هل لزنوج الأمس المظلم عقول أفضل مما لدينا ؟ا
***
***
لم يبق سوانا في أدنى الدركات ، وهل صحيح ما يقال عنا ، وما قد قيل الآونة التي قمنا فيها ضد الطغيان الذي حكم علينا بالجهل والتخلّف طيلة قرون وأعوام . ؟ا وبالفعل فنحن ورغم انتمائنا إلى أمّة " اقرأ " لكننا نقرأ ولا نستوعب ، وحتى إن بعض المتعلّمين الأشقياء لم يجدوا فرصة لاستثمار مواهبهم ، و لم يبذلوا جهدًا على سبيل مواجهة الواقع المزري ، ولا حتى الرّجالات الذين ترتجّ المنابر بأصواتهم قادرين على تعريته - الواقع - للناس ، وما أولئك المتشدّقون الذين يتكلّمون عن كرامة النظام بصيغ عجيبة لا تمت بصلة إلى ما يجري ونعيشه نحن ويحدث لنا من ظلم وفساد وأشياء ليست من مكارم الأخلاق ولا من حقيقة الدين في شيء ، سوى أنّ كل هؤلاء وغيرهم من السماسرة يجاملون السلطة على حساب الواقع المعاش ، بينما نشاهد يومًا بعد يوم كيف كنا بالأمس القريب ؛ على قاب قوس أو أدنى من الرّقي و التقدّم و كدنا نخرج من دائرة التخلّف لولا هؤلاء السماسرة الذين أرادوا إبقاءنا في قائمة التجاهل والنسيان ليحرموننا من تطوّر ملحوظ ، بل وزادوا في تعفينه بسياستهم الفاشلة وحبهم للمال وإدمانهم على السلطة أكثر من أوطانهم وأبناء أوطانهم وحتى" أنفسهم " أي شيء آخر في الوجود ، وكيف أصبحنا بسببهم لا نقدر على إيجاد مجرّد فريق متكامل في كرة القدم يرد لنا الاعتبار ؟ و نعجز على توفير منشآت رياضية قادرة على تنظيم حفل كروي بهيج تشغلنا وتنسينا همومنا ؟ وقد استطاع إنجازها غيرنا من الزنوج ؛ الذين كنا بالأمس القريب نضحك عليهم ونسخر من تفوّقنا عليهم ، وأنّهم شعوب متأخّرة لا كرامة لها ، وقبائل متناحرة تتاجر بدماء أبنائها وتقتل بعضها ، فاليوم صاروا يضربون لنا الأمثال في المواعيد و المواسم الكروية بتطوير منشآتهم الرياضية والسياحية ، وذلك لأنّهم عرفوا بعد سنين من التضحية والكفاح المستمر أن المستقبل لايتحقّق إلاّ بإرساء أسس ديمقراطية متينة ، ونشاهد اليوم كيف أضحت بلادهم جميلة بملاعبها الرياضية التي استطاعوا من خلالها تنظيم الكؤوس وإقامة العروض والحفلات ، ولم يتسنّى لهم ذلك إلـّا بعد إذ انتفضوا ضد الجهل والفساد ، وتحوّلت أنظمتهم من فاشلة فرضتها دول امبريالية تستنزف مقدّرات الشعوب بالقوّة ، إلى أنظمة ديمقراطية تعمل على تحسين ظروف مستقبل شعوبها .- أما آن للمتشدّقين و الفهّام المأجورين أن يستحوا من أنفسهم ويغيّروا قليلاً من خطبهم الرنّانة ؛ التي تريد تنويمنا و تزيد في استغبائنا ، ففي صمتهم - على الأقل - راحة لعقولنا .- أما آن الأوان لأبناء أمّتنا العظيمة التي انتفضت بقوة ضد اكبر احتلال في التاريخ وقالت لا للقهر والظلم و لا للفساد ، هؤلاء الذين هرموا من التهميش و ليسوا بأيتام ولم يعودوا مراهقين كي تمارس عليهم الأبوية باستمرار وإلى الأبد ، أن يدركوا الركب " الكريم " الذي فاتهم ، وأن تمنح لهم انتخابات ( شفافة ونزيهة على الأبواب ) حق الإدلاء برأيهم لاختيار من يمثّلنونهم بكل حرية ، وقد جاءتهم فرصة ليختاروا أكْفإِ الرّجال المخلصين وأنسبهم ؛ يتعهّدون لهم بخدمة وطنهم والنهوض بمستقبلهم ، حتى لا يسخر من حالهم هؤلاء الزنوج ، فكل شيء - من عند الله- متوفّر ولا يحتاج إلاّ لاستثمار مواهبهم وأفكارهم وجهودهم ، وأرض بلادهم وتربتها الخصبة تستحق الجهد والتضحية ، وهم قادرين على تحقيق المعجزات ، وهل لزنوج الأمس المظلم عقولٌ أفضل ممّا لديهم الآن ؟ا