تويت
**
حين جسّ الطبيب نبضي وقال لي " ماعندكش القلب "
***
كنت أعاني كثيرًا من خفقان ، فاعتقدت أنني مريضٌ بالقلب ، وتسبّب لي في توتّر كبير وقلق ، وانقلب ذلك على بقية حياتي وأصبحت سلوكاتي اليومية والمهنية كلّها تقريبًا مضطربة ،
- نصحني الأصدقاء بزيارة طبيب نفساني ، فقررت أن أذهب إلى أخصّائي في الطب العصبي ، وكان شابًا وسيمًا ومتخلّقًا ، أعرفه منذ أيام الدراسة الثانوية ، اعتقدته استأنس بي لمّا ذكّرته باسمه وبتلك الأيام التي مرّت علينا كالحلم في الثانوية ، وقرأت في ملامح وجهه الأبيض الجميل إعجابه بكلامي ، فكان يقلّب ويمعن في الفحص حتى ظننته يبحث على اطالة اللقاء معي ، تكرّرت الحصص ، وكان يعاملني بنفس الأسلوب ، حتى أنّني أصبحت أشفق على الممرّضة التي في الاستقبال لِما عانته من مناوشات مع بقية المرضى الذين قابلوها بالاستنكار بعد طول انتظارهم في الصالة المجاورة ، فقررت أمسك رجليّ قليلاً عنه ، واستبدله ، ورحت أتجول في المدينة ، ابحث لي عن طبيب آخر ، ففي الناس أبدال وفي تركهم راحة ، وفي تبديل السروج راحة أيضًا ( كما يقول المثل عندنا ) وخطر ببالي هذه المرّة زيارة طبيب أمراض القلب الذي ذاع صيته بين الناس ، خاصة منهم المسنّين و المهووسين ، وقد بات يشتكي كل هؤلاء المرضى من مشاكل القلب هذه الأيام ، بسبب الحروب والقتل والدمار ، حتى أن أحدهم كان يردّد على مسامعي كلما التقيته " الله لا يربّح قناة الجزيرة " نفس العبارة أسمعها منه دائمًا .
- حين جاء الدور عليّ ، شعرت هذه المرّة بما كان يشعر به أولئك الذين ضجروا منّي ومن صاحبي الدكتور النفساني ؛ فكلّما زرته يتخلّى عنهم .
- انتظرت وصبرت كثيرًا حتى ملّ الصبر منّي - كما يردّد القول المبتلين بالهوى ، لتناديني مساعدته ، ودخلت القاعة وراءها ، فإذا بطبيب طويل ضخم ، أمرني بالاستلقاء فوق الطاولة ، كأنّه مستعجلٌ ، وأن أقوم بتعرية صدري حتى يتسنّى له بذلك دلك المرهم عليه ، ثم قام بإلصاق أجهزة شفط كهربائية ووصلها بمكبّرات صوت لدقّات القلب ، كالتي نشاهدها على خشبات المسارح والفن .سأل مساعدته :
- واش عندو ؟
- يشكي من القلب
- ما عندوش القلب
أمعنت فيه النظر قليلاً ؛ كأنّه ّ يذكّرني بكلام أمّي السّاخرعندما تغضب منّي ا
قاطعته :
- ذاك ما كانت تقوله لي المرحومة دائمًا
- لا لم أقصد ..
رد على امتعاضي بابتسامة ساخرة ثم واصل حديثه :
- أردت أقول فقط بإنّه ليس لديك مشكل في جهاز القلب ولكن المصران الغليظ هو الذي سبّب لك المشاكل ، فكلما مرض ينتفخ ويتمدّد يطبق على الحجاب الضعيف والذي بدوره يضيّق الخناق على القفص وما فيه من أعضاء الرئة والقلب فيشعر صاحبه بالضيق والخفقان .
تنفست الصعداء ورحت اشكره على محاولته استعادة الثقة بنفسي .
فأردف قائلاً :
- رحم الله أمّك فقد كانت تمزح معك فقط لأنّها كانت تحبّك .- نصحني الأصدقاء بزيارة طبيب نفساني ، فقررت أن أذهب إلى أخصّائي في الطب العصبي ، وكان شابًا وسيمًا ومتخلّقًا ، أعرفه منذ أيام الدراسة الثانوية ، اعتقدته استأنس بي لمّا ذكّرته باسمه وبتلك الأيام التي مرّت علينا كالحلم في الثانوية ، وقرأت في ملامح وجهه الأبيض الجميل إعجابه بكلامي ، فكان يقلّب ويمعن في الفحص حتى ظننته يبحث على اطالة اللقاء معي ، تكرّرت الحصص ، وكان يعاملني بنفس الأسلوب ، حتى أنّني أصبحت أشفق على الممرّضة التي في الاستقبال لِما عانته من مناوشات مع بقية المرضى الذين قابلوها بالاستنكار بعد طول انتظارهم في الصالة المجاورة ، فقررت أمسك رجليّ قليلاً عنه ، واستبدله ، ورحت أتجول في المدينة ، ابحث لي عن طبيب آخر ، ففي الناس أبدال وفي تركهم راحة ، وفي تبديل السروج راحة أيضًا ( كما يقول المثل عندنا ) وخطر ببالي هذه المرّة زيارة طبيب أمراض القلب الذي ذاع صيته بين الناس ، خاصة منهم المسنّين و المهووسين ، وقد بات يشتكي كل هؤلاء المرضى من مشاكل القلب هذه الأيام ، بسبب الحروب والقتل والدمار ، حتى أن أحدهم كان يردّد على مسامعي كلما التقيته " الله لا يربّح قناة الجزيرة " نفس العبارة أسمعها منه دائمًا .
- حين جاء الدور عليّ ، شعرت هذه المرّة بما كان يشعر به أولئك الذين ضجروا منّي ومن صاحبي الدكتور النفساني ؛ فكلّما زرته يتخلّى عنهم .
- انتظرت وصبرت كثيرًا حتى ملّ الصبر منّي - كما يردّد القول المبتلين بالهوى ، لتناديني مساعدته ، ودخلت القاعة وراءها ، فإذا بطبيب طويل ضخم ، أمرني بالاستلقاء فوق الطاولة ، كأنّه مستعجلٌ ، وأن أقوم بتعرية صدري حتى يتسنّى له بذلك دلك المرهم عليه ، ثم قام بإلصاق أجهزة شفط كهربائية ووصلها بمكبّرات صوت لدقّات القلب ، كالتي نشاهدها على خشبات المسارح والفن .سأل مساعدته :
- واش عندو ؟
- يشكي من القلب
- ما عندوش القلب
أمعنت فيه النظر قليلاً ؛ كأنّه ّ يذكّرني بكلام أمّي السّاخرعندما تغضب منّي ا
قاطعته :
- ذاك ما كانت تقوله لي المرحومة دائمًا
- لا لم أقصد ..
رد على امتعاضي بابتسامة ساخرة ثم واصل حديثه :
- أردت أقول فقط بإنّه ليس لديك مشكل في جهاز القلب ولكن المصران الغليظ هو الذي سبّب لك المشاكل ، فكلما مرض ينتفخ ويتمدّد يطبق على الحجاب الضعيف والذي بدوره يضيّق الخناق على القفص وما فيه من أعضاء الرئة والقلب فيشعر صاحبه بالضيق والخفقان .
تنفست الصعداء ورحت اشكره على محاولته استعادة الثقة بنفسي .
فأردف قائلاً :
ناولني بروتوكولات وقائية وراح يرشدني .
رغم أنّني تعافيت قليلاً من المصران الغليظ ، لكنني لازلت أشعر بالخفقان ، سيما عند رؤية القتل بالدم البارد مثل الذي شاهدته البارحة وحدث في سيناء بمصر الكنانة . فهل أراجع صديقي الطبيب النفساني معاودًا ؟