ملل رهيب ،سنوات لا تنتهي من الملل . لا شيء يتغير ، انا حزينة و متعبة ، لكن مستمرة ، لا اعرف حتى لماذا عليا ان استمر . ربما لأنني تعلمت أن أحلم . تعودت أن أصطاد لحظات مزدحمة بالمشاعر ، و الامال ، وان انتهت بصدمة تعيدني الى الواقع الرتيب الذي أحياه .
بالامس أشار لي برأسه أن أقترب منه آستغربت تصرفه الحذر ، فهو زميلي في العمل و متعود على مكالمتي مباشرة دون حرج أو تكلف أمام الجميع .
ماذا تغير ؟ ، ماذا جعله يتصرف بتلك السرية و الحذر ؟ ، ولماذا الآن بالذات . أنه وقت المغادرة .
اسير نحوه مرتبكة و خجلة ، يقول أنه يريد أن يكلمني غدا في موضوع مهم .أومؤ له موافقة . يتركني و يغادر ، لم يعطيني فرصة أضافة تعليقات او طرح أسئلة ، في تلك البرهة بدأت شطحات خيالي و لم تتوقف .
كنت مندهشة و مستغربة تصرفه و كلامه ، لكن في نفس الوقت ذلك يعطيني نشوة غريبة .
كل شيء ممكن ، هذا ما فكرت فيه . زميلي و أعجب بي و لما لا ، انا مثل كل الفتيات ، ما كان ليكلمني بكل تلك السرية و الغموض لو لم يكن الموضوع فيه أعجاب و حب . هذا هو الاسلوب الذي يتبعونه كل الشبان .
التشويق و الغموض ثم تأتي المصارحة .
الامسية كانت طويلة ، كل ما كان يشغل بالي هو ما سأرتديه غدا . يجب أن اكون أنيقة و جميلة ، غدا ، هو يوم مهم لا يجب أن أقابله بثياب عادية فجأة تحول ما سأرتديه لأهم شيء في العالم و الطامة الكبرى أن ثوبي الجديد و الأنيق لم أغسله بعد . و هنا كان يجب أن يتوقف كل شيء حتى أغسل ثوبي ، و أجهزه للغد الذي سيكون منعطفا مهما في حياتي .
مخيلتي تجري حوارات لا تتوقف بيني و بينه ، و تعدل عدة مرات لتكون أكثر جمالا ، و أحسن صياغة ، و الاهم من ذلك أن تكون فيها شاعرية و حب أيضا ، في لحظات مثل هذه غير مسموح بالخطأ ، و خاصة أنه كان كريما معي و أعطاني فرصة لأتجهز ، لم يفاجئني و يجعلني ضحية الخجل ، و الارتباك .
بالامس ..كنت سعيدة و كيف لا و أنا بنت عادية ، لست جميلة ، و لست بشعة . جسدي متوسط ، لا هو صارخ الانوثة ، لكن لا ينعدم منها أيضا . لست ذكية جدا و لا غبية . أنا الوسط بأتم معنى الكلمة ، بأكثر دقة أنا مثل الصفر ، لست من الاعداد الموجبة و لست من الاعداد السالبة . أنا اتوسطهم .
كم أضحكني هذا التشبيه لنفسي ، كيف لا و أنا سعيدة ، مغتبطة ، قلبي صار راقصا محترفا بصدري يقفز هنا وهناك ، و خيالي ..آه من خيالي أصبح يطوي السنوات طيا متسارعا ، المستقبل يصوره واضحا أمامي كله سعادة و نجاح ، لا يخلو من بعض التفاصيل المقلقة لكن غير مزعجة .
جاء الغد ، بعد خمسة عشرة سنة ، هكذا كانت تمر ساعات الليل ، سنوات ثقيلة و مرهقة . التقينا و بنفس التشويق الذي ودعني به استقبلني ، كان حذرا ، متلعثما أحيانا ، يختار في كلماته بصعوبة واضحة و كأن العربية ليست لغته الاصلية . في - لحظة- لم أفهم كيف جاءت ، عاد كل شيء فيها كما كان ، ألا أحساس غبي بالندم على غسل ثوبي و تمضيت ساعتين أجففه فيها بالمجفف الكهرباءي خوفا من أن لا يكون جاهزا في الصباح .
أكتشفت أنه لا يوجد أكثر الاما من عودة الاشياء الى ما كانت عليه . كان يجب أن تتحسن أو حتى تسوء ، لكن لا تعود .
زميلي لم يغير شيئا بيني و بينه ،زمنه معي على حاله . أنا الهاربة بزمني الى أزمنة لا أملكها أوجدتها بشطحات خيالي ، لكن زميلي يعيدني الى زمننا معا ، حيث لا شيء غير الملل و الرتابة .
يقول أنه يعشق صديقتي يريدها زوجة له و يطلب مني التوسط له عندها .
صديقتي الجميلة جدا ، نسيتها ، ما كان يجب ان أنساها ، هي جميلة و انا ، "صديقة الجميلة ". سخرية ما بعدها سخرية ، يجب أن يكون للجميلات صديقات عاديات يزدن من بروزهن و يكن وسيطاتهن مع المعجبين و المغرمين و الراغبين في الزواج بهن . هذه هي القاعدة ، الاصفار لا قيمة لهم ألا أذا أستعملوا مع أرقام أخرى . تجرأت و حلمت أنني رقما مهما لكن زميلي يعيدني - صفرا - ..لا ألومه ، ولا ألوم نفسي .ما حدث سحب كل مشاعري ، أفرغني . تجويف هائل بأعماقي قادر على أن يضييع كل ما يلجه أحسه يبتلعني . ما حدث درس مهم لقلبي و خيالي ، ليحرمان أن يحلما معا ، أن يكونا نزقين معا و يصدقا أن الحياة تمنح فرص مجانية ، وأن السعادة من حق الجميع لم أبكي و لم أغضب ، وحتى لم أحزن . كل ما أعيشه هو السخرية من نفسي ، من غبائي . سخرية مريرة ، في زمني الفارغ المقرف . كل ما توصلت اليه هو ، لماذا أنا الصفر؟ ..كيف يمكن أن أتميز ، فالنجاح للمميزين .
رغم ذلك توسطت لزميلي ، ورفضته صديقتي ، تأسفت لأجله ،فقد كان شخصا طيبا و جادا ..و ربما لم أتأسف...
بالامس أشار لي برأسه أن أقترب منه آستغربت تصرفه الحذر ، فهو زميلي في العمل و متعود على مكالمتي مباشرة دون حرج أو تكلف أمام الجميع .
ماذا تغير ؟ ، ماذا جعله يتصرف بتلك السرية و الحذر ؟ ، ولماذا الآن بالذات . أنه وقت المغادرة .
اسير نحوه مرتبكة و خجلة ، يقول أنه يريد أن يكلمني غدا في موضوع مهم .أومؤ له موافقة . يتركني و يغادر ، لم يعطيني فرصة أضافة تعليقات او طرح أسئلة ، في تلك البرهة بدأت شطحات خيالي و لم تتوقف .
كنت مندهشة و مستغربة تصرفه و كلامه ، لكن في نفس الوقت ذلك يعطيني نشوة غريبة .
كل شيء ممكن ، هذا ما فكرت فيه . زميلي و أعجب بي و لما لا ، انا مثل كل الفتيات ، ما كان ليكلمني بكل تلك السرية و الغموض لو لم يكن الموضوع فيه أعجاب و حب . هذا هو الاسلوب الذي يتبعونه كل الشبان .
التشويق و الغموض ثم تأتي المصارحة .
الامسية كانت طويلة ، كل ما كان يشغل بالي هو ما سأرتديه غدا . يجب أن اكون أنيقة و جميلة ، غدا ، هو يوم مهم لا يجب أن أقابله بثياب عادية فجأة تحول ما سأرتديه لأهم شيء في العالم و الطامة الكبرى أن ثوبي الجديد و الأنيق لم أغسله بعد . و هنا كان يجب أن يتوقف كل شيء حتى أغسل ثوبي ، و أجهزه للغد الذي سيكون منعطفا مهما في حياتي .
مخيلتي تجري حوارات لا تتوقف بيني و بينه ، و تعدل عدة مرات لتكون أكثر جمالا ، و أحسن صياغة ، و الاهم من ذلك أن تكون فيها شاعرية و حب أيضا ، في لحظات مثل هذه غير مسموح بالخطأ ، و خاصة أنه كان كريما معي و أعطاني فرصة لأتجهز ، لم يفاجئني و يجعلني ضحية الخجل ، و الارتباك .
بالامس ..كنت سعيدة و كيف لا و أنا بنت عادية ، لست جميلة ، و لست بشعة . جسدي متوسط ، لا هو صارخ الانوثة ، لكن لا ينعدم منها أيضا . لست ذكية جدا و لا غبية . أنا الوسط بأتم معنى الكلمة ، بأكثر دقة أنا مثل الصفر ، لست من الاعداد الموجبة و لست من الاعداد السالبة . أنا اتوسطهم .
كم أضحكني هذا التشبيه لنفسي ، كيف لا و أنا سعيدة ، مغتبطة ، قلبي صار راقصا محترفا بصدري يقفز هنا وهناك ، و خيالي ..آه من خيالي أصبح يطوي السنوات طيا متسارعا ، المستقبل يصوره واضحا أمامي كله سعادة و نجاح ، لا يخلو من بعض التفاصيل المقلقة لكن غير مزعجة .
جاء الغد ، بعد خمسة عشرة سنة ، هكذا كانت تمر ساعات الليل ، سنوات ثقيلة و مرهقة . التقينا و بنفس التشويق الذي ودعني به استقبلني ، كان حذرا ، متلعثما أحيانا ، يختار في كلماته بصعوبة واضحة و كأن العربية ليست لغته الاصلية . في - لحظة- لم أفهم كيف جاءت ، عاد كل شيء فيها كما كان ، ألا أحساس غبي بالندم على غسل ثوبي و تمضيت ساعتين أجففه فيها بالمجفف الكهرباءي خوفا من أن لا يكون جاهزا في الصباح .
أكتشفت أنه لا يوجد أكثر الاما من عودة الاشياء الى ما كانت عليه . كان يجب أن تتحسن أو حتى تسوء ، لكن لا تعود .
زميلي لم يغير شيئا بيني و بينه ،زمنه معي على حاله . أنا الهاربة بزمني الى أزمنة لا أملكها أوجدتها بشطحات خيالي ، لكن زميلي يعيدني الى زمننا معا ، حيث لا شيء غير الملل و الرتابة .
يقول أنه يعشق صديقتي يريدها زوجة له و يطلب مني التوسط له عندها .
صديقتي الجميلة جدا ، نسيتها ، ما كان يجب ان أنساها ، هي جميلة و انا ، "صديقة الجميلة ". سخرية ما بعدها سخرية ، يجب أن يكون للجميلات صديقات عاديات يزدن من بروزهن و يكن وسيطاتهن مع المعجبين و المغرمين و الراغبين في الزواج بهن . هذه هي القاعدة ، الاصفار لا قيمة لهم ألا أذا أستعملوا مع أرقام أخرى . تجرأت و حلمت أنني رقما مهما لكن زميلي يعيدني - صفرا - ..لا ألومه ، ولا ألوم نفسي .ما حدث سحب كل مشاعري ، أفرغني . تجويف هائل بأعماقي قادر على أن يضييع كل ما يلجه أحسه يبتلعني . ما حدث درس مهم لقلبي و خيالي ، ليحرمان أن يحلما معا ، أن يكونا نزقين معا و يصدقا أن الحياة تمنح فرص مجانية ، وأن السعادة من حق الجميع لم أبكي و لم أغضب ، وحتى لم أحزن . كل ما أعيشه هو السخرية من نفسي ، من غبائي . سخرية مريرة ، في زمني الفارغ المقرف . كل ما توصلت اليه هو ، لماذا أنا الصفر؟ ..كيف يمكن أن أتميز ، فالنجاح للمميزين .
رغم ذلك توسطت لزميلي ، ورفضته صديقتي ، تأسفت لأجله ،فقد كان شخصا طيبا و جادا ..و ربما لم أتأسف...