في ذاتِ اليومِ الذي وُلدْتُ فيه وُسِم على جبْهتي تُرابُ الوطنِ .. واستمعتُ إلى موسيقى اللهفةِ إليكِ .. وعدتُ بلا ظِلالٍ إلى حِجْرِ أمي ، خاليا من وميضِ الفرحِ .
وهل للطفلِ إلا الصراخُ يتلَقَّفُ به ثديَ الدفْءِ بلا رأفةٍ ؟ كيف نمضي إلى سرِّ الأرضِ ياحبيبة، وقد خَلتْ منا واشتعلت بالعُواءِ ؟
لا عليك إن سكَنَّا العمرَ وجعَلْنا الأحلامَ تلاقِيا .. لا عليكِ إنْ ذرفْنا الدمْعَ وسقيْنا القمحَ وارتشفْنا ليلَ الألَم .
لا عليك إن تسكَّعَتْ بنا الكلماتُ وأنْبتَتْنا في زحمة التيه .
سنروي ملامِحَ الغدِ ولنْ نعودَ خائبين ، سنعودُ سالمين نرسمُ اللونَ على أوراقِ الشجرِ.. سنعودُ حالمين باسمِ الأرضِ نلفُظُ الممنوعَ وإنْ قتلوا الحلم فينا.
سنلتقي هناك تحتَ ظِلالِ زيتونةٍ .. أو هناك على مَصطبةِ الرمل نعُبُّ الفضاءَ الفسيحَ ، وسنأكلُ التفاحةَ مرةً أخرى حتى نعودَ .
لو أن مشيئة الرَّبِ تكتبُ الخلودَ لالتقيْنا ، ولجَعلْنا أقدامَنا تتراقَصُ على بابِ الحديقةِ المُتْرفةِ ..
لو أننا نعودُ نزحفُ على ذاك الرملِ الذي تركْنا لما نفضْنا حبيباتِه عن صدورِنا ..
لن نسألَ عن سرِّ الحياةِ ، ولا عن سِرِّ وميضِ النُّجومِ وهي مَيْتةٌ ، ولا عن كَونٍ يزخرُ بمراتبِ الألمِ .. ولا كيفَ يبدو الظُّلمُ كالنِّفاياتِ المسكوبةِ على إنسانيَّتِنا .. ولا كيف تُجتث جذورُنا ..
لن نسألَ الربَّ كيف جَعلَنا وترَكنا نتَغزَّل برائحةِ المطرِ .. لن نقفَ فوقَ أسطُحِ الغيمِ ونصرُخَ أنَّ أبوابَ قيامتِنا انتُهِكتْ .. وأنَّ جدرانَ بيوتِنا عُلقت هياكلَ أثريةً .. فإن ناديتُك لتَرُّشِّي الحِبْرَ على دفاتِرِ الحياةِ المنكوبةِ تأتين .. فإنْ ناديْتُكِ نقذفُ الخوفَ في عبِّ السماء تأتين ..
لن نسألَ الربَّ كيف جَعلَنا وترَكنا نتَغزَّل برائحةِ المطرِ .. لن نقفَ فوقَ أسطُحِ الغيمِ ونصرُخَ أنَّ أبوابَ قيامتِنا انتُهِكتْ .. وأنَّ جدرانَ بيوتِنا عُلقت هياكلَ أثريةً .. فإن ناديتُك لتَرُّشِّي الحِبْرَ على دفاتِرِ الحياةِ المنكوبةِ تأتين .. فإنْ ناديْتُكِ نقذفُ الخوفَ في عبِّ السماء تأتين ..
كلُّ شيءٍ يدفَعُنا إلى التِّمرُّدِ في هذا الكون المنتهي الصلاحيةِ !
كلُّ شيءٍ ، حتى الأغاني تُهروِلُ فينا بألمٍ يصدَح على رصيفِ الرُّوح وتُنبِتُ جُرحا يغنّي مِنْ جديدْ .
تعليق