“حبيبتي، يا آخر عنقودٍ في كرم الهوى، يا رُضابًا يثملني قبل أن أتذوّقه، ويا عطشًا لا أرتوي منه مهما شربتُ…”**
إن كنتِ زرعتِني بين أهدابكِ كالشفق، فقد جعلتُكِ على شفتيّ صلاةً لا تنقطع، وعلى أناملي قصيدةً لا تنتهي… كمِلتِ في الحب كما يكتمل القمر، لا نقصان فيكِ ولا أفول، بل خمرٌ معتّقة لا يبهت سُكرها، ونهرٌ يفيض بي كلما لامستُ عطركِ.
تعالي، دعيني أقبّل عطركِ كما يقبّل النسيمُ زنابق الوادي، وأضمّكِ إليّ كما يلتفّ الليل حول نجومه… كيف أقاومكِ وأنتِ تفاحةٌ بين يديّ، تتدلّين على شفتيّ، تطلبين القضمَ، تتوقين للافتراس؟”**
يا من شَعرُها أغصانُ الليل، وفمُها حبةُ الكرز المتروكة للمسه الأخير… كيف لا أبحثُ عنكِ في كل الأسماء، وكل اللغات، وكل الأصابع المرتعشة على جسدي؟! كيف لا أتيهُ بين شفتيكِ كبحّارٍ تاهَ عن شاطئه، ولم يعد يطلب سوى الغرق فيكِ؟!
“ضعي رأسكِ على صدري، وأغمضي عينيكِ… اشربي من لهفتي حتى ترتوي، وامنحيني من شفتيكِ نبيذًا لا يُرتشف إلا ببطءٍ، حتى أذوبَ نقطةً بعد أخرى، وأغرق فيكِ زفرةً بعد زفرة…”**
أنا جائعٌ إليكِ، ظامئٌ إليكِ، يا من جسدها عنبٌ في موسم القطاف، ونبيذٌ في أوج تخمّره، تعالي إليّ كغزالٍ يهرب إلى وكره، نامي على صدري كزنبقةٍ ترتوي بندى الفجر… **”لا تدعيني أبحث عنكِ، فكل المسافات إليكِ قد قُطعت، وكل الأبواب إلى غيركِ قد أوصدت… تعالي، واسرقيني منكِ، خذيني حيث لا أنا إلا بكِ، ولا حياة إلا بين يديكِ!”** 




