الخطيب المنبري المنظم .... بقلم رنا خطيب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رنا خطيب
    أديب وكاتب
    • 03-11-2008
    • 4025

    الخطيب المنبري المنظم .... بقلم رنا خطيب

    الخطيب المنبري المنظم


    أعتدنا على طرح القضايا المتنوعة ذات الشأن على المنبر و التكلم بصوت خطابي عالي حول استرجاع الحقوق المغتصبة ، و تحسين أوضاع المعيشة ، و مكافحة الفساد و الجريمة، و محاسبة المسؤولين في تقصيرهم في مكافحة الفساد ( مع العلم أكثر من يعتلي مناصب السلطة هم من الفاسدون) ، و المطالبة بحقوق المرأة و مساواتها مع الرجل في عصر لم نعد ندري ماذا تريد به المرأة أكثر مما وصلت أليه لتأخذ حقوقها.
    و ما أن ينتهي خطابنا.. تطوى الورقة المتضمنة لذلك الخطاب البراق الذي أمضينا به وقتا طويلا و نحن نعدّ له الكلمات المنظمة المؤثرة في العقل ، و الشاحنة للعاطفة ، و الدافعة للهمم ، و الباعثة للأمل نحو رؤية جديدة للمستقبل. ثم ننزل من هذا المنبر الثقافي الذي يشعرنا بعظمة من يعتليه ليلقي بكلماته في عقول متعطشة لتغير ما يحدثه معتلي المنابر ، و يرفع الثقة عند الشعوب نحو رؤية جديدة للمستقبل تتحقق من خلاله العدل و الحرية و المساواة. ثم تصفق تلك الشعوب المستمعة لذلك الخطيب المنبري المتألق في عالم الكلمات و الورق ، الحالمة بمن ينقذها بكلمة صادقة توجه لمن يزرع الفساد، لمن يشجع على الجريمة، لمن يعتدي على حدودها و أعراضها و ثرواتها و تفكيرها ، لمن يعتدي على مستقبلها الغامض الذي تتربص له الأعداء ..
    لكن، في أثناء هذا الوقت الذي تتخدر به هذه الشعوب من جرعة الخطاب المنبري و أداء الخطيب البارع في زرع مقاصده في تلك العقول ، هناك من يمرر في هذه الخطابات دعوات مبطنة تحاكي خياله ظاهريا ، لكن تضمر له السوء في النية، و هي تسعى في خطاباتها لتنفيذ أغراضا ، هي في الغالب ، منظمة من قبل جهات تهدف لتخدير الشعوب و تأدية مخططات معينة تعود بمصالحها إلى تلك الجهات التي نظمت هذا الخطيب المنبري..
    إذا ، نحن أمام غزو و احتلال فكري يجتاح عقولنا في الخفاء. و هو أخطر من الغزو العسكري.
    إنه غزو العقول و اغتيال هويتها الفكرية و تجنيدها للطرف الآخر ..هذا الغزو يحتل أعماقنا و يقتل الثقة فينا و في مستقبلنا و مستقبل أبناءنا و يحولنا إلى أداة تابعة لهذا الطرف الآخر ،و وسيلة يحقق بها مصالحه.
    كيف لنا أن نوقف مد هذا الغزو الفكري و التصدي له بكافة أسلحة المقاومة ، كل من موقعه، و اخص ، هنا بالحديث ، المثقفون الذين يملكون السلاح الحقيقي و هو القلم و رسالته و ملكته الفكرية الذي يجعلهم بسهولة ينتبهون إلى وسائل هذا الغزو التي تتسلل بخفاء إلى العقول لدرء هذا الغزو عن شعوبنا الذي أعياها الجوع و القمع و الحرمان و أقعدها عن المطالبة بأية حقوق بسبب ما عانته من ظلم و استبداد أثناء المسيرة التاريخية.
    لكن، المؤسف حقا، هو أن أبطال هذا الغزو المنظم أكثرهم من أبناء جلدتنا ، الذين باعوا ضمائرهم لقاء المال و الشهرة ، هم من يقومون بهذا الدور و هذه الخدمة المنظمة ، فنراهم ، بين الحين و الآخر ، يطلقون دعوات تدعو لاعتناق العلمانية الغربية ، و تارة إلى تغير قوانين الأسرة و الطفل تبعا للأنظمة و القوانين الغربية ، و تارة إلى التصالح الجذري و الانصهار في العولمة كخلاص من هذا الواقع المترهل، و تارة لتحرير المراة من مخالب الدين تحت شعار التخلف، و تارة بتغير مناهج الدراسة بما يتوافق مع العولمة العالمية و تارة بربط أنظمة الاقتصاد العربية بمنظمة التجارة العالمية، هذا غير الدعوات السياسية المتمثلة بالمعاهدات و المؤتمرات و غيرها للتوقيع بالتنازل عن المزيد من أراضينا و ثرواتنا ..و غيرها

    و كل هذا يتم بقيادات عربية من مستوى الأفراد إلى مستوى السلطات لتفسح الطريق لتلك المنظمات للمزيد من الاحتلال و الغزو و السيطرة على وجودنا كشعوب..
    من يتصدى لظاهرة هذا الخطيب المنبري المنظم، من يوقف استغلاله لتلك الشعوب ؟ من يحذر وينبه و يحارب من خطره ؟ من يدافع عن تلك الشعوب و يقوم بتوعيتها نحو قضايا حاضرها و مستقبلها ؟ من يحمي مستقبل أبناءنا ؟
    هل هناك من يلبي في هذا العالم المتناثرة منه الأحرف القوية كصوت لكن غافل عنه العمل..

    أخاطبكم أيها المثقفون. فهل من ملبي لهذا النداء.. أم نكتفي بالتصفيق ..و نكتفي بأننا مثقفون برسم الحروف مع تجريدها من الفعل.
    أعتقد بأن الخير ما زال في ربوعنا و سيبقى حتى يوم القيامة.. هذا ما أكده رسول الأمة الإسلامية محمد صلى الله عليه و سلم :
    ( الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة )

    مع تحياتي
    رنا خطيب
    2/3/2009
  • حمزة نادي
    أديب وكاتب
    • 01-07-2008
    • 533

    #2
    الأخت رنا الخطيب

    موضوع ذو شجون يحتاج منا الى الدارسة الحقة والتمحيص وذلك لما للخطاب المنظم من أهمية في توجيه الشعوب الى المسار الذي يريده الخطيب.

    وقبل كل هذا وجب الاشارة الى ان احتكار المنبر الخطابي من بعض الخطباء قطع الطريق امام الكثير من الأفكار والقيم التي يجب ان تسود في المجتمع، وبالنتجة أسس هذا الاحتكار الى مجتمع يفتقد الى روحه المستمدة من الدين والعادت والتقاليد واللغة..
    و يقع واجب محاربة هذا الاحتكار بالدرجة الأولى على المثقفين على اختلاف ألوانهم ومشاربهم.
    قالَ صلى الله عليه وسلم
    (أحفظ الله تجِدَه اتجاهك ، إذا سألتَ فأسأل الله وإذا استعنتَ فأستعن بالله )
    رواهُ الترمذي .

    تعليق

    • أبو صالح
      أديب وكاتب
      • 22-02-2008
      • 3090

      #3
      موضوع جيّد لو تم عرضه بنظرة موضوعيّة وليس نظرة سلبية فاقعة في سلبيتها

      حيث لم أجد أحد في كل من تم ذكره في الموضوع يمكن أن يكون به خير، فلا مسؤول حكومي إلا فاسد، ولا خطيب إلا مندس

      ليس بهذه الطريقة يتم طرح ومناقشة أي شيء

      تعليق

      • رنا خطيب
        أديب وكاتب
        • 03-11-2008
        • 4025

        #4
        لأخذ العلم

        عند طرح المواضيع للنقاش.. لا نعني الدخول في سلك التصفيق و مجاملة الكاتب..فالكاتب يطرح في أي موضوع او فكرة موضوعا للنقاش لاستقراء الردود المختلفة و يهمه وجود الطرفان " الطرف المؤيد و الطرف المناقض" و هذا الاختلاف هو الذي يخلق روح الحوار .. لكن مع الابتعاد عن الشخصنة في الردود و استخدام لغة تدني الحوار..

        و ما يهمنا من طرح النقاشات هو التعلم و الاستفادة من خبرات الكبار في مجالات المعرفة بالإضافة إلى التوعية..

        إذا هذه هو الهدف من النقاشات : التعلم و التوعية و الوصول إلى النتائج.

        مع تحياتي
        رنا خطيب

        تعليق

        • زياد القيمري
          أديب وكاتب
          • 28-09-2008
          • 900

          #5
          الاخت والاديبة الرائعة
          لك تحيتي واحترامي...وبعد
          ...أُختي العزيزة ، إن الموضوع الذي تتناوليه في مقالك ،يُمثل لُب الصراع الحقيقي اليوم ،لأن الاحتلال المكاني ليس هو الاحتلال الأخطر ،بل إن الاحتلال الخطير هو المتمثل بالاحتلال الزماني ،وهذا هو الذي تسعى اليه سياسة العولمة المعاصرة...فمن هنا فإن تناوله بهذه البساطة لا ينسجم وخطورة النتائج المترتبة عليه...
          ...صرختك الصادقة تعبر عن مدى حرصك ،وعظم ادراكك للواقع الأليم الذي يعصف بأمتنا ، وتعبر عن أهمية مواجهته وبكل من أُوتينا من امكانات وما نمتلكه من آليات ووسائل...
          ...وأخيرا أنحني احتراما للنابض في عقلك ووجدانك وضميرك
          ...والى الامام دوما ،أيتها الرائدة...
          ...مع تقديري لنبضك الفكري
          ابن القدس-الاستاذ
          زياد القيمري

          تعليق

          • حمزة نادي
            أديب وكاتب
            • 01-07-2008
            • 533

            #6
            يبغي لنا في ملتقى الادباء ان نتعرض للمشاركات المطروحة للنقاش بالنقد والتمحيص من أجل الخروج بخلاصة نتعلم بها ما نجهله.

            أما ان نعلق على شخصية الكاتب ونترك ما كتب فهذا بعيد كل البعد عن النقاش الهادف.

            لذا أرجوا ان نناقش موضوع الخطاب بصفة موضوعية، وضمن اطاره المرسوم له ، ومن المستحسن ان يأتينا المشارك برأي نتعلم منه.
            قالَ صلى الله عليه وسلم
            (أحفظ الله تجِدَه اتجاهك ، إذا سألتَ فأسأل الله وإذا استعنتَ فأستعن بالله )
            رواهُ الترمذي .

            تعليق

            • جمال النجار
              عضو الملتقى
              • 24-10-2007
              • 162

              #7
              استاذتى الفاضله
              موضوع خطير وهام جدا
              الغزو الفكرى
              نعم هو اخطر من الغزو العسكرى
              واسمحى لى ان اعود بالتاريخ قليلا
              عقب هزيمه يونيو 1967 وصلت اسرائيل الى حدود اعتبرتها آمنه لها بكل المقاييس
              وتصور العالم اجمع انه امام هذه الامه خمسون عاما على الاقل حتى تستطيع ان تتغلب على اثار الهزيمه العسكريه الكبيرة
              وفوجىء العالم اجمع
              بانه بعد اقل من سته اعوام فقط نهضت الامه العربيه وحاربت وانتصرت
              واكتشف العالم ان الهزيمه العسكريه وحدها مهما كان حجمها غير كافيه للقضاء على هذه الامه
              واكتشفوا انه لابد لهم من القضاء على روح الامه قبل غزوها عسكريا
              وكانت وسيلتهم الناجحه الى الان هى الغزو الفكرى
              لهذا هو فعلا اخطر من الغزو العسكرى لانه يستهدف روح الامه نفسها
              وهنا ياتى دور المثقفين

              الصراع العسكري هو احد أوجه الصراع الذى تخوض به الشعوب معاركها ولكنه ليس كل أوجه ذلك الصراع

              وعندما تتعرض دولة للغزو أو تكون مهددة به من جانب العدو

              وعندما تتعرض امة باكلمها لإعلان الحرب عليها من جانب العدو

              تكون مهمة العسكريين من أبناء هذه الأمة هى الاستعداد للقتال ومواجهة ذلك العدو والتصدى له بالقوة المسلحة

              بينما تكون مهمة رجال الاقتصاد والصناعة هى تحويل اقتصاديات هذه الأمة إلى اقتصاديات حرب تدعم الجهود العسكرية لجيوشها وتؤمن الاحتياجات لشعوبها فى ظروف الحرب

              ولا تقل مهمة المثقفين ورجال الفكر عن مهمة العسكريين والاقتصاديين

              حيث يكون على أصحاب الكلمة أن يخوضوا الصراع بكلماتهم فيكون عليهم أن يستخدموا كلماتهم لتنبيه الأمة كلها إلى ذلك الخطر حتى يشارك الشعب كله فى مواجهة العدو والتصدى له

              ويكون على أصحاب الكلمة أن يستخدموا كلماتهم فى تنبيه الشعب كله إلى خطر ذلك العدو ويغرسوا كراهيته فى قلوب ووجدان أبناء الشعب حتى يتحفزوا لمواجهته

              ويكون على أصحاب الكلمة أن يستدعوا كل لحظات الكرامة والعزة فى تاريخ ذلك الشعب ليشعلوا روح الحماس والتضحية من اجل الوطن فى وجدان أبناء هذا الشعب

              ويكون على أصحاب الكلمة أن يستحضروا بكلماتهم كل أبطال هذا الشعب على مدار التاريخ ويكرسوهم كرموز ومثل عليا وقدوة يحتذي بها حتى يشعلوا الحماسة وروح التضحية من اجل الوطن فى نفوس أبناء هذا الشعب

              ويكون على أصحاب الكلمة أن يتصدوا إلى كل محالات ذلك العدو لخداع الشعب عن الحرب القادمة وخداعه عن عدائه لهم

              ويكون على أصحاب الكلمة أن يتصدوا بكلماتهم لمحاولات العدو للتأثير على الروح المعنوية لهذا الشعب بهدم رموزه ومحاولة إشاعة روح الميوعة واليأس والإحباط بين أبنائه

              ويكون على أصحاب الكلمة حفز الهمم بأشعارهم وكلماتهم التى تمجد صفات البطولة والشجاعة والتضحية وتمجد مقاومة العدو وتظهر أبطال المقاومة فى صورة مثل عليا ونماذج يحتذي بها

              ويكون على أصحاب الكلمة أن يؤهلوا الشعب لتقبل التضحية من اجل الوطن بإعلاء قيمة المقاومة والإشادة بأبطالها وان يشيدوا بالوطن ويرسخوا الانتماء له فى وجدان أبناء الشعب

              ولكن
              على مدار التاريخ الانسانى كله
              وفى جميع الدول والشعوب
              هناك دائما جزء من أبناء الوطن يعمل عكس ذلك
              سماهم الجنرال فرانكو الاسبانى بالطابور الخامس
              وسماهم آخرون بالخونة والعملاء
              وهذه النوعية تجدهم فى كل شعب وليسوا حكرا على امة بعينها

              ونجد العسكريين منهم يبيعون الخطط العسكرية للعدو أو يتخاذلون عن مواجهة العدو او يفرون وسط المعركة

              وتجد الاقتصاديين منهم يعملون على هدم اقتصاد الوطن لصالح العدو ويدعمون اقتصاد العدو بكل إمكانياتهم

              وتجد أصحاب الكلمة منهم يستخدمون كلماتهم لخداع الأمة عن حقيقة ذلك العدو ويحاولون إلهائها عن الاستعداد لمواجهته بإثارة المعارك الفكرية التى تهدف إلى إشغال الأمة عن العدو بل يحاول البعض منهم إظهار ذلك العدو بصورة براقة على انه مثل أعلى وقدوة يجب أن نقتدي بها وطبعا لن يوجد من يتحفز لقتال مثله الأعلى وقدوته بل يحاول بعضهم إظهار ذلك العدو على انه صديق لا يبغى إلا خيرنا !!!!

              والبعض منهم يستخدم كلماته لتحطيم كل رموز الأمة بينما يعمل البعض على خلق رموز جديدة لها من رجال الفن وسيداته ( هى حلقة تكمل بعضها بعضا ) بهدف إشاعة روح الميوعة فى أبناء الشعب

              والبعض منهم يستدعى أسوأ اللحظات فى تاريخ الأمة لإشاعة روح اليأس والإحباط بين أبنائها
              وكما قلت هذه النوعية من البشر ليست حكرا على العرب وحدهم بهم متواجدون فى كل امة وكل شعب

              غير أننا للأسف امتزنا بكثرة نوع غريب من البشر هم السفهاء الأغبياء ( اعتذر عن الكلمات ولكن لايوجد غيرها لوصفهم )رغم أنهم من رجال الكلمة أيضا وهؤلاء تجدهم يسيرون على نفس نهج الخونة والعملاء يرددون نفس كلماتهم وأفكارهم بعدما ينبهرون بهم رغم ادعائهم للثقافة والعلم والفكر هم ينفذون أهداف العدو تطوعا

              اساتذتى الأفاضل
              أعلن الرئيس الامريكى السابق جورج بوش صادقا أنها حرب صليبية ضد الإسلام الارهابى
              وقد أثبتت الأحداث صدق كلماته وانه كان يعنى كل حرف قاله
              فقد حضر الجيش الامريكى ودمر العراق واحتله تحت هذه الراية
              واحتل أيضا السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين فكما أقول التواجد العسكري الامريكى بهذه الدول ليس له اى مسمى آخر
              وإسرائيل مازالت تحتفظ بعلمها كما هو والخطين الأزرقان به يمثلان النيل والفرات
              إذا نحن فعلا وسط حرب أعلنت علينا
              وهى حرب يسمع دوى رصاصاتها بوضوح فى العراق وفلسطين ويدوى على استحياء فى السعودية ويحاصر سوريا ومصر ويستعد للسودان
              كلنا كعرب على الخريطة الأمريكية الإسرائيلية
              أتمنى أن يراجع كل منا نفسه وكلماته ليرى لصالح من هى ؟؟والى اى جانب يقف بكلماته ؟؟والى ماذا تهدف فى هذه الحرب المعلنة علينا والتى نخوضها شئنا ذلك أم أبيناه ؟؟
              اعتذر عن الاطاله التى حتمتها خطورة الموضوع
              جمال النجار

              تعليق

              • رنا خطيب
                أديب وكاتب
                • 03-11-2008
                • 4025

                #8
                الزميل القدير حمزة

                تحية طيبة

                لتوضيح الفكرة .. نقصد هنا بالخطيب المنبري المنظم هو كل من يحمل قلما واسع الطيف، مدرار الحبر، فكرا لكن بالاتجاه المعاكس، و ضميرا معلقا بحسب الصفقة التي سينالها..و هنا اخص بالذكر ، المثقف المنظم لجهات معينة، تهدف إلى تخريب و تدمير ملامح او وجود الأمة الإسلامية و العربية.. و المنبر هو كل ما يحتوي هذا الخطيب سواء كان في الواقع أم على الانترنت أم في النشاطات و غيرها..
                احتكار المنبر الخطابي من سببه ؟؟
                أليس هم المثقفون الذين يحملون لواء الفكر و أسلحته .. هناك عملية تحرك واسع من قبل هؤلاء المرتزقة المنظمة ، و بالتالي، يقابلها حركة تراجع من قبل المثقفين .. و لا نستطيع أن نحملهم وحدهم كامل المسؤولية ، فهناك من يحد من حدودهم و يراقب تحركاتهم و يقمع مسيرتهم النضالية..

                فهل يستطيعون هؤلاء المثقفين تجاوز كل هذه القيود و التحرك للتصدي لهذه الحالة؟؟

                أم هناك حالة من الخنوع و الاستسلام لسياسة الأمر الواقع و التسليم بما هو موجود..
                و هذا الشعب الساذج الذي ينقاد وراء دعوات هؤلاء المرتزقة من المسؤول عن قيادتهم و توجيههم و تحذيرهم من خطر هؤلاء..

                أعتقد هناك حالة صمت او شبه صمت على كل كافة الأصعدة ..

                " " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" "

                و شكرا على مرورك

                مع التحيات
                رنا خطيب

                تعليق

                • يسري راغب
                  أديب وكاتب
                  • 22-07-2008
                  • 6247

                  #9
                  القديره
                  الاستاذه
                  رنا الخطيب
                  احترامي
                  حاولت قدر الامكان ان اقرا اهم ما جاء فيه من فقرات فوجدته كله مهما
                  لكن اهم المهم هو
                  صفة الخطيب المنبري
                  كاتب الخطب المنبريه
                  التيارات الفكريه
                  الغزو الخارجي للفكر العربي
                  دور المثقف العربي

                  ماتقصده الاستاذه رنا

                  في صفة الخطيب المنبري هو في العموم / كتاب وصحفيون ومدراء وفنانون وملوك ورؤساء ان لم اكن مخطئا فكل من اعتلى منبرا له صفته القياديه التي يعول عليها المجتمع
                  وهنا يكون لكل وجهة نظره التي يريد تسويقها ولا يهمه في النهايه الا مصلحته والدعاية لنفسه او الدعاية للممول لمنبره -
                  لكن المصيبه تصل الى الملوك والرؤساء الذين خانوا امانة السلطه بالتبعيه لقوى اجنبيه تريد الدمار للامتين العربيه والاسلاميه وهم الان كثر ان لم يكونوا اجمعهم - فكل له من يموله - وكل من له فكر يسعى لالغاء الاخر

                  وهنا ياتي دور المستشارين والمعاونين والكتاب الرئاسيين والمقربين لسدة الحكم في عالم عربي يسوده تفاوت في الدخول بين الافراد وبين الدول ويبيع كل نفسه في زمان يحكمه الاقتصاد بنظرياته الوظيفيه

                  والامثله هنا كثيره ففي مصر مثلا
                  كان الاستاذ هيكل كاتب الرئيس جمال عبد الناصر الاقرب
                  ثم جاء موسى صبري كاتبا للرئيس انور السادات
                  والان رئيس تحرير روز اليوسف عبدالله كمال هو الكاتب الاكثر شراسه مع الرئاسه وان لم يكن الاوحد مثل هيكل في زمن الزعيم عبد الناصر
                  لنقيس ونقارن بين الثلاثه
                  هيكل استاذ الاساتذه فكرا واسلوبا وخبره ودور ومكانه - رجل مؤسس -
                  موسى صبري - طائفي انشغل بالروايه العاطفيه وكتب المقال الاسهل السطحي - وانسانيا لم يكن له علاقات خارج الاخبار واخبار اليوم الا بصباح
                  ناتي الى عبد الله كمال فنجده بشراسه يتطاول على كل الرموز وبشراسه يدافع عن الخطا وبشراسه يؤسس لنظريه التفرد في الوقت الذي يتهم النظام الاسلامي والقومي بالتحجر وبالتالي لم يكسب محبة احد ولم يقبل به احد

                  في لبنان
                  كانت الصحافه تدعي الحريه مثلا لكنها كانت في الخفاء تباع وتشترى بالمقاله او بالتحقيق - وكنت تحتار مع مجله مثل الحوادث مثلا يوما تجدها ناصريه ويوما تجدها كتائبيه - وكذلك الحال مع الصياد - اما الوطن العربي فقد بدات في باريس قومية المسارلكنها عراقية التوجه ثم ماكادت ان انقلبت على الاثنين اواخر الثمانينات - السفير قيل انها تعيش بتمويل ليبي مثلا على الاقل عربي المنظور - الحياة اقوى صحيفه عربيه الان تصدر في لندن مموله سعوديا

                  وناتي الى الخليج العربي
                  في الكويت كانت السياسه والراي العام مستقلتان لكن هناك امور غير الماليه تهمها مثل المكانه واختراق ابواب الرؤساء والحكام في اي زمان تكون ميسره لهم اكثر من غيرهم
                  في الامارات هناك الخليج من الشارقه قوميه عربيه ناصريه كان حاكم الشارقه يعتمد عليها واجهة له - وفي الوقت ذاته هناك الاتحاد الظبيانيه تعمل في حدود الاطار الرسمي لابوظبي - والبيان تعمل في خدمة حاكم دبي ضمن الدوله الواحده -
                  ثم نصل الى تليفزيون الجزيره وقناة العربيه الاخباريه -
                  فتجد السم في العسل منقوعا بذكاء هنا وفجاجة هناك لكنهما قناتان احترافيتان مهنيا لهما الكفاءة ميزان يجعلهما اكثر مشاهده من غيرهما لكنهما في خدمة الممول الذي يوجه عند اللزوم

                  ولي تجربه مع صحافة الامارات اود ان اسجلها هنا
                  مع صحيفه يوميه ظبيانيه عملت فيها لفترة المساء مده طويله من السنوات خلال عقد الثمانينات المنصرم وكان صاحبها يقول لادارة الصحيفه تكفلوا بانفسكم مصاريفكم من ايرادات البيع التجاري لكن الدعم الحكومي لي وحدي والاعلانات له
                  فماذا كان هذا المنبر يعطي - لاشيء -
                  الا ان جهة فلسطينيه تبنت الصحيفه لعام اوعامين قوي عودها وبالنفس الفلسطيني انتعشت لفتره ثم انتهى امرها بوابة لكي يحصل صاحبها الاماراتي على الدعم الحكومي المقرر بخمسه مليون درهم سنويا لها

                  المهم اننا
                  نشاهد كل ماذكرته الاستاذه رنا واقعا امامنا
                  وبالامثله التي لا حصر لها
                  في ظل واقع اجتماعي واقتصادي وسياسي وثقافي مترهل متناقض جغرافيا وتاريخيا وبشريا وانسانيا

                  فما هو دور المثقف العربي

                  نحن هنا في ملتقى المبدعين
                  ماهو دورنا تحديدا
                  انا ادعو من خلال هذه الصفحه الى
                  تكوين روابط الادباء والمبدعين العرب
                  بحيث يكون هناك رابطه ادباء ومبدعين في سوريا وفي المغرب وفي مصر وفي فلسطين وفي الاردن وفي تونس وكل الدول العربيه
                  لماذا لا تكون هناك توامه بين المنتديات القويه لتقوية تلك الروابط
                  وتلك مهمه ثقافيه تحتاج الى استفاضه اكبر
                  لكننا هنا على هذه الصفحه
                  نعيش مع كاتبه من العيار الثقيل
                  تتحدث عن ازمة الثقافه العربيه
                  والجهات الرسميه العربيه التابعه للغزو المادي الاجنبي
                  تتحدث عن عمق المشكله
                  عن احكام التخلف الذي جاء بالتبعيه

                  كل الاحترام والتقدير لكاتبة كبيره هي رنا الخطيب

                  تعليق

                  • أبو صالح
                    أديب وكاتب
                    • 22-02-2008
                    • 3090

                    #10
                    فلاح تكلم في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة أتمنى أن يكون حكامنا مثله ويغار منه للحاق به سياسينا ومثقفينا وأدباءنا




                    ما رأيكم دام فضلكم؟

                    تعليق

                    • رنا خطيب
                      أديب وكاتب
                      • 03-11-2008
                      • 4025

                      #11
                      الأخ أبو صالح

                      شكرا لمرورك

                      حسنا.. ما هي النظرة الإيجابية برأيك من تلك الشريحة المنظمة التي تعمل لصالح لجهات معينة ؟؟ أعطينا رأيك..

                      فنحن هنا لنناقش مع اختلاف وجهات النظر.. و يهمنا رأي الجميع ( بس بدون روابط لو سمحت)..

                      مع التحيات
                      رنا خطيب

                      تعليق

                      • رنا خطيب
                        أديب وكاتب
                        • 03-11-2008
                        • 4025

                        #12
                        الأخ الفاضل زياد القيمري

                        شكرا على مداخلتك..

                        صراعنا اليوم...صراع على كافة الأصعدة..
                        صراع الأفكار و فرضها ، كما أشرت، عبر تسلل زمني مخطط له و مرسوم بدقة..

                        صراع الأفكار و فرض الأيدلوجيات الغريبة عن طريق العولمة و تغير معتقدات أجيالنا عبر هذه البحار من الأفكار الغربية التي رسمت لتهدد ملامح هويتنا و تغزوا عقولنا و تفرض سياساتها و تضعنا في قالب تصنعه هي وفقا لملامح أنظمتها و مجتمعاتها..

                        و بالمقابل، نجد الطرف الآخر المتمثل بنا نحن العرب ، يتأثر بهذه العولمة و يعبر عن تأثيرها بالمزيد من الخضوع لإرادتها كونها تحاكي فيه النواقص الذي فقدها على أرضه ..

                        فهل نحن فعلنا في حالة صراع للفكر..أم حالة فرض من الآخر و استسلام من طرفنا ؟

                        و شكرا

                        مع تحياتي
                        رنا خطيب

                        تعليق

                        • رنا خطيب
                          أديب وكاتب
                          • 03-11-2008
                          • 4025

                          #13
                          الأستاذ الفاضل جمال نجار المحترم

                          أولا أشكرك من القلب على هذه الإجابة التفصيلية التي أحاطت بجوانب الموضوع كاملة.

                          عندما يغزونا العدو عسكريا، يحتل أرضا و ينهب ثرواتنا ، و قد يمارس وسائل بشعة في تعامله مع أهل هذه الأرض. لكن أصحاب الأرض ذو الإرادة القوية و الإيمان العميق برسالتهم و وجودهم يعلمون انه يوما ما سينجلي هذا العدو و تعود الأرض إلى أصحابها.. و قد يزيد الغزو العسكري أصحاب الأرض تعمقنا لمفهوم الثوابت و بالتالي التمسك و التشبث بها.

                          بينما الغزو الفكري هو غزو غير مرئي و غير مباشر يتسلل إلى العقول الغافلة.. و ما أكثرهم في امتنا.. ثم يحتلها و يفرض أفكاره الغريبة على العقل العربي المسلم ،فيستقبلها هذا العقل الغافل و يحاول تقمص شخصية هذه الأفكار الغريبة .. ثم تبدأ مرحلة القبول ثم تبني هذه الأفكار.. فينسلخ عن تقاليده و عقيدته و مبادئه و يحاول تقليد العادات و التقاليد و الأفكار الجديدة.. و هنا يبدأ ضياع هوية هذا العربي و تشتتها بين مد و جزر هذا الغزو.

                          فغزو العقول يعني احتلال الأعماق و هذا يعني احتلال الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة.

                          كم قلت حضرتك ، التأمر قد يكون من أبناء جلدتنا كل في دوره و من مكانه، لكن أصعب تآمر هو تآمر ولاة الدين و بيع العقيدة لصالح من يريد أن تنام العقيدة .. و ما أكثرهم.

                          دور المثقف: كل ما ذكرته جميل و هذا الموضوع المطروح يشير إلى ما يجب أن يفعله هذا المثقف الذي وهبه الله نعمة القلم و حمله مسؤولية العمل به.

                          لكن ألاحظ أمرا... قديما كان عدد المثقفين اقل لكن كان لرهبة قلمهم سطوة و لوقع كلماتهم وجود يخلق من العدم واقعا و قد يؤدي إلى انتفاضة الشعوب ثم الثورة.

                          أما الآن ما ألحظه كثرة المثقفين المبدعين و كثرة المحاولات في رشد هذه الأمة الغافلة و محاولة توعيتها .. لكن الشعب تمر عليه الكلمات مرورا سريعا، منه من يفهمها و يتجاهل و منه من لا يفهمها و يتجاهل أيضا..

                          ما لسبب في ذلك؟

                          أهو واقع الخنوع و الاستسلام الذي أصبح اكبر من محاول القلم أن يفرض وجوده؟

                          أم عدم رغبة الشعب في تبديل واقعهم الذي تعود عليه و استسلم له كونه واقعا مفروغا منه؟

                          أم أن العدو و حلفائه أصبح واقعا محتوما لا نقاش به على أرضنا العربية؟

                          لفت نظري كلمة الطابور الخامس و الذي قصدت به الخونة و العملاء.. فهل من الممكن أن تشرح لي ما تمثله الطاوبير السابقة ( الأول و الثاني و الثالث و الرابع).. ليس عندي فكرة عن هذا الموضوع.

                          و اشكر لك قلمك المدرار في تشخيص الحالات و سعة الصدر في النقاش

                          مع التحيات
                          رنا خطيب

                          تعليق

                          • جمال النجار
                            عضو الملتقى
                            • 24-10-2007
                            • 162

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب مشاهدة المشاركة
                            الأستاذ الفاضل جمال نجار المحترم

                            أولا أشكرك من القلب على هذه الإجابة التفصيلية التي أحاطت بجوانب الموضوع كاملة.

                            عندما يغزونا العدو عسكريا، يحتل أرضا و ينهب ثرواتنا ، و قد يمارس وسائل بشعة في تعامله مع أهل هذه الأرض. لكن أصحاب الأرض ذو الإرادة القوية و الإيمان العميق برسالتهم و وجودهم يعلمون انه يوما ما سينجلي هذا العدو و تعود الأرض إلى أصحابها.. و قد يزيد الغزو العسكري أصحاب الأرض تعمقنا لمفهوم الثوابت و بالتالي التمسك و التشبث بها.

                            بينما الغزو الفكري هو غزو غير مرئي و غير مباشر يتسلل إلى العقول الغافلة.. و ما أكثرهم في امتنا.. ثم يحتلها و يفرض أفكاره الغريبة على العقل العربي المسلم ،فيستقبلها هذا العقل الغافل و يحاول تقمص شخصية هذه الأفكار الغريبة .. ثم تبدأ مرحلة القبول ثم تبني هذه الأفكار.. فينسلخ عن تقاليده و عقيدته و مبادئه و يحاول تقليد العادات و التقاليد و الأفكار الجديدة.. و هنا يبدأ ضياع هوية هذا العربي و تشتتها بين مد و جزر هذا الغزو.

                            فغزو العقول يعني احتلال الأعماق و هذا يعني احتلال الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة.

                            كم قلت حضرتك ، التأمر قد يكون من أبناء جلدتنا كل في دوره و من مكانه، لكن أصعب تآمر هو تآمر ولاة الدين و بيع العقيدة لصالح من يريد أن تنام العقيدة .. و ما أكثرهم.

                            دور المثقف: كل ما ذكرته جميل و هذا الموضوع المطروح يشير إلى ما يجب أن يفعله هذا المثقف الذي وهبه الله نعمة القلم و حمله مسؤولية العمل به.

                            لكن ألاحظ أمرا... قديما كان عدد المثقفين اقل لكن كان لرهبة قلمهم سطوة و لوقع كلماتهم وجود يخلق من العدم واقعا و قد يؤدي إلى انتفاضة الشعوب ثم الثورة.

                            أما الآن ما ألحظه كثرة المثقفين المبدعين و كثرة المحاولات في رشد هذه الأمة الغافلة و محاولة توعيتها .. لكن الشعب تمر عليه الكلمات مرورا سريعا، منه من يفهمها و يتجاهل و منه من لا يفهمها و يتجاهل أيضا..

                            ما لسبب في ذلك؟

                            أهو واقع الخنوع و الاستسلام الذي أصبح اكبر من محاول القلم أن يفرض وجوده؟

                            أم عدم رغبة الشعب في تبديل واقعهم الذي تعود عليه و استسلم له كونه واقعا مفروغا منه؟

                            أم أن العدو و حلفائه أصبح واقعا محتوما لا نقاش به على أرضنا العربية؟

                            لفت نظري كلمة الطابور الخامس و الذي قصدت به الخونة و العملاء.. فهل من الممكن أن تشرح لي ما تمثله الطاوبير السابقة ( الأول و الثاني و الثالث و الرابع).. ليس عندي فكرة عن هذا الموضوع.

                            و اشكر لك قلمك المدرار في تشخيص الحالات و سعة الصدر في النقاش

                            مع التحيات
                            رنا خطيب
                            الاستاذه الفاضله رنا خطيب
                            حتتعبينى يا ستنا
                            لكن الحمد لله انه مازال هناك من نستطيع ان ندير معه حوار راقى له هدف حقيقى
                            فلنبدأ بالطابور الخامس
                            قديما كانت الجيوش تنظم فى طوابير عسكريه من الجنود والقوات فى ميدان القتال
                            وكانت العقيدة الاوروبيه فى القتال تنظم الجيش اربعه طوابير
                            ثم اعتبروا الجواسيس والخونه والعملاء طابورا خامسا يشارك فى القتال رغم عدم تواجدهم فى ميدان المعركه

                            والان ناتى لمشكله المثقف العربى اليوم
                            واعتقد اننا يجب ان نتوقف عند تعريف المثقف اولا كما اعنيه
                            ( يقولون ان المثقف هو من يلم بكل شىء عن شىء ويلم بشىء عن كل شىء )
                            ولكن
                            الانسان المثقف ليس هو من يجيد القراءه والكتابه فقط
                            وليس هو من يجيد تنظيم المعلومات والتفكير فيها
                            وليس هو من يلم بالكثير من فروع المعرفه فقط
                            ولكنه كما اراه

                            هو من يستطيع ان يحول ما يعلم ويعرف الى اسلوب حياه
                            اى يحول علمه الى افعال تؤثر فى الواقع حوله


                            اتفق معك ان عدد المتعلمين اليوم اكثر من السابق
                            وان عدد من يستطيعون الحصول على المعلومات اليوم ( خاصه مع دخولنا عالم النت ) اكثر من السابق
                            ولكن
                            بأى فروع من العلوم نهتم ؟؟؟
                            وبأى معلومات نهتم ؟؟
                            وفى اى مجالات تاتى ابداعاتنا اليوم ؟؟؟؟؟

                            اثناء تجوالى على شبكه النت لاحظت ظاهرة خطيرة
                            اغلب ابداعاتنا تدور فى اطار واحد
                            قصه حب رجل وامراة
                            وكأن البعض قد اختزل كل حروف اللغه العربيه فى حرفين هما الحاء والباء ( حب )
                            وكأنه لا يوجد فى حياتنا ما يستحق ان نعبر عنه سوى مشاعر الحب !!!!!!

                            استاذتى الفاضله
                            قديما كان عدد المتعلمين اقل
                            واليوم زاد عدد المتعلمين
                            ولكن
                            قديما كان عدد المثقفين اكثر من اليوم
                            كان المثقف يحول علمه الى واقع فى حياة الناس
                            ساحدثك عن مصر
                            كانت نسبه التعليم اقل من اليوم بكثير
                            ورغم ذلك
                            كان المثقفين يقرأون ثم يحولون ما علموا الى ابداعات فى جميع المجالات يعرضونها على الناس فى صور كثيرة تتناسب مع مستواهم العملى والعقلى
                            فكانت ابداعات المثقفين العرب تتحول الى مقالات وقصائد شعر وروايات وكتب ومسلسلات اذاعيه وافلام سينمائيه ومسرحيات واغانى
                            فكان المواطن المصرى يحصل على نصيبه من الثقافه حتى لو كان يجهل القراءه والكتابه
                            استمع المصريين الى قصائد شوقى وكبار الشعراء على صوت ام كلثوم وعبد الوهاب وباقى الفنانين
                            لقد عرف المصريون رباعيات الخيام بكل فلسفتها وعمقها على صوت ام كلثوم
                            كتب احمد فؤاد نجم قصيدة عن جيفارا
                            واخذها الشيخ امام ( مغنى مصرى ضرير ) وغناها وطاف كل مدن وقرى مصر يغنيها للناس فى الشوارع والمقاهى والموالد
                            وعرف المصريين البسطاء جيفارا وقصه كفاحه

                            كتب توفيق الحكيم قصه براكسا او مشكله الحكم وتحولت الى مسرحيه شخصتها العديد من الفرق المسرحيه وعرضت فى كل انحاء مصر وعرف البسطاء ماذا تعنى مشكله الحكم وادركوا خطورة ان يكونوا بعيدين عن لعبه اختيار الحكام وما يمكن ان يقودهم اليه ذلك من كوارث

                            الان
                            عندنا ثلاثه مشاكل
                            اولا
                            قله عدد المثقفين رغم كثرة عدد المتعلمين فاغلب المتعلمين اليوم يلمون بفرع واحد من فروع المعرفه ويكتفون به ويجهلون كل شىء عن باقى فروع المعرفه رغم توفر التقنيه العلميه اليوم التى يمكن ان تسهل لهم الحصول على المعلومات
                            وهنا نقول لهم عليكم مسئوليه كبيرة تجاه انفسكم وشعوبكم ابحروا فى باقى بحار المعرفه وثقفوا انفسكم فى جميع المجالات فالانسان لا يعيش وحده فى الحياه بل يعيش وسط الاخرين وشاء ام ابى سيؤثر ويتاثر بهم

                            ثانيا
                            مشكله باى شىء يهتم المثقفون ؟ وعن اى شىء مما علموا يعبرون ؟وكيف يعبرون ؟
                            لناخذ مجال الكلمه
                            هنا مثلا منتدى مهمته نشر الكلمه
                            الشعر كان ديوان العرب
                            انظرى الى قاعات الشعر فى هذا الملتقى وانظرى الى قصائد الشعراء
                            كم قصيدة كتب ذلك الشاعر فى الملتقى ؟؟
                            كم منها انحصرت فى ثنائيه رجل وامراة ؟؟
                            وكم منها ابحرت فى باقى شئون الحياه ؟؟
                            اتمنى ان يقوم كل عضو بعمل هذه الاحصائيه لنفسه
                            بالطبع هناك من يحاول الخروج من ثنائيه الرجل والمراة
                            ولكن
                            كم عددهم ؟؟وما هو تاثيرهم ؟؟
                            كم عضو هنا يدخل المواضيع البعيدة عن ثنائيه الرجل والمراة
                            وكم عضو يدخل تلك المواضيع
                            كم عضو هنا يتفاعل مع قصص الحب وعالم المشاعر وكم عضو يتفاعل مع مع باقى المواضيع
                            واعنى بكلمه تفاعل النقاش الجاد بعيدا عن ردود تضييع الوقت والمهاترات
                            قديما كتب الدكتور جمال حمدان ( استاذ الجغرافيا ) موسوعه شخصيه مصر
                            وكتب المرحوم عبد الوهاب المسيرى موسوعه اليهود واليهوديه
                            وكتب الدكتور سليم حسن موسوعه مصر القديمه
                            وكتب العقاد روائعه العبقريات
                            وترجم احمد رامى رباعيات الخيام
                            وخاض نزار قبانى باشعاره الحرب ضد امريكا واسرائيل وضد استبداد الحكام
                            وكانت مسرحيات توفيق الحكيم مصابيح اضاءت عقولنا
                            وكانت روايات نجيب محفوظ تنقل لنا الواقع بكل مافيه لنرى انفسنا على حقيقتها
                            وكانت قصص يوسف ادريس القصيرة صرخات غضب فى وجوهنا

                            كانت للمثقف رساله وكان حريصا على ان يؤديها
                            اليوم
                            ماذا قدم المثقفون العرب ؟؟؟؟؟
                            ماذا نقدم لهذه الامه من فكر يمكن ان يؤدى الى نهضتها ؟؟؟؟

                            ثالثا
                            مشكله طريقه وصول ابداعات المثقفين الى الجمهور
                            قديما كان المثقف حريصا على ان تصل ابداعاته الى الاخرين فى صورة ندوات يحضرها ويعرض فيها فكره او افلام او مطبوعات او برامج .........الخ
                            اليوم للاسف ورغم كثرة وسائل الاعلام وتنوعها
                            اغلقت كل طرق النشر امام المثقف الجاد بعد ان سقط الاعلام العربى
                            ولكن
                            جاءت النت لتحل المشكله كطريقه نشر متاحه للجميع وبدون اى رقابه
                            ولكن
                            للاسف هناك مشاكل كثيرة فى طريق النت لتكون وسيله لنشر الثقافه الحقيقيه
                            منها كثرة المهاترات
                            ومنها تواجد الكثير من الاجهزة التى تدخل باسماء عربيه لتطمس الكثير من المواضيع الجادة
                            ومنها للاسف قيام البعض بنشر ما يريده الاخرون وما يرضون عنه بعيدا عن دور المثقف الحقيقى الذى يجب ان يقدم ما يحتاجه الاخرون

                            استاذتى الفاضله رنا خطيب
                            اغفرى لى طول الرد وربما عدم تنظيم الكلمات
                            ولكنى فوجئت بحجم وخطورة ما تفضلت بطرحه للنقاش
                            اتمنى ان يكون هناك حوار جاد بيننا جميعا لمحاوله معرفه لماذا تراجع دور المثقف العربى
                            فائق تقديرى واحترامى
                            جمال النجار

                            تعليق

                            • رنا خطيب
                              أديب وكاتب
                              • 03-11-2008
                              • 4025

                              #15
                              الأخ الفاضل جمال نجار

                              يسعدني تواجدك على صفحاتي لنتبادل وجهات النظر و للاستفادة من مخزونك الثقافي العالي. و لا تيأس من قلة المتحاورين، فقط يكفينا عددا من المتحاورين ممن يجيدون أدب الحوار و يملكون الأفكار المناسبة لقيادة الحوار.. فماذا نفعل بكثرة المتحاورين إن لم يحقق الحوار هدفه عن طريقهم.

                              أشكرك على الإجابة على السؤال بخصوص ( الطوابير التي سألتك عنها) لقد توضح الأمر.


                              الثقافة هي انعكاس لواقع الأمة..فهي تعبر عن معتقدات و أفكار و مبادئ هذه الأمة .. و إذا استعرضنا واقع هذا الأمة في هذه المرحلة فكيف لنا أن نحكم على واقع الثقافة و المثقفين و هي تسير نحو هاوية السقوط في مصائد العولمة الغربية ؟؟ هذا من جهة .

                              و من جهة أخرى ، مؤسسة الثقافة الحقيقية تبدأ بالأسرة ، المدرسة، الجامعة وسائل الإعلام ثم يأتي دور المثقف في انتقاء اللون الثقافي الذي يتيح له الفرصة لممارسة دوره في عملية البناء.. فبرأيكم هل هذه المؤسسات الثقافية تؤدي دورها اليوم بشكل كامل، أم هناك قصور واضح في عملية تنشئة هذا المثقف تبدأ من اللبنة الأساسية الأولى و هي الأسرة التي يقع على عاتقها غرس مبادئ القيم و الأخلاق و كيفية التوجه في الحياة و بناء هوية العربي .


                              بخصوص المثقف و دوره في تحويل ثقافته و علمه إلى واقع ملموس في حياة الناس .. كما اشرت في مداخلتك ..

                              .... حالة كانت موجودة قديما و قد نراها تتلاشى اليوم ...

                              فأسمح لي أن أقول أننا لا نستطيع أن نلقي كل اللوم على المثقف لوحده، فهناك بعض العوامل التي تعيق وصول ثقافة هذا المثقف إلى الناس، و منها الحرية 0 (حرية التعبير).. و مدى المساحة المتاحة لهذا المثقف في التعبير عن ثقافته بشكلها الحقيق.. المثقف الواعي الذي يحمل في رسالته تيار التغير لأي ناحية من نواحي الحياة.. تبقى عليه الرقابة شديدة من قبل جهات تخشى من التغير.
                              اذا هناك تقليص لمساحة انتشار ثقافة ذات التغير لذلك المثقف ، مما يضطر بعض المثقفين أحيانا للتوقف عن نشاطهم الثقافي أمام المجتمع. و منهم من يختصر الطريق للولوج إلى مشاعر الناس بالتعبير الأدبي نحو قصص الحب و ما يدور حولها من مؤثرات.. و منهم من يستغل ثقافته للوصول إلى الشهرة و الكسب السريع و يتماشى مع التيار الذي يتماشى معه المجتمع .

                              لكن أيضاهناك لوم على المتلقي لثقافة هذا المثقف..
                              فمن هو المتلقي اليوم في وسط هذا التصحر الثقافي الذي يعاني منه السواد الأعظم من الناس؟

                              لا ننسى ان لمتلقي الثقافة دورا في تشجيع المثقف على الاستمرار في دوره التثقيفي لمتلاقي الثقافة من عامة الناس. لكن هنا تكمن الجزء الأكبر من المشكلة.
                              عدم وجود المحاكاة و التفاعل و الاندماج بين المرسل و المتلقي.. بين المثقف و بين من يريد أن يتلقى و يتثقف.

                              فما فائدة طرح أفكار جديدة سواء للإصلاح او التنمية أو النصح او الانقلاب أمام جماهير صامتة خانعة و مستسلمة أو جماهير جاهلة فقيرة تبحث عن ما يسكت الم جوعها ليومها.

                              لقد أوردت مثالا حيا و هو الملتقى ( الذي كان شعاره الإبداع في المنتج الثقافي و الفكري و الأدبي و أجمل حماية لهذا المنتج كان هو شعار الحرية التي طرحها )

                              لكن كما اشرتك حضرتك على أن التفاعل الحقيقي لوجود ذلك المبدع في أقسام الإبداع الحقيقي غائب إلى حد كبير..

                              و هنا أريد أن أقول يجب الاهتمام بالنخبة الثقافية و انتقائها و التوجه نحو الكيف في اختيار شرائح المنتمية إلى هذا الملتقى ، و ليس النجاح في وجود الكم في الأعضاء.. فكثرة الأعضاء مع عدم وجود نشاط فعال و مميز يرتقي بهذا الملتقى نحو القمة يعرقل مسيرته و يغرق الملتقى بثقافات متفاوتة ما بين قبولها و بين الإعراض عنها بسبب جوهر الأفكار ذاتها. و هذا يمكن أن يكون سبب من أسباب ابتعاد النخبة المبدعة عن هذا المسار.

                              و أيضا هناك أمر ألاحظه و هو أن الفئة المبدعة ذاتها مقلة في إنتاجها.. فما هي الأسباب في ذلك برأيك ؟

                              أشكرك على هذا التفاعل الواعي

                              مع التحيات
                              رنا خطيب

                              تعليق

                              يعمل...
                              X