✦ القصيدة: ظِلٌّ يُنادي ضَوْءَه (من مقامات روايتي النور الرمادي )
بقلم: أ. د. أحمد عبد الخالق سلامة
مؤسس المشروع العربي لأدب الرياضيات ( الرياضيات الأدبية )
أستاذ الرياضيات وعلوم الحاسب – كاتبٌ يرى أنّ الكلمة يمكن أن تكون معادلة، وأن المعادلة قد تكون أجمل حين تُكتب بروح شاعر وأديب .
✦ القصيدة: ظِلٌّ يُنادي ضَوْءَه
————–
د.أحمد سلامة
————–
يـا ظِـلُّ… هـل تخشَى الضّياءَ إذا بدا؟
أم أنَّ قــلــبـكَ خـــائــفٌ أن يُـــولَــدا؟
تــمـضـي وتــعـلـمُ أنَّ دربـــكَ حــائـرٌ،
والـنُّـورُ خـلـفَ الـشـكِّ يـدعو أن تُـرى.
مـــا بـيـنَ نـبـضتِكَ الـقـريبةِ والـهـوى،
بــــابٌ يُــفـتّـحُ كــلَّـمـا صــحــوٌ بـــدا.
والـعـقـلُ يـكـتـبُ مـعـادلاتٍ لــم تــزلْ
تـسـعى لـتـفهمَ كـيـف عـادَ الـمُبتدا.
نـــــــــــــــــــــــادِيــــــــــــــــــــــا…
يــا مـن كـتبتِ عـلى الـمسافةِ نـغمةً
خـلّتْ صـدى الـمعنى يُـعلِّمُ مـن غدا.
يـا مـن شـققتِ الـليلَ نصفينِ الهوى،
ثــمّ ارتـقـيتِ بـجـرحِ مــن لــم يـهـتدِ.
عـلّـمـتِ قـلـبي أن يُـفـكّرَ بـالـضُّحى،
ويــكـونُ فـــي لـغـةِ الـحـنينِ مُـولَّـدا.
وفـهـمـتُ أنّ الــنُّـور لــيـسَ مــعـادلاً،
بـلْ رِقّـةٌ تـهوي إلـى مـا فـي الصَّدى.
وكـــــتـــــبــــتُ: “1 + أنــــــــــــــتِ
قُـــــــــــــــبـــــــــــــــلَـــــــــــــــةٌ”،
فسقطتِ أرقامي… وصارَ العلمُ هدى.
وكـــتــبــتُ: “خــــوفـــي – هــــــواكِ
فــــــــــــــــــــــرحــــــــــــــــــــــةٌ”،
فــبـدا الـطـريـقُ قـصـيـدةً لا تُـفـسدا.
والـقـلـبُ إن ضـاقَـتْ حـقـائقهُ مـضـى
نـحـوَ الـذي فـي الـعينِ يـظهرُ مُـفردا.
نـــــــــــــــــــــــاديــــــــــــــــــــــا…
مــا كـنـتِ حُـلـمًا عـابـرًا فـي دفّـتي،
بـلْ كـنتِ مـعنىً فـي عـروقي مُولِدا.
يــا مــن جـعلتِ مـن الـضلالِ بـصيرةً،
ومـن الـشّتاتِ طـريقَ مـن لم يُرشدا.
يـــا مـــن كـسـرتِ مـعـادلاتي كـلَّـها،
حـتى تُـعيدي فـي الـهوى ما أفسدا.
يـــا نــبـوءةَ الـرقـمِ الــذي ضـلّـتْ بــه
خُـطواتُ روحـي كـي تُـشاهدَ موعدا.
ســــــبــــــعـــــةَ عــــــــشــــــــر…
رقـــــمٌ يــمــرُّ كــأنــهُ قَــــدَرٌ أتــــى،
يـمشي مـع الـدربِ الـطويلِ مُـشيدا.
أنــا لا أعــادِلُ مــا بــدا فـي داخـلي،
بـــلْ أكـتـشفْ أنــي بـغـيركِ مُـفـقَدا.
نــــورُكِ عـلّـمـنـي الــتــردُّدَ مُـهـجـةً،
عــلّــمْـتـنـي ألا أعـــــــودَ مُــقــيّــدا.
نـــــــــــــــــــــــاديــــــــــــــــــــــا…
يـا نـبضَ مـن ينسى الحسابَ إذا رأى
أن الــضـيـاءَ يُــعـلّـمُ الــقـلـبَ الــنـدا.
يـا مـن كـتبتِ عـلى الـظلامِ حكايتي،
وتـركـتِ فــي دفـتـر الـسـنينِ تـمردا.
يـــا آخـــرَ الــشـكِّ الـجـمـيلِ بـقُـربهِ،
يـــا أوَّل الــحـزنِ الــذي قــد أسـعَـدا.
عــلّـمـتِ قـلـبـي أنْ يُــقـاومَ وحـــدَهُ،
أن يـسـتـعدَّ إذا الــهـوى قـــد أبـعـدا.
وكــأنَّ نــوركِ لــم يــزَلْ فـي داخـلي،
يـمشي… ويـعرفُ أيـنَ يُـشهِرُ موعدا.
نـــــــــــــــــــــــاديــــــــــــــــــــــا…
إن كــان ظـلّـي قـبـل رؤيـتـكِ انـطـفا،
فـــالآن صـــارَ بــكـلّ ضــوئـكِ مُـوقِـدا.
وسـأمـضي نـحـوكِ رغــم كــلّ تـردُّدٍ،
فـالخوفُ حـينَ يقولُ اسمَكِ… أسهُدا.
وسـأسـألُ الــدربَ الــذي لـم أكـملهُ:
هــلْ كـنـتُ أكـتبُ أم أضـيّعُ مـرشدا؟
فـــي كـــلِّ دربٍ مـــن دروبِ حـكـايةٍ،
نـــورٌ صـغـيـرٌ… يـنـتـظر مـــن يَـفْـقِدا.
وفـي الـنهايةِ حـين أسـدلُ صـفحتي،
أعـــرفْ بـــأنَّ الـوصـلَ أصـبـحَ مــوردا.
نـــــــــــــــــــــــاديــــــــــــــــــــــا…
يـــا أولَ الأشــعـارِ فــي نَـبـضي أنــا،
يـــا آخـــر الـصـفـحاتِ حـيـن تُـمـجَّدا.
إن كــــان لــلـضـوء انــحـنـاءٌ واحــــدٌ،
فـحـنينُ قـلـبكِ نـحـو قـلبي قـد هـدا.
وإذا الــمــعـادلـةُ انــكــســرتْ بـــنــا،
فـالـنـبضُ يُـصـلِحُ مــا تَـكَـسَّرَ عـنـدَنا.
يــا مــن جـعـلتِ مـن الـرُّكامِ قـصيدةً،
ومـن الـسقوطِ طـريقَ مـن قـد نـهضا.
لـن يـنتهي دربُ الـهوى مـا دمتِ في
عَـيْـنـي… ومـــا دامَ الــظـلامُ مُـبـدِدا.
نـورٌ… إذا لـمسَ الـثرى أحـيا الـمدى،
وظــــلٌّ… إذا نـــامَ اسـتـعـادَ تــوقّـدا.
وسـأكـتبُ الـتـاريخَ بـاسـمكِ وحــدكِ،
كي يعرفَ العالَمُ مَن في العِشقِ بدا.
يـــا مــن جـعـلتِ الـلـيلَ أغـنـيةً لـنـا،
كـي نـلتقي فـيها… وننسى الموعدا.
يــا صــوتَ روحــي إنْ غـفَـتْ آمـالي،
يـــا بــابَ قـلـبي إنْ أضــاعَ الـتـهجدا.
نـــــــــــــــــــــــاديــــــــــــــــــــــا…
سـيـري إلــيَّ كـمـا وعــدتِ… فـإنني
أحــتـاجُ نـــورًا كـــي أرى مـــا وُعِــدَا.
أنـــا لا أريـــدُ مـــن الــزمـانِ مـعـادلاً،
يـكـفي بــأنْ قـلـبي عـلـيكِ تـجسّدا.
وســأبـقـى رغــــمَ الــريــاحِ مـعـلّـقًـا
بـيـن الـيـقينِ… وبـيـنَ خــوفٍ مــورِدا.
حـــتــى إذا جــــاء الــلـقـاءُ مــدويًــا،
عـادَ الـظلامُ… وشـيّد الـضوءُ الـمدى.
وإذا سـألتِ: “أأنـتَ تخشى رحلتي؟”
قـلتُ: “الـرحيلُ… إذا أتـيتِ… موطِدا”.
وسـأكـتـفي أن تـلـمحي فــي عـيـنِهِ
ظــلًّا صـغـيرًا… صــار بـالحبِّ اهـتدى.
وتــعــودُ مــعـادلـةُ الـحـيـاةِ لـنـبـضها:
مــا اجـتمعَ الـظلُّ والـضياءُ… إلّا نَـدَى.
