قصيدة: هندسةُ الدِّقَّة
بقلم: أ. د. أحمد عبد الخالق سلامة
مؤسس المشروع العربي لأدب الرياضيات ( الرياضيات الأدبية )
أستاذ الرياضيات وعلوم الحاسب – كاتبٌ يرى أنّ الكلمة يمكن أن تكون معادلة، وأن المعادلة قد تكون أجمل حين تُكتب بروح شاعر وأديب .
قصيدة: هندسةُ الدِّقَّة
————–
د.أحمد سلامة
————–
الــفـكـر يــبــدأ بــرســم الأشــيــاء فــــي هَــنْـدَسَـةِ الــدِّقَّــةِ، ويــقــول: «هَــــذِهِ الــدُّنْـيَـا مَــسَـافَـةُ فِــكْــرِكَ الأَوَّلِ… وَهَــــذَا الْــقَـلْـبُ مُـنْـحَـنًـى فِــــي طُــــرُقِ اجْـتِـهَـادِ». * الــنـور لا يـهـديـك إن لـــم تـضـبـط الأبــعـاد.
الـــســؤال: «كَـــيْــفَ أُقِـــيــمُ زَاوِيَـــــةَ الـــنُّــورِ الَّـــتِــي تَــتَــوَسَّـطُ الـــــرُّوحَ وَالْــعَــقْـلَ؟» * الإجـــابــة: «قِـــــسْ كُـــــلَّ شَــــيْءٍ مِــــنْ نِــيَّــةٍ… فَـالـنِّـيَّـةُ مِــفْـتَـاحُ الـمَـقَـادِيـرِ». * الـكـلـمـات جــســر ضــيــاء الاقــتــداد.
الــدقــة فـلـسـفـة تـــوازن بــيـن نَــبْـضِ الـــرُّوحِ وَالْـعِـلْـمِ. * الـــروح تـبـنـي مـــا يـهـدمـه الــظـن، والـعـقـل لا يـسـتـقيم بـــدون اتــحـاد. * يـــرى الـدنـيـا كـلـوحـة هـنـدسـية تـخـفـي وراء خـطـوطـها مـعـنـى الاسـتـعـاد.
صـــــــوت الــــــروح يـــوجـــه: «لَا تُــكْــثِــرِ الأَشْـــكَـــالَ… فَــالــدُّنْـيَـا تُــبْــنَــى مِــــــنْ خَــطَّــيْــنِ: قَـــلْـــبٍ يَـــهْـــدِي، وَعَـــقْـــلٍ يَـــرْعَـــى سُــــــؤَادِي». * إقـــامـــة دوائــــــر فــــــي مـــقـــام الــــــروح لا تــتــكـسـر.
الإدراك: أَنَّ الــــدِّقَّـــةَ لَـــيْــسَــتْ دِقَّـــــــةَ الـــعِــلْــمِ فَــــقَـــطْ… بَـــــــلْ دِقَّـــــــةُ رُوحٍ تَــــرْسُـــمُ الـــــــدَّرْبَ. * كـــــــل خـــــــط لا يــســتـقـيـم إلا إذا وُضــــعـــت نــقــطــتـه الأولـــــــى فـــــــي صَـــــــدْرِ وِسَــــــادِي.
طـــلــب مـــــن هــنــدسـة الـــدقــة: «وَارْسُـــمِــي مِـــنِّــي مَـــــا يَــصْــلُـحُ لِــلْـفَـجْـرِ، وَاحْـــذِفِــي مَـــــا أَتْـــعَــبَ أَيَّـــامِــي». * الإجـــابــة: «لِأَنَّ الـــــرُّوحَ إِذَا دَقَّ قِــيَـاسُـهَـا… صَــــارَتْ تُــنِـيـرُ قَــلْـبَـكَ مِــــنْ دَاخِــــلٍ».
الدقة لا تقهر أحداً بل تنقي نبضه وتقربه من النور. * الشكر لهندسة الدقة التي علمت التوحيد: النُّورُ مِقْيَاسًا، الْعِلْمُ جِسْرًا، الصِّدْقُ مِفْتَاحَ اجْتِهَادِي. * العودة للمشي على خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ من غابات الشك إلى ضوء الاتساد.
