انتظار سأنتظر القمر حافيًا على عتبة المساء، كي أرى ظلّ أحلامي يتكئ على غيمةٍ وحيدة، تسأل الريح عن خطاي. في قبضتي رمادُ الوقت، وفي عيني قنديلُ الشوق، أشعل به درب الحنين، لكنّ المسافة ظلّتْ تتقافزُ كطيفٍ لا يلوي على رجوع. جسدي، يذرع الذاكرة يركض خلف ومضةٍ قديمة، تغفو هناك، في زوايا الدهشة. سأنتظر الفجر عاريًا إلا من نبض الريح، أرتّق من ضوء الغياب ما تبقى من ملامحي، وأرسم للحلم نافذة في جدار الليل. في راحتيّ أثرُ طريقٍ شاحبة، وفي قلبي ريحٌ هاربة، تبعثر ما كنتُ أُخبئه من ندى الذكريات. خطايَ…
Read Moreالسنة: 2025
عالم الرماد
عالم الرماد لا منفذ لأفلت من سطوة العدم، من شظايا الوقت المتناثرة على أرصفة النسيان، لأقنع الدخان بأن يكفّ عن رسم ملامح الموت على وجه المدن. أضراس الحرب تلوك الجثث و الجدران، والشمس تتثاءب على أعمدة الخراب، والشوارع تمدّ يديها للريح تسألها عن آخرالعناوين التي لم تسقط بعد. حتى الكلمات خانتني، تركتني عارياً من حروفي، كسرت صوتي، وأهدتني للريح كندبة على خدّ الأرض لا تبرأ أبداً. الآن أجمع ما تبقى من نبضي، أخيط الصمت بحبال حروفي، وأكذب على وحدتي، أقنعها أن الغد ليس مقبرة أخرى، وأن الرايات الممزقة ما زالت…
Read Moreامرأة تخترق باب البيت/محمد هادي عون- تونس
امرأة تخترق باب البيت استيقظت قبله، وهزمت كعادتها ديك الحي المغرور. الفجرُ ملكها، وبردُ الصباحِ والدثارُ لنا، وللديكِ المهزوم. استيقظت قبله، وتحسست بكفها المتجعّد الفراش، تبحث عن غطاء رأسها، تحسب الظلامَ يخشى من نورها، هاربًا من شمسها. إنها تشرق مع الشمس، فتحجب الظلمة في أحشائها. استيقظت قبله، ووقفت أمام المرآة، تنظر إلى أطفالها، إنهم مبعثرون على جسدِها، ينهلون الحياة من روحها. خجلت من حسنها المرآةُ، فرفضت أن تعكسَ تجاعيد وجهها وحروق يديها. هي حتى لم ترَ انعكاسها، ولم ترَ أثر السنين، لأنه لا يوجد لها مجال للحنين، لا يوجد لها…
Read Moreرسالة/ سليمى السرايري
الصورة على ميبناء مدينة بنزرت حَبِيبِي البَحَّارَ، مَا زِلْتُ أَدُقُّ أَجْرَاسَ غِيَابِكَ بِصَوْتِي… غِيَابُكَ المُوجِعُ، المُمْتَدُّ عَلَى تَضَارِيسِي، كَثِيرًا مَا يُبَاغِتُنِي عَلَى حِينِ صَمْتٍ فِي لَيَالِي الأَرَقِ فأعَانِقُ رَسَائِلِي كَفَرَاشَةٍ، رَسَائِلِي تِلْكَ الّتِي طَالَمَا وَدَدْتُ لَوْ تَرَكْتُهَا فَي عَرْضِ المُحِيطِ، في جَوفِ زُجَاجَةٍ حَصِينَةٍ، مُوَشّاةٍ بعِطْرِ أنفاسِي، كُتِبَ عَلَيْهَا: “إلَى غَائِبٍ”. حَبِيبِي، أَنَا الْبَحْرُ الَّذِي يَحْمِلُكَ بَيْنَ أَمْوَاجِهِ وَيَكْتَنِفُكَ بِحَنَانٍ، وَأَنَا السَّكِينَةُ الَّتِي تَتَمَاهَى مَعَكَ، وَالثَّوْرَةُ المُشْتَعِلَةُ بينَ جَوَانِحِكَ، وَأَنَا الْجُنُونُ الذي يَبْلُغُ بِكَ وَمَعَكَ أَقْصَى مَدَاهُ. لاَ تَذْهَبْ قَبْلَ أَنْ أَفْتَحَ قَلْبِي لِأُصَافِحَكَ فَيَلْتَصِقَ عِطْرِي بِخُطُوطِ يَدِكَ…
Read Moreفنون النثر وأنواعه
فنون النثر النثر هو أحد الفنون الأدبية الرئيسية، ويتميز بعدم التزامه بالوزن والقافية مثل الشعر، لكنه يعتمد على جمال الأسلوب وقوة التعبير. وينقسم النثر إلى عدة أنواع رئيسية، منها: 1. الخطابة فن إلقاء الكلام أمام الجمهور بطريقة مؤثرة، ويهدف إلى الإقناع أو التحفيز أو الإمتاع، مثل خطب قادة الحروب أو الخطب الدينية والسياسية. 2. المقالة نص نثري قصير أو متوسط الطول يتناول فكرة معينة بأسلوب مباشر أو أدبي، وينقسم إلى: المقالة الأدبية: تعتمد على الأسلوب الجمالي والتصوير الفني. المقالة العلمية: تعتمد على التحليل والموضوعية. المقالة النقدية: تعالج قضايا فنية أو…
Read Moreاستهتار
الفيسبوك، كمنصة تواصل اجتماعي، أصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، لكنه للأسف أصبح يحمل في طياته بعض التحديات التي تواجه المبدعين والكتّاب. في الآونة الأخيرة، شهدنا حالات من الاستهتار بمشاركات وكتابات المبدعين، بما في ذلك التفاعل المحدود مع محتوى الإبداع الحقيقي وعدم إعطائه التقدير الذي يستحقه. والأسوأ من ذلك هو إلغاء الحسابات رغم تأكيد البيانات، مما يترك المبدعين في حالة من الارتباك والإحباط. تتمثل المشكلة في أن العديد من المبدعين يجدون أنفسهم في دائرة مغلقة من الإقصاء الرقمي. فحتى في حال تأكيد البيانات والتزام الشروط، يمكن أن تُلغى الحسابات أو…
Read Moreغبار المساء
غبار المساء بعد أن ينطفئ وهج السنين في عينيّ… بعد أن يكتمل الفراغ في ظلّي، لا مانع… إن عوى الحنين في ممرات القلب المهجورة، أو نزف الوقت على عتبات انتظاري. للمطر أن يبعثر وجهي في مرايا البرك ، وأن يحصي الغياب خطاي المتعبة، في الممرات الضيقة لا مانع … إن تهدمت بناية الأحلام فوق هيكلي ذات عاصفة، أو ذات حرب أو صار الحزن صدىً لخطاب الرحيل. فلتنثر الريح رماد الذكريات في سلال الصمت، ولتتسلل الموسيقى الخافتة من ثقوب المساء المثقل بكحل الليل علّنا نصبح ظلًّا خفيفًا في ذاكرة الغياب… بعد…
Read Moreلوحة للفنانة سليمى السرايري
سليمى السرايري ومحابر النور
سليمى السرايري ومحابر النور شهادة الأستاذ محمد منير الزعبي من سورية ☆ أن تعانق طقس حروفها وأعمالها، أن تركن في زاوية معانيها، أن تجلس برفقتها فقط، أن تطلّ من نافذة بلاغتها وإبداعها، أن تراقب ما يحدث في بيان محيطها، تلك هي سليمى السرايري بلحظة الآن. للخصب في ألوانها القمح، تتمايل السنابل، تلمس السماء بأعمدة إحساسها العالي فينزل مطر المشاعر سخيا. ☆ أعمالها شادية بجميل لحنها وعبق معانيها، تستدرج الألوان من أعشاشها لتصوغ ذاكرة الدّنان الحرف خمرتها الشّفيفة، لا تفيق من ارتعاشاته، وبين اللفظ والمعنى التجأت لنخلة الوجع المقيم،…
Read Moreظلال الغياب
ظلالُ الغياب كلُّ الطرقِ التي سلكتُها تركتْني عندَ عتباتِ المساءِ، كأنني حكايةٌ منسيّة ترددها الجدات على مسامع الأطفال. لا لافتةٌ تناديني، ولا مصباحُ شارعٍ يعرفُ وجهي. فقط القمرُ، حينَ يكتظُّ بالوحدةِ، يُشيرُ إليَّ بصمتٍ بارد، كأني غيمةٌ ضاعتْ من سماءِ بعيدة. لم أطلبْ من العمرِ سوى ظلٍّ يُرافقُ خطواتي، وفسحةِ ضوءٍ على الرصيفِ القديم، لكنَّه كانَ أسرعَ من أُمنيتي، وأبعدَ من حنينِ المسافات. الآن… أعبرُ زمنًا آخر، بينَ وجوهٍ لا تعرفُ اسمي، لكن قلبي… يرى فيهم ملامحَ ماضٍ توارى في الزحام.
Read More