولة سوف تطل علي عبارات صديقتي برقتها وحنينها التي اعتدت عليها في الصغر سوف تقول اهلا وسهلا بك اين انت وكيف حالك في ديار الغربة حدثيني عن حياتك واطفالك وعن كل شيء كنت انتظر هذا السرد الجميل الا اني لم اعثر على حرف واحد سوى بعض الرنات الخفيفة التي ينتابها الصقيع وتراودها البرودة وعدم الاكتراث ليست تلك البرودة التي يعانقها النسيان ولا تلك التي يضاهيها شبح الكبرياء عنما يلاغيه العصيان لا لا لااريدان ارميها بشتى المظالم بل ساحافظ عليها كنسخة تاريخية احترمها واكن لها حبي وتقديري وان عادت اوجاعي فساقبرها بين اجنحة الماضي والحاضر وساجعل من حطام الذكريات قفصا يحويني ويحويها وكلما استشعر بالبرودة ادخل بحوزته لاعيد قراءة كلمات من الماضي عند مفترق الطريقصداقتنا سوووووووووووووووووف تدوووووووووووووووووووووووووم
يعمل...
X