رسائل الغائبين (2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • قاسم بركات
    أديب وكاتب
    • 31-08-2009
    • 707

    رسائل الغائبين (2)

    في ليلةٍ باردة, دار الليل في مسالك الرحيل .. ووقفت على إيماءة خجل الأرض , أنفض شعرها المبلول وأهوى انعتاق الأفول في حقيقة الجوع والرؤى الرمادية.. وانسياب أوتار الشمس حين تعتلي اهتزازات جسدي المفروش دروبا على أشواك هجير يَصفُر للسماء في الغيب .. ويغنى للغياب المجروح في ملكوتٍ بلا فراغ .
    .............
    ماأجملكِ ! في ذاك الطوق المتدثر بتموج الشفاه وحليب الأسنان ضاحكا ..
    كيف تتخطى أقدامنا الشوك ,حين تخشى أن تدوس السنابل؟؟
    ترهقنا عتمة الطواف في عبق الزهر ,لنعوم وأجنحة الفراش , يصلبنا صليل الموت ومر الحياة ..
    ثقيل سفر الراحلين. .
    حين سارت في الطريق الممددة في عيني .. وتركتني في حي من الخيام المسيجة بالجوع .. إلى حيث عُلّقنا بلا خيار يوم أن حُمّلنا الحزن .. وتركنا أرواحنا مسجية على رمل الطريق .. صرخت الصغيرة في وجه الريح ، واستجدت الليل .. وفي عينيها بريق نورٍ لم يكتمل ..
    حين شبّ السكون في الصراخ ، وظننت أنها التقمت ثدي أمها , وما التهمتها الدماء حين تضرجت بتأوهاتها المنقوعة بحرام الأرض وتلوث السماء ..
    على عجالةٍ التحقنا بركب الراحلين من أنفسهم .. ودسسنا أشلاء الطريق حين انتصف الرحيل وانتصبت الخيمة .. ونُصّبنا لاجئينَ في أصقاع الأرض ، وبقاع التراب المعصورة بالشمس ..
    فمن أين لنا التزود بالتاريخ , وقد سرقوه ذات مرة .. حين سال الغيم , وزحف الظل إلى الماء وأفق الجبال .. فنظرتُ إلى حالي المرسوم في الطرقات الميتة .. فوجدتني معجونا بالضباب , فلا أنا أمشي ولا أطير ..
    والثبات يسطرني طيفاً غريباً عني فلا أعرفني .. ولا أستلهم فضاءً يغرفني من مجهول في صيف زائف .. يتسربل بثياب الشتاء .. ثبات / ثبات .. سكون / سكون .. حتى في الصراخ المتمدد بين طيات الفراغ المذبوح على أريكة الخلاص المبلل بالحرية ومواسم العاشقين ..
    فبأي لغة أنبش حروفكِ الممدودةِ في تجاويف ارتحالي .. وبأي لغة أقف على عتبات امتدادك حين تشطحين غرساً في يباب حلمي ..
    حين يعبرني جدار الصمتِ يدق أسراب الذاكرة.. فترسمني أغنية عشقٍ في صباح يغطيه الندى .. فألمح صورتي في الضباب قبل أن يكسرها الريح, لتسكن في رجفة الماء حين يصحوالحلم ..بسحرتجاعيد الطريق..
    فأنى أكون حين أراني أقرب إلى الدموع من عينيك .. لأخطو نحو قصيدتي .. فتشطبني الكلمات ويلزمني الصمت.. ليتني أستطيع أن أقرأكِ , لأصطفي إليك نفسي كلماتٍ تتجرع ما بيني وبينكِ , وليتك في حدائق قلبي شدواً , يذيب ثلج البعد ويقرؤني في هواكِ عنوانا لقصيدتي وصيرورة إلهامي ..
    سأكون فيك نور النهار الجديد .. نصارع اللقاء العنيد .. نستبيح حلم الصبح .. لتندى تقلبات الريحِ .. تيك النوافذ الموصدة فيكِ , أشرعيها .. وتذكري الصورة المغروسة في وجهكِ
    أشعلي اغترابَ الأرضِ في الكون .. وحداثة النظر إليكِ, حين تلتهب العيون ..

    آه من كوني فيكِ .. ترقد احتمالاتي ..
    وتشدو لتقطف صبر الصيدِ , في شباك الصيادين ..
    وان كنت أستلهم الصفح عبر رسائل الغائبين ..
    التعديل الأخير تم بواسطة نجيةيوسف; الساعة 19-10-2010, 15:19.
    قاسم بركات
  • خلود الجبلي
    أديب وكاتب
    • 12-05-2008
    • 3830

    #2
    كم هو جميل غيم الرسائل المصحوبه بالوجع
    وبين الحلم والذكرى
    نبحث عن مستقر بين السطور
    تحيـة طهر لك
    مررت من هنا ..
    لا إله الا الله
    محمد رسول الله

    تعليق

    • نجيةيوسف
      أديب وكاتب
      • 27-10-2008
      • 2682

      #3
      قاسم ،


      بانتفاضة من يصحو على ما لا يتوقع ، وجدت رسائل غائبين أطالوا الغياب وأطالوه كثيرا،

      كانت قفزة لا وعي إلى تلك الصفحة حين التقطت عيناي اسم قاسم !!

      أين كانت هذه الرسائل ؟؟

      أي حائط أصم أخفيتها في شقوقه ؟؟

      كم ذُهلت حين وجدت أن تاريخ هذه الرسائل منذ أمس ؟؟

      ما أشد فرحة المكان بعودة هذا الحرف !!!

      ذلك الحرف الذي له شخصية خاصة ، خاصة ،

      له نكهة خاصة ، وسمات ترسم وجها للكلمة لا يرسمه إلا من أتقن جمع وتأليف تقاطيع الصورة وملامحها ، صورة مركبة بأدوات خاصة ، وحس مرهف ، وذاكرة قادرة على صهر الأشياء وإعادة صياغتها بما يتناسب مع تلك الشخصية الخاصة .

      أنت هنا في المقطع التالي :


      فمن أين لنا التزود بالتاريخ , وقد سرقوه ذات مرة .. حين سال الغيم , وزحف الظل إلى الماء وأفق الجبال .. فنظرتُ إلى حالي المرسوم في الطرقات الميتة .. فوجدتني معجونا بالضباب , فلا أنا أمشي ولا أطير ..

      حين ترسم وجع الفرد مع الوطن تجعل قارئك يتوحد مع وجعك ، هاهي اللغة الخاصة ، فها أنت معجون ، وهذا قمة الوجع وهاهي الطرقات ميتة !!!

      ما أقدرك على الرسم وصوغ الصور ، وما أشد ظلمك لقلمك حين تجبره على الصمت !!

      ولن أستطيع ملاحقة صورك التي بدأت مع أول جملة إلى آخر حرف في رسائلك .

      فهذه ملحمة وطن صغت فيها مالا نستطيع إعادة سبكه .

      كن دائما في الجوار ، ولا تبخل علينا برسائل أخرى لقاسم .


      لك التحية التي تليق و

      دم بخير أبدا


      sigpic


      كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

      تعليق

      • فهد سحاري
        عضو الملتقى
        • 19-08-2010
        • 110

        #4
        كنت هنا من العابرين..
        لكنني أصبحت من المتربصين..
        وصرت من المتأملين..
        شدتني لوحتك في فضاء الحلم..
        كما حداني الإعجاب..بأن أنحتك على جدار الزمن..
        وأنقشك على صفوانِ الوقت..
        أذهلتني تلك اللغة العذبة..كغدير يستقي منه الرعاة..
        ما يلهمهم النشاط..ويعيدون الجمال في وريد الحياة..
        تلك صبابات كالخيال المجنون..
        يهيم في فساحات النتوء..ليرعوي لآلهة الحسن..
        المتوثبة من ملكوت رسائلك..

        مذهولا مررت..فتقبلني هنا في ثنايا غياباتك..

        تعليق

        • قاسم بركات
          أديب وكاتب
          • 31-08-2009
          • 707

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة خلود الجبلي مشاهدة المشاركة
          كم هو جميل غيم الرسائل المصحوبه بالوجع
          وبين الحلم والذكرى
          نبحث عن مستقر بين السطور
          تحيـة طهر لك
          مررت من هنا ..
          استاذة خلود
          الاجمل هذا المرور من قبلكم اذ تعطرت رسائلنا بكلماتكم
          تحياتي اليك
          قاسم بركات

          تعليق

          • قاسم بركات
            أديب وكاتب
            • 31-08-2009
            • 707

            #6
            أستاذة نجية
            فبأي لغة أنبش حروفكِ الممدودةِ في تجاويف ارتحالي .. وبأي لغة أقف على عتبات امتدادك حين تشطحين غرساً في يباب حلمي ..
            أقل ما يقال في كلماتك
            كل التحية والتقدير
            قاسم بركات

            تعليق

            • سهير الشريم
              زهرة تشرين
              • 21-11-2009
              • 2142

              #7
              كنت هناا أعبر سلالم الروعة ..
              توقفت لألقي السلام
              وأعود لأغرق بين سطور تتحدث بعمق الإحساس ..

              سأعود بعد ان أتنفسها بعمق ..

              بالغ التحايا
              كنت هنااا وزهر

              تعليق

              • ميساء عباس
                رئيس ملتقى القصة
                • 21-09-2009
                • 4186

                #8
                حين سارت في الطريق الممددة في عيني .. وتركتني في حي من الخيام المسيجة بالجوع .. إلى حيث عُلّقنا بلا خيار يوم أن حُمّلنا الحزن .. وتركنا أرواحنا مسجية على رمل الطريق .. صرخت الصغيرة في وجه الريح ، واستجدت الليل .. وفي عينيها بريق نورٍ لم يكتمل ..

                قاسم الشاعر الجميل
                رسائل
                قمة الرومانسية والشاعرية
                لغة كعادتك جميلة جذابة كصورك
                كنت محلقا وحلقنا معك
                كل الود والتقدير
                ميساء
                مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                تعليق

                • محمد زكريا
                  أديب وكاتب
                  • 15-12-2009
                  • 2289

                  #9
                  فبأي لغة أنبش حروفكِ الممدودةِ في تجاويف ارتحالي .. وبأي لغة أقف على عتبات امتدادك حين تشطحين غرساً في يباب حلمي ..

                  حين يعبرني جدار الصمتِ يدق أسراب الذاكرة.. فترسمني أغنية عشقٍ في صباح يغطيه الندى .. فألمح صورتي في الضباب قبل أن يكسرها الريح, لتسكن في رجفة الماء حين يصحوالحلم ..بسحرتجاعيد الطريق..
                  فأنى أكون حين أراني أقرب إلى الدموع من عينيك .. لأخطو نحو قصيدتي .. فتشطبني الكلمات ويلزمني الصمت.. ليتني أستطيع أن أقرأكِ , لأصطفي إليك نفسي كلماتٍ تتجرع ما بيني وبينكِ , وليتك في حدائق قلبي شدواً , يذيب ثلج البعد ويقرؤني في هواكِ عنوانا لقصيدتي وصيرورة إلهامي ..
                  \\
                  قرأت هنا فيلسوفاً عاشقاً مبدعاً
                  يسافر بنا من خلال أحرفهِ لعوالمٍ من جمالٍ وجلال
                  أي تعليق غير الصمت هنا سيفسد حرفك سيدي
                  فشكراً لأنك تكتب أيها القدير
                  نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                  ولاأقمار الفضاء
                  .


                  https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                  تعليق

                  • قاسم بركات
                    أديب وكاتب
                    • 31-08-2009
                    • 707

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة فهد سحاري مشاهدة المشاركة
                    كنت هنا من العابرين..
                    لكنني أصبحت من المتربصين..
                    وصرت من المتأملين..
                    شدتني لوحتك في فضاء الحلم..
                    كما حداني الإعجاب..بأن أنحتك على جدار الزمن..
                    وأنقشك على صفوانِ الوقت..
                    أذهلتني تلك اللغة العذبة..كغدير يستقي منه الرعاة..
                    ما يلهمهم النشاط..ويعيدون الجمال في وريد الحياة..
                    تلك صبابات كالخيال المجنون..
                    يهيم في فساحات النتوء..ليرعوي لآلهة الحسن..
                    المتوثبة من ملكوت رسائلك..

                    مذهولا مررت..فتقبلني هنا في ثنايا غياباتك..
                    أي جمال أيها الفهد الجميل في كلماتك التي تنم عن شاعرية واحساس عميق
                    لك مني كل الود والتحية
                    قاسم بركات

                    تعليق

                    • قاسم بركات
                      أديب وكاتب
                      • 31-08-2009
                      • 707

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سهير الشريم مشاهدة المشاركة
                      كنت هناا أعبر سلالم الروعة ..
                      توقفت لألقي السلام
                      وأعود لأغرق بين سطور تتحدث بعمق الإحساس ..

                      سأعود بعد ان أتنفسها بعمق ..

                      بالغ التحايا
                      كنت هنااا وزهر
                      أوقفتني كلماتك المرهفة وصدى السلام يلمني بين السطور وتركت نفسي تهيم لعودة أنتظرها ولا زلت أنتظر
                      كل التحية والود
                      قاسم بركات

                      تعليق

                      • نفيسة شادي
                        أديب وكاتب
                        • 28-05-2010
                        • 218

                        #12
                        القدير قاسم بركات
                        رسائل الغائبيين ترسم في بؤبؤ العين شريطا من الشتات ..مَن طُردوا من الأرض وحوصروا في الخيام و عطشوا وجاعوا .وفقدوا الأهل والوطن.. بين هذا الجرح والحلم ... الحلم في حق العودة للأرض ..
                        وكأن الحروف هنا تنفصل عن بعضها كما يحدث حين تنفصل الروح عن الجسد ...ثم تعود تلملم التفاصيل الممزقة ..لتبقى حية ..شاهدة عن بقاءها تُلوح من بعيد بمناديل الحلم عساها تلتحق يوما بالأخضر
                        نص بهي ..بلغته ,,بصدق إحساسه ..بصوره .. بحزنه . حزنه ...جمرة في القلب والذاكرة لا تنطفئ
                        خالص تقديري
                        تحيتي ..نفيسة
                        الحياة لاتقاس بعدد الأنفاس التي نتخذها، ولكن من اللحظات التي تأخذ أنفاسنا بعيدا.
                        مايا أنجيلو

                        تعليق

                        • نجيةيوسف
                          أديب وكاتب
                          • 27-10-2008
                          • 2682

                          #13
                          [align=center]

                          رسالة كهذه من حقها أن تحلق في سماء التثبيت

                          تحياتي وصادق الود والتقدير لقلمٍ شاعر

                          [/align]


                          sigpic


                          كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

                          تعليق

                          • قاسم بركات
                            أديب وكاتب
                            • 31-08-2009
                            • 707

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
                            حين سارت في الطريق الممددة في عيني .. وتركتني في حي من الخيام المسيجة بالجوع .. إلى حيث عُلّقنا بلا خيار يوم أن حُمّلنا الحزن .. وتركنا أرواحنا مسجية على رمل الطريق .. صرخت الصغيرة في وجه الريح ، واستجدت الليل .. وفي عينيها بريق نورٍ لم يكتمل ..

                            قاسم الشاعر الجميل
                            رسائل
                            قمة الرومانسية والشاعرية
                            لغة كعادتك جميلة جذابة كصورك
                            كنت محلقا وحلقنا معك
                            كل الود والتقدير
                            ميساء
                            جميلة بطبعك تغردين ما بين السطور ... كل التحية ميساء
                            قاسم بركات

                            تعليق

                            • قاسم بركات
                              أديب وكاتب
                              • 31-08-2009
                              • 707

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد زكريا محمد مشاهدة المشاركة
                              فبأي لغة أنبش حروفكِ الممدودةِ في تجاويف ارتحالي .. وبأي لغة أقف على عتبات امتدادك حين تشطحين غرساً في يباب حلمي ..

                              حين يعبرني جدار الصمتِ يدق أسراب الذاكرة.. فترسمني أغنية عشقٍ في صباح يغطيه الندى .. فألمح صورتي في الضباب قبل أن يكسرها الريح, لتسكن في رجفة الماء حين يصحوالحلم ..بسحرتجاعيد الطريق..
                              فأنى أكون حين أراني أقرب إلى الدموع من عينيك .. لأخطو نحو قصيدتي .. فتشطبني الكلمات ويلزمني الصمت.. ليتني أستطيع أن أقرأكِ , لأصطفي إليك نفسي كلماتٍ تتجرع ما بيني وبينكِ , وليتك في حدائق قلبي شدواً , يذيب ثلج البعد ويقرؤني في هواكِ عنوانا لقصيدتي وصيرورة إلهامي ..
                              \\
                              قرأت هنا فيلسوفاً عاشقاً مبدعاً
                              يسافر بنا من خلال أحرفهِ لعوالمٍ من جمالٍ وجلال
                              أي تعليق غير الصمت هنا سيفسد حرفك سيدي
                              فشكراً لأنك تكتب أيها القدير
                              ان جمال وجلال الحرف يتعطر بمروركم الكريم .. شكرا لك أيها الجميل وكل المحبة والتقدير
                              قاسم بركات

                              تعليق

                              يعمل...
                              X