
" غلّومة يدّي ويجيب ، غلّومة دراهم فالجيب "
لم يكن يعرف أنه سيندم على تضييع فرصة الحصول على بعض النقود ، صار في حاجة ماسة إليها ، بغية اقتناء بعض المستلزمات ، وبعد مغادرته لدكان عمّه الذي اشتغل طول النهار فيه ولم يأخذ ولو فلسًا واحدًا من صندوق المال ، ليعود بالليل إليه ، ليس من بابه رسميًّا ، ولكن مختلسًا ، يتسلّق الجدران فيحدث ضجّة أخلت بالسكينة ، ويطرق المسامع ، فيهرع إليه حارس البلدة صاحب النظر الضعيف ، ببندقية صيد ، ينذر ذا الطول من سوء العاقبة ومن مغبّة السرقة ، ولم يكن يدري أن " غلومة " قد تحول إلى مستذئب بالليل ، يقفز فوق الأبنية ، ومن مربع إلى آخر ، فتغور إحدى قدميه بقرميد المحل الذي قضى فيه النهار بأكمله ، وقد نسي أن يتزود منه بما يلزم من النقود ، ليعاوده تحت أجنحة الظلام ، ويكسر السكينة ويهتك الظلام بعدئذ استجنح الليل .
- " أي ..انكشف أمري "
هوى صاحب القامة التي تتجاوز المترين ببضع سنتمترات ، ليسقط على الأرض
- " اللهم فارحم عبدك "
اندهش الحاضرون لرؤيته :
- " مستحيل ؟ "
صرخ الحارس في وجهه :
- " من ؟ "
- " غلّومة ؟ "
- " ماذا دهاك ؟ا "
- " ماذا دهاك ؟ا "
تساءل آخرون هناك :
- " الحمد لله ، انهض يا " غلّومة " جاءتك بالسلامة "
انتفض " غلومة " ونهض يتوعّك بضحكته المعهودة ، وقال لجمهور الحاضرين :
- " نسيت أن أحضر المفاتيح من البيت ..ا "
- " غريب أمرك يا هذا ؟ا "
- " كيف تعرّض نفسك للموت ثم تقول نسيت ؟ا "
- " بل كادك أن تعود أدراجك ؟ا "
- " حساباتك كلها خاطئة يا " غلّومة ؟؟؟ "
- " كم أنت ( ناس ملاح ) يا " غلّومة " بهذه الطيبة وبهذا التواضع ، أنت لست شرير ااا "
من كان يعتقد أن " غلّومة" سيسرق نفسه ؟ا
ما كان سيمنعه لو أخذ الدراهم والنقود التي كانت بحوزته وخبّأها في الصندوق ؟ا " (ههههه ).
بعد فترة من الزمن ، خرجت علينا درويشة بالحي الذي نقطنه تغني ، وتقول عجبًا ااا :
- " غلّومة يدّي ويجيب ، غلّومة دراهم فالجيب " ااا