رقص على القبور وضحك على العقول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    رقص على القبور وضحك على العقول


    رقص على القبور وضحك على العقول
    ***

    طُمس الزّبور حقدًا ، وحُرّف الإنجيل تفاديًّا لذكر اسم أحمد، ورفض القرآن جملة واحدة ، وبعد إثارة الفتنة التي أودت بالخلافة الراشدة ، وعاد الاستبداد ليحكم العالم من جديد ، فلا خيار ولا بديل عنه ، وانتشر الفساد على أوسع نطاق ، وغدت ثقافة يتبنّاها الجميع ، ورجع المجتمع البشري إلى ما كان عليه من سابق عهده ، وقبل نزول الرسالات ، إلى الشرك والإلحاد ، فغاب الوعي ونامت العقول و فترت الألباب ، وتوسّد الجهل الرّؤوس الغبية المتحجّرة ، ليعيد للأضرحة قداستها وللقبور المنسيّة شطحاتها الصوفية ، بعد كل الجهود التي أثمرت ، جيلاً بعد جيل ، كانوا قد استلهموا الحرية من أفكارهم النيّرة ، ومبادئهم الخالصة من الدين القويم والسنة النبوية .
    لم تكن عبادة القبور بمنأًى عن مصلحة من يديرها ويدبّر شأنها ، من المشعوذين ، ومن قبل الحاكم بأمر الله ، القائم على تغييب العقول ، والذي يهمل الأحياء ليفسد عليهم الحياة ، ولا ندري لمَ ترك شوارع المدينة على حالها لتغدو ورشة مفتوحة ، فتذري بها رياح عاتية حين تمزي بأنواع الأتربة التي تراكمت جانبًا ، تقتحم بيوتنا تكاد تفجّر صدورنا ،وكدنا نختنق من أثر الغبار في أعزّ أيام الصيف ، ولا يستحي أن يخرج علينا زبانيته ، وأعوانه من أصحاب الشّيتة ، يبيّضون ويحمّرون حوافّ الطريق الذي يشكو إلى الله قلة حياء الحاكم بأمر الله ، القائم على حرمته ، الذي لا تروق له المبادئ الصحيحة ولا الأفكار السليمة ، لأنها لا تنسجم مع النمط المحبّب لديه من السلوكات العقيمة ، والتي يروّج لها أصحاب الرقصات والشطحات ، ولأنها لا تفيد مصالحهم ، وكل ما يطرحه الآخرون من مبادرات نزيهة ، تزيح اللبس عن الإفهام وتخرج الناس من غيّهم القديم ، لايتماشى مع رغباتهم التي سبق وصفها من قبل الرسول الكريم ، صلوات الله وسلامه عليه ، حين قام يتكلّم عن أشرار القوم :
    " يأْتِي على النَّاس زمَان آلِهَتهم بطونهم شرفهم مَتَاعهمْ قبلتهم نِسَاؤُهُم دينهم دراهمهم ودنانيرهم أُولَئِكَ شَرّ الْخلق لَا خلاق لَهُم "
    ) الفردوس بمأثور الخطاب ( 5/444)8688 (عَليّ بن أبي طَالب -
    وقد تم تكفيرنا قبل سنين لمجرّد أننا قمنا بنشاط كان يهدف إلى بعث الثقافة وإحياء تراثٍ المنطقة ، بغرض إنعاش السياحة فاتّهمنا الزبانية بالكفر والإلحاد وقالوا عنا " عبّاد أصنام وحجارة ؟ " كناية وسخرية ، والمدينة الأثرية تعتبر معلّمًا برموزها القديمة وقد كانت قلعةً و حصنًا منيعًا في وجه الطغاة والحملات الأدبية والفكرية من عهد الرومان والبيزنط ، وشكّلت حديثًا بجبلها الشّامخ بعد ذلك قاعدة صمود وعرة أمام توغّل العساكر ، وبأسلافها وأبنائها ، وقد تخرّج من جامعتها الكبرى " أبوليوس " الكبير صاحب " الحمار الذهبي " الذي ترجمت أعماله الى لوحة فنية وصارت فسيفساء يضرب بها المثل في الفن والأدب .
    يومها ، وبكل عفوية ، ورغم كل التأويلات المغرضة ، كنا نحطّط لإنشاء مرافق استقبال تستوعب الأنشطة ويأوي إليها الوفود .. ولم تلق أفكارنا تلك، رواجًا كبيرًا، لأن الحاكم بأمر الله أمر زبانيته
    " يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ "
    تصفنا ألسنتهم بـ " الأحياء الذين يعبدون الأموات " .
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 15-08-2016, 11:06.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X