تأملات ليلية ! (حسين ليشوري)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    تأملات ليلية ! (حسين ليشوري)

    تأملاتٌ ليليةٌ !


    [align=justify]كنت في صباي لا أحب الليل، بل كنت إذا أقبل تنتابني حالة غريبة من القلق و ضيق الصدر، و لم أفهم إلى اليوم الباعث الحقيقي على ضيق الصدر هذا و ذلك القلق. فأنا لم أكن أخاف الليل كما يحدث عموما للصبيان أو الشبان في مثل سني آنذاك. و ما كنت أقوم ببعض الأعمال كجلب الماء إلى البيت من العين الوحيدة في الحي، أو سقي شجيرات الورد في بيتنا و غيرها من الأعمال إلا ليلا و بمفردي.
    عجيبٌ كيف تتغير مشاعر الإنسان تجاه الأشياء و الأشخاص بمرور الدهر و تغير الزمان من النقيض إلى النقيض ! فأنا أذكر اليوم أنني لما كنت صبيا و شابا يافعا كنت أحب الرسم مع بغضي الليل، و كنت أقضي الساعات الطوال مختليا مع أقلامي و أوراقي أرسم و أصور لا أسأم و لا أمل.
    أما اليوم و بعد مرور السنين صرت أجد في الليل سحرا لا أجده في غيره من الأوقات، و هفتت بل خفتت بل زالت سورة الرسم فلم أعد أمسك القلم لأرسم قط و ما صرت أمسكه إلا لأكتب فقط. و لئن كانت الكتابة وسيلة للتعبير كالرسم فلا يظهر مدى التغيير العميق الذي طرأ على نفسي إلا لمن عاش نفس الأحاسيس و المشاعر.
    أما المتعة التي صارت تنتابني كلما جن الليل و أرخى على الدنيا سدوله و خيم عليها بسكونه فهي متعة جديدة على نفسي لم أكن أعرفها أو يسهل علي إفهامها للناس.
    كنت لا أجد للتخلص من قلقي و ضيق صدري من قدوم الليل و أنا غلام إلا بالقيام بالأعمال العديدة و المتنوعة أو بمراجعة دروسي أو الخلود إلى النوم لعلي أتخلص من الزائر الثقيل. أما اليوم فصرت أجد في الليل متعة نفسية لذيذة، أصبحت أترقب قدومه كل يوم، و عند المساء، ليحل علي بسحره و يلفني في أسراره، صرت إذا هجع الجميع و أخلدوا إلى النوم أجلس في غرفة المكتب، بعدما صار لي بيت خاص فيه غرفة مخصصة للكتب، أقرأ أو أكتب و أتأمل في سكون تام في كثير من الأمور التي كانت تتراءى لي ساعتها.
    و أخرج أحيانا في ساعة متأخرة من الليل إلى شرفة الشقة و أنظر إلى السماء السوداء المرشوشة بقناديل ذهبية تلمع بالسحر، و أنظر إلى الهلال فأحسبه قوسا تسيل منه شلالات من الفضة يرسلها على الأرض فتزيدها زينة.
    و أبقى هكذا مدة من الزمن أتأمل و أفكر في سعة الكون و بسطته، و تنتابني حالات من الخشوع أمام عظمة الخلق و قدرة الخالق و أشعر ساعتها بالضآلة و التفاهة أمام ذلك المشهد الرائع، و تساورني بعض التخيلات الغريبة فأطلق العنان لخيالي ليجول و يصول و يحاول تصور أفعال العباد في تلك اللحظة في أرجاء العالم.
    و هنا أذكر أن هناك عينا تراقب كل العباد و أفعالهم و أعود إلى نفسي فأشعر بالضعف أمام تلك العين الرقيبة. فأنا لا أستطيع أن أعلم ما يجري في الغرف المجاورة في الشقة ذاتها تخيلا أو تخمينا و أريد معرفة ما يجري في العالم؟ إن هذا لشيء عجاب !
    و أصغي إلى الأصوات فلا أسمع إلا السكون التام، سكونا قد تمزقه أحيانا بعض الأصوات النشاز كضجيج قطار مار هناك، أو هدير سيارة تمر قرب العمارة هنا. و أنظر إلى العمارات المجاورة فأراها ساكنة تغط في النوم و قد أطفئت الأنوار بها فكساها الظلام بإزاره الحالك إلا موضع نافذة أو نافذتين لا يزال النور مضيئا فيهما لعله بسبب طفل زاعق أو مريض آرق، فلا تلبث حتى ينطفئ النور و يعم الظلام مرة أخرى، و أمكث هكذا حينا من الدهر في تلك المتعة، متعة التأمل.
    و يفلت مني الخيال و يروح يرتع في حدائق الفكر كأنه فراشة ليلية ما إن يحط على فكرة حتى يرتحل إلى أخرى، و أجد في هذه الجولات الفكرية الليلية متعة لذيذة و أنتشي فيها نشوة لا يعرفها المنتشون، و أذكر أنني كثيرا ما كنت أصطاد مواضيع مقالاتي إلا في مثل هذه الجولات ثم أقيدها بالكتابة.
    و أحيانا أُفكر في أولئك الذين يقضون سواد ليلهم و بعض نهارهم في اللهو و اللعب، و يقضون باقي نهارهم في النوم ليعودوا مرة أخرى إلى اللهو و اللعب في ليلتهم القادمة، و هكذا هم على الدوام بين لهو و نوم حتى يرحلوا عن الدنيا إلى ظلمة القبر و لا يعودون، و نادرا ما تجد من بينهم من يشتغل ليحصل على المال، فكثير منهم وجد المال متوفرا فراح يبدده كيفما تهيأ له، و هم ينظرون إلى الدنيا على أنها لعب و لهو و الحياة في نظرهم ساعة يجب قضاؤها في ألذ المتع و أقوى نشوة و لا يهمهم من أين جاء المال و لا يشغلهم إلا كيف يصرفونه فيما لذَ وطاب، و إذا نقص"المصروف" و هو قد لا ينقص أبدا، رأيتهم متذمرين مُستائين لأنهم ستفوتهم ليلة حمراء أو أنهم سيضيعون سهرة ملهاة، و تراهم يضيعون قدراتهم فيما لا ينفع و طاقاتهم فيما لا يجدي كأنهم أعداء أنفسهم و أمتهم و وطنهم.
    و لا أعود من شرودي الفكري إلا بعدما أشعر بقشعريرة، لعلها قشعريرة انتابتني بسبب النسيم أو بسبب هول الموضوع الذي أفكر فيه، فأترك المكان و أعود أدراجي إلى غرفة المكتب فأواصل ما كنت بصدده أو أغيَر شُغلي و أقضي ردحا من الزمن فإذا شعرت بالتعب أو جاء النعاس يخامر عينَيَّ غادرت الحجرة و قصدت غرفة النوم و كُلي غبطة من ليلتي و أملي أن أستأنف في الغد ما لم أتممه الليلة![/align]

    (رحم الله من أهدى إلي عيوبي و دلني على الأخطاء مهما كانت : نحوية، صرفية، لغوية أو تعبيرية أو تصويرية و غيرها!)
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 03-03-2010, 16:58.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • ركاد حسن خليل
    أديب وكاتب
    • 18-05-2008
    • 5145

    #2
    عزيزي الكاتب القدير حسين ليشوري
    مع الليل، تكثر الحكايا، وتتنوّع النـّوايا، ويُؤْنـَس به، رغم ما يسدله من حـُلكة، وما يخيـّم به من وحشة.
    وحكايتك يا عزيزي تشبه في تفاصيلها، حكايات كل من تخطـّى الأربعين، لنركن جميعنا إلى الـسـّكون فهو أبلغ من أي ّ صخبٍ ، وأرفقُ بنا من ما نلاقيه في يومنا من عنف الحياة، وجهد ِ كفاحنا كي نـَثبـُتَ أمام جبروت ما تقصفنا به الحضـارة من عنف المادة وقوانينها التي نلتزم فيها مجبرين لا مخيـّرين. وهكذا نجد أنفسنا بحاجة لحديث النـّفس والرّوح، وإلى إزالة ما يعترينا من أثر هذه الطـّاعة الفرض التـّي لا مفرّ منها، مهما حاولنا أن ننأى بأنفسنا عن أدائها.
    في الليل ، وبعد أن تخلد عين الرّقباء عن رصد ما ننوء به من أحمال، وعن مراقبة قدراتنا في التحـّمل على إثبات المكانة والكينونة في مجتمع الغيلان، نجد الحضن الدّافئ الذي نرمي بأجسادنا فيه، كي نستسلم فرحين لأرواحنا وأفئدتنا وأنفسنا ونتاج عقولنا.
    في اللـّيل يا عزيزي، نجني مـُتـَعِ الخلود إلى الليل، وكم هي غذاء نقتات به لكي نكمل مسيرة النـّهار.
    ما أعظمك يا الله، وما أعظم ما خلقت، وما الليل إلاّ سرٌّ لعظمتك
    نحمدك ونشكرك يا رب.
    عزيزي حسين، نصـّك أثار حفيظتي تجاه ما يختلجني نحو الليل، وكأنـّك في خاطري
    دمت بخير يا عزيزي ، ودام هذا القلم المدرار
    تحيـّاتي
    ركاد حسن خليل

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة
      عزيزي الكاتب القدير حسين ليشوري
      مع الليل، تكثر الحكايا، وتتنوّع النـّوايا، ويُؤْنـَس به، رغم ما يسدله من حـُلكة، وما يخيـّم به من وحشة.
      وحكايتك يا عزيزي تشبه في تفاصيلها، حكايات كل من تخطـّى الأربعين، لنركن جميعنا إلى الـسـّكون فهو أبلغ من أي ّ صخبٍ ، وأرفقُ بنا من ما نلاقيه في يومنا من عنف الحياة، وجهد ِ كفاحنا كي نـَثبـُتَ أمام جبروت ما تقصفنا به الحضـارة من عنف المادة وقوانينها التي نلتزم فيها مجبرين لا مخيـّرين. وهكذا نجد أنفسنا بحاجة لحديث النـّفس والرّوح، وإلى إزالة ما يعترينا من أثر هذه الطـّاعة الفرض التـّي لا مفرّ منها، مهما حاولنا أن ننأى بأنفسنا عن أدائها.
      ...
      عزيزي حسين، نصـّك أثار حفيظتي تجاه ما يختلجني نحو الليل، وكأنـّك في خاطري
      دمت بخير يا عزيزي ، ودام هذا القلم المدرار
      تحيـّاتي
      ركاد حسن خليل
      [align=justify]أخي الحبيب ركاد حسن خليل كم سعدت أنك أول القارئين لمقالتي و كم سرني أنك قاسمتني متعتي و كم لي في الليل من متع : متعة القراءة في سكونه و متعة الكتابة و متعة التأمل و متعة لقاء الأحبة...
      نعم يا أخي قد جاوزت الأربعين منذ مدة حتى خلتُني قد ولدت و أنا في الأربعين و تلتها أربعون حتى سئمت تكاليف الحياة "و من يعش ثمانين حولا ... يسأم" كما قال زهير بن أبي سلمى مع أنني لست في الثمانين طبعا !
      أشكرك أخي الحبيب على تفاعلك البناء و هكذا، فيما أرى، تكون المشاركة الوجدانية حتى و إن نأت بنا الديار و لكن رغم هذا فنحن في الجوار نلغي المسافات بالحوار !
      تحيتي و مودتي و دمت على التواصل الذي يغني و لا يلغي.[/align]
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        في عتمة الليل
        تهجع النفوس وتهدأ الأرواح التي يتعبها النهار وضجيج الحياة وصخبها.. ربما لأن غالبية الناس نائمين نشعر بأن الليل (( لنا نحن الذين نكتب!))
        الهدوء
        العتمة
        النسمات الوردية العذبة
        عباءة الليل المرصعة بالأحجار الفضية
        سكون كل من حولنا
        يحولنا إلى كائنات فراشية .. ترفرف بأجنحة الحرف وفضاءات تخصنا..
        هكذا أرى الليل أحيانا.
        وأخرى
        إذا جن ليلي .. هام قلبي بذكرى الأحبة الذين فارقتهم رغما عني.. أبكي بصمت .. أكتب لهم رسائل عبر الأثير.. أحسها وصلت إليهم.. ثم أعود بذاكرتي إلى يوم كنا معا.. يجمعنا الوطن ..ويظلل علينا .
        فتنتكس روحي
        وأتعب
        وتصبح جراحي أعمق

        الزميل القدير
        حسين ليشوري
        فتحت قريحتنا زميلي
        متميز أنت
        حتى بفتح بوابة الجرح
        تحياتي لك وودي من أرض السواد
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • حورية إبراهيم
          أديب وكاتب
          • 25-03-2009
          • 1413

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
          تأملاتٌ ليليةٌ !


          [align=justify]كنت في صباي لا أحب الليل، بل كنت إذا أقبل تنتابني حالة غريبة من القلق و ضيق الصدر، و لم أفهم إلى اليوم الباعث الحقيقي على ضيق الصدر هذا و ذلك القلق. فأنا لم أكن أخاف الليل كما يحدث عموما للصبيان أو الشبان في مثل سني آنذاك. و ما كنت أقوم ببعض الأعمال كجلب الماء إلى البيت من العين الوحيدة في الحي، أو سقي شجيرات الورد في بيتنا و غيرها من الأعمال إلا ليلا و بمفردي.
          عجيبٌ كيف تتغير مشاعر الإنسان تجاه الأشياء و الأشخاص بمرور الدهر و تغير الزمان من النقيض إلى النقيض ! فأنا أذكر اليوم أنني لما كنت صبيا و شابا يافعا كنت أحب الرسم مع بغضي الليل، و كنت أقضي الساعات الطوال مختليا مع أقلامي و أوراقي أرسم و أصور لا أسأم و لا أمل.
          أما اليوم و بعد مرور السنين صرت أجد في الليل سحرا لا أجده في غيره من الأوقات، و هفتت بل خفتت بل زالت سورة الرسم فلم أعد أمسك القلم لأرسم قط و ما صرت أمسكه إلا لأكتب فقط. و لئن كانت الكتابة وسيلة للتعبير كالرسم فلا يظهر مدى التغيير العميق الذي طرأ على نفسي إلا لمن عاش نفس الأحاسيس و المشاعر.
          أما المتعة التي صارت تنتابني كلما جن الليل و أرخى على الدنيا سدوله و خيم عليها بسكونه فهي متعة جديدة على نفسي لم أكن أعرفها أو يسهل علي إفهامها للناس.
          كنت لا أجد للتخلص من قلقي و ضيق صدري من قدوم الليل و أنا غلام إلا بالقيام بالأعمال العديدة و المتنوعة أو بمراجعة دروسي أو الخلود إلى النوم لعلي أتخلص من الزائر الثقيل. أما اليوم فصرت أجد في الليل متعة نفسية لذيذة، أصبحت أترقب قدومه كل يوم، و عند المساء، ليحل علي بسحره و يلفني في أسراره، صرت إذا هجع الجميع و أخلدوا إلى النوم أجلس في غرفة المكتب، بعدما صار لي بيت خاص فيه غرفة مخصصة للكتب، أقرأ أو أكتب و أتأمل في سكون تام في كثير من الأمور التي كانت تتراءى لي ساعتها.
          و أخرج أحيانا في ساعة متأخرة من الليل إلى شرفة الشقة و أنظر إلى السماء السوداء المرشوشة بقناديل ذهبية تلمع بالسحر، و أنظر إلى الهلال فأحسبه قوسا تسيل منه شلالات من الفضة يرسلها على الأرض فتزيدها زينة.
          و أبقى هكذا مدة من الزمن أتأمل و أفكر في سعة الكون و بسطته، و تنتابني حالات من الخشوع أمام عظمة الخلق و قدرة الخالق و أشعر ساعتها بالضآلة و التفاهة أمام ذلك المشهد الرائع، و تساورني بعض التخيلات الغريبة فأطلق العنان لخيالي ليجول و يصول و يحاول تصور أفعال العباد في تلك اللحظة في أرجاء العالم.
          و هنا أذكر أن هناك عينا تراقب كل العباد و أفعالهم و أعود إلى نفسي فأشعر بالضعف أمام تلك العين الرقيبة. فأنا لا أستطيع أن أعلم ما يجري في الغرف المجاورة في الشقة ذاتها تخيلا أو تخمينا و أريد معرفة ما يجري في العالم؟ إن هذا لشيء عجاب !
          و أصغي إلى الأصوات فلا أسمع إلا السكون التام، سكونا قد تمزقه أحيانا بعض الأصوات النشاز كضجيج قطار مار هناك، أو هدير سيارة تمر قرب العمارة هنا. و أنظر إلى العمارات المجاورة فأراها ساكنة تغط في النوم و قد أطفئت الأنوار بها فكساها الظلام بإزاره الحالك إلا موضع نافذة أو نافذتين لا يزال النور مضيئا فيهما لعله بسبب طفل زاعق أو مريض آرق، فلا تلبث حتى ينطفئ النور و يعم الظلام مرة أخرى، و أمكث هكذا حينا من الدهر في تلك المتعة، متعة التأمل.
          و يفلت مني الخيال و يروح يرتع في حدائق الفكر كأنه فراشة ليلية ما إن يحط على فكرة حتى يرتحل إلى أخرى، و أجد في هذه الجولات الفكرية الليلية متعة لذيذة و أنتشي فيها نشوة لا يعرفها المنتشون، و أذكر أنني كثيرا ما كنت أصطاد مواضيع مقالاتي إلا في مثل هذه الجولات ثم أقيدها بالكتابة.
          و أحيانا أُفكر في أولئك الذين يقضون سواد ليلهم و بعض نهارهم في اللهو و اللعب، و يقضون باقي نهارهم في النوم ليعودوا مرة أخرى إلى اللهو و اللعب في ليلتهم القادمة، و هكذا هم على الدوام بين لهو و نوم حتى يرحلوا عن الدنيا إلى ظلمة القبر و لا يعودون، و نادرا ما تجد من بينهم من يشتغل ليحصل على المال، فكثير منهم وجد المال متوفرا فراح يبدده كيفما تهيأ له، و هم ينظرون إلى الدنيا على أنها لعب و لهو و الحياة في نظرهم ساعة يجب قضاؤها في ألذ المتع و أقوى نشوة و لا يهمهم من أين جاء المال و لا يشغلهم إلا كيف يصرفونه فيما لذَ وطاب، و إذا نقص"المصروف" و هو قد لا ينقص أبدا، رأيتهم متذمرين مُستائين لأنهم ستفوتهم ليلة حمراء أو أنهم سيضيعون سهرة ملهاة، و تراهم يضيعون قدراتهم فيما لا ينفع و طاقاتهم فيما لا يجدي كأنهم أعداء أنفسهم و أمتهم و وطنهم.
          و لا أعود من شرودي الفكري إلا بعدما أشعر بقشعريرة، لعلها قشعريرة انتابتني بسبب النسيم أو بسبب هول الموضوع الذي أفكر فيه، فأترك المكان و أعود أدراجي إلى غرفة المكتب فأواصل ما كنت بصدده أو أغيَر شُغلي و أقضي ردحا من الزمن فإذا شعرت بالتعب أو جاء النعاس يخامر عيناي غادرت الحجرة و قصدت غرفة النوم و كُلي غبطة من ليلتي و أملي أن أستأنف في الغد ما لم أتممه الليلة![/align]

          (رحم الله من أهدى إلي عيوبي و دلني على الأخطاء مهما كانت : نحوية، صرفية، لغوية أو تعبيرية أو غيرها!)
          .
          استسمحك اخي المبدع الجسور على هتك حلكة الظلام .بإخراج الموضوع من الرابط كي يرى النور ..بالنسبة لي وكي يكون مقرونا بردي .لاني اعشق الواقعية رغم جنون خيالي الجامح ..
          ليلك ايها المبدع ذكرني بليل شعراء العرب حيث كانوا يهيمون وينشدون ..صحيح ان لون الليل قاتم حالك لكنه مصدر إلهام يستطيع ذلك الليل أن يخرج عفاريت الفن من قمقم الاحساس العميق والذوبان الروحي
          في لحظة زمن مبهم لا تقوى على انتشاله من الذاكرة مصابيح الدنيا .إنه التركيز والعودة الى دهاليز النفس للغوص وتقفي آثار الندوب التي يعريها ذاك الليل الساحر ومن ظلمته تنبعث الانوار الوجدانية وكأننا نحن ليل بهمومنا الداكنة وهو ليل داخلي بينما ليل الطبيعة البراني هو النور الذي تفيض تداعيات استرخائنا في سويعاته عبر سحنته الغامضة تعبيرا وبوحا وصياحا و ربما بكاء وانينا .وما ادراكم لو كان رسما بالكلمات ..ما رأيك في هذا التقابل والتضاد ؟؟.والاشياء لا تعرف الا بأضدادها ..
          وهنا اتذكر عباقرة الادب العربي .كالشاعر ابو العلاء المعري الفيلسوف .وعميد الادب العربي طه حسين .وبشار بن برد العباسي وغيرهم من فاقدي حاسة البصر .لكن هممهم الابداعية تشحد من قبيل الظلام الذي يسكن عيونهم ....إلى درجة أن ابا العلاء المعري رد على الشاعر المتنبي حين قال :
          أنا الذي نظر الاعمى الى ادبي ـــــ واسمعت كلماتي من به صمم .
          قلت :رد عليه من باب الاستحسان لما نظمه من فصيح القول وحسن المعنى لاحقا .لانه لم يعاصره بل كان من عشاق شعره . .فرد ابو العلاء المعري بعد احتسائه أغراض الخبر في ذلك البيت فقال : والله لقد رأيتها .اي الكلمات التي نظر اليها الاعمى .وبما أن ابا العلاء المعري كان ضريرا فإنه غرق في هذا البيت الشعري وأحس برؤية الكلمات من دواخله ولم يكن في حاجة الى عيون لتقرأ هذا البيت الشعري بل سمعه ورآه بعيون قلبه ومشاعره الفياضة ....يا سلام على تواصل اهل الفن .رغم الاعاقة ..هل رأيت أخي ليشوري كم هو جميل ظلام الليل .؟؟؟ وأرجو أن تسامحني على اخراج موضوعك من الرابط مع الشكر الجزيل على زمنك الجميل ..ليل الشعراء والمبدعين .ملاحظة " آسفة على عدم استفادتي من دعائك لنا بالرحمة لو كانت هناك عيوب ..اقول آسفة لاعيوب ولا أخطاء لا تعبيرية ولا نحوية ولا تركيبية ولا غيرها ..وتبقى الرحمة مخصوصة بكل من اتحفنا مثلك بعبق زمنه الجميل ..ونرجو رحمة الله فوق التراب وتحت التراب في يوم لا ظل إلا ظله ..تحياتي الى جميع المبدعين .
          إذا رأيت نيوب الليـث بارزة <> فلا تظنـــن ان الليث يبتســم

          تعليق

          • حورية إبراهيم
            أديب وكاتب
            • 25-03-2009
            • 1413

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            في عتمة الليل
            تهجع النفوس وتهدأ الأرواح التي يتعبها النهار وضجيج الحياة وصخبها.. ربما لأن غالبية الناس نائمين نشعر بأن الليل (( لنا نحن الذين نكتب!))
            الهدوء
            العتمة
            النسمات الوردية العذبة
            عباءة الليل المرصعة بالأحجار الفضية
            سكون كل من حولنا
            يحولنا إلى كائنات فراشية .. ترفرف بأجنحة الحرف وفضاءات تخصنا..
            هكذا أرى الليل أحيانا.
            وأخرى
            إذا جن ليلي .. هام قلبي بذكرى الأحبة الذين فارقتهم رغما عني.. أبكي بصمت .. أكتب لهم رسائل عبر الأثير.. أحسها وصلت إليهم.. ثم أعود بذاكرتي إلى يوم كنا معا.. يجمعنا الوطن ..ويظلل علينا .
            فتنتكس روحي
            وأتعب
            وتصبح جراحي أعمق

            الزميل القدير
            حسين ليشوري
            فتحت قريحتنا زميلي
            متميز أنت
            حتى بفتح بوابة الجرح
            تحياتي لك وودي من أرض السواد
            .
            ومن أرض البياض. "تلك نفسي وروحي ومهجتي" اشكرك أختي عائدة على التفاعل مع زمن الاستاذ حسين ليشوري ..ولابد من تحدي سواد الايدي التي صنعت لون الارض المرفوض جملة وتفصيلا ...وببياض قلوبنا ستبيض وتخضر الارض ...وتعود الى زمنها الجميل ..شكرا لك اختي المبدعة .عائدة ..سنرجع يوما الى حينا ..واتركك مع لمسات الصوت الملائكي ...صوت السيدة فيروز ...سنعود يوما الى حينا ...
            زمننا الجميل ....
            إذا رأيت نيوب الليـث بارزة <> فلا تظنـــن ان الليث يبتســم

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              في عتمة الليل
              تهجع النفوس وتهدأ الأرواح التي يتعبها النهار وضجيج الحياة وصخبها.. ربما لأن غالبية الناس نائمين نشعر بأن الليل (( لنا نحن الذين نكتب!))
              الهدوء
              العتمة
              النسمات الوردية العذبة
              عباءة الليل المرصعة بالأحجار الفضية
              سكون كل من حولنا
              يحولنا إلى كائنات فراشية .. ترفرف بأجنحة الحرف وفضاءات تخصنا..
              هكذا أرى الليل أحيانا.
              وأخرى
              إذا جن ليلي .. هام قلبي بذكرى الأحبة الذين فارقتهم رغما عني.. أبكي بصمت .. أكتب لهم رسائل عبر الأثير.. أحسها وصلت إليهم.. ثم أعود بذاكرتي إلى يوم كنا معا.. يجمعنا الوطن ..ويظلل علينا .
              ...
              تحياتي لك وودي من أرض السواد
              [align=justify]آآآآآآآآآآآآآآآه ! يا عائده لقد أشجيتني و أبكيتني و أنا "المتجلد للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع " سلامة عينيك من البكاء !
              ماذا أقول لك و قد جعلت الكلماتِ تمتزج بالعبرات فلم أقو على الكتابة رغم محاولتي و تدور في خلدي عبارات و عبارات !
              أنتم فعلا "السواد" الأعظم، الأكثرية، و إن قل عددكم فالعبرة بالكيف و ليس بالكم و إن شاء الله سيتحرر العراق و يعود إلى أوج حضارته التي علمت الدنيا كيف تكون دنيا بدون دنايا !
              تحيتي و مودتي لك سيدتي و دمت على التواصل ![/align]
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حورية مشاهدة المشاركة
                .
                استسمحك اخي المبدع الجسور على هتك حلكة الظلام .بإخراج الموضوع من الرابط كي يرى النور ..بالنسبة لي وكي يكون مقرونا بردي .لاني اعشق الواقعية رغم جنون خيالي الجامح ..
                ...
                ملاحظة " آسفة على عدم استفادتي من دعائك لنا بالرحمة لو كانت هناك عيوب ..اقول آسفة لاعيوب ولا أخطاء لا تعبيرية ولا نحوية ولا تركيبية ولا غيرها ..وتبقى الرحمة مخصوصة بكل من اتحفنا مثلك بعبق زمنه الجميل ..ونرجو رحمة الله فوق التراب وتحت التراب في يوم لا ظل إلا ظله ..تحياتي الى جميع المبدعين .
                [align=justify]حورية، سيدتي، ماذا أقول و قد أنارت كلماتُك الوضاءة كلماتي المعتمة ؟
                جنونُك، سيدتي، جنون بديع ليتني أجن بمثله فنكون في الجنون سواء !
                ليتني أفوز ببراعتك في التصوير و التعبير، أنت الأستاذة فعلميني كيف أصير مبدعا و كيف أطير فأحلق في أجوائك الرحبة، في رحاب لغتنا العربية !
                ليتنا نتقاسم الفنون و ... الجنون !
                دمت على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي.
                تحيتي و مودتي و تقديري.[/align]
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حورية مشاهدة المشاركة
                  .
                  ومن أرض البياض. "تلك نفسي وروحي ومهجتي" اشكرك أختي عائدة على التفاعل مع زمن الاستاذ حسين ليشوري ..ولابد من تحدي سواد الايدي التي صنعت لون الارض المرفوض جملة وتفصيلا ...وببياض قلوبنا ستبيض وتخضر الارض ...وتعود الى زمنها الجميل ..شكرا لك اختي المبدعة .عائدة ..سنرجع يوما الى حينا ..واتركك مع لمسات الصوت الملائكي ...صوت السيدة فيروز ...سنعود يوما الى حينا ...
                  زمننا الجميل ....
                  [align=justify]حورية !
                  حتما سنرجع يوما إلى حينا و إلى حياتنا، إلى الحياة !
                  سنرجع ما دامت قلوبنا تنبض بالكرامة و الموتِ بحبها !
                  سنرجع إذا عرفنا وجهتنا و سرنا على دربها !
                  سنرجع إذا شددنا عزمنا و غرسنا الوطن في قلبنا !
                  سنرجع إذا استرخسنا الدنيا و ضحينا بها !
                  إنها فترة عصيبة تمر بها الأمة فما تفتأ حتى تنقضي لكن بشروطها !

                  حورية : كيف أشكرك على تفاعلك الحي ؟ لست أدري ! لكنني أقول لك بوركت و دمت على التواصل البناء و على هذا العطاء ![/align]
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • بنت الشهباء
                    أديب وكاتب
                    • 16-05-2007
                    • 6341

                    #10
                    أستاذنا الفاضل
                    حسين ليشوري
                    لا أكتم عليك بأنني كنت ملازمة مع صفحتك من بدايتها ، وأنا أشعر بالأنس والطمأنينة مع الليل الهادئ والناس نيام ... أنظر إلى حلكة النجوم في السماء وإلى عظمة الكون وجلاله وأنا أتطلع إلى هناك ... إلى حيث لا يسمعني إلا العليم بذات الصدور ... أناجيه وأدعوه تضرعا وخفية وأنا أعلم بأنه يبصرني ، وأن لا ملجأ لي إلا حينما أكون بقربه مع أسمى وقفة إيمانية تدفعني لئن أحاسب نفسي قبل أن يحاسبني الله ربي ...
                    ومن ثم أعود فأمسك قلمي بقوّة وأنا آمل من الله أن يعينني ويثبتني على أن يكون لي نصيبا كبيرا من اسمي فلا أخون ولا أغدر ، وأستمسك بعهدة الأمانة التي استخلفني الله عليها وجعلها أمانة إلى يوم الدين في عنقي ...
                    ومرة ثانية أجد نفسي تعود إلى هناك ... إلى من انقلبت الموازين والقيم والفضائل في موازينهم .. لا يرعون حرمة ولا شرفا ولا ضميرا .. بل تراهم في غيّهم يعمهون ، وفي نفاقهم سائرون ، ولمصالحهم راعون ....
                    أعود فأقول : يكفيني قبل أن أستسلم للنوم أن يكون آخر قولي :
                    وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)
                    فصلت

                    أمينة أحمد خشفة

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
                      وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)
                      فصلت
                      أختي الأستاذة بنت حلب الشهباء تحية ود كاملة غير منقوصة من البُليدة، مدينة الورد.
                      كم هو جميل التذكير بالقرآن الكريم ! ليتنا نُذكِّر بعضنا به من حين لآخر، فنحن جميعا ضعفاء و نحتاج لمن يهزنا من غفلتنا عسانا ننهض من كبوتنا التي طالت و استفحلت و أبت إلا "المبيت" (؟!!!) في عظامنا كما باتت الحمى في عظام أبي الطيب !
                      أشكرك أخي الكريمة و كثر الله أمثالك في كل مكان و لاسيما هنا في الملتقى.
                      تحيتي و مودتي و احترامي سيدتي.
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • أسماء مطر
                        عضو أساسي
                        • 12-01-2009
                        • 987

                        #12
                        الليل الذي توسد الأحلام سيرحل الى الغد الراكض بعمري...
                        الهمسات لا تغيب..ارسم الكثير من النجوم،و أقتفي أثر الهلال الذي صار نصف دائرة،المكان الذي أراه اللحظة بعيد حد الوله،و الشكوى لا تنفع الغياب ،كنت صغيرة حين كان الليل أكبر مني، أخافه كنت ،و أهرع الى صدر أمي كلما باغتني السهاد،و اليوم صار الرفيق لكل المواجع ،و كل كلام نفسي،صرت اليوم أكبر الليل بعتمة و نصف..

                        أستاذي الفاضل الراقي استمتعت و أنا اقرأ سلاسة لغتك،و جمال أسلوبك..عشنا معك الحالة النفسية بصدق.
                        دمت قديرا..
                        و سلام لمدينة الورود الجميلة،من مدينة الجسور العتيقة..
                        احترامي..
                        [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أسماء مطر مشاهدة المشاركة
                          الليل الذي توسد الأحلام سيرحل الى الغد الراكض بعمري...
                          الهمسات لا تغيب..ارسم الكثير من النجوم،و أقتفي أثر الهلال الذي صار نصف دائرة،المكان الذي أراه اللحظة بعيد حد الوله،و الشكوى لا تنفع الغياب ،كنت صغيرة حين كان الليل أكبر مني، أخافه كنت ،و أهرع الى صدر أمي كلما باغتني السهاد،و اليوم صار الرفيق لكل المواجع ،و كل كلام نفسي،صرت اليوم أكبر الليل بعتمة و نصف..

                          أستاذي الفاضل الراقي استمتعت و أنا اقرأ سلاسة لغتك،و جمال أسلوبك..عشنا معك الحالة النفسية بصدق.
                          دمت قديرا..
                          و سلام لمدينة الورود الجميلة،من مدينة الجسور العتيقة..
                          احترامي..
                          أهلا أختي حفيدة شيخنا ابن باديس (رحمه الله تعالى) : أسماء مطر بنت قسنطينة المدينة الحبيبة !
                          أشكرك جزيل الشكر على التفاعل و المشاركة و هذه إحدى بركات "النت" إذ ألغى المسافات و قرب القلوب و الهوايات !
                          لي ذكريات جميلة مع قسنطينة و أهلها و أنا تلميذ مدرسة من مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في عهد الاستدمار الغاشم و في السند بيني و بين الشيخ عبد الحميد بن باديس رجل واحد إذ تتلمذت في البُليدة على بعض تلاميذه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و رغم أنني ولدت سنوات كثيرة بعد وفاة الشيخ رحمه الله تعالى.
                          لي مع الليل جولات و جولات و قد نشرت هنا في الملتقى خاطرة أخرى بعنوان "قال الليلُ لي" أشارك بها في مسابقة الخاطرة التي دعت إليها الشاعرة التونسية مها عزوز أرجو أن تطلعي عليها و تعطيني رأيك فيها إن سمحت.
                          دمت على التواصل البناء الذي يُغني و لا يُلغي.
                          تحيتي و تقديري.
                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • رحاب فارس بريك
                            عضو الملتقى
                            • 29-08-2008
                            • 5188

                            #14
                            ألأستاذ حسين

                            نعم بالفعل
                            هي الأشياء تختلف , ونظرتنا إليها مع الأيام تختلف

                            ما يجعل الليل جميلا , هو ذلك الهدوء الذي يلفنا فيعيدنا إلى ذكريات مضت
                            ويجعلنا نراجع أنفسنا , ونحاسبها نرضى منها أو نعاتبها ..

                            خاطرة معبرة .أكيد تحاكي الكثيرين منا ............


                            رحاب
                            ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
                              ألأستاذ حسين

                              نعم بالفعل
                              هي الأشياء تختلف , ونظرتنا إليها مع الأيام تختلف

                              ما يجعل الليل جميلا , هو ذلك الهدوء الذي يلفنا فيعيدنا إلى ذكريات مضت
                              ويجعلنا نراجع أنفسنا , ونحاسبها نرضى منها أو نعاتبها ..

                              خاطرة معبرة .أكيد تحاكي الكثيرين منا ............


                              رحاب
                              أهلا بك أستاذة رحاب و على الرحب و السعة.
                              نعم ! للناس في اليل أسرار و لكلٍّ منهم اختيار !
                              فمن الناس من يغتنمه للقيام بالصلاة و التهجد بالقرآن عساه يصير من الأطهار، و منهم من يستغله في السطو على ما لا يحل له فيصبح من الأشرار !
                              و هكذا الدنيا و نحن فيها بين حل و ترحال قاطعين أوقاتنا في ضعن و أسفار !
                              تحيتي و مودتي لك أستاذة رحاب و دمت على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي.
                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X