قصيدة : حين نطق القلب بالمعادلة ( من مقامات روايتي النور الرمادي)

Spread the love

قصيدة : حين نطق القلب بالمعادلة ( من مقامات روايتي النور الرمادي)

بقلم: أ. د. أحمد عبد الخالق سلامة
مؤسس المشروع العربي لأدب الرياضيات ( الرياضيات الأدبية )

أستاذ الرياضيات وعلوم الحاسب  – كاتبٌ يرى أنّ الكلمة يمكن أن تكون معادلة، وأن المعادلة قد تكون أجمل حين تُكتب بروح شاعر وأديب .

حين نطق القلب بالمعادلة ( من مقامات روايتي النور الرمادي)

————–

بقلم: د.أحمد سلامة

————–

حِينَ نَطَقَ القَلْبُ بِالمُعَادَلَةِ انْفَتَحَتْ أَبْوَابُ غَيْبٍ فِي طَرِيقِ اجْتِهَادِي، وَسَكَنَتِ النُّقْطَةُ الَّتِي ضَاعَتْ طَوِيلًا… ثُمَّ عَادَتْ فَوْقَ سَطْرِ الرُّوحِ تُحْيِي بَعْضَ أَوْتَادِي

وَقَــــالَــــتِ  الـــنُّـــبُــوءَةُ  فِــــــــي  دَاخِــــلِــــي:  «إِنَّ لِــلْــقَــلْــبِ عِـــلْـــمًــا لَا يُــــقَــــاسُ… وَإِنَّ فِــــيـــهِ جَــــبَـــرًا يُــــرَتِّـــبُ سَــــيْـــرَ أَجْـــــــدَادِي»

«وَأَنَّ  مَـــنْـــفِــيَّــاتِ  الــــــــــدَّرْبِ  تَــــصِـــيـــرُ  مَـــجْـــمُــوعًــا…  إِذَا قَــــــــــامَ قَـــــلْـــــبٌ يَـــــضَـــــعُ الـــــنُّــــورَ فِـــــــــي مَـــــقَــــامِ الْإِسْـــــعَــــادِ»

فَـــــنَــــظَــــرْتُ  إِلَـــــــــــــى  الْـــــــجَــــــرْحِ  كَـــمُـــتَـــغَــيِّــرٍ…  وَإِلَــــــــــــى  الــــصَّــــبْــــرِ  كَــــثَــــابِــــتٍ فِــــــــــــي جَــــــــــــدْوَلِ أَحْــــــــــــزَادِي

وَوَضَـــــعْــــتُ  نَـــفْـــسِـــي  فِـــــــــي  مِـــــثَــــالٍ…  يُـــبَـــيِّـــنُ  أَنَّ الـــــدَّهْــــرَ يَـــجْـــمَـــعُ مَــــــــا افْــــتَــــرَقَ مِــــــــنْ نَـــوَاكِـــيــدِي وَأَجْــــيَــــادِي

فَـــــــــقَــــــــالَ  الْــــــقَــــــلْـــــبُ:  «هَٰذِهِ  مَـــــعَــــادَلَــــتِــــي…  لَا  تُــــــكْــــــتَـــــبُ  بِــــالــــطَّـــبْـــشُـــورِ وَلَا فِــــــــــــــــي دَفْــــــــتَــــــــرِ الْأَوْلَادِ»

«إِنَّـــــهَـــــا  تُـــــقْـــــرَأُ  فِــــــــــي  الـــلَّـــحْــظَــةِ  الَّـــــتِـــــي  يَـــتَّـــسِـــعُ  فِـــيـــهَـــا الـــــصَّــــدْرُ… وَيَـــسْـــقُـــطُ مِـــــنْــــهُ هَـــــــــمُّ الْأَعْـــــبَــــادِ»

«هَــــــــذِهِ  مَـــعَــادَلَــةُ  مَـــــــنْ  يَـــــــرَى  الـــسَّــعَــةَ  فِـــــــي ضِـــيــقِــهِ… وَمَـــــــنْ يَـــــــرَى الــــنُّـــورَ فِـــــــي مَــــرْكَـــزِ انْـــكِــسَــارِ وَئَـــــــادِي»

«وَمَــــــــنْ  يَـــفْـــهَــمُ  أَنَّ  كُــــــــلَّ  خُــــسَــــارَةٍ  لَا تُـــقْـــفِــلُ بَــــابًــــا… بَــــــــلْ تَـــفْـــتَــحُ مِـــصْـــرَاعًــا آخَــــــــرَ فِـــــــي سِــــفْـــرِ أَمْــــجَـــادِي»

هُــــنَــــا…  أَحْـــسَـــسْــتُ  أَنَّ  كُـــــــلَّ  نَـــقْــطَــةٍ  فِـــــــي قَـــلْــبِــي تُـــشَــكِّــلُ سِـــــــرًّا، وَأَنَّ كُـــــــلَّ جُـــــــرْحٍ مُــتَــغَــيِّـرٌ فِـــــــي انْــــشِـــدَادِي

وَأَنَّ  نَــتِــيــجَـتِـي  لَا  تُـــكْـــتَــبُ  فِــــــــي  مَـــجْـــلِــسٍ وَلَا تُـــحْــسَــبُ مِــــثْـــلَ الْـــجَــمْــعِ، بَـــــــلْ تُــــقْـــرَأُ فِـــــــي نُـــــــورٍ فَـــــــوْقَ أَبْــــعَـــادِي

فَــــقُـــلْـــتُ  لِـــلْــقَــلْــبِ:  «أَعْـــــلِــــنْ  مَـــعَــادَلَــتَــكَ…  دَعْـــــنِــــي  أَرَى الـــــصِّــــدْقَ الَّـــــــــذِي بِـــنْـــتَـــهُ فِـــــــــي حَـــــقْــــلِ رَشَّـــــــــادِي!»

فَـــــقَـــــالَ:  «مُـــعَـــادَلَــتِــي  سَــــهْـــلَـــةٌ…  كُــــــــــلُّ  مَــــــــــا  زَادَ نُـــــــــورُكَ نَـــــقَــــصَ ضَـــعْـــفُـــكَ… وَهَـــــــــذَا أَسَـــــــــاسُ انْـــقِـــيَـــادِي»

«وَكُـــــــــلُّ  مَـــــــــا  قَـــبِـــلْـــتَ  الْـــــجُــــرْحَ  صَـــــــــارَ  شِـــــفَــــاءً…  وَكُـــلَّـــمَـــا عَـــانـــدْتَـــهُ زَادَ فِـــــــــي نَـــــبْــــضِ الْــــفُــــرَاقِ وَالْأَكْــــــــدَادِ»

«وَكُــــــلُّ  مَــــــا  وَضَـــعْـــتَ  نَــفْــسَــكَ  فَــــــوْقَ مِـــيـــزَانِ الْـــحَـــقِّ… صَــــــارَتِ الْأَيَّــــــامُ تَــبْــنِــي لَــــــكَ جِـــسْـــرًا مِـــــنْ جَـــمَــالٍ وَتَـــجْــدَادِ»

فَـــهَـــمَــسْــتُ:  «يَــــــــــا  قَــــلْـــبِـــي،  كَـــــيْـــــفَ  حَــــسِـــبْـــتَ  هَـــــــــذَا؟ وَمَـــــــــنْ عَـــلَّـــمَـــكَ رِيَـــاضِـــيَّـــاتِ الـــمَــعْــنَــى وَالْأَبْـــــعَــــادِ؟»

فَـــــأَجَــــابَ:  «مَـــــــــنْ  يَـــنْـــظُـــرُ  مِـــــــــنْ  عَـــــيْــــنِ  الـــــــــرُّوحِ يَـــعْـــلَـــمُ… لَا يَـــحْـــتَـــاجُ لِـــــحَــــرْفٍ، وَلَا لِـــمِــسْــطَــرَةٍ، وَلَا لِـــحِـــسَــادِ»

«فَـــالْـــعِــلْــمُ  يَـــــقُـــــودُ  الْــــعَـــيْـــنَ…  أَمَّــــــــــا  الــــــــــرُّوحُ  فَــــتَـــقُـــودُ الْـــبَـــصِــيــرَةَ… وَتُــــحَـــرِّرُهَـــا مِـــــــــنْ سُـــــجُــــونِ الْأَضْـــــــــدَادِ»

«وَمَـــــــنْ  جَــــمَـــعَ  الْـــعِــلْــمَ  بِــــالـــرُّوحِ…  صَـــــــارَ جِــــسْـــرًا يُــــوصِـــلُ الْأَحْـــــــزَانَ إِلَـــــــى شَــــاطِـــئٍ لَا يَـــقْــبَــلُ أَوْجَــــــاعَ اجْــتِــهَــادِي»

فَـــــــــــــأَدْرِكُ  أَنَّ  الْـــــقَــــلْــــبَ  يُـــعَـــلِّـــمُــنِــي  بِـــــــــــــلَا  وَرَقٍ… وَأَنَّ مَــــعَـــادِلَـــتَـــهُ تُـــــكْــــتَــــبُ فِــــــــــــي صَــــــمْــــــتِ انْــــــفِــــــرَادِي

وَأَنَّـــــــهُ  يَــــضَـــعُ  ضَـــعْــفِــي  فِـــــــي  جَــــانِـــبٍ… وَقُــــوَّتِـــي فِـــــــي آخَـــــــرَ… ثُـــــــمَّ يَــجْـمَـعُـهُـمَـا فِـــــــي مِــــيـــزَانٍ مِـــــــنْ وَجْـــــــدَادِي

فَــــتَــــظْــــهَــــرُ  نَــــتِــــيــــجَــــةٌ  لَا  تُــــــنْـــــفَـــــى…  وَلَا  تُــــــقْـــــسَـــــمُ…  وَلَا تُــــــــضَــــــــاعُ فِــــــــــــــــي سُــــــــطُـــــــورِ الْأَضْــــــــيَـــــــادِ

وَهِــــــــيَ:  «إِنَّ  الْإِنْــــسَــــانَ  يَـــكْـــمُــلُ  بِــــمَـــا يُـــكْــسِــرُهُ… وَيَـــعْــلُــو بِــــمَـــا يَـــسْــقُــطُ فِــــيـــهِ… وَيُــــولَـــدُ مِـــــــنْ أَسْـــــــرِ انْـــسِــيَــادِ»

هُــــــنَـــــا…  يَــــعْــــلُـــو  صَـــــــــــوْتُ  الْــــقَــــلْـــبِ…  وَيَــــنْــــطِـــقُ  بِــــــمَـــــا  خَــــبَّــــأَتْـــهُ سَــــــنَـــــوَاتٌ مِـــــــــــنْ صَـــــمْـــــتِ أَعْــــــــــوَادِي

وَيَــــــقُــــــولُ:  «إِنَّ  مَــــعَــــادِلَـــةَ  الـــــــــــرُّوحِ  لَا  تُــــــحَـــــلُّ…  بَـــــــــــلْ تُــــشْــــعَـــرُ… كَــــنَــــبْـــضٍ يَــــــتَـــــرَاءَى فِـــــــــــي سُـــــــــــؤَادِي»

فَــأَتْــبَــعُـهُ…  وَأُكْــــمِـــلُ  دَرْسِـــــــي…  وَأُدْرِكُ  أَنَّ الـــقَــلْــبَ أَسْـــــــرَعُ فِـــــــي فَــــهْـــمِ الْـــحَـــقِّ مِــــــنْ عَـــقْـــلٍ مَــحْــصُــورٍ فِــــــي أَبْـــعَـــادِي

وَأَنَّ  نُــــطْــــقَـــهُ  لِــلْــمُــعَــادَلَــةِ  هُــــــــــوَ  بَـــــدَايَـــــةُ  نُــــــــــورٍ… وَرِحْـــــلَـــــةُ جَـــــسَـــــدٍ يَــــرْتَـــقِـــي وَيُــــغَـــيِّـــرُ جَــــمِـــيـــعَ أَرْصَــــــــــادِي

فَـــأَقُــولُ:  «هَـــــا  أَنَـــــا…  وَهَـــــا مَــعَـادِلَـتُـكَ… قُـــدْنِــي… فَــإِنَّــنِـي تَــعِـبْـتُ مِــــنَ الْــحِـسَـابِ بِــــدُونِ رُوحٍ… وَتَــعِـبْـتُ مِــــنْ سِــيــاجِ الْــفَـسَـادِ»

فَـــيَــقُــولُ:  «اتَّــبِــعْــنِـي…  فَـــــــإِنَّ  نُـــــــورَكَ  يَــكْــتَــمِـلُ إِذَا نَــــطَـــقَ الْــقَــلْــبُ… وَإِذَا عَــــــادَ صَـــوْتُـــكَ مِــــــنْ دَاخِـــلِـــكَ لَا مِــــــنْ أَسْــــــوَادِ»

وَبِـــــــــذَا…  يُـــغْـــلَـــقُ  دَرْسُ  رِيَـــاضِــيَّــاتِــي…  وَيَـــــبْــــدَأُ  دَرْسُ قَـــلْـــبِـــي… وَتَـــــبْــــدَأُ رِحْـــــلَــــةُ نُـــــــــورٍ جَـــــدِيــــدٍ فِـــــــــي اتِّــــسَــــادِي

فَـــأَعْـــلَــمُ:  أَنَّ  حِــــيــــنَ  نَــــطَــــقَ  الْـــقَـــلْــبُ بِــالْــمُــعَـادَلَـةِ… وُلِــــــــدْتُ مَــــــــرَّةً أُخْــــــــرَى… وَتَــــجَــــدَّدَتْ فِــــــــيَّ جَـــمِـــيــعُ أَوْتَــــــــادِي

Related posts

Leave a Comment