مناجاة
بقلم : ( أحمد توفيق أبو جندي )
لاهــــثٌ لدنيـــاه و الأيــــــــامُ تنعــــــــاهُ
و المــــوتُ لاقــــــيه و القـــبرُ مــــــثواهُ
يلهـــــو و يلعـــــبُ و نســــي وعــــــيدهٌ
لو تذكــــر لأحزنه شـــــــر مــا ألهــــــاهُ
بــــــــــاعَ نفســــه بيــعَ الرخــــــــــيصِ
لــــــو أثقــــــــلَ نفسـَــــــه لَله اشــــــتراهُ
و بــــــــاعَ دينَهُ لـــــــدنياهُ وا عـــــجباً
مـَــــــنْ بـــــاعَ لــــدنيا غـــــيرِه أُخْـــــراهُ
و الليالي أودعـــــها بالمعاصي أبدعــــها
و تولــــــى شيطاناً أضــــــلَّه و طغــــــاهُ
و الخُــــطى يحـــــــثوها عــلى عجـــــلٍ
إلــــــــى مرتعٍ و شـــــــهوةٍ كان مَـــلهاهُ
و ألصـــــق نفسَــــــه بعـــــــارِ صـــحبةٍ
و مـِـــــــنَ الندمِ كـــأسُ المـــــرِ ســـــقاهُ
و جمــــــعَ مِــــــن كلِ حــــــرامٍ مـــــالَه
أودعَــــــــهُ إلى ذي مـــــيراثٍ و أبقــــاهُ
و شــــيد القصـــــورَ لعــــــلَّه يخلــــــــدُ
خـــــــلتْ مِــــــنْه و إلى الخــرابِ أفــــــناهُ
و أنبت لحمَــــــهُ مـِــــــنْ أكــــــلِ ربــى
و لقيمــــاتُ الـــــيتمِ كـــــــانت حِســــــاهُ
و كــــــأسَ خمـــــــرٍ تلـــــــذذَ ريقُـــــــه
مِــــــــنْ تعقـــــلٍ و تكـــــــرمٍ ســــــــباهُ
و عــــــرشَ الســـــلطانِ بظلـمٍ قدِ اعتلاهُ
و لو يرى فــــــرعونَ مـَـــــــنْ باليمِّ ألقاهُ
و لبسَ الحـــــــريرَ و الذهــــبَ أســـاورَ
و تجمــــلَ لدهــــــرِ و الدهـــــرُ أبـــــلاهُ
و أخـــــــذ الدنيا لــــــــزينةِ زوجـــــــــةٍ
إلى غــــيرِه بعـــــــلٍ كانت زينةً إذْ تولاهُ
و افــــترشَ الرذيلة و تجـــــردَ التعـــففَ
ولبسَ العـــــــارَ و الفضـــــحُ كســــــــاهُ
و كــــــــم مِــــــنْ خلــــــوةٍ كان مستتراً
و نُســـــيا علــــــى كتفــــــيْهِ كـــــــاتباهُ
فيا عــــــــجباً كـــــــيفَ يُعــــــصى الإلهُ
و كــــــــيف يُجحـــــــدُ لــــــــه جـــــــاهُ
فيا مَــــــــنْ كنتَ مسيئاً لِمــــــا مضــــى
أصلــــــحْ فـــــي عمـــــــرِك ما اللهُ أبقاهُ
و انفــــــــضْ مِــــــــنْ قــــلبٍ شهــــــوةً
و اجعـــــــلْ الـــــــــــــورعَ زادَه و دواهُ
أن الصــــــرَّ علــــــــــى الصغائرَ كبيرةٌ
و العــــودُ مِـــــــنَ الذنبِ قــــــدْ مَحــــاهُ
فــــــيا ربِ عــــــبدٌ تائبٌ قــــــــدْ أتـــاكَ
لا تُخــــــزِه يومَ عَرضِـــــــه بخطــــاياهُ
الذنبُ قـــــــدْ ضـــــــــاقَ صـــــــــــدرَه
و الخــــــوفُ أرجـــــــعَه و الذلُ أبكــــاهُ
و سجدتْ له ناصيتُه و خضعت جوارحُه
و رَغِــــــــمَ له أنفـُـــــــه و ملأَ قلبُه هواهُ
يخــــــــاف ذنـــــــــــــوباً أنت تعلمُـــــها
و رباً غفــــــوراً عفــــــواً قلبٌ ناجـــــــاهُ
وقـــــــف ببابِه علــــــــى وَجـــــلٍ و ذُلٍّ
من يغفـــــــــرُ الذنوبَ و يصفـــــحُ سواهُ
مــــــن يجيبُ المضــــــطرَّ إذا دعـــــــاهُ
و مَـــــــنْ يغـــــيثُ الملهــــــوفَ إذ ناداهُ
أتـــــــى إليه و الناسُ قــــــــدْ رقـــــــدوا
مَـــــــــنْ يُقــــــري ضـــــــيفاً بالليلُّ أتاهُ
ســــــــوى ربٍ كــــــــريمٍ واسعِ الرحمةِ
حشــــــــــاهُ يردَّ ضـــــــيفَه حشــــــــــاهُ
بقلم : ( أحمد توفيق أبو جندي )
لاهــــثٌ لدنيـــاه و الأيــــــــامُ تنعــــــــاهُ
و المــــوتُ لاقــــــيه و القـــبرُ مــــــثواهُ
يلهـــــو و يلعـــــبُ و نســــي وعــــــيدهٌ
لو تذكــــر لأحزنه شـــــــر مــا ألهــــــاهُ
بــــــــــاعَ نفســــه بيــعَ الرخــــــــــيصِ
لــــــو أثقــــــــلَ نفسـَــــــه لَله اشــــــتراهُ
و بــــــــاعَ دينَهُ لـــــــدنياهُ وا عـــــجباً
مـَــــــنْ بـــــاعَ لــــدنيا غـــــيرِه أُخْـــــراهُ
و الليالي أودعـــــها بالمعاصي أبدعــــها
و تولــــــى شيطاناً أضــــــلَّه و طغــــــاهُ
و الخُــــطى يحـــــــثوها عــلى عجـــــلٍ
إلــــــــى مرتعٍ و شـــــــهوةٍ كان مَـــلهاهُ
و ألصـــــق نفسَــــــه بعـــــــارِ صـــحبةٍ
و مـِـــــــنَ الندمِ كـــأسُ المـــــرِ ســـــقاهُ
و جمــــــعَ مِــــــن كلِ حــــــرامٍ مـــــالَه
أودعَــــــــهُ إلى ذي مـــــيراثٍ و أبقــــاهُ
و شــــيد القصـــــورَ لعــــــلَّه يخلــــــــدُ
خـــــــلتْ مِــــــنْه و إلى الخــرابِ أفــــــناهُ
و أنبت لحمَــــــهُ مـِــــــنْ أكــــــلِ ربــى
و لقيمــــاتُ الـــــيتمِ كـــــــانت حِســــــاهُ
و كــــــأسَ خمـــــــرٍ تلـــــــذذَ ريقُـــــــه
مِــــــــنْ تعقـــــلٍ و تكـــــــرمٍ ســــــــباهُ
و عــــــرشَ الســـــلطانِ بظلـمٍ قدِ اعتلاهُ
و لو يرى فــــــرعونَ مـَـــــــنْ باليمِّ ألقاهُ
و لبسَ الحـــــــريرَ و الذهــــبَ أســـاورَ
و تجمــــلَ لدهــــــرِ و الدهـــــرُ أبـــــلاهُ
و أخـــــــذ الدنيا لــــــــزينةِ زوجـــــــــةٍ
إلى غــــيرِه بعـــــــلٍ كانت زينةً إذْ تولاهُ
و افــــترشَ الرذيلة و تجـــــردَ التعـــففَ
ولبسَ العـــــــارَ و الفضـــــحُ كســــــــاهُ
و كــــــــم مِــــــنْ خلــــــوةٍ كان مستتراً
و نُســـــيا علــــــى كتفــــــيْهِ كـــــــاتباهُ
فيا عــــــــجباً كـــــــيفَ يُعــــــصى الإلهُ
و كــــــــيف يُجحـــــــدُ لــــــــه جـــــــاهُ
فيا مَــــــــنْ كنتَ مسيئاً لِمــــــا مضــــى
أصلــــــحْ فـــــي عمـــــــرِك ما اللهُ أبقاهُ
و انفــــــــضْ مِــــــــنْ قــــلبٍ شهــــــوةً
و اجعـــــــلْ الـــــــــــــورعَ زادَه و دواهُ
أن الصــــــرَّ علــــــــــى الصغائرَ كبيرةٌ
و العــــودُ مِـــــــنَ الذنبِ قــــــدْ مَحــــاهُ
فــــــيا ربِ عــــــبدٌ تائبٌ قــــــــدْ أتـــاكَ
لا تُخــــــزِه يومَ عَرضِـــــــه بخطــــاياهُ
الذنبُ قـــــــدْ ضـــــــــاقَ صـــــــــــدرَه
و الخــــــوفُ أرجـــــــعَه و الذلُ أبكــــاهُ
و سجدتْ له ناصيتُه و خضعت جوارحُه
و رَغِــــــــمَ له أنفـُـــــــه و ملأَ قلبُه هواهُ
يخــــــــاف ذنـــــــــــــوباً أنت تعلمُـــــها
و رباً غفــــــوراً عفــــــواً قلبٌ ناجـــــــاهُ
وقـــــــف ببابِه علــــــــى وَجـــــلٍ و ذُلٍّ
من يغفـــــــــرُ الذنوبَ و يصفـــــحُ سواهُ
مــــــن يجيبُ المضــــــطرَّ إذا دعـــــــاهُ
و مَـــــــنْ يغـــــيثُ الملهــــــوفَ إذ ناداهُ
أتـــــــى إليه و الناسُ قــــــــدْ رقـــــــدوا
مَـــــــــنْ يُقــــــري ضـــــــيفاً بالليلُّ أتاهُ
ســــــــوى ربٍ كــــــــريمٍ واسعِ الرحمةِ
حشــــــــــاهُ يردَّ ضـــــــيفَه حشــــــــــاهُ