بين الغش والعبث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    بين الغش والعبث



    بين الغش والعبث

    من طبع الإنسان الملل والنفور ، والنفس التي جبلت على الأنانية وحب الذات ، متمرّدة ، تحب المغامرة ، تميل إلى الفوضى و إلى العبث ، لتتخلّص من الواجب ، و تتجاوز الموانع لتقع في المحظور ، و الإنسان المعاصر استطاع أن يحصل على حقوقه ويحقّق رغبته ، فصار يعبّر عن رأيه بحريّة لم يعتد عليها ، ولم يعهدها قبل التطور المادي الرهيب الذي وصل اليه ، و حقّق من خلاله ما كان يصبو إليه ، من حرمة وكرامة وحرية فكرية ، حرم منها طوال عهود خلت ألقت بثقلها عليه ، وموانع فرضها الجهل وعدم الأخذ بالأسباب ، وسنن ما أنزل الله بها من سلطان ، وتقاليد بغت عليه وعادات لا ترقى إلى المستوى المطلوب ، وأنظمة جائرة تقوم على الظلم وتحرم الإنسان من ممارسة أبسط الحقوق ، وقد أدى الكبت المزمن إلى الانفجار ، وتملّص البعض من القيم ، وتبنّى أفكارًا جديدة ، ابتدعها وأضحت منهاجًا يُدرّس ، و أدبًا يتميّز عن سابقه ، فأقبل القرّاء عليه ، ينهلون منه بشغف ...
    .لكن المشكلة لم تنتهي عند ما ابتدعه هؤلاء الأدباء وغيرهم ، و ما لم تقدر التكنولوجيا على حمايته ، و لم يعد يخفى على أحد من أن هؤلاء الأدباء المعاصرين الذين يتبنّون الحرية الفكرية ، وقد بلغت بهم الفوضى والعبث أن وصلوا إلى درجة الإلحاد ، فصدوا عن السبيل ، وأضلّوا الخلق ، وليسوا وحدهم ، وهناك من يستغلّ التطور المادي ليقع هو الآخر في المحظور ، ويقوم بسرقة أفكار غيره ، رغم القوانين التي يفترض فيها أن تحارب الغش بقسوة لتحمي حقوق الغير ، ولم تكن وحدها كافية للحد من الظاهرة ، في ظل التطور المادّي الذي يعرفه ، في عالم افتراضي لا يقبل السيطرة.
    ويبقى التنديد الوسيلة الوحيدة للشهادة على العصر ، وعلى المستوى الهابط الذي أختاره بعض " صحاح الوجوه " ، عندما يغيب الوعي عنهم ، وتتلاشى الأخلاق فيهم ، ويبلغ الطمع مبلغ الجد منهم ، ، فيقومون بالسطو على جهود الغير ، ولكي يبلغوا بغير سلطان أتاهم ما هم ببالغيه ، ولكيى يقال عنهم " مبدعين " فينالوا إعجاب الآخرين .
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 07-09-2016, 17:19.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X