أبيجرامية "حوار الأبعاد"أ.د السعيد الورقي قراءة نقدية د.نجلاء نصير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.نجلاء نصير
    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
    • 16-07-2010
    • 4931

    أبيجرامية "حوار الأبعاد"أ.د السعيد الورقي قراءة نقدية د.نجلاء نصير

    ﺭﺳﻢ ﻣﺜﻠﺜﺎ. . . ﺍﺟﺘﻫﺪ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺴﺎﻭﻯ ﺍﻟأﺿﻠﺎﻉ. . . ﻓﻰ أﺣﺪ أرﻛﺎﻧﻪ ﺍﻟﺜﻠﺎﺛﻪ . . ﻭﻗﻒ. ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﻪ ﺭأﻯ ﺯﺍﻭﻳﺘﻴﻦ ﻓﻘﻄ. . . ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻰ ﺯﺍﻭﻳﻪ أﺧﺮﻯ ﻭﺍﺟﻪ أﻳﻀﺎ ﺯﺍﻭﻳﺘﻴﻦ. . . . انتقل إﻟﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﻪ. . . ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ. . .ﻭﻗﻒ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﻒ. . . ﺗﺮﺍﻗﺼﺖ ﺍﻟأﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﻪ. . .ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻧﺰﻋﺎﺝ ﻗﻠﻴﻠﺎ . . ﺑﺪﺕ ﺭﺍﺋﺤﻪ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭﺍﻟآﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ ﺗﺘﺴﻠﻞ إﻟﻰ ﺣﻮﺍﺳﻪ. . . ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﻣﺜﻞ ﻗﺎﺭﺏ ﻳﻌﻠﻮ ﻭﻳﻬﺒﻄ ﻓﻮﻕ ﺳﻂﺢ ﺍﻟﻤﻮﺝ. . . ﺷﻌﺮ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺧﺎﺭﺟﻴﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺎﺗﺼﺎﻝ ﺑﻪ. ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺎﻣﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﺳﺎﺭﺍ ﺍﻡ ﻟﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﺎﻛﺪﺍ ﻣﻦإﺍﺣﺴﺎﺳﻪ ﺑﻌﺪ. . . .ﺗﻌﺎﻇﻢ ﺍﻟﺄﻣﺮ ﻭﺗﻀﺨﻢ. . . ﻟﻢ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﺜﻠﺚ ﺛﻠﺎﺛﻪ أﺿﻠﻊ ﻓﻘﻄ ? ﻭﻫﻞ ﻟﺎ ﺑﺪ ﻟﻠﺜﻠﺎﺛﻪ أﺿﻠﻊ ﻣﻦ ﺛﻠﺎﺙ ﺯﻭﺍﻳﺎ. . . ﻟﻮ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟأﺿﻠﻊ ﺍﻟﺜﻠﺎﺛﻪ ﻣﺘﻮﺍﺯﻳﻪ ﻟأﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺳﺖ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻰ أﻥ ﺍﻟأﻣﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺎﺧﺘﻠﺎﻑ. . . ﺍﻧﺘﺎﺑﻨﻰ ﺷﻌﻮﺭ ﻣﻔﺎﺟﻰﺀ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﻪ ﻭأﻧﺎ أﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺎﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﻪ ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺘﻂﻴﻊ أﻥ ﻳﺘﻨﺒﺎ ﺑﻤﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ. . ﺧﺎﺻﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﺪﺍﺧﻠﺖ ﺍﻟﺎﺻﻮﺍﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺸﻮﺷﺮﻩ. . . . ﺩﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻰ ﺭﻗﺼﻪ ﻏﺮﺍﺋﺒﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻨﺠﻞ أﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺯﺍﻭﻳﻪ. . . ﻗﻔﺰ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻓﺸﻌﺮ ﺑﻘﺸﻌﺮﻳﺮﻩ ﺑﺮﻭﺩﻩ ﺍﻟﻐﺮﺑﻪ. . . . . أﺳﺮﻋﺖ ﻓﺪﻓﻌﺘﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺜﻠﺚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. . . . .
    . . . ﺍﺑﻴﺠﺮﻭﻣﺎﺕ ﺳﺮﺩﻳﻪ. . . #
    ثنائية الوعي واللاوعي
    نحن أمام سردية من العنوان الذي يعد بمثابة الكود أو الشفرة التي يرسلها المبدع للمتلقي لفك شفرة النص يجد المتلقي نفسه أمام "حوار الأبعاد " لكن ما هي الأبعاد التي يتحدث عنها المبدع هل هي أبعاد هندسية أم أبعاد رمزية
    "رسم مثلثاً" فنحن أمام بعد هندسي ،"اجتهد أن يكون متساوي الأضلاع " لكن كلمة "اجتهد " تفتح الأفق أمام المتلقي فالمبدع لا يجيد الرسم الهندسي . .."في أحد أركانه الثلاثة ..وقف في المواجهة رأى زاويتن فقط ....انتقل إلى زاوية أخرى واجه زاويتين ..انتقل إلى الثالثة ...لم يتغير الموقف " فكلما تخلى المبدع عن زاوية اختفى بعداًمن الأبعاد فما كان منه إلا أن "وقف في المنتصف...تراقصت الأنوار الذهبية " فالمنتصف هنا نقطة الحياد التي تجعله يرى اللوحة مكتملة الأبعاد قلا يفقد بعدا ولا يقع في حيرة التنقل بين الأبعاد الثلاثة لكن هل ارتضى بالحياد لا "شعر بانزعاج قليلا" فالمتلقي ينتظر مفتاحاً يفك به شفرة هذا الانزعاج "بدت رائحة الزهور الآتية من السياج تتسلل إلى حواسه " السياج فالسؤال الذي يطرح نفسه حينما تتسرب لأذن المتلقي دالة السياج السجن فأي نوع من السجون يقبع البطل خلفه ؟
    "حملت الروائح العديد من مشاهد الماضي مثل قارب يعلو ويهبط فوق سطح الموج .." فالبطل رهين السجن منذ زمن لم يحدده لنا ولكن أي نوع من أنواع السجون يقبع خلفها ؟"شعر كأن شيئاً خارجياً يحاول الاتصال به ولم يعرف إذا كان الأمر يبدو ساراً أم لا " فما هو الشئ الخارجي وما سر عدم معرفته لأثره النفسي عليه ؟ "لم كان للمثلث ثلاثة أضلع فقط "فنحن أمام سؤال استنكاري يدعو للتامل في ذات البطل الذي يريد الخروج عن المألوف فلوأن للمثلث أكثر من ثلاثة أضلع لتغير اسمه إلى مربع أو ...."وهل لابد للثلاثة أضلع من زوايا "؟ هكذا يضعنا في رحلة مع أسئلته الوجودية ففي رحلة البحث والتجريب انتاب البطل شعور بشغف المعرفة وهو يحاول "التركيز على اللاذات المقابلة " فنحن أمام نص مفتوح التأويل على قراءات متعددة فالسردية رمزية فالبطل يحاور فيها ذاته وقف في نقطة المنتصف بين الوعي واللاوعي فالحياة أشبه بقارب تحركه أمواج الأحداث والماضي المتجذر في الذات هو رصيدنا الذي نجتره بل ربما يحبسنا خلف سياجه فالحوار مع الذات يخرجنا من نقطة المألوف إلى اللا مألوف فحين نفتح عنان الخيال للاشعور نحلق في دائرة مغلقة ولذلك فالخروج عن المألوف يمجه الواقع فالخيال والواقع في صراع مستمر لكن في كل الجولات نسنسلم للواقع وتحذبنا الحياة بكل تفاصيلها نحو الشعور فيحيا اللاوعي سجين الذات فالمثلث يرمز للحياة التي لا تسمح لنا بالاختيارات فالاختيار جعل البطل يقع في الحيرة وحين وقف محايدا هزمه الماضي وتكالبت عليه الأسئلة التي أصابته بالشوشرة مما جعله يؤكد لنا روتينية ونمطية الحياة فحين نحاول الفرار منها نشعر بالغربة والقشعريرة التي تجذبنا نحو الوعي المتجذر في نفوسنا .
    sigpic
يعمل...
X