صديقي " و.ز " عجوز مراهق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    صديقي " و.ز " عجوز مراهق


    صديقي " و.ز " عجوز مراهق
    ****
    لم يعد يخفى على أحد أن السلوكيات القديمة التي ظلّت تنخر في روح المجتمعات العربية المسلمة التي تعرّضت للاحتلال طيلة قرون و لغزو فكري شنيع يهدّد كيانها يريد أن يضلّ أبناءها مازال يفرّق بينهم فصيّرتهم إلى فسطاطين ؛ نشأ عداء بين جيلين ، جيلٌ جديد متديّن لا يقبل المزايدة على إسلامه وعروبته ... و جيل قديم لا يريد التفريط في تقاليد عمياء ويعدّها غنيمة نبل من حِظاء ، رغم موجة صحوة عرفتها الشعوب الإسلامية بعد الاحتلال و جاءت لتذكّر الناس بدينهم وتوحّد صفوفهم وتغيّر الذهنية التي غذّاها الاحتلال وكانت ورقة رابحة يمتلكها يلعبها عندما يريد استخدام بيادقه ؛ بعض من تتلمذوا على يد أصحاب الكتاب والملحدين من الآباء البيض والسود من أبناء الكنائس المختلفة المشركة بالله واليهود المتآمرين معهم والغجر المشردين وغيرهم من اللقطاء الذين حشدهم الاحتلال الفرنسي في أرض الجزائر الطاهرة الطيّبة ومنهم استمدّت قوّتها وتخرّج الفرانكو شيوعيون العابثين بالقيم والذين تدرّبوا في مدارسها المختلطة التي تحرّض على الخبث والبغي وأصبحوا طابورها الخامس .ومن تلك المدارس الفرنسية نشأ هؤلاء المتلوّنين الملوّثين بدون هوية حقيقية ؛ يدافعون عن أصول غير أصولهم العربية الاسلامية وأصبحوا مصدرًا للنظام المتجدّد يشحن بهم نفسه عند الضرورة ، متشبّثين بعلمانية فاجرة ويشرعنون الاستبداد عند شعورهم بخطر الديمقراطية التي قد تجلب لهم الأحزاب الأصولية وكل مذهب يحارب معتقداتهم الزّائفة ، تراهم مرة في معسكر الشيوعيين الماركسيين يدافعون عن الاشتراكية التي لاتعترف بالدين وتارة في صف الادارة التي تحميهم وترعى مصالحهم ، ومنهم الكاتب الأديب والمهندس والطبيب ، ومنهم من هو دون ذلك لايفقه سوى لغة الغرائز ككلب يحمل عليك من كل جانب ...و أخطرهم تجده في أعلى هرم للسلطة صمام أمان ضد كل من يحاول المساس بالوضع القائم الواقع المزري من الوضع القديم فيتهمونه بالتخابر والتآمر ضد الشعب و الوطن .لكن خطرهم الأعظم يكمن في مدى تفانيهم في تنفيذ بنود المؤامرة وباحكام خاصة في جانبها العقائدي لما يؤمنون به من أفكار إباحية خبيثة تروّج للدعارة عاش أصحابها محرومين يحلمون بالسلطة والجنس طيلة فترة الاحتلال ليجد الخبثاء أنفسهم فجأة وسط الأبراياء من جيل ما بعد الاستقلال يورّثونهم عادات قبيحة مجسّدة في بيوت الدعارة التي انتشرت بصورة شنيعة في المدن وبجنب المدارس ا وفي الأحياء الشعبية القديمة بين العائلات وفي الأماكن العمومية جنبًا الى جنب مع بيوت العبادة التي تُؤدَّى فيها الصلوات المفروضة ، وكذلك صور الخمر الذي عجّت به طرق الأزقّة ورفوف المقاهي والحوانيت ... ولا يزالون على تلك الصفات القبيحة لا يريدون التنازل عليها رغم منابر النور التي بزغت كالمنارات تدعو الناس من كل حدب وصوب إلى العودة إلى أصلهم و دينهم .
    صديقي " و.ز " الذي أردت إخراجه من عدم لأبرز مساوئه في ضوء نهار أجم ، واحد من هؤلاء الجزائريين الذين عرفوا الحرمان إبّان الاحتلال البغيض وفجأة وجدوا أنفسهم أحرارًا في ظل نظام لايحرّم الزنا ولا يمنع الخمر ، كل شيء بالنسبة له حلال وعشب أخضر مهيأ للأكل وصار جل كلامه عن الجنس والحانات وليالٍ حمراء يروي فيها عن مغامراته مع بائعات الهوى اللاّئي دفعت بهن ظروف العيش للغناء والرقص وممارسة الفاحشة في الملاهي والكباريهات... حزّ, كثيرًا في نفسي ما يفعله وذات يوم:
    - " صديقي " و.ز" العزيز هل فكّرت يومًا كيف ستكون نهايتك وانت – ماشاء الله عليك - في السبعين ؟"
    خرجتُ عن صمتي فأردت أن أنبهّه إلى خطورة سلوكه المشين لعلّه يتراجع ويتوب لكن صاحب السبعين المستهتر تجاهلني وقام بإخراج موبايل من معطف أسود قديم ، قدم الأعوام التي وُلد فيها ، بابتسامة خبيثة تفحّص الأرقام ثمّ هاتف إحداهن :

    - " صليحة واش راكي ديري ؟ "
    و في بالي مثل الجزائري يقول :

    " نهينا عن الريح فزادنا ضراطًا "
    عرفت عندها أن الأمر قد استفحل في جيل محروم تربّى في ظروف القهر ولم يتعلّم كيف يسيطر على غرائزه مطلقًا ، ففارقته وقررت :

    - " أنجو منه بنفسي قبل أن يلحق بي العار "
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X