رشيد ( فوزي ) مصباح rachidmosbah779@gmail.com
رغبة جيّاشة" محظورة "
***
مداوروش في : 2016.11.25 الموافق لـ :25صفر ( 2 )Safar ( 2 )1438 هجري
***
جلس يفكّر لعلّه يجد وسيلة أنجع ولم تكن لديه الجرأة فيقوم بأول خطوة تفتح له الأبواب ليلج إلى عالمها الكئيب ، فما زال يعتقد ذلك رغم شح المعلومات التي يتكبّد العناء ليحصل عليها بوسائل معقّدة ، وهل سيبقى صامدًا أمام الإيماءات التي يزعم أنها تقوم بها لتُلهب مشاعره حتى يبادر إليها . لكنه لا يحب أن يتنازل لها عن حريّته الغالية ليلبّي لها مجرّد رغبة عابرة ، ويستسلم لإرادتها تصنع به ما تشاء ، ومهما كان فإن مثل ذلك لا يبرّر توجّسه مخافة أن يسلك متاهات الحيرة فيكتوي بنارها ، رغم خبرته وقدرته ، لكنه يعترض ولا يريد مزيدًا من الحماقات التي تسبّب الاستهجان فيغدو في نظرها رخيسًا لايستحق كل الاهتمام ، بينما تحتفظ من جهتها بكل ما لديها من حظوظ وثنايا ، لكنّ جميع ما عندها لا يملأ " عينيها " ولا تجد له لذّة ولا تستسيغه ، فهي لا تعرف كيف توظفه بالشكل الملائم الذي يناسب رغبتها الجامحة ، ولا تستطيع البوح من خلال الإشارات التي تقوم ببثّها عبر وسيلة الاتصال المعقّدة ويفكّ رموزها بشغف ، عساه يحطّم جدار الصمت الذي بينهما من جهته ومن باب أولى ، قبل أن يقوم بذلك انتهازيّ آخر ، ولديهم من الإمكانيات المتوفّرة ما يخوّلها إليهم ، لكن " إمام الحب أعمى " و" الصدفة تصنع الأقدار " ، كما أن أسباب التعارف تبقى مجهولة . بها تمنّت العصفورة لو تستطيع الطيران فتحلّق في الأجواء ثم تقتحم النافذة التي تؤدّي إليه وترتمي في أحضانه الدافئة لترتاح من شبح الغبن الذي بات يؤرّقها يطرد النوم من جفونها التي تورّمت ، والأنثى بطبعها لا تحتمل الفراغ ، تبوح بسرّها الخطير مستسلمة تنام عنده فيشعرها بما فاتها ، وتموء وتقرقر مثل الهرة . لكن ضعيفة الطبع لا تقدر على التحليق خشية التمرّد. - تبًّا للطابوهات التي تحرم أمثالها من التحليق في الأجواء لتبدي رغبتها في العيش بأمن وسلام "
مرة أخرى ، تمنّت لو كانت الحرية تباع جاهزة ومعلّبة لاشترتها بماء العين الذي تعبّر من خلاله عن رغبتها الجيّاشة ، لكن الحرية سيّدتي لا تباع في الأسواق ولم نجد له أصلاً في أمّهات الكتب ، ولم تقرّ به الأعراف أبدًا .