يَا أَيُّهَا النَّاسُ

كنا قنوعين ، نحمد الله رب العالمين على القليل والكثير ، لكن لما كانت هناك ممارسات غريبة عن المجتمع بقيت رغم خروج فرنسا ومغادرتها للوطن ، طغت على معظم الأفراد ؛ كان هناك شبه تسيّب ، وأمور سيّئة ليست من تقاليد الأجداد ، كانت البنات وقتها يحلو لهن لبس التنورة القصيرة - " الميني جيب " – كان عادي جدّا - وشبهة اختلاط النساء بالرجال في الأماكن العامّة كدور السينما – كذلك كان عادي - ولا واحد يستغربه ؟ا وتتزيّن رفوف الحوانيت والمقاهي الشعبية بأنواع الخمور – عادي – ويشربه أفراد العائلة كالقهوة والشاي في البيوت –عادي - ويسمع الأب في حضرة أبنائه الغناء الفاحش في الأعراس ومواسم الأفراح ، و كل ذلك كان عادي جدًا حتى غارت جراح الأمة ، ففار التنور ، وانتفض الشرفاء الغيورين على دينهم ، فصاحوا في الضمير فأيقظوه وأبطلوا السحر وفكّوا القيود عن الدين .
ذلك لم يُرض بعض " المسفلزين " المستغربين ممن ينظرون إلى الصحوة بعين الريب ، ويشدّهم الحنين إلى زمن فرنسا ، أيام المجون والخلاعة ، فراحوا يثيرون النعرات بالتشكيك في الهوية والأصالة ...
لا غرابة في ذلك فقد نعتهم المولى – تبارك وتعالى – لنا في كتابه الكريم حينما قال عنهم :
( وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ )
أفلا يتدبر هؤلاء المهووسين كلام الله ويعودوا عن سيرتهم وغيّهم القديم المتجدّد باستمرار ؟ا فليس في الردّة رمق ، إنّما هي الوحدة للرجوع إلى الأصل .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌالحجرات: 13
صدق الله العظيم .