رسالة/ سليمى السرايري

Spread the love

الصورة على ميبناء مدينة بنزرت

 

حَبِيبِي البَحَّارَ،

 

مَا زِلْتُ أَدُقُّ أَجْرَاسَ غِيَابِكَ بِصَوْتِي…

غِيَابُكَ المُوجِعُ، المُمْتَدُّ عَلَى تَضَارِيسِي، كَثِيرًا مَا يُبَاغِتُنِي عَلَى حِينِ صَمْتٍ فِي لَيَالِي الأَرَقِ فأعَانِقُ رَسَائِلِي كَفَرَاشَةٍ، رَسَائِلِي تِلْكَ الّتِي طَالَمَا وَدَدْتُ لَوْ تَرَكْتُهَا فَي عَرْضِ المُحِيطِ، في جَوفِ زُجَاجَةٍ حَصِينَةٍ، مُوَشّاةٍ بعِطْرِ أنفاسِي، كُتِبَ عَلَيْهَا: “إلَى غَائِبٍ”.

حَبِيبِي، أَنَا الْبَحْرُ الَّذِي يَحْمِلُكَ بَيْنَ أَمْوَاجِهِ وَيَكْتَنِفُكَ بِحَنَانٍ، وَأَنَا السَّكِينَةُ الَّتِي تَتَمَاهَى مَعَكَ، وَالثَّوْرَةُ المُشْتَعِلَةُ بينَ جَوَانِحِكَ، وَأَنَا الْجُنُونُ الذي يَبْلُغُ بِكَ وَمَعَكَ أَقْصَى مَدَاهُ. لاَ تَذْهَبْ قَبْلَ أَنْ أَفْتَحَ قَلْبِي لِأُصَافِحَكَ فَيَلْتَصِقَ عِطْرِي بِخُطُوطِ يَدِكَ وَتَتَنَفَّسَهُ شَرَايِينُكَ، وَتَغُوصَ بِكَ حُورِيَّةٌ فَاتِنَةٌ، وتُسْكِنَكَ قَصْرَهَا الْعَاجِيَّ…

عُـدْ أَيُّهَا الْبَحَّارُ، وَالْتَقِطْ رِسَالَتِي قَبْلَ الغِيَابِ.

 

 حَبيبَتُكَ اَلْمُشْتاقَةُ.

من كتابي الصادر في 2024 بعنوان:

رَسَائِلُ إِلَى بَحَّارٍ  وَ  (رَسَائِلُ أُخْرَى)

Related posts

Leave a Comment