ملاحظات في دفتر الغياب

Spread the love

ملاحظات في دفتر الغياب

أنا غائبٌ عن نفسي
كما يغيب ظلّ الغيمُ
في مرآة المطر…

أعدُّ أنفاسي
كأنها خطوات شخصٍ
لم يأتِ بعدُ إلى الحياة…

تركتُ ضوءي في جيب شمس الغروب
نسيت أن أُوصي الليل
أن لا يُشبهني كثيرًا…

كلّما كتبتُ عنّي
محوتُني
لأبقي أثرًا
يعرفني أكثر منّي…

أنا الآن فكرة
تُجرّب أن تمشي حافية
فوق جمر السؤال…

في وحدتي
تعزف الريحُ لحنًا
أعرف أني ألفتُه
حين كنت ظلًّا لطفل لم يُولد…

الوقتُ لا يمضي
أنا الذي أُفرغ الساعة
من عقاربها
كي لا تعضّني…

أرسم وجهي
في زجاجٍ مكسور
لأرى كم مرّة
تشرّدتُ بداخلي…

كلّ صمتٍ
هو رسالة
منّي إليّ
بخطٍّ لا يُقرأ…

انشغلتُ عن العالم
برتق فراغٍ
خلّفته لحظة دهشة
نسيت أن أغلق بابها…

أنا النائم في الحرف
أنتظر أن يوقظني
صوتُ حبرٍ
يعرفني أكثر من الورق…

أصنع سلّما
من تنهّداتي
لأصعد إلى فكرة
تركتها منذ قرنٍ في صدري…

كلّما قلت “أنا”
شعرت أنّني أعتذر
لشخصٍ
لم ألتقِ به بعد…

في انشغالي
تتكوّر الروح كجُرح
تخجل أن يُشفى…

أنا القصيدة
التي تنسى نهايتها
كلّما وصلت إلى القافية…

حين غبتُ
زرعني الله
في قلبِ وردة
لا يعرفها أحد…

أنا لا أكتب
أنا أُصغي لصوتٍ
كان نائمًا في أصابعي…

كلّ ما فيّ
هو محاولة
لأن أفهم نفسي
قبل أن تُفسّرني المرايا…

حين أرحل عنّي
أُسلّم مفاتيحي
لظلّي
وأقول له: “كن لي وطنًا”…

أنا هنا
لأُمسك بحزني
قبل أن يتحوّل
إلى نشيدٍ لا يُغنّى…

وفي النهاية
أكتبني على هامش الصمت
وأتوقّع أن أقرأني
في غيابٍ قادم…

Related posts

Leave a Comment