هَوِّنْ عَلَيْكَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. توفيق حلمي
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 864

    هَوِّنْ عَلَيْكَ

    هَوِّنْ عَلَيْكَ فَمَا فِي النِّفْسِ مُتَّسَعُ = لِمَا تُعَانِي وَحَسْبُ النَّفْسِ مَا تَسَعُ
    ضَاقَتْ بِكُلِّ صُرُوُفِ الدَّهْرِ تَقْهَرُهَا = حَلَّتْ عَليْهَا فَلَمْ تُسْألْ فَتَمْتَنِعُ
    إذَا تَتُوُقُ إلى الآمَالِ تَنْسِجُهَا = تَمْتَدُّ للخَيْطِ أيَدِيهَا فَيَنْقَطِعُ
    فَكُلُّ أحْلامِهَا كَالسُّحْبِ ثَابِتَةً = لا تَهْبِطُ الأرْضَ أوْ تَجْرِي فَتَنْقَشِعُ
    فَتِلْكَ أقْدَارُهَا كَالرِّيحِ عَاصِفَةً = وَتِلْكَ أوْتَادُهَا بِالغَصْبِ تُقْتَلَعُ
    وَكَمْ فَتِيلٍ خَبَا فِي لَيْلِ غُرْبَتِهَا = وَكَمْ سَرَابٍ بَدَا فِي طَيِّهِ الخِدَعُ
    فَلا بَصِيصٌ سِوَى الأوْهَامِ وَاهِنَةً = وَلا دَلِيلٌ سِوَى الآلامِ يُتَّبَعُ
    وفِي رِيَاضِ الهَوَى تُمْسِي بِلا عَبَقٍ = وفِي قِفَارِ الجَوَى تَكْبُوُ وتَنْصَدِعُ
    تُبْلِي الوَفَاءَ وَتُبْدِي الوِدَّ ثُمَّ تَرَى = خَنَاجِرَ الغَدْرِ لِلتَّسْدِيدِ تَقْتَرِعُ
    وَمِنْ نَصِيبٍ لِعَقْلٍ فِكْرُهُ تَعَبٌ = إلِى دَبِيبٍ لِقَلْبٍ كُلُّهُ وَجَعُ
    وَمَا تَمَنَّتْ مَدَى الأيَّامِ أمْنِيَةً = إلا أجَابَتْ رَحَى الأيَّامِ وَالجَزَعُ
    تَشْقَى بِحَاضِرِهَا فِي غَابِ فَانِيةٍ = تَعِيثُ فِيهِ ذِئابٌ الإنْسِ والضُّبُعُ
    فّالنَّفْسُ أمَّارَةٌ بِالسَّوُءِ إنْ خَرَجَتْ = عَنْ نَهْجِ خَالِقِهَا واقْتَادَهَا الجَشَعُ
    وَالنَّفْسُ لَوَّامَةٌ إنْ أذْنَبَتْ نَدِمَتْ = تَضِلُّ حِيناً وتَغْلُوُ ثُمَّ تَرْتَدِعُ
    وَتَطْمَئِنُّ إذَا عَادَتْ لِبَارِئِهَا = وَكَانَ مِنْهَاجُهَا رَبّاً لَهُ السَّمَعُ
    وَالنَّاسُ فِي تُلْكُمِ الدُّنْيَا تُفَرِّقُهُمْ = أسْبَابُ رِزْقٍ وَأهْوَاءٌ ومُبْتَدَعُ
    وَلَوْ أرَادُوُا لَكَانَ الجَمْعُ مُلْتَئِمِاً = لَكِنَّهُ الكُفْرُ والطُّغْيَانُ والطَّمَعُ
    وَاللهُ أنْزَلَ قُرْآناً لِيَهَدِيَهُمْ = فَمَا اهْتَدَوْا غَيْرَ نَزْرٍ جُلُّهُمْ شِيَعُ
    وَشَبَّتِ النَّارُ تَنْويراً وَعَوْلَمَةً = تُحَرِّقُ الضَّادَ وَالتَّحْدِيثُ ينْدَلِعُ
    وَيَكْتُبُونَ غُمُوُضاً لَسْتَ تَفْهَمُهُ = يُقَالُ فَسِّرْ فَمَعْنَى النَصِّ يَتَّسِعُ ؟!
    وَقُلْتُ أقْرَعُ أجْرَاساً تُنَبِهُهُمْ = قَرَعْتُ شِعْرِي وَهُمْ لَلحُرِّ قَدَ قَرَعُوُا
    سَمَّوْهُ شِعْراً بِلا بَحْرٍ وَلا عَمَدٍ = وَالسَّجْعُ لَيْسَ قَرِيضاً كَيْفَمَا سَجَعُوُا
    قَلَّبْتُ كَفّاً عَلَى كَفِّ أُسَائِلُهُمْ = لِمَ النَّثِيرُ لإسْمِ الشَّعْرِ يَنْتَزِعُ ؟
    وَهَلْ يَعِيبُ فُنُوُنَ النَّثْرِ تَسْمَيَةٌ = لَهَا لِنُبْدِلُهَا اسْماً بِمِا خَلَعُوُا ؟
    مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ لا يَدْرِي مَكَانَتَهُ = بَيْنَ الفُنُوُنِ وَلا بِالقَدْرِ مُضْطَلِعُ
    فَلَمْ يَرَ الدُّرَّ كَنْزاً فِي المَقَامَة أوْ = رَأىَ الرِسَالاتِ كَالألمَاسِ تَلتَمِعُ
    وَكَمْ مِنَ الشُّعَرَاءِ العُرْبِ تُعْجِزُهُمْ = كِتَابَةُ النَّثْرِ حَتَى إنْ هُمُ بَرَعُوُا
    وَمنْ يَقُوُلُ بَأنَّ (الرَّافِعِي) مَثَلاً = يَفُوُقُهُ شَاعِرٌ فَنّاً ولوَ جَمَعُوُا ؟
    دَعُوُا الفُنُوُنَ إذَنْ كُلٌ لَهُ سِمَةٌ = وَلا نُغَالِطُ فِي الأسْمَاءِ نَقْتَطِعُ
    وَذَاكَ جُزْءٌ مِنَ الأثْقَالِ أحْمِلُهَا= وَغَيرُ ذَلِكَ مِمَّا فَوْقَهَا وَضَعُوُا
    فَكُلُّ شَيْءٍ بِنَا قَدْ بَاتَ يُحْبِطُنِي = فَالرَّأسُ مُطْرِقَةٌ وَالوَجْهُ مُمْتَقِعُ
    يَرْقَى المَنَابِرَ فِي السَّاحَاتِ أجَهَلُنَا = والعَالِمُ الحَقُّ أجْلَسْنَاهُ يَسْتِمِعُ !
    أهْلُ النِّفَاقِ عَلَوْا والزَّيْفُ مَعْدِنُهُمُ = إنْ سَادَ عُمْيٌ فَمَنْ بِالتَّبْرِ يَنْتَفِعُ ؟!
    فَمَنْ أُنَادِي وَقَدْ أُلْجِمْتُ مُنْدَهِشاً = مِمَّا تَرَدَّتْ لَهُ الأسْمَاعُ تَتَّضِعُ ؟
    وَمَنْ أحِدِّثُ والآذَانُ قَدْ ضُرِبَتْ = فِي الكَهْفِ دُوُنَ هُدًى وَالصُّمُّ مَا هَجَعُوا ؟
    فَفِي رَقِيمٍ لَنَا شَأنٌ لَهُ عَجَبٌ = مَنْ نَامَ عَنْ أمْرِنِا بِالأمْرِ يَضْطَلِعُ !
    وَبَعْضُ قَوْمٍ أبَاحُوُا الثَّدْىَ يُطْعِمُهُمْ = كَأنَّهُمْ مِنْ سِوَى ذَا الثَّدْىِ قَدْ رَضَعُوُا !
    غَايَاتُهُمْ شَبَعٌ حَتَّى وإنْ شَبِعُوُا = كَأنَّ جُوُعَهُمُ قَدَ عَضَّهُ الصَّرَعُ
    وَلَيْسَ فِيهِمْ سِوَى صَوْتٌ لِحَنْجَرَةٍ = سُبْحَانَ خَالِقِهِ كالرَّعْدِ إنْ رَفَعُوُا
    تَرَى هَتُوُفاً بِبُوُقِ الشِّدْقِ مُنْتَفِخاً = يُصَانِعُ الشَّيءَ مَدْفُوُعاً فَيَنْدَفِعُ
    وَمِنْهُمُ عِلَلٌ كَالدَّاءِ يُمْرِضُنِي = وَلا دَوَاءٌ لَهُ إلا إذَا صُرِعُوُا
    وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّنْ كَانَ أكْثَرُهُمْ = أسْبَابَ خَيْبَتِنَا يَا بِئْسَ مَا صَنَعُوُا
    فَهَلْ شَيَاطِينُهُمْ صِنْفٌ بِلا مَثَلٍ= أمْ كَانَ شَيْطَانُنَا صِنْفاً لَهُ وَرَعُ ؟!
    وَكُلَّمَا أشْتَكِي فِكْرِي يُعَانِدُنِي = وَكُلَّمَا أُبْعِدُ الأفْكَارَ تَرتَجِعُ
    فَكَيَفَ أرْجُوُ هُدُوُءَ النَّفْسِ يُبْرِؤُهَا = وَلَيْسَ يَهْدَأُ فِيهَا الفِكْرُ أوْ يَدَعُ ؟
    وَقَدْ عَيِيتُ لِكَي تَرْضَى فَأقْنِعُهَا = بِأنْ تُجَارِي وَلَكِنْ كَيْفَ تَقتَنِعُ ؟
    فَهَلْ تُجَارِي صُنُوُفَ الهَزْلِ تَتْبَعُهَا = وَهَلْ تَبَايِعُ ذَاكَ السُّخْفِ تَصْطَنِعُ ؟
    وَكَيْفَ تَقْبَلُ أنْ تَنْسَاقَ جَاهِلَةً = وَهْىَ الَّتِي بِمَقَامِ العِلْمِ تَرْتَفِعُ ؟
    وَكَيْفَ تُبْدِلُ ثَوْبَ العِزِّ تَخْلَعُهُ = وَتْرْتَدِي الذُّلَّ ثَوْباً كُلُّهُ رُقَعُ ؟!
    وَمَنْ أبَتْ نُقْطَةً سَوْدَاْءَ تُبْطِنُهَا = هَلْ تَجْتَبِي مَا بَدَتْ فِي صَدْرِهِ البُقَعُ ؟!
    وَلَيْسَ مِنْ مَنْطِقٍ فِي سِفْرِ مَنْهَجِهَا = يُبِيحُ إثْماً فَهَلْ فِي السِّفْرِ تَخْتَرِعُ ؟!
    فَفِي فِرَاشِ النُّهَا تَحَيَا مُؤرَّقَةً = وَكُلُّ جَنْبٍ لَهَا قَدْ حَارَ يَضْطَجِعُ
    تَرْنُوُ لِحُلْمٍ بِهِ الأحْدَاثُ مُنْصِفَةً = فَوَيحَ نَفْسٍ لِحُلْمِ القِسْطِ تَنْتَزِعُ
    لَهَا نَصِيبٌ بِأنْ تَحْيَا بِذَا زَمَنٍ = تَصْلَى سِنِيناً عُجَاباً يُسْرُهَا فَزَعُ
    وَرَغْمَ ذَلِكَ لَمْ تَيْأسْ فَمَبْدَأُهَا = للهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ حِكْمَةٌ تَقَعُ
    فَاسْكُبْ هُمُومَكَ فِي الأقْدَاحِ وَاجْرَعُهَا = دَمْعَاً مَرِيراً بِلا نُدْمَانِ تَجْتَمِعُ
    هَوِّنْ عَلَيْكَ فُؤادِي وَاتَّخِذْ أمَلاً = مِنْ عِنْدِ مَنْ يَرْفَعُ الآمَالَ أوْ يَضَعُ


    التعديل الأخير تم بواسطة د. توفيق حلمي; الساعة 13-11-2009, 18:43.
  • مكي النزال
    إعلامي وشاعر
    • 17-09-2009
    • 1612

    #2
    أهذه قصيدة يا أستاذنا أم ديوان شعر ٍ بوزن وقافية موحدة؟ جمعت فيها الغرض تلو الغرض حتى جعلتنا ننسى أولها بوسطها ووسطها بآخرها.
    لن أخسر متعة القراءة بزعمي لنقد أو ادعائي لرؤية شعرية واعية ...
    وسأعود لأقرأ وأستمتع
    زادك الله تعالى من فضله
    دمت للشعر

    .

    واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

    تعليق

    • غاده بنت تركي
      أديب وكاتب
      • 16-08-2009
      • 5251

      #3
      فَاسْكُبْ هُمُومَكَ فِي الأقْدَاحِ وَاجْرَعُهَا = دَمْعَاً مَرِيراً بِلا نُدْمَانِ تَجْتَمِعُ
      هَوِّنْ عَلَيْكَ فُؤادِي وَاتَّخِذْ أمَلاً = مِنْ عِنْدِ مَنْ يَرْفَعُ الآمَالَ أوْ يَضَعُ


      صح لسانكَ
      رائعة بحق
      لله دركَ

      شكراً ،
      نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
      الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
      غادة وعن ستين غادة وغادة
      ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
      فيها العقل زينه وفيها ركاده
      ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
      مثل السَنا والهنا والسعادة
      ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

      تعليق

      • مجدي يوسف
        أديب وكاتب
        • 23-10-2009
        • 356

        #4
        أيها الشاعر النبيل

        المشاركة الأصلية بواسطة د. توفيق حلمي مشاهدة المشاركة
        هَوِّنْ عَلَيْكَ فَمَا فِي النِّفْسِ مُتَّسَعُ = لِمَا تُعَانِي وَحَسْبُ النَّفْسِ مَا تَسَعُ


        ضَاقَتْ بِكُلِّ صُرُوُفِ الدَّهْرِ تَقْهَرُهَا = حَلَّتْ عَليْهَا فَلَمْ تُسْألْ فَتَمْتَنِعُ
        إذَا تَتُوُقُ إلى الآمَالِ تَنْسِجُهَا = تَمْتَدُّ للخَيْطِ أيَدِيهَا فَيَنْقَطِعُ
        فَكُلُّ أحْلامِهَا كَالسُّحْبِ ثَابِتَةً = لا تَهْبِطُ الأرْضَ أوْ تَجْرِي فَتَنْقَشِعُ
        فَتِلْكَ أقْدَارُهَا كَالرِّيحِ عَاصِفَةً = وَتِلْكَ أوْتَادُهَا بِالغَصْبِ تُقْتَلَعُ
        وَكَمْ فَتِيلٍ خَبَا فِي لَيْلِ غُرْبَتِهَا = وَكَمْ سَرَابٍ بَدَا فِي طَيِّهِ الخِدَعُ
        فَلا بَصِيصٌ سِوَى الأوْهَامِ وَاهِنَةً = وَلا دَلِيلٌ سِوَى الآلامِ يُتَّبَعُ
        وفِي رِيَاضِ الهَوَى تُمْسِي بِلا عَبَقٍ = وفِي قِفَارِ الجَوَى تَكْبُوُ وتَنْصَدِعُ
        تُبْلِي الوَفَاءَ وَتُبْدِي الوِدَّ ثُمَّ تَرَى = خَنَاجِرَ الغَدْرِ لِلتَّسْدِيدِ تَقْتَرِعُ
        وَمِنْ نَصِيبٍ لِعَقْلٍ فِكْرُهُ تَعَبٌ = إلِى دَبِيبٍ لِقَلْبٍ كُلُّهُ وَجَعُ
        وَمَا تَمَنَّتْ مَدَى الأيَّامِ أمْنِيَةً = إلا أجَابَتْ رَحَى الأيَّامِ وَالجَزَعُ
        تَشْقَى بِحَاضِرِهَا فِي غَابِ فَانِيةٍ = تَعِيثُ فِيهِ ذِئابٌ الإنْسِ والضُّبُعُ
        فّالنَّفْسُ أمَّارَةٌ بِالسَّوُءِ إنْ خَرَجَتْ = عَنْ نَهْجِ خَالِقِهَا واقْتَادَهَا الجَشَعُ
        وَالنَّفْسُ لَوَّامَةٌ إنْ أذْنَبَتْ نَدِمَتْ = تَضِلَُّ حِيناً وتَغْلُوُ ثُمَّ تَرْتَدِعُ
        وَتَطْمَئِنُّ إذَا عَادَتْ لِبَارِئِهَا = وَكَانَ مِنْهَاجُهَا رَبّاً لَهُ السَّمَعُ
        وَالنَّاسُ فِي تُلْكُمِ الدُّنْيَا تُفَرِّقُهُمْ = أسْبَابُ رِزْقٍ وَأهْوَاءٌ ومُبْتَدَعُ
        وَلَوْ أرَادُوُا لَكَانَ الجَمْعُ مُلْتَئِمِاً = لَكِنَّهُ الكُفْرُ والطُّغْيَانُ والطَّمَعُ
        وَاللهُ أنْزَلَ قُرْآناً لِيَهَدِيَهُمْ = فَمَا اهْتَدَوْا غَيْرَ نَزْرٍ جُلُّهُمْ شِيَعُ
        وَشَّبْتُ النَّارُ تَنْويراً وَعَوْلَمَةً = تُحَرِّقُ الضَّادَ وَالتَّحْدِيثُ ينْدَلِعُ
        وَيَكْتُبُونَ غُمُوُضاً لَسْتَ تَفْهَمُهُ = يُقَالُ فَسِّرْ فَمَعْنَى النَصُّ يَتَّسِعُ ؟!
        وَقُلْتُ أقْرَعُ أجْرَاساً تُنَبِهُهُمْ = قَرَعْتُ شِعْرِي وَهًمْ لَلحُرِّ قَدَ قَرَعُوُا
        سَمَّوْهُ شِعْراً بِلا بَحْرٍ وَلا عَمَدٍ = وَالسَّجْعُ لَيْسَ قَرِيضاً كَيْفَمَا سَجَعُوُا
        قَلَّبْتُ كَفّاً عَلَى كَفِّ أُسَائِلُهُمْ = لِمَ النَّثِيرُ لإسْمِ الشَّعْرِ يَنْتَزِعُ ؟
        وَهَلْ يَعِيبُ فُنُوُنَ النَّثْرِ تَسْمَيَةٌ = لَهَا لَِنُبْدِلُهَا اسْماً بِمِا خَلَعُوُا ؟
        مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ لا يَدْرِي مَكَانَتَهُ = بَيْنَ الفُنُوُنِ وَلا بِالقَدْرِ مُضْطَلِعُ
        فَلَمْ يَرَ الدُّرَّ كَنْزاً فِي المَقَامَة أوْ = رَأىَ الرِسَالاتِ كَالألمَاسِ تَلتَمِعُ
        وَكَمْ مِنَ الشُّعَرَاءِ العُرْبِ تُعْجِزُهُمْ = كِتَابَةُ النَّثْرِ حَتَى وإنْ شَرَعُوُا
        وَمنْ يَقُوُلُ بَأنَّ (الرَّافِعِي) مَثَلاً = يَفُوُقُهُ شَاعِرٌ فَنّاً ولوَ جَمَعُوُا ؟
        دَعُوُا الفُنُوُنَ إذَنْ كُلٌ لَهُ سِمَةٌ = وَلا نُغَالِطُ فِي الأسْمَاءِ نَقْتَطِعُ
        وَذَاكَ جُزْءٌ مِنَ الأثْقَالِ أحْمِلُهَا= وَغَيرُ ذَلِكَ مِمَّا فَوْقَهَا وَضَعُوُا
        فَكُلُّ شَيْءٍ بِنَا قَدْ بَاتَ يُحْبِطُنِي = فَالرَّأسُ مُطْرِقَةٌ وَالوَجْهُ مُمْتَقِعُ
        يَرْقَى المَنَابِرَ فِي السَّاحَاتِ أجَهَلُنَا = والعَالِمُ الحَقُّ أجْلَسْنَاهُ يَسْتِمِعُ !
        أهْلُ النِّفَاقِ عَلَوْا والزَّيْفُ مَعْدِنُهُمُ = إنْ سَادَ عُمْيٌ فَمَنْ بِالتَّبْرِ يَنْتَفِعُ ؟!
        فَمَنْ أُنَادِي وَقَدْ أُلْجِمْتُ مُنْدَهِشاً = مِمَّا تَرَدَّتْ لَهُ الأسْمَاعُ تَتَّضِعُ ؟
        وَمَنْ أحِدِّثُ والآذَانُ قَدْ ضُرِبَتْ = فِي الكَهْفِ دُوُنَ هُدًى وَالصُّمُّ مَا هَجَعُوا ؟
        فَفِي رَقِيمٍ لَنَا شَأنٌ لَهُ عَجَبٌ = مَنْ نَامَ عَنْ أمْرِنِا بِالأمْرِ يَضْطَلِعُ !
        وَبَعْضُ قَوْمٍ أبَاحُوُا الثَّدْىَ يُطْعِمُهُمْ = كَأنَّهُمْ مِنْ سِوَى ذَا الثَّدْىِ قَدْ رَضَعُوُا !
        غَايَاتُهُمْ شَبَعٌ حَتَّى وإنْ شَبِعُوُا = كَأنَّ جُوُعَهُمُ قَدَ عَضَّهُ الصَّرَعُ
        وَلَيْسَ فِيهِمْ سِوَى صَوْتٌ لِحَنْجَرَةٍ = سُبْحَانَ خَالِقِهِ كالرَّعْدِ إنْ رَفَعُوُا
        تَرَى هَتُوُفاً بِبُوُقِ الشِّدْقِ مُنْتَفِخاً = يُصَانِعُ الشَّيءَ مَدْفُوُعاً فَيَنْدَفِعُ
        وَمِنْهُمُ عِلَلٌ كَالدَّاءِ يُمْرِضُنِي = وَلا دَوَاءٌ لَهُ إلا إذَا صُرِعُوُا
        وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّنْ كَانَ أكْثَرُهُمْ = أسْبَابَ خَيْبَتِنَا يَا بِئْسَ مَا صَنَعُوُا
        فَهَلْ شَيَاطِينُهُمْ صِنْفٌ بِلا مَثَلٍ= أمْ كَانَ شَيْطَانُنَا صِنْفاً لَهُ وَرَعُ ؟!
        وَكُلَّمَا أشْتَكِي فِكْرِي يُعَانِدُنِي = وَكُلَّمَا أُبْعِدُ الأفْكَارَ تَرتَجِعُ
        فَكَيَفَ أرْجُوُ هُدُوُءَ النَّفْسِ يُبْرِؤُهَا = وَلَيْسَ يَهْدَأُ فِيهَا الفِكْرُ أوْ يَدَعُ ؟
        وَقَدْ عَيِيتُ لِكَي تَرْضَى فَأقْنِعُهَا = بِأنْ تُجَارِي وَلَكِنْ كَيْفَ تَقتَنِعُ ؟
        فَهَلْ تُجَارِي صُنُوُفَ الهَزْلِ تَتْبَعُهَا = وَهَلْ تَبَايِعُ ذَاكَ السُّخْفِ تَصْطَنِعُ ؟
        وَكَيْفَ تَقْبَلُ أنْ تَنْسَاقَ جَاهِلَةً = وَهْىَ الَّتِي بِمَقَامِ العِلْمِ تَرْتَفِعُ ؟
        وَكَيْفَ تُبْدِلُ ثَوْبَ العِزِّ تَخْلَعُهُ = وَتْرْتَدِي الذُّلَّ ثَوْباً كُلُّهُ رُقَعُ ؟!
        وَمَنْ أبَتْ نُقْطَةً سَوْدَاْءَ تُبْطِنُهَا = هَلْ تَجْتَبِِي مَا بَِدَتْ فِي صَدْرِهِ البُقَعُ ؟!
        وَلَيْسَ مِنْ مَنْطِقٍ فِي سِفْرِ مَنْهَجِهَا = يُبِيحُ إثْماً فَهَلْ فِي السَِفْرِ تَخْتَرِعُ ؟!
        فَفِي فِرَاشِ النُّهَا تَحَيَا مُؤرَّقَةً = وَكُلُّ جَنْبٍ لَهَا قَدْ حَارَ يَضْطَجِعُ
        تَرْنُوُ لِحُلْمٍ بِهِ الأحْدَاثُ مُنْصِفَةً = فَوَيحَ نَفْسٍ لِحُلْمِ القِسْطِ تَنْتَزِعُ
        لَهَا نَصِيبٌ بِأنْ تَحْيَا بِذَا زَمَنٍ = تَصْلَى سِنِيناً عُجَاباً يُسْرُهَا فَزَعُ
        وَرَغْمَ ذَلِكَ لَمْ تَيْأسْ فَمَبْدَأُهَا = للهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ حِكْمَةٌ تَقَعُ
        فَاسْكُبْ هُمُومَكَ فِي الأقْدَاحِ وَاجْرَعُهَا = دَمْعَاً مَرِيراً بِلا نُدْمَانِ تَجْتَمِعُ
        هَوِّنْ عَلَيْكَ فُؤادِي وَاتَّخِذْ أمَلاً = مِنْ عِنْدِ مَنْ يَرْفَعُ الآمَالَ أوْ يَضَعُ


        لو كان في الماء الوباءْ هل يُبرئ الماءُ- السّــقيمْ؟
        لو كـان في اللحن الثناءْ هل يجرح الشعرُ- الأثيمْ؟
        ***
        ماذا علينــــا يا فؤادْ؟ هذا نصيبي كالقتـَـــــادْ
        العُمْرُ يطعنه انغمــــــادْ والسفحُ دام ٍ ،والوهــــادْ

        هوّن عليك صديقي ، إن الحياة جميلة
        بحرصك على إبراز جمال الشعر
        ورسالته المشرقة... مازلت طائراً.


        مجدي يوسف

        دير البلح- قطاع غزة-فلسطين

        تعليق

        • نعيمة القضيوي الإدريسي
          أديب وكاتب
          • 04-02-2009
          • 1596

          #5
          أستاذ توفيق حلمي

          قصيدة تفعلية،تصنف ضمن قصائد الحكم،جميلة النظم والمعنى

          وَمِنْهُمُ عِلَلٌ كَالدَّاءِ يُمْرِضُنِي = وَلا دَوَاءٌ لَهُ إلا إذَا صُرِعُوُا
          صدقت
          تحياتي






          تعليق

          • ظميان غدير
            مـُستقيل !!
            • 01-12-2007
            • 5369

            #6
            يَرْقَى المَنَابِرَ فِي السَّاحَاتِ أجَهَلُنَا = والعَالِمُ الحَقُّ أجْلَسْنَاهُ يَسْتِمِعُ
            د توفيق حلمي
            هذا النص بلغته الاصيلة كان معاصرا بمعانيه وفحواه
            حيث أنك وصفت احوال الناس وأهل النفاق
            وايضا كنت حكيما في أغلب اجزاء القصيدة وصاحب قضية
            هي من صنف الاشعار التي تعلم الناس الحياة
            وليست مكتوبة كي يتعلم الناس الفنية والشاعرية بلا هدف ولا معنى !!

            دمت مبدعا
            تثبيت
            ظميان غدير
            نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
            قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
            إني أنادي أخي في إسمكم شبه
            ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

            صالح طه .....ظميان غدير

            تعليق

            • صقر أبوعيدة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2009
              • 921

              #7
              [align=center]أستاذنا وشاعرنا د. توفيق حلمي
              قصيدة تكتب بماء الذهب وتزين بها أروقة الجامعات وصروح العلم
              وصايا وحكم وعظات للفؤاد أن يتخذ أملا في الله وحدة
              وهذا البيت الأخير يشمل وصية فيها الخير الكثير في الدنيا والآخرة
              وأما متعة القراءة فتطول وتطول ولا تنقطع
              وكلما أعدنا القراءة استكشفنا كنزا من كنوز القصيدة
              شاعرنا
              دمت شاعرا مبدعا حريصا على الخير
              حفظك الله
              [/align]

              تعليق

              • زياد بنجر
                مستشار أدبي
                شاعر
                • 07-04-2008
                • 3671

                #8
                ما شاء الله تبارك الله
                أخي الشاعر الأديب " د. توفيق حلمي "
                إنَّها لمعلَّقة و ملحمة ..
                أيُّ قلب مشرق تحمل بين جنبيك يا رجل ؟
                الأدب السامق و سعة الأفق عنوان لهذه الرائعة
                تطرَّقت لموضوع حسَّاس " قصيدة النثر " في قصيدتك
                و رغم أنِّي شاعر عمودي و تفعيلة فاسمح لي أن أقف محايداً
                كان الله في عونك
                تحيَّاتي و تقديري أخي الحبيب
                لا إلهَ إلاَّ الله

                تعليق

                • عاطف الجندى
                  الرومانسي الثائر
                  • 27-07-2008
                  • 382

                  #9
                  رائعة من روائعك يا دكتور
                  سعيد بالوقوف هنا طويلا
                  دمت جميلا
                  أيها الشاعر الشاعر
                  أخوك
                  شاهدوا هذا اليوتيوب مع الشكر
                  http://www.youtube.com/watch?v=UG9vNQT8ieo

                  تعليق

                  • يوسف أبوسالم
                    أديب وكاتب
                    • 08-06-2009
                    • 2490

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د. توفيق حلمي مشاهدة المشاركة
                    هَوِّنْ عَلَيْكَ فَمَا فِي النِّفْسِ مُتَّسَعُ = لِمَا تُعَانِي وَحَسْبُ النَّفْسِ مَا تَسَعُ

                    ضَاقَتْ بِكُلِّ صُرُوُفِ الدَّهْرِ تَقْهَرُهَا = حَلَّتْ عَليْهَا فَلَمْ تُسْألْ فَتَمْتَنِعُ
                    إذَا تَتُوُقُ إلى الآمَالِ تَنْسِجُهَا = تَمْتَدُّ للخَيْطِ أيَدِيهَا فَيَنْقَطِعُ
                    فَكُلُّ أحْلامِهَا كَالسُّحْبِ ثَابِتَةً = لا تَهْبِطُ الأرْضَ أوْ تَجْرِي فَتَنْقَشِعُ
                    فَتِلْكَ أقْدَارُهَا كَالرِّيحِ عَاصِفَةً = وَتِلْكَ أوْتَادُهَا بِالغَصْبِ تُقْتَلَعُ
                    وَكَمْ فَتِيلٍ خَبَا فِي لَيْلِ غُرْبَتِهَا = وَكَمْ سَرَابٍ بَدَا فِي طَيِّهِ الخِدَعُ
                    فَلا بَصِيصٌ سِوَى الأوْهَامِ وَاهِنَةً = وَلا دَلِيلٌ سِوَى الآلامِ يُتَّبَعُ
                    وفِي رِيَاضِ الهَوَى تُمْسِي بِلا عَبَقٍ = وفِي قِفَارِ الجَوَى تَكْبُوُ وتَنْصَدِعُ
                    تُبْلِي الوَفَاءَ وَتُبْدِي الوِدَّ ثُمَّ تَرَى = خَنَاجِرَ الغَدْرِ لِلتَّسْدِيدِ تَقْتَرِعُ
                    وَمِنْ نَصِيبٍ لِعَقْلٍ فِكْرُهُ تَعَبٌ = إلِى دَبِيبٍ لِقَلْبٍ كُلُّهُ وَجَعُ
                    وَمَا تَمَنَّتْ مَدَى الأيَّامِ أمْنِيَةً = إلا أجَابَتْ رَحَى الأيَّامِ وَالجَزَعُ
                    تَشْقَى بِحَاضِرِهَا فِي غَابِ فَانِيةٍ = تَعِيثُ فِيهِ ذِئابٌ الإنْسِ والضُّبُعُ
                    فّالنَّفْسُ أمَّارَةٌ بِالسَّوُءِ إنْ خَرَجَتْ = عَنْ نَهْجِ خَالِقِهَا واقْتَادَهَا الجَشَعُ
                    وَالنَّفْسُ لَوَّامَةٌ إنْ أذْنَبَتْ نَدِمَتْ = تَضِلَُّ حِيناً وتَغْلُوُ ثُمَّ تَرْتَدِعُ
                    وَتَطْمَئِنُّ إذَا عَادَتْ لِبَارِئِهَا = وَكَانَ مِنْهَاجُهَا رَبّاً لَهُ السَّمَعُ
                    وَالنَّاسُ فِي تُلْكُمِ الدُّنْيَا تُفَرِّقُهُمْ = أسْبَابُ رِزْقٍ وَأهْوَاءٌ ومُبْتَدَعُ
                    وَلَوْ أرَادُوُا لَكَانَ الجَمْعُ مُلْتَئِمِاً = لَكِنَّهُ الكُفْرُ والطُّغْيَانُ والطَّمَعُ
                    وَاللهُ أنْزَلَ قُرْآناً لِيَهَدِيَهُمْ = فَمَا اهْتَدَوْا غَيْرَ نَزْرٍ جُلُّهُمْ شِيَعُ
                    وَشَّبْتُ النَّارُ تَنْويراً وَعَوْلَمَةً = تُحَرِّقُ الضَّادَ وَالتَّحْدِيثُ ينْدَلِعُ
                    وَيَكْتُبُونَ غُمُوُضاً لَسْتَ تَفْهَمُهُ = يُقَالُ فَسِّرْ فَمَعْنَى النَصِّ يَتَّسِعُ ؟!
                    وَقُلْتُ أقْرَعُ أجْرَاساً تُنَبِهُهُمْ = قَرَعْتُ شِعْرِي وَهُمْ لَلحُرِّ قَدَ قَرَعُوُا
                    سَمَّوْهُ شِعْراً بِلا بَحْرٍ وَلا عَمَدٍ = وَالسَّجْعُ لَيْسَ قَرِيضاً كَيْفَمَا سَجَعُوُا
                    قَلَّبْتُ كَفّاً عَلَى كَفِّ أُسَائِلُهُمْ = لِمَ النَّثِيرُ لإسْمِ الشَّعْرِ يَنْتَزِعُ ؟
                    وَهَلْ يَعِيبُ فُنُوُنَ النَّثْرِ تَسْمَيَةٌ = لَهَا لَِنُبْدِلُهَا اسْماً بِمِا خَلَعُوُا ؟
                    مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ لا يَدْرِي مَكَانَتَهُ = بَيْنَ الفُنُوُنِ وَلا بِالقَدْرِ مُضْطَلِعُ
                    فَلَمْ يَرَ الدُّرَّ كَنْزاً فِي المَقَامَة أوْ = رَأىَ الرِسَالاتِ كَالألمَاسِ تَلتَمِعُ
                    وَكَمْ مِنَ الشُّعَرَاءِ العُرْبِ تُعْجِزُهُمْ = كِتَابَةُ النَّثْرِ حَتَى وإنْ شَرَعُوُا
                    وَمنْ يَقُوُلُ بَأنَّ (الرَّافِعِي) مَثَلاً = يَفُوُقُهُ شَاعِرٌ فَنّاً ولوَ جَمَعُوُا ؟
                    دَعُوُا الفُنُوُنَ إذَنْ كُلٌ لَهُ سِمَةٌ = وَلا نُغَالِطُ فِي الأسْمَاءِ نَقْتَطِعُ
                    وَذَاكَ جُزْءٌ مِنَ الأثْقَالِ أحْمِلُهَا= وَغَيرُ ذَلِكَ مِمَّا فَوْقَهَا وَضَعُوُا
                    فَكُلُّ شَيْءٍ بِنَا قَدْ بَاتَ يُحْبِطُنِي = فَالرَّأسُ مُطْرِقَةٌ وَالوَجْهُ مُمْتَقِعُ
                    يَرْقَى المَنَابِرَ فِي السَّاحَاتِ أجَهَلُنَا = والعَالِمُ الحَقُّ أجْلَسْنَاهُ يَسْتِمِعُ !
                    أهْلُ النِّفَاقِ عَلَوْا والزَّيْفُ مَعْدِنُهُمُ = إنْ سَادَ عُمْيٌ فَمَنْ بِالتَّبْرِ يَنْتَفِعُ ؟!
                    فَمَنْ أُنَادِي وَقَدْ أُلْجِمْتُ مُنْدَهِشاً = مِمَّا تَرَدَّتْ لَهُ الأسْمَاعُ تَتَّضِعُ ؟
                    وَمَنْ أحِدِّثُ والآذَانُ قَدْ ضُرِبَتْ = فِي الكَهْفِ دُوُنَ هُدًى وَالصُّمُّ مَا هَجَعُوا ؟
                    فَفِي رَقِيمٍ لَنَا شَأنٌ لَهُ عَجَبٌ = مَنْ نَامَ عَنْ أمْرِنِا بِالأمْرِ يَضْطَلِعُ !
                    وَبَعْضُ قَوْمٍ أبَاحُوُا الثَّدْىَ يُطْعِمُهُمْ = كَأنَّهُمْ مِنْ سِوَى ذَا الثَّدْىِ قَدْ رَضَعُوُا !
                    غَايَاتُهُمْ شَبَعٌ حَتَّى وإنْ شَبِعُوُا = كَأنَّ جُوُعَهُمُ قَدَ عَضَّهُ الصَّرَعُ
                    وَلَيْسَ فِيهِمْ سِوَى صَوْتٌ لِحَنْجَرَةٍ = سُبْحَانَ خَالِقِهِ كالرَّعْدِ إنْ رَفَعُوُا
                    تَرَى هَتُوُفاً بِبُوُقِ الشِّدْقِ مُنْتَفِخاً = يُصَانِعُ الشَّيءَ مَدْفُوُعاً فَيَنْدَفِعُ
                    وَمِنْهُمُ عِلَلٌ كَالدَّاءِ يُمْرِضُنِي = وَلا دَوَاءٌ لَهُ إلا إذَا صُرِعُوُا
                    وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّنْ كَانَ أكْثَرُهُمْ = أسْبَابَ خَيْبَتِنَا يَا بِئْسَ مَا صَنَعُوُا
                    فَهَلْ شَيَاطِينُهُمْ صِنْفٌ بِلا مَثَلٍ= أمْ كَانَ شَيْطَانُنَا صِنْفاً لَهُ وَرَعُ ؟!
                    وَكُلَّمَا أشْتَكِي فِكْرِي يُعَانِدُنِي = وَكُلَّمَا أُبْعِدُ الأفْكَارَ تَرتَجِعُ
                    فَكَيَفَ أرْجُوُ هُدُوُءَ النَّفْسِ يُبْرِؤُهَا = وَلَيْسَ يَهْدَأُ فِيهَا الفِكْرُ أوْ يَدَعُ ؟
                    وَقَدْ عَيِيتُ لِكَي تَرْضَى فَأقْنِعُهَا = بِأنْ تُجَارِي وَلَكِنْ كَيْفَ تَقتَنِعُ ؟
                    فَهَلْ تُجَارِي صُنُوُفَ الهَزْلِ تَتْبَعُهَا = وَهَلْ تَبَايِعُ ذَاكَ السُّخْفِ تَصْطَنِعُ ؟
                    وَكَيْفَ تَقْبَلُ أنْ تَنْسَاقَ جَاهِلَةً = وَهْىَ الَّتِي بِمَقَامِ العِلْمِ تَرْتَفِعُ ؟
                    وَكَيْفَ تُبْدِلُ ثَوْبَ العِزِّ تَخْلَعُهُ = وَتْرْتَدِي الذُّلَّ ثَوْباً كُلُّهُ رُقَعُ ؟!
                    وَمَنْ أبَتْ نُقْطَةً سَوْدَاْءَ تُبْطِنُهَا = هَلْ تَجْتَبِِي مَا بَِدَتْ فِي صَدْرِهِ البُقَعُ ؟!
                    وَلَيْسَ مِنْ مَنْطِقٍ فِي سِفْرِ مَنْهَجِهَا = يُبِيحُ إثْماً فَهَلْ فِي السَِفْرِ تَخْتَرِعُ ؟!
                    فَفِي فِرَاشِ النُّهَا تَحَيَا مُؤرَّقَةً = وَكُلُّ جَنْبٍ لَهَا قَدْ حَارَ يَضْطَجِعُ
                    تَرْنُوُ لِحُلْمٍ بِهِ الأحْدَاثُ مُنْصِفَةً = فَوَيحَ نَفْسٍ لِحُلْمِ القِسْطِ تَنْتَزِعُ
                    لَهَا نَصِيبٌ بِأنْ تَحْيَا بِذَا زَمَنٍ = تَصْلَى سِنِيناً عُجَاباً يُسْرُهَا فَزَعُ
                    وَرَغْمَ ذَلِكَ لَمْ تَيْأسْ فَمَبْدَأُهَا = للهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ حِكْمَةٌ تَقَعُ
                    فَاسْكُبْ هُمُومَكَ فِي الأقْدَاحِ وَاجْرَعُهَا = دَمْعَاً مَرِيراً بِلا نُدْمَانِ تَجْتَمِعُ
                    هَوِّنْ عَلَيْكَ فُؤادِي وَاتَّخِذْ أمَلاً = مِنْ عِنْدِ مَنْ يَرْفَعُ الآمَالَ أوْ يَضَعُ


                    المبدع توفيق حلمي
                    صباح الخيرات

                    ميزة هذه القصيدة
                    أنها كتبت بلغة أصيلة وتراكيب وجمل شعرية قوية
                    دون أن بضطر شاعرها لاستعمال مفردات غريبة أو معقدة
                    وهنا أقول
                    إن العودة للغة التراثية أمر مطلوب ومستحسن
                    ولكن هذه العودة سلاح ذو حدين
                    فإما أن نختار من اللغة غريب الكلمات البعيدة عن العصر تماما
                    وإما أن نختار المفردات القوية ولكن غير البعيدة عن عصرها
                    وقد أحسن الشاعر هنا في انتقاء مفردات تحقق معادلة صعبة
                    وهي قوة المفردة وأصالتها وسهولتها في آن معا
                    وأرى في هذا تحديثا لا يتقنه كثير من الشعراء
                    ولكني أرى بالمقابل أن تعدد المواضيع التي تطرقت لها القصيدة
                    ربما يفقد المتلقي التركيز ويشتته قليلا
                    على أني لاحظت أن الشطر الثاني في هذا البيت
                    وَكَمْ مِنَ الشُّعَرَاءِ العُرْبِ تُعْجِزُهُمْ = كِتَابَةُ النَّثْرِ حَتَى وإنْ شَرَعُوُا
                    وهو الملون بالأحمر بحاجة إلى مراجعة وزنه
                    وأظن أن كلمة سقطت منه طباعيا
                    تبقى القصيدة شاهدا حيا على قدرة الشعر العمودي لاستيعاب التحديث
                    في المفردة والصورة والفكرة
                    تحياتي

                    تعليق

                    • سميراميس
                      قارئة
                      • 15-06-2007
                      • 166

                      #11
                      [poem=font=",6,darkblue,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black""]
                      هَوِّنْ عَلَيْكَ فَمَا فِي النِّفْسِ مُتَّسَعُ = لِمَا تُعَانِي وَحَسْبُ النَّفْسِ مَا تَسَعُ
                      ضَاقَتْ بِكُلِّ صُرُوُفِ الدَّهْرِ تَقْهَرُهَا = حَلَّتْ عَليْهَا فَلَمْ تُسْألْ فَتَمْتَنِعُ
                      إذَا تَتُوُقُ إلى الآمَالِ تَنْسِجُهَا = تَمْتَدُّ للخَيْطِ أيَدِيهَا فَيَنْقَطِعُ
                      فَكُلُّ أحْلامِهَا كَالسُّحْبِ ثَابِتَةً = لا تَهْبِطُ الأرْضَ أوْ تَجْرِي فَتَنْقَشِعُ
                      فَتِلْكَ أقْدَارُهَا كَالرِّيحِ عَاصِفَةً = وَتِلْكَ أوْتَادُهَا بِالغَصْبِ تُقْتَلَعُ
                      وَكَمْ فَتِيلٍ خَبَا فِي لَيْلِ غُرْبَتِهَا = وَكَمْ سَرَابٍ بَدَا فِي طَيِّهِ الخِدَعُ
                      فَلا بَصِيصٌ سِوَى الأوْهَامِ وَاهِنَةً = وَلا دَلِيلٌ سِوَى الآلامِ يُتَّبَعُ
                      وفِي رِيَاضِ الهَوَى تُمْسِي بِلا عَبَقٍ = وفِي قِفَارِ الجَوَى تَكْبُوُ وتَنْصَدِعُ
                      تُبْلِي الوَفَاءَ وَتُبْدِي الوِدَّ ثُمَّ تَرَى = خَنَاجِرَ الغَدْرِ لِلتَّسْدِيدِ تَقْتَرِعُ
                      وَمِنْ نَصِيبٍ لِعَقْلٍ فِكْرُهُ تَعَبٌ = إلِى دَبِيبٍ لِقَلْبٍ كُلُّهُ وَجَعُ
                      وَمَا تَمَنَّتْ مَدَى الأيَّامِ أمْنِيَةً = إلا أجَابَتْ رَحَى الأيَّامِ وَالجَزَعُ
                      تَشْقَى بِحَاضِرِهَا فِي غَابِ فَانِيةٍ = تَعِيثُ فِيهِ ذِئابٌ الإنْسِ والضُّبُعُ
                      فّالنَّفْسُ أمَّارَةٌ بِالسَّوُءِ إنْ خَرَجَتْ = عَنْ نَهْجِ خَالِقِهَا واقْتَادَهَا الجَشَعُ
                      وَالنَّفْسُ لَوَّامَةٌ إنْ أذْنَبَتْ نَدِمَتْ = تَضِلَُّ حِيناً وتَغْلُوُ ثُمَّ تَرْتَدِعُ
                      وَتَطْمَئِنُّ إذَا عَادَتْ لِبَارِئِهَا = وَكَانَ مِنْهَاجُهَا رَبّاً لَهُ السَّمَعُ
                      وَالنَّاسُ فِي تُلْكُمِ الدُّنْيَا تُفَرِّقُهُمْ = أسْبَابُ رِزْقٍ وَأهْوَاءٌ ومُبْتَدَعُ
                      وَلَوْ أرَادُوُا لَكَانَ الجَمْعُ مُلْتَئِمِاً = لَكِنَّهُ الكُفْرُ والطُّغْيَانُ والطَّمَعُ
                      وَاللهُ أنْزَلَ قُرْآناً لِيَهَدِيَهُمْ = فَمَا اهْتَدَوْا غَيْرَ نَزْرٍ جُلُّهُمْ شِيَعُ
                      وَشَّبْتُ النَّارُ تَنْويراً وَعَوْلَمَةً = تُحَرِّقُ الضَّادَ وَالتَّحْدِيثُ ينْدَلِعُ
                      وَيَكْتُبُونَ غُمُوُضاً لَسْتَ تَفْهَمُهُ = يُقَالُ فَسِّرْ فَمَعْنَى النَصِّ يَتَّسِعُ ؟!
                      وَقُلْتُ أقْرَعُ أجْرَاساً تُنَبِهُهُمْ = قَرَعْتُ شِعْرِي وَهُمْ لَلحُرِّ قَدَ قَرَعُوُا
                      سَمَّوْهُ شِعْراً بِلا بَحْرٍ وَلا عَمَدٍ = وَالسَّجْعُ لَيْسَ قَرِيضاً كَيْفَمَا سَجَعُوُا
                      قَلَّبْتُ كَفّاً عَلَى كَفِّ أُسَائِلُهُمْ = لِمَ النَّثِيرُ لإسْمِ الشَّعْرِ يَنْتَزِعُ ؟
                      وَهَلْ يَعِيبُ فُنُوُنَ النَّثْرِ تَسْمَيَةٌ = لَهَا لَِنُبْدِلُهَا اسْماً بِمِا خَلَعُوُا ؟
                      مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ لا يَدْرِي مَكَانَتَهُ = بَيْنَ الفُنُوُنِ وَلا بِالقَدْرِ مُضْطَلِعُ
                      فَلَمْ يَرَ الدُّرَّ كَنْزاً فِي المَقَامَة أوْ = رَأىَ الرِسَالاتِ كَالألمَاسِ تَلتَمِعُ
                      وَكَمْ مِنَ الشُّعَرَاءِ العُرْبِ تُعْجِزُهُمْ = كِتَابَةُ النَّثْرِ حَتَى وإنْ شَرَعُوُا
                      وَمنْ يَقُوُلُ بَأنَّ (الرَّافِعِي) مَثَلاً = يَفُوُقُهُ شَاعِرٌ فَنّاً ولوَ جَمَعُوُا ؟
                      دَعُوُا الفُنُوُنَ إذَنْ كُلٌ لَهُ سِمَةٌ = وَلا نُغَالِطُ فِي الأسْمَاءِ نَقْتَطِعُ
                      وَذَاكَ جُزْءٌ مِنَ الأثْقَالِ أحْمِلُهَا= وَغَيرُ ذَلِكَ مِمَّا فَوْقَهَا وَضَعُوُا
                      فَكُلُّ شَيْءٍ بِنَا قَدْ بَاتَ يُحْبِطُنِي = فَالرَّأسُ مُطْرِقَةٌ وَالوَجْهُ مُمْتَقِعُ
                      يَرْقَى المَنَابِرَ فِي السَّاحَاتِ أجَهَلُنَا = والعَالِمُ الحَقُّ أجْلَسْنَاهُ يَسْتِمِعُ !
                      أهْلُ النِّفَاقِ عَلَوْا والزَّيْفُ مَعْدِنُهُمُ = إنْ سَادَ عُمْيٌ فَمَنْ بِالتَّبْرِ يَنْتَفِعُ ؟!
                      فَمَنْ أُنَادِي وَقَدْ أُلْجِمْتُ مُنْدَهِشاً = مِمَّا تَرَدَّتْ لَهُ الأسْمَاعُ تَتَّضِعُ ؟
                      وَمَنْ أحِدِّثُ والآذَانُ قَدْ ضُرِبَتْ = فِي الكَهْفِ دُوُنَ هُدًى وَالصُّمُّ مَا هَجَعُوا ؟
                      فَفِي رَقِيمٍ لَنَا شَأنٌ لَهُ عَجَبٌ = مَنْ نَامَ عَنْ أمْرِنِا بِالأمْرِ يَضْطَلِعُ !
                      وَبَعْضُ قَوْمٍ أبَاحُوُا الثَّدْىَ يُطْعِمُهُمْ = كَأنَّهُمْ مِنْ سِوَى ذَا الثَّدْىِ قَدْ رَضَعُوُا !
                      غَايَاتُهُمْ شَبَعٌ حَتَّى وإنْ شَبِعُوُا = كَأنَّ جُوُعَهُمُ قَدَ عَضَّهُ الصَّرَعُ
                      وَلَيْسَ فِيهِمْ سِوَى صَوْتٌ لِحَنْجَرَةٍ = سُبْحَانَ خَالِقِهِ كالرَّعْدِ إنْ رَفَعُوُا
                      تَرَى هَتُوُفاً بِبُوُقِ الشِّدْقِ مُنْتَفِخاً = يُصَانِعُ الشَّيءَ مَدْفُوُعاً فَيَنْدَفِعُ
                      وَمِنْهُمُ عِلَلٌ كَالدَّاءِ يُمْرِضُنِي = وَلا دَوَاءٌ لَهُ إلا إذَا صُرِعُوُا
                      وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّنْ كَانَ أكْثَرُهُمْ = أسْبَابَ خَيْبَتِنَا يَا بِئْسَ مَا صَنَعُوُا
                      فَهَلْ شَيَاطِينُهُمْ صِنْفٌ بِلا مَثَلٍ= أمْ كَانَ شَيْطَانُنَا صِنْفاً لَهُ وَرَعُ ؟!
                      وَكُلَّمَا أشْتَكِي فِكْرِي يُعَانِدُنِي = وَكُلَّمَا أُبْعِدُ الأفْكَارَ تَرتَجِعُ
                      فَكَيَفَ أرْجُوُ هُدُوُءَ النَّفْسِ يُبْرِؤُهَا = وَلَيْسَ يَهْدَأُ فِيهَا الفِكْرُ أوْ يَدَعُ ؟
                      وَقَدْ عَيِيتُ لِكَي تَرْضَى فَأقْنِعُهَا = بِأنْ تُجَارِي وَلَكِنْ كَيْفَ تَقتَنِعُ ؟
                      فَهَلْ تُجَارِي صُنُوُفَ الهَزْلِ تَتْبَعُهَا = وَهَلْ تَبَايِعُ ذَاكَ السُّخْفِ تَصْطَنِعُ ؟
                      وَكَيْفَ تَقْبَلُ أنْ تَنْسَاقَ جَاهِلَةً = وَهْىَ الَّتِي بِمَقَامِ العِلْمِ تَرْتَفِعُ ؟
                      وَكَيْفَ تُبْدِلُ ثَوْبَ العِزِّ تَخْلَعُهُ = وَتْرْتَدِي الذُّلَّ ثَوْباً كُلُّهُ رُقَعُ ؟!
                      وَمَنْ أبَتْ نُقْطَةً سَوْدَاْءَ تُبْطِنُهَا = هَلْ تَجْتَبِِي مَا بَِدَتْ فِي صَدْرِهِ البُقَعُ ؟!
                      وَلَيْسَ مِنْ مَنْطِقٍ فِي سِفْرِ مَنْهَجِهَا = يُبِيحُ إثْماً فَهَلْ فِي السَِفْرِ تَخْتَرِعُ ؟!
                      فَفِي فِرَاشِ النُّهَا تَحَيَا مُؤرَّقَةً = وَكُلُّ جَنْبٍ لَهَا قَدْ حَارَ يَضْطَجِعُ
                      تَرْنُوُ لِحُلْمٍ بِهِ الأحْدَاثُ مُنْصِفَةً = فَوَيحَ نَفْسٍ لِحُلْمِ القِسْطِ تَنْتَزِعُ
                      لَهَا نَصِيبٌ بِأنْ تَحْيَا بِذَا زَمَنٍ = تَصْلَى سِنِيناً عُجَاباً يُسْرُهَا فَزَعُ
                      وَرَغْمَ ذَلِكَ لَمْ تَيْأسْ فَمَبْدَأُهَا = للهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ حِكْمَةٌ تَقَعُ
                      فَاسْكُبْ هُمُومَكَ فِي الأقْدَاحِ وَاجْرَعُهَا = دَمْعَاً مَرِيراً بِلا نُدْمَانِ تَجْتَمِعُ
                      هَوِّنْ عَلَيْكَ فُؤادِي وَاتَّخِذْ أمَلاً = مِنْ عِنْدِ مَنْ يَرْفَعُ الآمَالَ أوْ يَضَعُ[/poem]

                      ما شاء الله
                      هذه ليست قصيدة بل معلقة!
                      اعذرني أستاذي الفاضل د. توفيق حلمي لأنني سمحت لنفسي أن أعيد تنسيق القصيدة في هذا الرد وما ذلك إلا لشدة إعجابي بها.

                      مع احترامي وتقديري

                      تعليق

                      • عبدالرحيم الحمصي
                        شاعر و قاص
                        • 24-05-2007
                        • 585

                        #12
                        [align=center]
                        لا فض فو يراعك أيها الشاعر الأنيق الراقي
                        و ما أتحفتنا به هنا من بليغ لغة و بديعها
                        الذي لن تعتمي العين الشاعرة عن دلالاتها
                        و مرادفاتها قوية التعبير حسا و معنى
                        و إيقاعا قليل جدا من يدرك ماهيته ،،

                        العزيز شاعرنا الرقيق د توفيق حلمي ،،،

                        التشبت بالأصل فريضة
                        و البحث في الحديث قيمة مضافة ،،،

                        شكرا لك هذا الإمتاع ،،،

                        محبتي
                        و تقديري
                        و كثير من الود أيها السامق ،،،


                        الحمصــــــي
                        [/align]
                        [align=center]هل جنيت على أحد و أنا أداعب تفاصيل حروفي ،،،؟؟؟


                        elhamssia.maktoobblog.com[/align]

                        تعليق

                        • د/ أحمد الليثي
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 3878

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة د. توفيق حلمي مشاهدة المشاركة
                          وَيَكْتُبُونَ غُمُوُضاً لَسْتَ تَفْهَمُهُ = يُقَالُ فَسِّرْ فَمَعْنَى النَصِّ يَتَّسِعُ ؟!
                          وَقُلْتُ أقْرَعُ أجْرَاساً تُنَبِهُهُمْ = قَرَعْتُ شِعْرِي وَهُمْ لَلحُرِّ قَدَ قَرَعُوُا
                          سَمَّوْهُ شِعْراً بِلا بَحْرٍ وَلا عَمَدٍ = وَالسَّجْعُ لَيْسَ قَرِيضاً كَيْفَمَا سَجَعُوُا
                          قَلَّبْتُ كَفّاً عَلَى كَفِّ أُسَائِلُهُمْ = لِمَ النَّثِيرُ لإسْمِ الشَّعْرِ يَنْتَزِعُ ؟
                          وَهَلْ يَعِيبُ فُنُوُنَ النَّثْرِ تَسْمَيَةٌ = لَهَا لَِنُبْدِلُهَا اسْماً بِمِا خَلَعُوُا ؟
                          مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ لا يَدْرِي مَكَانَتَهُ = بَيْنَ الفُنُوُنِ وَلا بِالقَدْرِ مُضْطَلِعُ

                          دَعُوُا الفُنُوُنَ إذَنْ كُلٌ لَهُ سِمَةٌ = وَلا نُغَالِطُ فِي الأسْمَاءِ نَقْتَطِعُ

                          وَمِنْهُمُ عِلَلٌ كَالدَّاءِ يُمْرِضُنِي = وَلا دَوَاءٌ لَهُ إلا إذَا صُرِعُوُا
                          وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّنْ كَانَ أكْثَرُهُمْ = أسْبَابَ خَيْبَتِنَا يَا بِئْسَ مَا صَنَعُوُا

                          ما هذا الجمال وهذه الروعة يا دكتورنا الحبيب؟
                          أبصم لك بالعشرة أن كلامك صدق.
                          دمت في طاعة الله.
                          د. أحمد الليثي
                          رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          ATI
                          www.atinternational.org

                          تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                          *****
                          فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                          تعليق

                          • د. توفيق حلمي
                            أديب وكاتب
                            • 16-05-2007
                            • 864

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة مكي النزال مشاهدة المشاركة
                            أهذه قصيدة يا أستاذنا أم ديوان شعر ٍ بوزن وقافية موحدة؟ جمعت فيها الغرض تلو الغرض حتى جعلتنا ننسى أولها بوسطها ووسطها بآخرها.
                            لن أخسر متعة القراءة بزعمي لنقد أو ادعائي لرؤية شعرية واعية ...
                            وسأعود لأقرأ وأستمتع
                            زادك الله تعالى من فضله
                            دمت للشعر

                            .
                            حلول عطر لشاعر كبير لم يخل من تواضع كبير ومجاملة لا يسبغان إلا أولى الفضل والنها
                            الشاعر الجميل مكي النزال
                            شرفت بحرفك البهي ولك الشكر والتقدير والاحترام

                            تعليق

                            • د. توفيق حلمي
                              أديب وكاتب
                              • 16-05-2007
                              • 864

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة غاده بنت تركي مشاهدة المشاركة
                              فَاسْكُبْ هُمُومَكَ فِي الأقْدَاحِ وَاجْرَعُهَا = دَمْعَاً مَرِيراً بِلا نُدْمَانِ تَجْتَمِعُ
                              هَوِّنْ عَلَيْكَ فُؤادِي وَاتَّخِذْ أمَلاً = مِنْ عِنْدِ مَنْ يَرْفَعُ الآمَالَ أوْ يَضَعُ

                              صح لسانكَ
                              رائعة بحق
                              لله دركَ

                              شكراً ،
                              وافر الشكر والتقدير لمرورك العطر واستحسانك القصيدة
                              حرف نقي ومداد بهي
                              التعديل الأخير تم بواسطة د. توفيق حلمي; الساعة 30-10-2009, 18:09.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X