هل صحيحٌ أنَّ الإيجازَ هو البلاغة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    هل صحيحٌ أنَّ الإيجازَ هو البلاغة؟

    [align=center]هل صحيحٌ أنَّ الإيجازَ هو البلاغة؟

    الدكتور بكري شيخ أمين يرد على ذلك فيقول في مقدمة كتابه البلاغة العربية في ثوبها الجديد " علم المعاني "،
    في تعريف البلاغة فيقول :
    " البلاغة العربية تتمثلُ أولاً وأخيراً في النصوص المكتوبة أو الملفوظة وحدها. ونختلف رأيا ما رُوِيَ على لسان ابن المقفع حين سئل عن البلاغة فأجاب :
    ( البلاغة اسم يجري في وجوه كثيرة، منها ما يكون في السكون، ومنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون شعراً، ومنها ما يكون سجعاً ومنها ما يكون خُطًباً، وربما كانت رسائلَ، فعامَّةً ما يكونُ من هذه الأبواب، فالوحي فيها، والإشارة إلى المعنى أبلغ، والإيجاز هو البلاغة ).
    كذلك نختلف وما جاء به ابن المعتز من أن البلاغة ( البلاغة هي البلوغ إلى المعنى، ولما يَطُلْ سًفَرُ الكلام. ).
    ونخالفُ الخليلَ بنَ أحمدَ الفراهيدي الذي عرّف البلاغة بأنها ( ما قَرُب طرفاه، وبَعُد منتهاه. ).
    السكوت بلاغة، والاستماع بلاغة، والإيجاز بلاغة...
    إنا إذا ما أخذنا بهذه الأحكام جاز لنا أن نقول قياسا : المشي بلاغة، والأكل بلاغة، والشرب بلاغة، والضحك بلاغة، والصفير بلاغة، في بعض الحالات ...
    أبداً هذا ليس بصحيح، إنا نستطيع أن ندعو تلك التصرفات " تكيفا " مع الموقف
    أو " تلاؤما " مع الظرف، ونستطيع أن نطلق على أي اسم، أو صفة،
    ولكن لا يمكن أن نسميها " بلاغة " .
    والإيجاز كذلك .. إنه ما دام ينسرب في الكلام المحكّي أو المكتوب فقد يكون من البلاغة حيناً، ومن غير البلاغة حينا آخر .. وقد يكون الموجز مصيباً في موقف، وغيرَ مصيبٍ في موقفٍ آخرَ. ..
    انظر إلى قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام إذ سأله : "
    {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى. }
    طه( 17-18)
    أو ليس اللهُ – جلَّ جلالُه – هو الذي خلق موسى، وخلق عصاه، ويعرف السبب من أجله حمل موسى عصاه ؟ إذن فلماذا كان السؤال أولاً ؟ ولماذا كانت هذه الإجابة المسهبة المفصّلة ؟ ألم يكن أولى بالسائل ألاّ يسأل، وبالمجيب أن يختصر، ولا سيما أنه في حضرة ملك الملوك، ومن يعرف الظاهر والباطن، والسرَ وأخفى؟ ألم يكن بعيداً عن البلاغة – في رأي ابن المقفع، وابن المعتز، ومن عرّ ف البلاغة بالإيجاز ؟
    مخطئون هؤلاء القوم حين قَصَروا البلاغة على الإيجاز، دون قيد أو شرط، لأنهم نسوا أن الإيجاز عيب حين يكون الحبيبُ مع الحبيب، وحين تحلو النجوى، ويلّذ الحديث، وتطيب المناجاة . وهل كان موسى – عليه السلام – إلّا محبّاً أو حبيباً في آن واحد ؟ وهل أحبّ إليه من هذا الموقف الرائع يسأله حبيبه الذي فضله بالرسالة، واصطفاه واجتباه ؟ ويجيبه موسى يفصل له، ويشرح ... وموسى إن لم يسهب في مثل هذا الموقف، فأين يحسن الإسهاب، ويُستحب الشرح والتفصيل ؟
    عبثٌ إذن أن نقول : السكوت بلاغة، والاستماع بلاغة، والإيجاز بلاغة وأمثال هذه الأقوال، لأن للظروف أحكامها، وللمواقف متطلباتها .والبلاغة الحق، إضافة إلى كونها المكتوب أو المسموع، هي التي تقدر الظروف، والمواقف، وتعطي كل ذي حق حقه، سواء أكانت شعراً أم نثراً، مقالاً أم قصةً، مسرحيةً أم حكاية، مديحاً أم هجاءً، غَزَلاً أم استعطافاً ..."
    [/align]

    أمينة أحمد خشفة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    [align=center]ويتابع حديثه خلال المبحث الثامن لنفس الكتاب "البلاغة العربية في ثوبها الجديد علم المعاني "، وعنوان الفصل هو " الإيجاز والإطناب والمساواة "
    فيعودإلى المقدمة التي بدأ بها كتابه فيقول :
    ( وخرجنا بنتيجة أن البلاغة ليست في الإيجاز، ولا في الإطناب ...إنما البلاغة أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ...تحدث العلماء بلغة العلم، والأدباء بلغة الأدب، والصغار بما يحبه الصغار، والنساء بما تفهمه النساء وتهفو إليه قلباً وعقلاً. ....)
    ونجد أنه يثبت لنا أن الذكاء والفطنة قادرة على أن تبلغ هذا العلم فيقول :
    ( البلاغة فن رفيع، وذوق مرهف، وكلمة مجنحة، وروح عذبة شفافة، وذكاء حاد عظيم .
    إني لأميل إلى تغليب أثر الذكاء على العوامل الأخرى، فالذكي وحده يبلغ ما لا يبلغه العالم والغنيّ والأديب وسواهم من العالمين )
    ويضرب لنا أمثلة في ذلك فيقول :
    ( يتكاثر الخصوم السياسيون على عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه - وشنوا عليه غارات كلامية . وغارات حربية، حتى وصلوا إلى الكوفة، وفعلوا بأهلها الأفاعيل ..والكوفة عاصمته، وأهل شيعته ...ونادى بالناس : حيّ على الجهاد في الصيف، فاعتذروا إليه بشدة الحر، فأمهلهم إلى الشتاء، وجاء الشتاء، فدعاهم إلى الجهاد، فتعللوا بالبرد، واقتحم عدوهم عليهم قلب بلدهم، فلم يتحرّك لهم ساكن، ولم تَثُرْ فيهم نخوة، ولا كرامة ......
    أفبعد هذا كله يحدّثهم عليّ - كرّم الله وجهه - حديث الوداد، أو يكلمهم بعبارات المحبة، أو يوجز لهم القول المؤنّب ....
    لقد وقف – رضي الله عنه – وألقى خطبة مسهبة، لا أعظم منها ولا أروع .. رماهم بشهب وصواعق، وتركهم سبّة الأجيال على مدار الزمان ....
    " يا أشباه الرجال ولا رجال، حُلُومُ الأطفال، وعقولُ ربّاتِ الحِجال ..لوَدِدْت أنّي لم أرَكم، ولم أعرفكم، معرفةٌ جرّتْ – والله – ندمًا، وأعقبت سدمًا ...قاتلكم الله ...يُغَارُ عليكم، ولا تُغيرون، ويٌعْصى الله وترضوْن ..."
    أفليس المقام الذكي موجبًا لهذا السباب، ولهذه اللعنات،
    ولهذه الكلمات النارية القاتلة ؟؟...

    ومن ثم نجد يعود بنا إلى الحديث النبويّ فيقول :
    ( في حديث نبوي شريف لخّص رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الدين الإسلامي بكلمة واحدة فقال : الدين المعاملة
    ولو حاولنا أن نفسر ما تعنيه هذه الكلمة لوجدناها تنطوي على جوهر الدين كله، عبادةً، وتعاملًا، وسلوكًا ..
    هذا الإيجاز جاء ليحفظه الإنسان على ظهر قلب، وليعرف دائمًا قيمة عمله ...أهو من الدين أم من غير الدين ...
    بهذه الكلمة استطاع الرسول العظيم أن يجمع المعنى الكبير تحت لوائها ...وهذا هو الإيجاز الرائع، والبلاغة الحقّ....
    ومن ثم يتابع ليبيّن لنا تقويم جديد للإيجاز والإطناب فيقول :

    ( يخيل إلينا أن الإيجاز والإطناب يصبّان في مجرى واحد، هو
    " المساواة ".

    والذي نعنيه بـ " المساواة " موافقة المعاني لمقدار الألفاظ، لا يزيد بعضها على بعض .
    فالرجل الذي وقف أمام ملك، أو عظيم، أو وزير، أو عالم، وعبّر عن حاجته بكلمات معدودة، هو في ظاهر الحال رجل موجز، كلامه القليل أدّى مراده، وفعل فعله في نفس سامعه الذكّي العظيم ... وكان ذلك هو المطلوب ...
    والسياسي الذي يقف أمام جماهير بلده، ويخطب فيها، مبيّنا لها السياسة التي ينهجها، والخطة التي يرسمها، والمستقبل الذي ينتظرها، والعقبات التي يواجهها، والأعداء التي يحاربها، والأصدقاء التي يسالمها ...يحتاج إلى كلام كثير، وشرح وتفصيل، وأدلّة وبراهين، لأن هذه الجماهير خليط من الناس، فيها المتعلّم، والجاهل، والمغفّل، وذو الفهم السقيم ....
    إذن الغاية التي سعى إليها الرجل أمام الملك، والسياسي أمام الجماهير :
    واحدة.ٌ
    .
    فالأولى رمى إلى قضاء حاجة، أو جرّ منفعة، ووصل إلى ما أراد بكلامه الموجز، والثاني رمى إلى كسب ودّ الجماهير، وطاعتها، أو سوقها إلى حرب أو سلام، ووصل إلى ما أراد بكلامه الطويل .
    أفلا نستطيع بعد هذا كله أن نقول :
    إن الإيجاز والإطناب يؤدّيان إلى غاية واحدة، ويصبّان في مجرى واحد، هو " المساواة ". )
    [/align]

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • أبو صالح
      أديب وكاتب
      • 22-02-2008
      • 3090

      #3
      أختلف مع د.بكري شيخ أمين فيما قاله ومع رأي ابن المقفع وغيره ممن اعترض عليهم، ولكن على هذه الجزء المقتبس أعلق بالتالي

      المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
      [align=center]هل صحيحٌ أنَّ الإيجازَ هو البلاغة؟
      لأنهم نسوا أن الإيجاز عيب حين يكون الحبيبُ مع الحبيب، وحين تحلو النجوى، ويلّذ الحديث، وتطيب المناجاة .
      [/align]
      أنه لا يفقه في معنى الحب الحقيقي شيء وخبرته فيه من الواضح ضحلة

      المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
      [align=center]
      ( وخرجنا بنتيجة أن البلاغة ليست في الإيجاز، ولا في الإطناب ...إنما البلاغة أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ...تحدث العلماء بلغة العلم، والأدباء بلغة الأدب، والصغار بما يحبه الصغار، والنساء بما تفهمه النساء وتهفو إليه قلباً وعقلاً. ....)
      [/align]
      أظن في هذا الجزء المقتبس هناك خلط ما بين مفهوم المخاطبة ومفهوم البلاغة ولا أظن من الدقيق الخلط بينهما
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 17-04-2008, 11:14.

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبو صالح مشاهدة المشاركة


        أنه لا يفقه في معنى الحب الحقيقي شيء وخبرته فيه من الواضح ضحلة




        أستاذنا الفاضل
        أبو صالح

        وهل هناك أجمل وأروع من الحب الحقيقي الذي وصفه لنا الدكتور بكري وهو يصور المناجاة بين نبي الله موسى ورب الخلق والكون !!!؟؟...
        هل هناك أجمل وأعظم من هذا الحبّ !!!؟؟....
        وما زلت أسمع الدكتور بكري وهو يقول لي : يا بنيتي أمينة
        الحب هو أصل الحياة الذي نعيشها .... حب الله ورسوله ... حب الكون والطبيعة والناس من حولنا
        وليكن قلبك دائما ينبض بالحب ...
        هذا هو الحبّ الذي يفهمه الأستاذ الدكتور بكري , وما زلت آمل أن أتعلم وأنهل منه هذه المشارب التي ستسمو بنا إلى حيث الخير والنماء والحب لكل من هم حولنا ....
        أما عن خلافك مع الدكتور بكري عن مفهوم المخاطبة والبلاغة والخلط بينهما , أتمنى أن تقرأ كتبه التي هي مقررة في كلية الآداب قسم اللغة العربية بأقسامها التي تضم : علم البيان , وعلم المعاني , وعلم البديع

        وجزاك الله خيرا

        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        • أبو صالح
          أديب وكاتب
          • 22-02-2008
          • 3090

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
          أما عن خلافك مع الدكتور بكري عن مفهوم المخاطبة والبلاغة والخلط بينهما , أتمنى أن تقرأ كتبه التي هي مقررة في كلية الآداب قسم اللغة العربية بأقسامها التي تضم : علم البيان , وعلم المعاني , وعلم البديع

          وجزاك الله خيرا
          عزيزتي بنت الشهباء، أنا علقت على النص الذي قرأته واختلف مع غالبية الآراء التي طرحها تماما، ولا يعني أنه كذا أو كذا وكتبه تدّرس في كذا وكذا يعني أنه كامل أو أن آراءه اللغوية صحيحة إن كانت مثل العينة التي قرأتها وعلّقت عليها حتى الآن مما نشرته له مشكورة،

          ففي هذا النص الذي قرأته، هناك خلط وتشويش واضح في المفاهيم والمعاني، وعلى سبيل المثال الذي اخترته منها بين معنى المخاطبة ومعنى البلاغة، ففي خطاب العلماء هناك خطاب للعلماء وهناك بلاغة في الخطاب للعلماء، كذلك الحال هناك خطاب للأدباء وهناك بلاغة في الخطاب للأدباء، وهناك خطاب للأطفال وهناك بلاغة في الخطاب للأطفال، وهناك خطاب للنساء وهناك بلاغة في الخطاب للنساء

          أم أن رأيك الأثنان واحد؟

          ما رأيكم دام فضلكم؟
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 17-04-2008, 12:15.

          تعليق

          • بنت الشهباء
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 6341

            #6
            البلاغة موافقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته وفي هذا كفاية للجواب

            أما عن السؤال الذي طرحته , واختلفت فيه مع الدكتور بكري
            فأتركه لمن هو أعلم مني

            أمينة أحمد خشفة

            تعليق

            • حامد أبوطلعة
              شاعر الثِقَلَين
              ( الجن والأنس )
              • 10-08-2008
              • 1398

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              الحمدلله والصلاة والسلام على النبي الكريم ، محمد بن عبدالله وعلى آل وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم
              الأستاذة / بنت الشهباء
              أشكر لك هذا الطرح الجميل حول مفهوم البلاغة وماهيتها
              والذي يظهر لي - استاذة أمينة - أن الدكتور بكري أمين أخفق في إيضاحاته الى حد كبير
              فحديثه عن البلاغة في هذا الكتاب لم يكن سوى وجهة نظر شخصية أحترمها ويحترمها كل قاريء ، لكنها ليست بالضرورة نتيجة حتمية لكشف النقاب عن هوية البلاغة
              هذا فضلا عن أنه لم يوفق في توظيف الأدلة والشواهد القرآنية والأحاديث النبوية وغيرها مما استشهد به
              فمن الواضح - من خلال ما أورد د . بكري أمين - مراعاة المتكلم مقتضى الحال وأخذ ظروف الزمان والمكان والمتلقي في الإعتبار وهذا صحيح لكنه يندرج تحت ( فن الكلام ) ولا يمت للبلاغة بصلة
              أستاذة / أمينة
              أختلف مع الدكتور بكري أمين فيما وصل إليه
              والله أسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

              مجددا ، شكرا لك
              [align=center]
              sigpic
              [/align]

              تعليق

              • عبد الرحيم محمود
                عضو الملتقى
                • 19-06-2007
                • 7086

                #8
                السيدة بنت الشهباء
                حان الوقت ليكون لنا رأي في عصر تطور الشعوب وتراكم الثقافات ، وتداخل الحضارات ، وتفاعل الناس بعضهم ببعض ، واقتراب الشعوب عبر وسائل الاتصال الحديثة المتسارعة التطور بعضهم من بعض ، والواقع أن الخليل بن أحمد الذي رفضت رأيه كما قلت :

                ونخالفُ الخليلَ بنَ أحمدَ الفراهيدي الذي عرّف البلاغة بأنها ( ما قَرُب طرفاه، وبَعُد منتهاه. ).
                السكوت بلاغة، والاستماع بلاغة، والإيجاز بلاغة...
                فالخليل أوضح معنى البلاغة بأنها تمكن المتكلم من بلوغ درجة إقناع من يتكلم معه ، وهذا لا غبار عليه ، فهو لا يبلغ ذلك إلا إذا انتزع من من المخاطب إعجابا وموافقة وانتقالا من موقفه إلى موقف المتكلم فهذا هو البلاغة ، فهدف الحديث أن ينتزع المتكلم نفس المخاطب من نفسه لنفس المتكلم .
                - أما قولك :

                انظر إلى قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام إذ سأله : "
                {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى. }
                طه( 17-18)
                أو ليس اللهُ – جلَّ جلالُه – هو الذي خلق موسى، وخلق عصاه، ويعرف السبب من أجله حمل موسى عصاه ؟ إذن فلماذا كان السؤال أولاً ؟ ولماذا كانت هذه الإجابة المسهبة المفصّلة ؟ ألم يكن أولى بالسائل ألاّ يسأل، وبالمجيب أن يختصر، ولا سيما أنه في حضرة ملك الملوك، ومن يعرف الظاهر والباطن، والسرَ وأخفى؟ ألم يكن بعيداً عن البلاغة – في رأي ابن المقفع، وابن المعتز، ومن عرّ ف البلاغة بالإيجاز ؟
                مخطئون هؤلاء القوم حين قَصَروا البلاغة على الإيجاز، دون قيد أو شرط، لأنهم نسوا أن الإيجاز عيب حين يكون الحبيبُ مع الحبيب، وحين تحلو النجوى، ويلّذ الحديث، وتطيب المناجاة . وهل كان موسى – عليه السلام – إلّا محبّاً أو حبيباً في آن واحد ؟ وهل أحبّ إليه من هذا الموقف الرائع يسأله حبيبه الذي فضله بالرسالة، واصطفاه واجتباه ؟ ويجيبه موسى يفصل له، ويشرح ... وموسى إن لم يسهب في مثل هذا الموقف، فأين يحسن الإسهاب، ويُستحب الشرح والتفصيل ؟

                فيفسر أهل الصوفية ذلك الموقف تفسيرا أراه جميلا أنقله بلا تعليق :

                - يرى أهل الصوفية أن الله أراد أن يتخلى موسى عن قوته المفرطة التي كان يتمتع بها موسى عليه الصلاة والسلام لقوة ربه ، وأن يعرف أن العصا التي يدعي موسى بأنها له ، هي الواقع ليست له وأنها لو كانت مملوكة له لاستطاع أن يأمرها فتطيع ، ويعطيه تجربة عملية بأن يطلب له إلقاءها بعد سؤاله عنها ويجيب : هي عصاي ، وهنا ينقله الله للموقف الصحيح بأنها ليست عصاه ولا تأتمر بأمره ، وإنما تأتمر بأمر الله فقط ، وبهذا أخرجه من حوله ومن أن يكون مالكا لشي على وجه اليقين ، وإلا لو كانت ملكه لما خاف منها ، ولاستطاع تغيير حالتها من عصا لحية وبالعكس ، ولذا فهو بعد ذلك اعتمد على قوة ربه في العصا التي يملكها الله فضرب بها البحر والحجر .. الخ
                وأما ترسل موسى وإطنابه في الحديث فهو استجلاب للبركة وإظهار للاستجابة في نقل كل ما يعلم عن العصا لمن يعرف أنه يعلم أكثر منه حبا في عدم إخفاء شيء واستجابته التامة خضوعا كاملا ، لإدراكه كمال علم الله بكل ما يعلم فأراد إظهار كمال الاستجابة لكمال علم الطالب .
                فضلا عن سعادته بالكلام مع الله تعالى .
                شكرا للجميع .
                نثرت حروفي بياض الورق
                فذاب فؤادي وفيك احترق
                فأنت الحنان وأنت الأمان
                وأنت السعادة فوق الشفق​

                تعليق

                • بنت الشهباء
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 6341

                  #9
                  أخي الكريم
                  حامد أبو طلعة
                  لست أنا من المختصين بعلم البلاغة ، ولكن متذوقة لها
                  وأنا هنا أحترم وجهة نظرك ، وأقول لكل واحد منا وجهة نظر مختلفة عن الآخر ويبقى علينا أن نحترم الرأي الآخر ...


                  الأستاذ الفاضل
                  عبد الرحيم محمود
                  لقد أعجبني ما أوردته هنا عن تفسير أهل الصوفية لموقف نبي الله موسى عليه السلام وأن العصا ليست عصاه ، وإنما هي العصا التي كانت تأتمر بأمر ربه يوجهها حيث يشاء بقدرته ....

                  فجزيل الشكر لمروركما الكريم

                  أمينة أحمد خشفة

                  تعليق

                  • علي المتقي
                    عضو الملتقى
                    • 10-01-2009
                    • 602

                    #10
                    [align=center]¨جاء في البيان و التبيين: سأل حفص بن سالم ، عمرو بن عبيد، :« ما البلاغة ؟

                    قال: ما بلغ بك الجنة، وعدَل بك عن النار، وما بصَّرَك مواقع

                    رُشدك وعواقِب غيِّك.

                    قال السائل: ليس هذا أريد.

                    قال :من لم يُحسن أن يسكُت لم يُحسن أن يستمع، ومن لم يُحسن

                    الاستماع لم يُحسن القول.

                    قال: ليس هذا أريد.

                    قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّا معشرَ الأنبياءُ بِكاء» أي قليلو الكلام (...).

                    قال السائل: ليس هذا أريد.

                    قال: كانوا يخافون من فتنة القول، ومن سقطات الكلام، ما لا يخافون من فتنة السكوت، ومن سقطات الصمت.

                    قال السائل: ليس هذا أريد.

                    قال عمرو: فكأنك إنما تريد تَخَيُّرَ اللفظ في حُسن الإفهام،

                    قال: نعم.

                    قال: إنك إن أُوتيتَ تقريرَ حجة الله في عقول المكلَّفين، وتخفيفَ

                    المؤونة على المستمعين وتزيينَ تلك المعاني في قلوب المريدين،

                    بالألفاظ المستحسَنة في الآذان، المقبولةِ عند الأذهان؛ رغبةً في

                    سرعة استجابتهم، ونفيِ الشواغل عن قلوبهم بالموعظة الحسنة، على

                    الكتاب والسنة؛ كنتَ قد أوتيتَ فصلَ الخطاب واستوجبتَ على الله

                    جزيل الثواب» .


                    يفهم من هذا القول أن العرب في تعريفهم للبلاغة لا يقصدون

                    الإحاطة بكل وجوهها، وإنما

                    ينظرون إلى وجه من الوجوه له علاقة بالمقام و السياق التداولي .

                    فابن المقفع حينما قال : [

                    COLOR="yellowgreen"]إن البلاغة هي الإيجاز [/

                    COLOR]لم يكن قصده اختزال هذه الكفاءة التي يهبها الله تعالى

                    لمن يشاء من عباده في هذا الأسلوب من أساليب الخطاب ، وإنما

                    يرى أن الإيجاز أسلوب تتحقق فيه البلاغة ويبرع فيه البليغ، دون

                    نفي تحققها في أساليب أخرى. وقد قيل أيضا : [

                    COLOR="yellowgreen"]البلاغة معرفة الفصل من

                    الوصل
                    ، وهو باب من أبواب علم المعاني يحتاج

                    إلى كفاءة لضبطه و توظيفه التوظيف الصحيح ، ومن برع فيه

                    ،وبلغ غايته فيه ، لا محالة سيبرع في أبواب أسهل منه.

                    وحين عرفها عمرو بن عبيد بقوله :

                    " ما بلغ بك الجنة، وعدَل بك عن النار، وما بصَّرَك مواقع رُشدك

                    وعواقِب غيِّك."لم يقصد بذلك اختزالها في العبادات ، وإنما في

                    القدرة على تدبر القرآن الكريم وفهم معانيه، وذلك يتطلب معرفة علم

                    المعاني وعلم البيان وكل ما يساعد على فهم كتاب الله ، وتجاوز ذلك

                    إلى العمل به .وهو قول يقترب من قول السيوطي الذي اعتبرها من

                    تمام الإيمان لأن بها يعرف إعجاز القرآن ، ومن قول السكاكي وهو

                    يتحدث عن علمي المعاني والبيان : الويل كل الويل لمن تعاطى

                    التفسير وهو فيهما راجل.
                    " [/COLOR]
                    [/align]

                    للتوسع يرجى العودة إلى مقال الدكتور عباس ارحيلة انحراف البلاغة عن وظيفتها في الوجود في مدونته :على الرابط الآتي : http://rhilaabas.jeeran.com/rhila49/...11/733331.html الذي نقلت منه قول الجاحظ.
                    التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 26-03-2009, 21:06.
                    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                    http://moutaki.jeeran.com/

                    تعليق

                    • د/ أحمد الليثي
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 3878

                      #11
                      البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال.

                      تحنن عليَّ هداك المليك
                      فإن لكل مقـام مقـالا
                      د. أحمد الليثي
                      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      ATI
                      www.atinternational.org

                      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                      *****
                      فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                      تعليق

                      • منذر أبو هواش
                        أديب وكاتب
                        • 28-11-2007
                        • 390

                        #12
                        الايجاز من غير عجز، والاطناب في غير خَطَل.

                        القرآن الكريم بليغ كله،
                        وفيه ايجاز، وفيه اطناب،
                        سئل ابن المقفع: ما البلاغة؟ فقال:
                        الايجاز من غير عجز،
                        والاطناب في غير خَطَل.
                        [align=center]

                        منذر أبو هواش
                        مترجم اللغتين التركية والعثمانية
                        Türkçe - Osmanlıca Mütercim
                        Turkish & Ottoman Language Translator
                        munzer_hawash@yahoo.com
                        http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg/

                        [/align]

                        تعليق

                        • بنت الشهباء
                          أديب وكاتب
                          • 16-05-2007
                          • 6341

                          #13
                          [align=center]أستاذ الفاضل الدكتور أحمد الليثي
                          وأستاذنا الكريم منذر أبو هواش
                          جزيل الشكر لمروركما وإضافتكما الطيبة ..
                          أستاذنا الفاضل
                          علي المتقي
                          اسمح لي أن أضيف إلى ما نثرته لنا بخصوص البلاغة وتعريفها الذي يقول :
                          البلاغة هي معرفة الفصل من الوصل [/align]

                          [frame="7 98"]
                          [align=center](( قيل للفارسي: ما البلاغة؟ فقال: معرفة الفصل من الوصل.

                          وقال المأمون لبعضهم: من أبلغ الناس؟ فقال: من قرَّب الأمرَ البعيد المتناول، والصّعب الدرك بالألفاظ اليسيرة،
                          قال: ما عدل سهمك عن الغرض. ولكن البليغ من كان كلامه في مقدار حاجته، ولا يجيل الفكرة في اختلاس ما صعب عليه من الألفاظ، ولا يكره المعاني على إنزالها في غير منازلها، ولا يتعمَّد الغريب الوحشيّ، ولا الساقط السوقيّ، فإن البلاغة إذا اعتزلتها المعرفة بمواضع الفصل والوصل كانت كاللآلئ بلا نظام.

                          وقال أبو العباس لكاتبه: قف عند مقاطع الكلام وحدوده، وإيّاك أن تخلط المرعىّ بالهمل. ومن حلية البلاغة المعرفة بمواضع الفصل والوصل.

                          وقال الأحنف بن قيس: ما رأيتُ رجلاً تكلّم فأحسن الوقوف عند مقاطع الكلام، ولا عرف حدوده إلا عمرو بن العاص رضى الله عنه، كان إذا تكلم تفقد مقاطع الكلام، وأعطى حقّ المقام، وغاص في استخراج المعنى بألطف مخرج، حتى كان يقف عند المقطع وقوفاً يحول بينه وبين تبيعته من الألفاظ، وكان كثيراً ما ينشد:
                          [poem=font=",6,,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/2.gif" border="none,6," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                          إذا ما بدا فوق المنابر قائلا = أصاب بما يومي إليه المقاتلا[/poem]

                          ولا أعرف فصلا في كلام منثور أحسن مما أخبرنا به أبو أحمد، قال: حدثنا الصّولي، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثني العتبي عن أبيه، قال: كان شبيب ابن شبّة يوماً قاعداً بباب المهدي، فأقبل عبد الصمد بن الفضل الرّقاشيّ، فلما رآه قال: أتاكم والله كليمُ الناس. فلما جلس قال شبيب: تكلم يا أبا العباس، فقال: أمعك يا أبا معمر وأنت خطيبنا وسيدنا؟ قال: نعم، فوالله ما رأيت قلباً أقرب من لسان، من قلبك من لسانك، قال: في أي شيء تحب أن أتكلم؟ قال: وإذا شيخ معه عصاً يتوكأ عليها، فقال: صف لنا هذه العصا، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، ثم ذكر السماء، فقال: رفعها الله بغير عمد، وجعل فيها نجوم رجمٍ ونجوم اقتداء، وأدار فيها سراجاً وقمراً منيراً، لتعلموا عدد السنين والحساب، وأنزل منها ماء مباركاً، أحيا به الزرع والضّرع وأدرّ به الأقوات، وحفظ به الأرواح، وأنبت به أنواعا مختلفة، يصرّفها من حالٍ إلى حال، تكون حبّة، ثم يجعلها عرقا، ثم يقيمها على ساق، فبينا تراها خضراء ترف إذ صارت يابسة تتقصّف، لينتفع بها العباد، ويعمر بها البلاد، وجعل من يبسها هذه العصا. ثم أقبل على الشيخ، فقال: وكان هذا نطفة في صلب أبيه، ثم صار علقة حين خرج منه، ثم مضغة ثم لحما وعظما، فصار جنينا أوجده الله بعد عدم، وأنشأه مريدا، ووفقه مكتهلا، ونقصه شيخاً، حتى صار إلى هذه الحال، من الكبر، فاحتاج في آخر حالاته إلى هذه العصا، فتبارك المدبّر للعباد ...

                          وقال المأمون: ما أعجب بكلام أحد كإعجابي بكتاب القاسم بن عيسى، فإنه يوجز في غير عجز، ويصيب مفاصل الكلام ولا تدعوه المقدرة إلى الإطناب، ولا تميل به الغزارة إلى الإسهاب، يجلى عن مراده في كتبه، ويصيب المغزى في ألفاظه.)) (1)

                          (( وقيل لبعضهم: ما البلاغة؟ فقال: إبلاغ المتكلم حاجته بحسن إفهام السامع، ولذلك سميت بلاغة.

                          وقال آخر: البلاغة أن تفهم المخاطب بقدر فهمه، من غير تعب عليك.

                          وقال آخر: البلاغة معرفة الفصل من الوصل.

                          وقيل: البلاغة حسن العبارة، مع صحة الدلالة.

                          وقيل: البلاغة أن يكون أول كلامك يدل على آخره، وآخره يرتبط بأوله.

                          وقيل: البلاغة القوة على البيان، مع حسن النظام.))(2)[/align]
                          [/frame]
                          [align=center]المصادر
                          (1)كتاب الصناعتين
                          المؤلف : أبو هلال العسكري
                          (2)العمدة في محاسن الشعر وآدابه
                          المؤلف : ابن رشيق القيرواني[/align]

                          أمينة أحمد خشفة

                          تعليق

                          • بنت الشهباء
                            أديب وكاتب
                            • 16-05-2007
                            • 6341

                            #14
                            [align=center]أما عن ضوابط الوصل والفصل فيحدثنا الدكتور بكري شيخ أمين عنها فيقول :

                            [frame="7 98"]
                            [align=center](( أن هناك ضابطين اثنين بميزان الوصل والفصل :
                            الضابط الأول :
                            أن يعرف الكاتب ، أو الشاعر ، أو المتحدث ما يريد أن يقول ، وما يسعى للوصول إليه .
                            هذه المعرفة هي الأساس ... ومتى أخطأها الإنسان ذهب كلامه أدراج الرياح ..
                            الضابط الثاني :
                            يعتمد على العلم أولا وأخيرا .. ونقصد علم النحو أولاً ، والبلاغة ثانياً.
                            ينبغي أن يعلم من خلال علم النحو معاني الحروف ، وكيفية استخدامها في التعبير .. فالواو تؤدي معنىً يختلف عن الفاء ، أو ثم ، أو بل ..من معاني العطف ..
                            كذلك ينبغي أن يعلم أن الجملة الخبرية لها معنى وصياغة تختلف عن معنى الجملة الإنشائية وأسلوب صياغتها ..
                            إنه من ملك الذوق الفني أولا ، وأصول العلوم الأساسية ثانيا عرف بداهة متى يصل كلامه ، بعضه ببعض ، ومتى يقطعه ، بعضه عن بعض ..

                            مواطن الفصل
                            -1 إذا كان بين الجملتين اتحاد تام .. وذلك بأن تكون الثانية توكيداً للأولى ، أو بدلاً منها ، أو بياناً لها . وهو : كمال الاتصال .
                            فالتوكيد نحو:
                            [poem=font=",6,,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/2.gif" border="none,6," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                            يهوى الثناء مبرّزٌ ومقصّرٌ = حبّ الثناء طبيعة الإنسان[/poem]
                            والبدل نحو:
                            يسومونكم سوء العذاب ، يذّبحون أبناءكم
                            والبيان نحو :
                            [poem=font=",6,,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/2.gif" border="none,6," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                            الناسُ للناسِ من بدو وحاضرةٍ = بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدَمُ[/poem]
                            2-إذا كان بين الجملتين تباين تام ، وذلك بأن تختلفا خبراً وإنشاء ؛ أو بألا تكون بينهما مناسبة ما . وهذا هو كمال الانقطاع .
                            فالإنشاء مع الخبر :

                            [poem=font=",6,,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/2.gif" border="none,6,darkblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                            لستُ مستمطِراً لقبرك غيثاً = كيف يظْما وقد تضمّن بحراً ؟[/poem]
                            وعدم وجود مناسبة نحو :
                            كفى بالشيب واعظاً . صلاحُ الإنسان في حفظ الوداد
                            3- إذا كانت الثانية جواباً لسؤال مذكور أو مقدّر في الجملة الأولى .
                            وهذا شبه كمال الاتصال

                            [poem=font=",6,,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/2.gif" border="none,6," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                            قال لي : كيف أنت؟قلتُ عليلُ.= سهرٌ دائمٌ ، وحزنٌ طويل[/poem]
                            والسؤال المقدر نحو:

                            [poem=font=",6,,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,6," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                            يقولون :إني أحمل الضّيم عندهم = أعوذ بربّي أن يُضَام نظيري[/poem]

                            فالجملة الثانية جواب عن سؤال مقدّر في الجملة الأولى .. فكأن الشاعر بعد أن أتى بالشطر الأول من البيت أحسّ أن سائلاً يسأل : أصحيح ما يزعمون من أنك تقبل الذلّ والضيم ؟. فأجاب بالشطر الثاني عن هذا السؤال المتخيّل أو المقدّر .
                            مواطن الوصل
                            يقرر علماء النحو معاني حروف العطف ، ويفصلون القول فيها تفصيلاً يدعو إلى الإعجاب والافتخار ..
                            والذي يعيننا من هذه الحروف كلها العطف بالواو وحدها ، لأنها على حدّ تعبيرهم : لمجرد العطف ، ولا تحمل أيّ معنى إضافي ، على خلاف الحروف العاطفة الأخرى .
                            يلتفت علماء البلاغة إلى الجمل الموصولة بالواو وحدها .. ويضعون قواعد ضابطة للوصل فيقولون :

                            1- إذا اتفقت الجملتان خبراً أو إنشاء ، وكانت بينهما صلة جامعة في المعنى ؛ نحو: إن الأبرار لفي نعيم ، وإنّ الفجار لفي جحيم .
                            2- إذا اختلفت الجملتان خبراً أو إنشاء ، وأوهم الفصل خلاف المقصود .
                            قد تسأل صديقك عن صحة والده؛ فتقول له : هل شُفِيَ والدك ؟. فإذا قال لك : لا . عافاه الله ... فهو مصيب من جهة القاعدة البلاغية الموجبة للفصل بين الجملتين إذا اختلفتا خبراً وإنشاءً (( لأن )) (( لا )) تقوم مقام جملة خبرية ، و (( عافاه الله )) جملة إنشائية للدعاء . وهو مخطئ في التعبير بل في الذوق كذلك .. لأنه قد يُفهم من جوابه الدعاء على والده بعدم المعافاة ، وطبيعي أنه لا يقصد هذا .. لذا وجب الوصل في هذا الموطن ، والقول : لا وعافاه الله .
                            ويسألك أخ لك : ألكَ حاجة فأقضيها ؟ فتقول له : لا وحفظك الله .
                            الخلاصة ، لئن كان بحث الوصل والفصل كثير الأهمية عند الأقدمين إنه ليزداد أهمية لدى الأدباء المعاصرين ، إذا يعرّفهم متى يفصلون كلامهم بعضه عن بعض ، ومتى يصلونه ، بعضه ببعض .. على أن يكون الذوق أولا ومعرفة المراد عنوانيْ كلامهم وتعبيرهم .)) (1)[/align]
                            [/frame]
                            (1)البلاغة العربية في ثوبها الجديد
                            علم المعاني
                            المؤلف : الدكتور بكري شيخ أمين [/align]

                            أمينة أحمد خشفة

                            تعليق

                            • أبو صالح
                              أديب وكاتب
                              • 22-02-2008
                              • 3090

                              #15
                              أظن ما نشرته بنت الشهباء مما انطلق منه د. بكري شيخ أمين و د. علي المتقي هو نفس ما أعلن عنه صراحة عبدالرحيم محمود بما يتعلّق بالقرآن الكريم من أنها تنطلق من أفكار صوفيّة، والتي هي من وجهة نظري لها علاقة بعلم الكلام وهو المسمّى الشيعي للفلسفة اليونانية

                              فما تم طرحه ليس له أي علاقة بالبلاغة من وجهة نظري، بل له علاقة بالتأويل والإبحار فيه من خلال علم الكلام حسب المسمّى الشيعي للفلسفة اليونانيّة

                              وهنا يقع كل منهم في اشكاليّة كبيرة من وجهة نظري، فأن كان القرآن الكريم يأتي شخص ويطرح تأويله كأنه بلاغة فكأنه يقول بأنه أكثر بلاغة من القرآن، وفي هذا تجاوز وانحراف غير منطقي ولا موضوعي يجب على الجميع الانتباه له

                              ما رأيكم دام فضلكم؟

                              تعليق

                              يعمل...
                              X