بين صراعي الداخلي وبين طموحي، أجد أني معلق بينهما. في داخلي نار رغم هدوء مظهري، لكن يجتاحني شعور الغرابة. لا أستطيع الثبات على رأيي أو على فكرة، لدي فرط تفكير مؤلم لدرجة الصداع. ربما لست من هذا العالم، فلم أستطع التكيف بعد داخل هذا المحيط.
درت بنفسي حول كل شيء، فلم يشدني حتى ما أحب. ربما فقدت الاهتمام، أو ربما فقدت الشعور. قابلت مختلف الأشخاص، فكان رأيي واحد: أنهم ليسوا لي ولست لهم. ربما ليس لي أحد، أو ربما لم أخلق لأتناسب مع أحد.
ربما أنا النجمة الوحيدة في السماء تعبر كل شيء وكل مكان، بلا أثر، بلا وجدان، مجرد عابر بلا هدف، تائه وسط الفراغ، محلق عبر الكواكب. هل كنت أستكشف؟ لا، بل كنت ضائعًا وسط الظلام.
تركت خلفي كل شيء حتى نفسي، ذهبت لكل مكان وأنا في مكاني. داخل عقلي كل شيء يحدث. ربما أهرب من الحقيقة، وربما أحاول إيجاد أعذار، لكن هل من الخطأ رفض قوانين عالم لا أنتمي له؟
أجد نفسي كل يوم في قرار، بلا وضوح ولا ثبات. رغباتي تتغير كل يوم مثل مزاجي. لم أعد أعرف: هل أنا مجرم يصنع الأعذار، أم بطل مكسورة أجنحته فلا يستطيع الطيران؟ لم أعد أرغب في شيء، وفي كل شيء أرغب.
كل يوم في صراع جديد، وكأن الكثير من الأرواح داخل جسد واحد تتصارع لتفرض سيطرتها على جسدي الخاوي. هل روحي معهم؟ أم أنها ضاعت وسط الفوضى؟ أهي تحارب، أم تم قتلها وسط الحطام؟
لم أعد أعرف من أنا. أيمكن للإنسان أن يصل لهذه الدرجة من ضياع الهوية؟ أم أنني قد فقدت عقلي وأنا لا أشعر؟