كيف نكفل الصالح العام والسعادة البشرية في مجتمع من الأوغاد؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    كيف نكفل الصالح العام والسعادة البشرية في مجتمع من الأوغاد؟




    **

    كيف نكفل الصالح العام والسعادة البشرية في مجتمع من الأوغاد؟
    ****
    حسبنا الله في هؤلاء ، جسبنا الله في العقلاء الذين أعمتهم الأهواء ويدفعهم حب الزّعامة ورغبتهم الشديدة وإصرارهم على تولّي المسؤولية ولو على حساب القوم وكل القيّم ، ما يشد الانتباه ويفوق الوصف ، وحتى التبست الأمور على بعض السذّج والمغيّبين ، وانقادت الجموع الغفيرة وراء الذين تقدّموا اليهم يرغبون في أصواتهم ، وجاؤوا يركضون..مهلاً - يا دعاة الضلالة - !!!..كم تراوغون..والحقَّ تكرهون؟؟!! وغايتهم في ذلك إنّما تحقيق المآرب والمصالح الشخصية بشتى الطرق والوسائل ، وإن ترتّب علي هذا أضرار و مفاسد ، وما يبدو جليًّا وواضحًا من خلال التجمهر على غير العادة ، والهستيريا البادية ، وتلك الوجوه كظيمة وتحبس الأنفاس ، والركض المضني وراء النّاس ، وصرف المبالغ الضخمة في كراء المحلاّت وأنواع الأكل والمشروبات ، وتعليق الصور في أيّ مكان ، وقرب المزابل والقمامات .
    - ولم يعد للمرشّحين للانتخابات من صبر في هذه الأثناء، وصارت الأصوات كلها مطلبًا لأصحاب " الشكارة " وحافظات النقود و الأظرفة المعبّأة بالأوراق والملصقات التي تحمل جميع الأوصاف، وكل الآمال في الهواء معلّقة وعلى انتخابات تتجدّد باستمرار وبدون فائدة ، و أفكار قديمة ومستهلكة تفقد الناس صوابهم ، ولم يتبقّى من أحوالهم و حال مدينتهم التي تعاني كلما مرّعليها انتخاب ولا تأتي بجديد ، ينقلب عليها الفائزون في كل مرّة ويتناسونها من جديد ثم يتسابقون إليها من بعيد ، أولئك الذين ليس لديهم من انشغالات يحملونها عنها سوى رغبتهم الشديدة في تحقيق بعض المآرب الشخصية ، و لسنا ضد الانتخابات النزيهة التي تأتي بأفكار مثمرة جديدة ولا ضد الأكفاء من أصحاب النوايا الحسنة ، ويريدون التنمية والدفع بها إلى الأمام ، و يحاربون لأجل المواطن كل الرداءة والفساد ،،،، لكنه الاستحمار والاستغباء بعينه ، الداء القاتل الذي دب منذ أجيال في الأمّة المغيّبة ، هو الذي يدفعنا إلى البحث عن الحلول دومًا وإلى الاستنكار .
    - يُغيَّب المواطن ويصير نكرة لا يشترط شيئًا من الحقوق ، ويمتطيه المرشّحون مثل الحمار بعدما ينزعون منه صوته ، وليس لدى هؤلاء ما يقدّمونه له من برامج ، سوى بعض النقود والألاعيب التي تعوّدوا علىها خلال كل حملة يقومون بها ، وكل كلامهم أوهام وأكاذيب .

    - أين تلك الوعود التي لم تتحقّق ولم تنجز شيًا ، سوى أنّ أصحابها ضحكوا على ذقون الناس ، مثل الأشجار الباسقة التي غرست منذ الأزل وكانت تظلّلنا وقد قُطعت في عهدتهم يحرمونا بهو ونقاء وجمال المدينة ؟ أين هي وقد تعهّدوا النّاخبين خلال الانتخابات بآدائها بكل إرادة وعزيمة ، ما لهذه اللجان التي تنشط وقت الانتخابات ثم تغيب فجأة ، أين يذهب أصحابها بعد الانتخابات ؟ أم أن النقود التي يحصلون عليها دون إذن منّا أو وجه حق ليس لها طعم ولا رائحة ؟ مثل صور المرشّحين التي تعلّق بالواجهات ؟ كلٌّ قد غاب بعد حصوله على مآربه ، وتركوا المواطن يتخبّط وحده في وحل ما بعد الانتخابات اا أيّها السادة المرشّحون لاتأتون بدون برامج جادة من فضلكم ولا تغيبوا عنا فجأة بعد الانتخابات بعدما كنا لأيام نشاهدكم ونحسب الخطوات وكانت حظوظكم قائمة في ضمائرنا قبل اختزالكم لنا من الذّاكرة وتغاضيتم عنا وتغافلتم عن حقوقنا ، يا من صدّعتم رؤوسنا بالكذب اللاّمباح ، جئتم تجرّون أذيالكم لتحصدوا ما تبقّى ، ولم تزرعوا قبل هذا سوى الغبار الذي أذريتموه في عيوننا ، الآن وقد جئتم ولم تقدّموا قبل هذا شيئًا ولن تأتوا بجديد .
    - لأن هوايتكم المكر والخداع وممارسة أنواع الطقوس المخلّة بالحياء ، فقد استطعتم أن تلبسوا على الناس صوابهم ، وما يحصل لهم الآن بسببكم من تهميش وحرمان وغلاء فاحش وتدهور في البنى الفوقية والتحتية ، مشكورين على كل ما أنجزتموه بشعبويتكم التي لا تتماشى مع اللّباقة والشروط الفنيّة المطلوبة.
    - لماذا صوّت هؤلاء الأغبياء على الذين لا يكترثون ولا حتى بالمواعظ التي تستوقفهم وتريد إحياء الضمير ، وتنهي عن المنكر والمكر والحرص الشديد ، والتحايل على مقدّرات الشعب والتلاعب بالمسؤولية التي أسندت إليهم بفضل الناخبين ، وليست مكرمة ولا غنيمة حرب كما يراها بعض الانتهازيين ، ويحتكر هؤلاء كل شيء يجدونه أمامهم من وسائل عمومية ويتصرّفون فيها كما يشاؤون كما لو أنّها ملكٌ لهم أو تركة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ، و لا يجب أن تُسخّر إلاّ للصّالح العام ،
    في بلدية تعتمد على مداخيل قليلة ومعروفة ، الجباية وبعض الإيرادات البسيطة التي لا تستجيب بدايةً لكل شروط التسيير، ولا تقوى على مجابهة النفقات المتزايدة بفعل التضخّم ، وقد تعاني من عجز دائم في غياب استراتيجية واضحة تثري بها الأنشطة وتتخلّص من المساعدات التي تقدمها لها بعض الجهات ، بيد أن بعض الأنشطة تحوّلت إلى صيد سهل لدى البعض ، بينما أصبحت تشكل الانتخابات عبئًا حقيقيا يستنزف ميزانية الدولة التي تعتمد على الريع وتعاني من عجز دائم بسبب تراجع أسعار النفط .
    - ألم يأن لهؤلاء الناخبين أن تُفتّح أعينهم وبصائرهم على أفضل المرشّحين ممّن ليس لديهم رغبة في الترشّح " لأن المسؤولية في دين الإسلام لا تعطى لمن سألها أو حرص عليها وكثير من الناس يتهافتون على طلب المناصب ويحرصون عليها لأنهم يرون فيها الامتيازات والتشريف قبل المسؤوليات والتكليف" وأكثر ما يهمّهم المنفعة الخاصّة وجيوبهم و بطونهم وكروشهم التي يفنوا عليها عروشهم والسلطة التي تأتي بّعيد المنصب ، والعقلية الزّائغة المريضة وكل الرّداءة التي تكون سببا في تدنّي أحوال المعيشة ؟ا
    - يقول الكاتب العربي : " بت أعتقد أن الناس أوغاد لا خلاق لهم وأنه من الخير لهم أن يعترفوا بذلك وأن يقيموا حياتهم علي دعامة من هذا الإعتراف وهكذا تكون المشكلة الأخلاقية الجديدة هي كيف نكفل الصالح العام والسعادة البشرية في مجتمع من الأوغاد؟ " .بدوري رحت أعتقد ذلك لولا الحديث الشريف الذي يقول : ( إذا قال الرجل : هلك الناس فهو أهلكهم )
    لكن المعركة جادّة وقد تستمر طويلاً ، و يبدو أنّ العقلية الزّائفة القديمة مسيطرة ولاتريد أن تتغيّر رغم كل الأحوال والظروف ، لأن الذين يشجّعون الناس عليها هم الانتهازيون وليس لديهم من غرض سوى حماية أنفسهم ومصالحهم ، وللأسف فإن لديهم من المقدرة والإمكانيات ما يمكّنهم من شراء الذِّمَم .
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 05-04-2017, 18:01.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X