“حين احترقنا ولم نمت” من نافذتي أرى في كل صباح مبنى تصدّع من صاروخٍ أعمى، سقط على ساكنيه ذات كذبةٍ قالوا إنها إنذار خاطئ، لكن الرماد لا يكذب، ذاك الركام يروي حكاية من التهمتهم النيران ظلمًا لا سهوًا، يلوّح لي كل يوم بوجوه لم تأخذ وداعها. الشارع المجاور ليس طريقًا، بل شهادة مكتوبة بدماء الصغار، رصيفه احتضن جثثًا بحجم الحكايات التي لم تكتمل، كنت أركض فيه سنواتٍ طويلة، لا حبًا في الحياة، بل خوفًا من نهايتها، كل خطوة كانت رجاءً أن لا يسبقني الرصاص. الحيّ الذي قضيت به جزء من…
Read Moreالشهر: يوليو 2025
قبل أن تبكي السنابل
كانت الحقول تضحك بأصابع الضوء وكانت الريح تمشط شعر الندى وترتّق فساتين الورد للعيد القادم من أكمام الغيم كنا نخبّئ ضحكاتنا في جفون الرمان ونرسل أحلامنا كطائرات ورقية تلامس وجنة الشمس في الغروب. قبل أن تبكي السنابل كان لليلِ دفءُ أمهاتٍ يطرزن من صمته وشاحاً للأحبة وكانت المواويل تخرج من أفواه التنور تحمل طَعمَ الخبز والنار حتى الطريق… كانت تحنو على أقدامنا وتبلل خطواتنا بروائح الزعتر والبنفسج الجبلي قبل أن يتيه الغيم وتختنق الفصول بغبار المنافي كانت النوافذ تنام مفتوحة كقلوب القرويين وكانت النجوم ترضع من صدر الجبال حليب الأساطير…
Read Moreملاحظات في دفتر الغياب
ملاحظات في دفتر الغياب أنا غائبٌ عن نفسي كما يغيب ظلّ الغيمُ في مرآة المطر… أعدُّ أنفاسي كأنها خطوات شخصٍ لم يأتِ بعدُ إلى الحياة… تركتُ ضوءي في جيب شمس الغروب نسيت أن أُوصي الليل أن لا يُشبهني كثيرًا… كلّما كتبتُ عنّي محوتُني لأبقي أثرًا يعرفني أكثر منّي… أنا الآن فكرة تُجرّب أن تمشي حافية فوق جمر السؤال… في وحدتي تعزف الريحُ لحنًا أعرف أني ألفتُه حين كنت ظلًّا لطفل لم يُولد… الوقتُ لا يمضي أنا الذي أُفرغ الساعة من عقاربها كي لا تعضّني… أرسم وجهي في زجاجٍ مكسور لأرى…
Read More