أكثر رمزية مؤثرة في “الأطلال” هي الصورة التي يرسمها إبراهيم ناجي للحب على أنه “صرح من خيالٍ فهوى”.
هذه الجملة تختزل الحكاية العاطفية كلها في مشهد درامي مكثف. فـ “الصرح” يرمز إلى الحب الذي كان شامخًا، عظيمًا، كالبناء القوي الذي اجتهد القلب في تشييده، بينما “الخيال” يشير إلى الوهم والسراب، مما يوحي بأن هذا الصرح لم يكن حقيقيًا بقدر ما كان حلمًا جميلًا عاشه الشاعر بكل جوارحه. ثم تأتي الكلمة الأخيرة “فهوى” التي تحمل معنيين:
-
السقوط والانهيار، وكأن هذا الحب لم يصمد أمام الواقع.
-
الهوى بمعنى الحب، في مفارقة جميلة بين البناء الذي ينهار، والقلب الذي لا يزال يحنّ إليه رغم الدمار.
هذه الرمزية تحمل في طياتها فلسفة الحب والخذلان: أن هناك مشاعر قد تكون عظيمة في وجداننا
، لكنها في النهاية مجرد سراب لا يقوى على مجابهة الحقيقة
