تويت
في إحدى إشارات المرور طرقت فتاة صغيرة زجاج سيارتي لم ألتفت إليها ...ظلت تحوم حول السيارات كالفراشة تطلب منهم جنيها _جنيه يا بيه علشان أفطر_جنيه يا هانم علشان أفطر _ فتحت زجاج السيارة تتبعتها بعيني وهي تلملم الجنيهات فقد كانت جميلة بحق لكن آثار الشارع وحياة اطفال الشوارع تبدو عليها _ملابس متسخة لأقصى ما يتوقع أي إنسان وجها يتشح بالشحوب وأقدام حافية ..سألت نفسي ماذا تفعل هذه الفتاة في الشارع وهي تعهدت الوقوف في إشارات المرور وتجيد فن التسول من دربها على ذلك وهي ابنة ست سنوات ...من السبب في ذلك ومن ؟ومن ؟ فتحت الإشارة ومشهد تلك الفتاة وغيرها لا يفارقني ربما عاتبت نفسي على عدم اكتراثي لها وشعرت بتأنيب الضمير وقررت أن أساعدها بشتى الطرق حين اراها مرة أخرى ذهبت لمنزلي حدقت في أبنائي احتضنتهم بحرارة بدأ الخوف يتسرب إلى قلبي وعقد عقلي مقارنات بين أطفال الشوارع وأطفالنا ..حمدت الله على نعمه وفضله الذي لا يعد ولا يحصى وفي اليوم الثاني توقفت في نفس الإشارة طرق زجاج سيارتي طفل في مثل عمرها قائلا: ممكن _يا ست هانم تجيبي لي سندوتش أفطر أصل أنا جعان ربنا يخليلك ولادك _سألته عن الطفلة الجميلة المشردة التي شاهدتها بالأمس أين هي وكيف أجدها قال لي تقصدي نور _دي في واحد بيه داسها بعربيته امبارح علشان كانت بتلح عليه يديها جنيه وماتت وقالت له قبل ما تموت ليه ربنا هيزعل منك دي لو ما روحتش للمعلمة بفلوس هتكويها أهي ارتاحت _لم اتمالك نفسي فتحت الإشارة لم أنتبه إلا لصرخات أصحاب السيارات _ما تتحركي يا مدام _ سرت في طريقي وقودي دموعي كم من نور بالشارع تتعرض للقتل والتحرش والاغتصاب ؟!!كم من طفل في الشارع يثير غضبنا كل يوم من الحاحه وتسوله ؟؟كم من مجرم في هذا المجتمع _ربنا هيزعل منه _من أجل هؤلاء المشردون لماذا لا تتكاتف جهود الدولة والمجتمع وتطلق مشروع قومي لبناء أطفال الشوارع والمحافظة عليهم فهؤلاء الذين شردوا بسبب هروبهم من منازلهم أو خطفوا وترعرعوا في بيئات فاسدة يشكلون خطرا داهما على أنفسهم وعلى المجتمع ولدوا من رحم السفاح والمعاناة وسيتكاثرون وربما يتحولون للقمة سائغة في أيدي أعداء الوطن لأن لا لعلم ولا ثقافة ولا انتماء لهم إلا للجنيه ولنا في حرق المجمع العلمي عبرة فقد كان هؤلاء المشردون آلة لحرق مصر فمتى نستيقظ من غفلتنا ونساهم في بناء مجتمع سوي من أطفال الشوارع يشعر بالمحبة والانتماء لا يحيا ناقما على الحياة والوطن .
http://www.mwagahat.com/magazine/index.php/2016-03-12-23-34-09/2013-06-15-13-22-30/2013-06-15-13-30-32/2013-06-15-13-31-53/3892-2016-05-06-10-43-43.htmlShare this post
http://www.mwagahat.com/magazine/index.php/2016-03-12-23-34-09/2013-06-15-13-22-30/2013-06-15-13-30-32/2013-06-15-13-31-53/3892-2016-05-06-10-43-43.htmlShare this post