حوار التيه .. قاسم بركات و سهير الشريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • قاسم بركات
    أديب وكاتب
    • 31-08-2009
    • 707

    حوار التيه .. قاسم بركات و سهير الشريم


    في ذاتِ اليومِ الذي وُلدْتُ فيه وُسِم على جبْهتي تُرابُ الوطنِ .. واستمعتُ إلى موسيقى اللهفةِ إليكِ .. وعدتُ بلا ظِلالٍ إلى حِجْرِ أمي ، خاليا من وميضِ الفرحِ .
    وهل للطفلِ إلا الصراخُ يتلَقَّفُ به ثديَ الدفْءِ بلا رأفةٍ ؟ كيف نمضي إلى سرِّ الأرضِ ياحبيبة، وقد خَلتْ منا واشتعلت بالعُواءِ ؟
    لا عليك إن سكَنَّا العمرَ وجعَلْنا الأحلامَ تلاقِيا .. لا عليكِ إنْ ذرفْنا الدمْعَ وسقيْنا القمحَ وارتشفْنا ليلَ الألَم .
    لا عليك إن تسكَّعَتْ بنا الكلماتُ وأنْبتَتْنا في زحمة التيه .
    سنروي ملامِحَ الغدِ ولنْ نعودَ خائبين ، سنعودُ سالمين نرسمُ اللونَ على أوراقِ الشجرِ.. سنعودُ حالمين باسمِ الأرضِ نلفُظُ الممنوعَ وإنْ قتلوا الحلم فينا.
    سنلتقي هناك تحتَ ظِلالِ زيتونةٍ .. أو هناك على مَصطبةِ الرمل نعُبُّ الفضاءَ الفسيحَ ، وسنأكلُ التفاحةَ مرةً أخرى حتى نعودَ .
    لو أن مشيئة الرَّبِ تكتبُ الخلودَ لالتقيْنا ، ولجَعلْنا أقدامَنا تتراقَصُ على بابِ الحديقةِ المُتْرفةِ ..
    لو أننا نعودُ نزحفُ على ذاك الرملِ الذي تركْنا لما نفضْنا حبيباتِه عن صدورِنا ..
    لن نسألَ عن سرِّ الحياةِ ، ولا عن سِرِّ وميضِ النُّجومِ وهي مَيْتةٌ ، ولا عن كَونٍ يزخرُ بمراتبِ الألمِ .. ولا كيفَ يبدو الظُّلمُ كالنِّفاياتِ المسكوبةِ على إنسانيَّتِنا .. ولا كيف تُجتث جذورُنا ..
    لن نسألَ الربَّ كيف جَعلَنا وترَكنا نتَغزَّل برائحةِ المطرِ .. لن نقفَ فوقَ أسطُحِ الغيمِ ونصرُخَ أنَّ أبوابَ قيامتِنا انتُهِكتْ .. وأنَّ جدرانَ بيوتِنا عُلقت هياكلَ أثريةً .. فإن ناديتُك لتَرُّشِّي الحِبْرَ على دفاتِرِ الحياةِ المنكوبةِ تأتين .. فإنْ ناديْتُكِ نقذفُ الخوفَ في عبِّ السماء تأتين ..
    كلُّ شيءٍ يدفَعُنا إلى التِّمرُّدِ في هذا الكون المنتهي الصلاحيةِ !
    كلُّ شيءٍ ، حتى الأغاني تُهروِلُ فينا بألمٍ يصدَح على رصيفِ الرُّوح وتُنبِتُ جُرحا يغنّي مِنْ جديدْ .
    التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 10-04-2011, 11:45.
    قاسم بركات
  • نجيةيوسف
    أديب وكاتب
    • 27-10-2008
    • 2682

    #2
    تحياتي لصاحب التيه .
    التعديل الأخير تم بواسطة نجيةيوسف; الساعة 01-04-2011, 09:13.


    sigpic


    كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

    تعليق

    • قاسم بركات
      أديب وكاتب
      • 31-08-2009
      • 707

      #3
      تيه

      هذه أنتِ صفصافةٌ تسكبُ ظلاً على عشبٍ يتثاءبُ من الكسل .. كيفَ نحصد القمحَ في أرضِ البشر .. آه يا أرضَ الجدودِ .. لو أن الآهَ تشطبُ الحدودَ، لنَاغَيْتُ حراسَ العهدِ .. ولَتَيَمَّمَ وجهي بترابِ الوطنِ وصببته على جسدي تعويذة .. لربما تصافحت عينانا ذاتَ مرة ، وتوسّدت أحضانَ وردة .. يا رَفيقةَ التيهِ، تَعِبَ الغيابُ .. ونَزَفَ الموجُ .. وسَبحت الصورةُ في مرآةِ التّناجي .. لتبوحَ للفجرِ اليَقِظِ حالَ المَواعيد الفائتة .. صارَ للريحِ أجنحةٌ ينام عليها شذى الزهر .. وصارَ للكلامِ عيون ..
      يا أنتِ يا حُلمي المعتّق المجبُول بالوطنِ .. حينَ أقرؤكِ تنتابني الأحلام .. ولِمَ لا أحلمُ وقد كمّموا عينيَّ، وعلّقوا أحشائي حتى كادَ بَياضُ الكونِ بمتناول الأيدي .. لم لا أحلمُ، وسقفُ السماءِ أراهُ قريباً، كأنني أحملُ الغيمَ على كفّي .. لم لا أحلمُ أنني سأنجو حينَ تُدركني تجربةُ الصغارِ الذينَ ماتوا وفي يَدِهم حجر .. ومُوسيقى التيهِ تحملني لأرفرفَ بجناحيَّ صوبَ صوتكِ بأطرافهِ النديةِ، ليكسرَ تنهداتِ الطريقِ، ويردمَ الهوامشَ الرديئة ..
      ها أنا ذا أربعينيٌّ يختبرُ الصمتَ، يترجّل على بابِ الهاوية .. يتوسّد أرقَ الليالي .. يقلّب رمادَ الحكايا .. خوفَ إقدامِ الزهورِ الحافيةِ أن تتسكعَ بجمر الطقوسِ على الموسيقى الخريفية ..
      قريباً ينتهي الكلام .. وأختبرُ أصابعي على حفيفِ الأوراقِ وشقوةِ الحروف .. فلا أدري إن كانَ القلم يخونُ ويسحبني إلى رعونةِ القصيدة ..
      هنا في القريبِ، هناكَ في البعيدِ، مداراتٌ تهيمُ في غابِ الزّنبق .. وتتذوقُ طعمَ الندى في تشرين ..
      يا أنتِ أيها الجميلُ الأعذب ..
      أنا مهدُ وجعِ الأحجياتِ الحالمة .. وصوتُك يتجاوز الروحَ كصلاةٍ تهيمُ في مساحاتِ القصائد .. تحيكُ ثوبَ الأغاني .. أنا إن ناديتكِ باسمكِ تأخذني طفولتي تتراقصُ في همس الرَّبِ حينَ يفيض الكونُ بالرحمة ..

      يا رفيقةَ الحلم، طرّزي شقوقَ لحمي بأحجيةِ الخلودْ .



      [rainbow]
      تحياتُ ودٍ وزهرْ ،[/rainbow]
      التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 26-03-2011, 10:48.
      قاسم بركات

      تعليق

      • قاسم بركات
        أديب وكاتب
        • 31-08-2009
        • 707

        #4
        تيه

        قالت لي نفسي .. هذا التيهُ يلبس ثوب الصحراء ويغني ..
        أتعلمين لو آن الأوان، لجثوت أحزم لحمي قرباناً بين مواسم قدميكِ ..
        يا لشقائق النعمان تهيج في صدري، حتى صارت إلها يحرس وردة !
        كوني كما أنتِ .. كوني كما شئتِ ..
        واقتطعي من قلبي دماً، واروِ كؤوسَ الشفاه ..
        وامتدي ما بين جوانحي بوشوشاتِ الأحلامِ، أهديكِ عمراً من حياتي المؤجلة ..
        فعرّيني من خوفي إذا غابت كلماتي، واغزلي صوتي أنفاساً ما بين مسافاتِ التمني ..
        ألديكِ ما يكفي من الصباح ؟
        قطعةٌ من ندى .. قطعةٌ من ضباب ..
        تلفين فيه سحابَ التيه، ليزور حقول اللوز على أبواب نيسان ..
        أتذكرين يوم ابتلت أصابعنا بتراب الشوق، ونامت على أطراف الياسمين ؟
        أوَلَسْتِ مني ؟
        أنت مني، حين تمطرينَ ترابا يحملني إلى عودة برذاذ زهر البرتقال ..
        أخاف أن يشيخ الكلام !
        أن أحن إلى الغياب في تيه المقاطع ..
        فألقي بعطر ثوبك على وجهي ..أنتزع من مواسمي نكهة الوجود ..

        لا جنون آخر .. لأكتب على كفّيكِ، أن المكان ليس لي ..
        التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 05-04-2011, 10:12.
        قاسم بركات

        تعليق

        • هدير الجميلي
          صرخة العراق
          • 22-05-2009
          • 1276

          #5
          اكتشفت ماضي من طفولتي هنا
          قد لانحسن نقل الماضي الى المستقبل إلا من خلال قراءت نص بارع كنصك


          دمت بخير
          بحثت عنك في عيون الناس
          في أوجه القمر
          في موج البحر
          فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
          ياموطني الحبيب...


          هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            التيه تخبط و تعثر و سرابات
            وطرق بين حد الوهم و الحقيقة
            فكيف كان هنا بكل تلك الروعة
            فى معرفته للطريق نحو الشمس
            و انتقاؤه للكلمة ، و الطرق على أوتار اللغة بهذا الجمال ؟!


            أتابع .. و أنتظر المزيد
            فدعا الزورق مبحرًا كما يشاء ، و لو كان تيهًا !

            محبتي لكما
            التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 06-04-2011, 22:04.
            sigpic

            تعليق

            • قاسم بركات
              أديب وكاتب
              • 31-08-2009
              • 707

              #7
              أستاذنا ربيع، الأستاذة هديرالجميلي شكرا لمروركما العبق .
              أجمل التحيات .
              قاسم بركات

              تعليق

              • قاسم بركات
                أديب وكاتب
                • 31-08-2009
                • 707

                #8
                تيه

                قولي لي
                ماذا نفعلُ في هذا التيهِ، حيث لا نجاةَ للأسماءِ من الظلال ؟
                أخبريني كيف تاهَ الليلُ في وحدتي ..كيف يرشحُ الماءُ في السراب ..
                كيف سالَ الكلام !
                سألقي قميصَ العهدِ إليك، ينشق بعض عطركِ، لأهذي في جنوني أن العمرَ يضيعُ في المنام ..
                يسائلني الشوقُ كيف التقينا .. كيف عدونا واقتطعنا المساحاتِ الذابلة .. أراه مثلي يناديكِ، أهذا أنتِ ؟
                فانسلّي كينابيع السطور إلى حقلي .. اختزلي قنوات أوردتي .. شرّدي التيه في رئتي ..
                واجمعي ارتباكَ الهوية، وكرّسي أنغامَ الهيام ..
                لمثلي يتشكّل الصمتُ هديلَ حمام !
                فخطي رذاذ الهمس ..
                يا عبيرَ الزهر، لونُك بلون الشدو في الكلام !
                نحن في التيه أبدا، حين تصرعنا منطقية الأشياء ..
                ينبغي أن نصنعَ الجنة بأيدينا .. حين نجري تحتَ ظلّ الشفاه ..
                هذا الليل يركض خلفي .. حين تصابيت في الودّ، أسائل شمسيَ الأبدية .. ذابت العيون الساهرة، حين حملت طفلا يعد لتأجيج حرية ..
                كأنا كنا هنا قبلاً !
                كأنا دققنا أجراس السحاب . .
                إنا هنا ولنا المكان وان تهكّمت فلول الظلام ..
                مودتي
                قاسم بركات

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  قاموسك اللغوى أستاذي قاسم
                  يرحل بي عبر أطياف و معاني
                  ترسخت بحميمية قوية فى روحى
                  عبر الزمن لفحل الشعر العربي محمود درويش
                  الذى سيظل نبعا صافيا نروى منه ظمأنا للقصيدة
                  للحبيبة و الوطن و الأمانى و الأحلام المؤجلة و المستحيلة
                  وربما الوقوف على الأطلال
                  راقنى حرفك كثيرا كثيرا ، و وجدت فى صحبتك بعض إنس و رحيق!


                  أحاول اكتشاف قاموس أستاذتنا سهير ، وسوف أكتشفه و أقف على النبع طويلا !!
                  sigpic

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    كان صليل الوقت يدق حين مرقت الشمس
                    بين خلايا الشجر لتصنع بعدا جديدا للوحة
                    اكتملت حين رأيت عينا فى ألق الزهرة
                    تفرض ألوانها رغم مشاكسة الريح بغصنيّ
                    شجرة حجبا بعض بهائها !!

                    راقني أن كنت هنا خارج التيه تماما
                    بمقياس 7 هيكتارات

                    هات ما عندك
                    sigpic

                    تعليق

                    • قاسم بركات
                      أديب وكاتب
                      • 31-08-2009
                      • 707

                      #11
                      تيه

                      هلْ بقي لنا شيءٌ نقولُه لم يقلْه غيرنُا ؟ هنيئا لنا ما كتبنا وهنيئا لنا ما لم نكتبْ.
                      وهل نستطيعُ دون أن تؤلمنا جراحُنا؟ قد نتعافى من ألمِ الكتابةِ دون أن يجفَّ القلمُ.
                      فما ذنبي إن أغرتني زيتونتي حين خلعتْ ثوبها أمامي وصارتْ على شكلِ حواء ؟
                      وما ذنبي إن تقمَّصتني المواسمُ لتعدَّ أطوار التيه في ملامحي كأنها وطن ؟
                      أتى صوتُك الغائبُ دون أن يخلعَ الدهشةَ من عيوني !
                      أتى صوتُك يكرِّسُ الإيجازَ بنبراتي المتلعثمةِ، لأجمعَ زهوري في إناءٍ واحدٍ وأرويها بشَربةٍ واحدةٍ.
                      من منا سيغادرُ وليمةَ الألوانِ أولا، دونَ أن تلفحَه اللوحاتُ الرماديّة ؟
                      دون اللهفةِ إلى المساحاتِ البيضاءَ ؟
                      ليس لنا أن نعبثَ بالذاكرةِ ونتذوقَ غرابةَ الألمِ المشتهاةِ .
                      قد أكتب ما لا يشبهني ويشبهُك، أو قد نتيه في التيهِ دون أن نُشفى منه.
                      قالت لي العُصفورةُ آلهة الحب لا تلتقي،كن استثنائيا؛ فالأجسادُ هي الشموعُ الأخيرةُ، والقلقُ صورةٌ عتيقةٌ للترددِ، فلا تُشعلِ الشموعَ بعصبية.
                      قالت العصفورةُ أيُّ هزيمةٍ حملتْكَ إلى أن تطفو فوقَ أعمارنِا المتباعدةِ.
                      أيُّ عشقٍ حملَك سفينا فوق الماء إلى رحلةٍ فاشلة ؟
                      أي جنون هذا الذي يمتلئ به إرثُ التاريخِ.
                      ياللعصفورة وما تقولُ !!
                      وهل للجنونِ من نهاية ؟ وهل إذا ما ورثْنا النسيانَ تشفى الذاكرة ؟
                      كيف؟ وتيك الحلقاتُ المفقودةُ لا تتوالدُ مرةً أخرى !
                      لن نصعدَ إلى النهايةِ ارتجالا، فالبدايةُ أصعبُ من أن نلجأَ إليها بسهولةٍ، أصعبُ من وضع بصمةٍ للمواعيدِ المرتبِكةِ، أصعبُ من الذبولِ حسرةً على الفُرصِ الفائتةِ.
                      تأخرتِ كثيرا ! وذهبتْ حقائبُ السفرِ، وظل جسدي بشوقِ اللحظاتِ العابرةِ يستعيدُ بعضاً من الصباحاتِ الجميلةِ، وبعضا من مفاتيحِ الأبوابِ المغلقة، لِنرسمَ شمسا بلون الزهرِ في رحابِ السماءِ، شمسا لا تختبئُ من الشتاءِ، لا تخاف الغيمَ، شمسا توقظُ حراسَ الغفوةِ فينا علّنا ننجو من التسكّعِ الفضولي.
                      لا خيار حين يستدرجنا التيه إلى مسالك الطرُقِ الحُبلى بأسرارِ الماضي،
                      لا خيارَ حين يُختصَرُ الحاضر ويُحشَرُ أدغالا في ليلةٍ واحدة، ولكننا على عجلٍ نكتبُ طفولَتنا المثقلةَ بسجلاتِ الألسنةِ.
                      هل لي أن أحملَ تنهيدةَ أنثى مرتْ صدفةً أمام أربعين سنةٍ من عمري ؟
                      فإن فعلتُ فاغفري لحظةَ الكتابةِ، وتجاوزي عتابَ الصمتِ المطلَق، وامشي بعينيك على تيهِ الذاكرة المفقودةِ.
                      أكان لي كبحُ اعترافاتي وأنا أعرف أن الموتَ البائسَ يختالُ كالنفايات الفاسدة، وأن الكتابةَ الخجول كالمستحيلِ، لا تتراكم فوق شفاهِ النساءِ.
                      يحزمُني صوتُ الطفولةِ وأنا أستعيد رائحةَ التيهِ، وجلبةَ الأقدامِ الحافيةِ، لأكتشفَ أني من روادِ المرارةِ المحتشمةِ، وأن الثقوبَ تملأُ الدوائرَ المغلقةِ .
                      لستُ استثنائيا، ولستُ وليد الصدفة، ولا أحملُ رموزَ الفجأةِ والعشوائيةِ، ولكني أعرفُ أن للموتى كلامٌ لم يُقلْ بعد، وأن الترابَ فاتحةُ الجسدِ ونهايتُه.
                      فتعالي في صبيحة كل يوم نشتري بعضَ الصوَرِ نهديها للذاكرةِ العاجزةِ،
                      عجيبٌ أمرُ هذا الكلامِ لماذا تصيبُه الرعشةُ حين يصابُ بحمى أنثى؟
                      عجيبٌ ذاك التأدبُ الإلهي، وكأن مذاقَ الكون يهطِل في تسريحةِ سحابةٍ جديدةٍ !! كأن الحنينَ ذهولا ينهض في ميلادِ الوطن.
                      أشققتِ رمل الصحراء بطلاء الأظافر ما بين التيه والرابية، وسكنك الغموض المذعور في حقيبة السفر؟؟ أم سال نهدُ الغيمِ من صدرِ السماء بوشمٍ يضحكُ على حماقاتي، ويسكبُ ماءَ الوضوء كي أنسى ثانيةً ؟
                      علِّي أشاهدُك بلون آخر، علِّي انتزعُ من الضجرِ ترتيبَ الألوانِ فينا، علِّي أتحايلُ على شبهةِ الكتابة، علّي أمارسُ الرسمَ على عروقِ الشجرِ للحظاتٍ قليلة،
                      لأعرفَ أن مدنَ التيه لا يسكنُها الحمامُ، وأن وسائد النوم تبكي وإنْ حبتْها رشاقةُ الألوان،
                      أتعبني ما قالت العصفورة،
                      وأدهشني أن تهزأ بنا اللغة حين تعرّينا من فرطِ انبهارنا بقصةِ عشق ٍكاذبةٍ.
                      أدركتُ أني ضحيةُ الاحتمالاتِ وإن كانت ممكنةً ،
                      فأسميتُها تيها باللغة المحايدة،وحماقاتِ شاعرٍ يتيه في شهوةِ الأقلامِ.
                      مع أجمل تحياتي
                      التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 29-04-2011, 21:52.
                      قاسم بركات

                      تعليق

                      • نجيةيوسف
                        أديب وكاتب
                        • 27-10-2008
                        • 2682

                        #12
                        أستاذ قاسم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        هل يسمح لي أستاذ قاسم أن تسرقني رياح التيه مرة أخرى لأغرق في إزعاجي لسكون أهل بيته وأسمح لنفسي في الدخول إليه .
                        أنا أعلم أن هذا المتصفح ولد ليكون بين جناحي تيه متناغم التجلي لا يقبل فضولا ولا يحتمل مجاملات وإن كان لأحد من حق الدخول فلن يكون إلا لروح تنتقل بين ضفاف الحرف و عين تلتقط ما توشوشه الكلمات للسطر من معان ، وما تنثره يمينك من صور .
                        وربما يكون في دخولي جرأة فعلا على هذا السكون الذي قد يبدو للقارئ بين دفتي متصفح احتضن عالما من عوالم الرحلة مع الذات ومحاورة الآخر عبر خيال متناغم ولقاء فكري يفجر في القارئ الرغبة في المتابعة ويمسك بتلابيب روحه ويرغمها على الخشوع في محراب الجمال .
                        ربما أجد لي مدخلا آخر يجعلني كما قلت أخترق هذه الخلوة الروحية ، ألا وهو إبحاري الذي أقدم لك آيات الشكر على أن منحتنيه من خلال نصوصك عامة ونص التيه صاحب الفوز في المسابقة خاصة .
                        حقيقة وصراحة أقول إن إعجابي بنص التيه الذي أشرت إليه والفائز بمسابقة شغب القصيدة كان له من الروح والجمال ما جعلني أتابع مصدره الذي اقتُطع من صدره وأتفيأ في روضه الذي جاء كأحد جميلات زهره ، ووجدتني أتابع عن قرب كل ما كتب في هذا الحوار إلى أن رأيت ردك الأخير هذا ، فكان هو المحرض الأكبر لي على الكلام وعلى طرق الباب والدخول دون استئذان .
                        لذا اسمح لي بسيْرٍ سريع يلتقط ما تناثر بين يدي من جَناه .
                        حقيقة وبعد قراءة لجميع نصوصك وجولة بين حروفك أذهلني هذا المقطع وهذا الرد بكل ما جاء فيه ، منذ لحظة البداية وحتى الخاتمة .

                        هلْ بقي لنا شيءٌ نقولُه لم يقلْه غيرنُا ؟ هنيئا لنا ما كتبنا وهنيئا لنا ما لم نكتبْ.

                        وهل نستطيعُ دون أن تؤلمنا جراحُنا؟ قد نتعافى من ألمِ الكتابةِ دون أن يجفَّ القلمُ.

                        بداية للنص بالنسبة لي ملفتة وملفتتة جدا إذا ما قارنتها ببدايات النصوص السابقة .
                        وحين نستعرضها جميعا سيصل إلينا حقيقة الفرق بين جميع النصوص السابقة من نصوص التيه وبين هذا النص الذي أعتبره استثنائيا بينها :
                        ففي النص الأول كانت المقدمة:

                        في ذاتِ اليومِ الذي وُلدْتُ فيه وُسِم على جبْهتي تُرابُ الوطنِ .. [mark=#ffffff]واستمعتُ إلى موسيقى اللهفةِ إليكِ [/mark].. وعدتُ بلا ظِلالٍ إلى حِجْرِ أمي ، خاليا من وميضِ الفرحِ .

                        وفي النص الثاني

                        هذه أنتِ صفصافةٌ تسكبُ ظلاً على عشبٍ يتثاءبُ من الكسل .. كيفَ نحصد القمحَ في أرضِ البشر .. آه يا أرضَ الجدودِ .. لو أن الآهَ تشطبُ الحدودَ، لنَاغَيْتُ حراسَ العهدِ .. ولَتَيَمَّمَ وجهي بترابِ الوطنِ وصببته على جسدي تعويذة .. لربما تصافحت عينانا ذاتَ مرة ، وتوسّدت أحضانَ وردة

                        في النص الثالث :


                        قالت لي نفسي .. هذا التيهُ يلبس ثوب الصحراء ويغني ..

                        أتعلمين لو آن الأوان، لجثوت أحزم لحمي قرباناً بين مواسم قدميكِ ..
                        يا لشقائق النعمان تهيج في صدري، حتى صارت إلها يحرس وردة
                        في النص الرابع :

                        قولي لي
                        ماذا نفعلُ في هذا التيهِ، حيث لا نجاةَ للأسماءِ من الظلال ؟

                        أخبريني كيف تاهَ الليلُ في وحدتي ..كيف يرشحُ الماءُ في السراب ..


                        كيف سالَ الكلام !

                        سألقي قميصَ العهدِ إليك، ينشق بعض عطركِ، لأهذي في جنوني أن العمرَ يضيعُ في المنام
                        أما هذا النص فقد بدأته قائلا :

                        هلْ بقي لنا شيءٌ نقولُه لم يقلْه غيرنُا ؟ هنيئا لنا ما كتبنا وهنيئا لنا ما لم نكتبْ.

                        وهل نستطيعُ دون أن تؤلمنا جراحُنا؟ قد نتعافى من ألمِ الكتابةِ دون أن يجفَّ القلمُ.

                        فما ذنبي إن أغرتني زيتونتي حين خلعتْ ثوبها أمامي وصارتْ على شكلِ حواء ؟

                        وما ذنبي إن تقمَّصتني المواسمُ لتعدَّ أطوار التيه في ملامحي كأنها وطن ؟


                        استفهامات متلاحقة تنبئ عن موج من الشعور يتلوه موج ، وحديث يستنسخ أحاديث في كل فقرة من الفقرات التي تليه .

                        كل المقدمات السابقة تقدم نفسها لقارئها عالما من حلم وخيالا مسترسلا وعاطفة دافئة وصورا تميل إلى الحبور والأمل ، وهنا تأخذنا عنوة إلى عالم آخر وطريقة طرح للفكرة تختلف عن كل ما سبق .
                        ليأتي بعد ذلك عالم تتناسل صوره رويدا رويدا من خلال نفَس حزين لا يغادر النص من مبدئه إلى منتهاه ، ويعلنه بصراحة ذلك الصوت الذي رأيناه في التيه من قبل مقترنا بالموسيقى والنغم يأتينا اليوم بعد غيبة فيه من الفتور ما يشي بذلك الحزن في نفس الكاتب فيقول :

                        أتى صوتُك الغائبُ دون أن يخلعَ الدهشةَ من عيوني !

                        أتى صوتُك يكرِّسُ الإيجازَ بنبراتي المتلعثمةِ، لأجمعَ زهوري في إناءٍ واحدٍ وأرويها بشَربةٍ واحدةٍ.

                        لم يعد صوتها قادرا على إثارة الدهشة في نفسه
                        بل جاء يكرس في نبراته الذهول ، وأكثر من ذلك شعور بالألم يحدوه إلى زاوية بعيدة يحتضن فيها حرفه وزهور روحه في مكان لا يدخله سواه ولا يحتاج لري غيره .
                        وعاد خطاب النفس والتيه في الفكرة يتجاذبه من جديد ، تيه اختلط فيه الظن بالحيرة بالاستفهامات المتتالية من جديد :

                        من منا سيغادرُ وليمةَ الألوانِ أولا، دونَ أن تلفحَه اللوحاتُ الرماديّة ؟

                        [ استفهام ]
                        قد أكتب ما لا يشبهني ويشبهُك، أو قد نتيه في التيهِ دون أن نُشفى منه.

                        [ حيرة ]
                        قالت العصفورةُ أيُّ هزيمةٍ حملتْكَ إلى أن تطفو فوقَ أعمارنِا المتباعدةِ.

                        أيُّ عشقٍ حملَك سفينا فوق الماء إلى رحلةٍ فاشلة ؟

                        أي جنون هذا الذي يمتلئ به إرثُ التاريخِ.

                        استفهامات أخرى متلاحقة .
                        عالم من الحوار مع الذات وأسئلة تتفجر من خلفها الرؤى والخيالات والأفكار والظنون .

                        ياللعصفورة وما تقولُ !!
                        يا للعصفورة وما تقول !! ويا للتعجب بعد هذا المد من الاستفهامات البلاغية من أثر عاطفي على القارئ حين يصله بكاتب النص ويمد معه النفَس ويسبح في عوالم تيهه .
                        يتبعه مباشرة أيضا عالم آخر ودفقة أخرى من الاستفهامات :

                        [align=center][/align]وهل للجنونِ من نهاية ؟ وهل إذا ما ورثْنا النسيانَ تشفى الذاكرة ؟

                        كيف؟ وتيك الحلقاتُ المفقودةُ لا تتوالدُ مرةً أخرى !


                        يتبع كل هذا الموج من الحديث الهادر بأسئلته المتتالية يصل إلينا شيء من هدوء يقدمه لنا من خلال فقرات متتالية من الحديث مع النفس والتقرير نفيا وإثباتا .

                        فالبدايةُ أصعبُ من أن نلجأَ إليها بسهولةٍ،

                        تأخرتِ كثيرا ! وذهبتْ حقائبُ السفرِ،

                        لا خيار حين يستدرجنا التيه إلى مسالك الطرُقِ الحُبلى بأسرارِ الماضي،

                        لا خيارَ حين يُختصَرُ الحاضر ويُحشَرُ أدغالا في ليلةٍ واحدة،


                        وعودة أخرى إلى موج الاستفهامات الذي لا يفتأ يتركه ليعود إليه من جديد وكأن العصفورة التي حدثته تأتي قارئه لتشي بخصامه مع نفسه وحديث فكره الذي يموج من خلف أسئلته الحارقة .

                        هل لي أن أحملَ تنهيدةَ أنثى مرتْ صدفةً أمام أربعين سنةٍ من عمري ؟

                        أكان لي كبحُ اعترافاتي وأنا أعرف أن الموتَ البائسَ يختالُ كالنفايات الفاسدة

                        عجيبٌ أمرُ هذا الكلامِ لماذا تصيبُه الرعشةُ حين يصابُ بحمى أنثى؟

                        أشققتِ رمل الصحراء بطلاء الأظافر ما بين التيه والرابية،

                        أم سال نهدُ الغيمِ من صدرِ السماء بوشمٍ يضحكُ على حماقاتي، ويسكبُ ماءَ الوضوء كي أنسى ثانيةً ؟


                        يتبع ذلك هدوء الأسئلة ليثور من بعده في نفس القارئ ما حملته الفقرات الأخيرة من ضجيج الثورة المتسارع حتى الخاتمة معلنا ومصرحا بما يتجاذبه من غضب على نفسه وحيرة تشتت منه الفِكَر وتجعله دائم البحث عن إجابة : أم سال نهدُ الغيمِ من صدرِ السماء بوشمٍ يضحكُ على حماقاتي، ويسكبُ ماءَ الوضوء كي أنسى ثانيةً ؟

                        علِّي أشاهدُك بلون آخر،

                        علِّي انتزعُ من الضجرِ ترتيبَ الألوانِ فينا


                        علِّي أتحايلُ على شبهةِ الكتابة،

                        علّي أمارسُ الرسمَ على عروقِ الشجرِ للحظاتٍ قليلة،

                        لأعرفَ أن مدنَ التيه لا يسكنُها الحمامُ، وأن وسائد النوم تبكي وإنْ حبتْها رشاقةُ الألوان،

                        وأخيرا اعتراف صريح يلخص كل هذا الذي عشناه معه من أرق ودهشة واستغراب وأسئلة حارت فيها إجاباته :


                        أتعبني ما قالت العصفورة،

                        وأدهشني أن تهزأ بنا اللغة حين تعرّينا من فرطِ انبهارنا بقصةِ عشق ٍكاذبةٍ.
                        وخاتمة تكرس الألم ، والحزن ، وخيبة الأمل :

                        أدركتُ أني ضحيةُ الاحتمالاتِ وإن كانت ممكنةً ،

                        فأسميتُها تيها باللغة المحايدة،وحماقاتِ شاعرٍ يتيه في شهوةِ الأقلامِ.

                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

                        ربما أكون قد أصبت ، وربما تخطئ قراءتي فعذرا أولا على اقتحام دون إذن وعذرا إن أخطأت أنا أيضا احتمالاتي .

                        كل التقدير وكبير الاحترام لفارس التيه وزهرة تشرين .

                        دم بخير أبدا .
                        التعديل الأخير تم بواسطة نجيةيوسف; الساعة 30-04-2011, 17:33.


                        sigpic


                        كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

                        تعليق

                        • قاسم بركات
                          أديب وكاتب
                          • 31-08-2009
                          • 707

                          #13
                          أهلا بالنوار مسافرة في متاهات التيه ..
                          أتعلمين سيدتي أن الشعراء يكررون أنفسهم ويختبئون في ثياب الكلمات وأن من يحلل الحرف يهزم الشعراء دوما .. لقد منحت الكلمات مذاقا يشبه الأنوثة المحلاة بالفواكه المحرمة ..
                          دوما سأكرر لك .. لا شكر يستطيع أن يتجاوز أبجدية كلمك ..
                          ومع ذلك أجد نفسي قائلا .. شكرا للنوار التي أضاءت حدود الكلمات
                          وتحياتي مصحوبة دوما إليك بلون الفرح
                          التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 01-05-2011, 21:55.
                          قاسم بركات

                          تعليق

                          • قاسم بركات
                            أديب وكاتب
                            • 31-08-2009
                            • 707

                            #14
                            تيه
                            من منا سيكونُ ميلادَ الآخر ؟ يجمعُ حصيلةَ ما قال الهديل .
                            كأنا نعتذرُ للقاءِ ونصبُّه في مرايا التيه !
                            للغُربة مذاقُ هديةِ الإهمالِ ، والكلماتُ المحرّمةُ لا تكفي ، وفلسفة التجاهل توجب الحضور ، والوحدةُ اختصاصُ الخيبة .
                            ما عدت بالانتظار !
                            لو تدرين أن سذاجةَ المستحيلِ تغرق في الكذبِ ، وأن سرَ التعلقِ ما هو إلا عشقٌ في خبايا الذاكرةِ
                            لو تدرين أن لكل سنةٍ من عمري زهرة ! وان لكلِ زهرةٍ شيءٌ يشبهني .
                            ما أوجعَ قتلَ الزهرِ لتبقى زهرة ! ما أوجع قتلَ النفسِ ليبقى القلم !
                            آه لو تدرين أن كل أصدافِ جسدي تسافر في تيه ، وأن لكل تيهٍ اسمٌ يحملُ الوصايا دون عشقٍ ، وأن الأوسمةَ قيمةٌ شرفية ،
                            احترت كثيرا وما أكادُ انتهي حتى تنهارَ عقدُ الدهشةِ !
                            كم كان عمرُ التأمل ؟ حسبتُ أنه عمرُ اللحظةِ إذ لم التقِ بعثراتِ الأمس ، والسنوات الماضية ، فغافلت الذاكرةَ لأرى كل الوجوهَ الغائبةَ .
                            لا أجدُ كلماتٍ لأرسمَ حدودَ أنوثتِك على كفي .. كالعادة تزدحم مرآتي تصرخ في جرحي، فأتوارى في أعباء الجسد،
                            لو جاز لنا أن نمشي لمشينا. لنغفرْ للجراح ما ارتكبت،
                            لم يتبقَّ الكثيرُ ، وإن منحني اسمُك الطفولي تيها آخرَ يبتلُّ به لساني، وكأنّ الصدفةَ تعبثُ بالماضي وتنهِكُ ذاكرتي الحاضرةَ .
                            في كلِّ صمتٍ تقذفين أنثى تحبو بلا نهايةٍ على صدري .
                            سنهربُ يوما ونغسلُ أيدينا من جداولِ العيونِ المتكسرةِ على قائمةِ الانتظار .
                            لكلِّ امرأة كيدٌ تلقائي الحضور، يرقصُ على ألوانِ لوحةٍ متعانقةٍ، فلا تصافحيني بغرورِ أنثى أراها صدفةً في التيه.
                            ما عدت بالانتظار !
                            فأين أبحث عن الصدفةِ لأراكِ ؟ في بستان الأماني ؟ أم في حديقةِ الأحلام ؟
                            وهناك
                            على ضفافِ النيل سُجلتْ ولادةُ الأغاني ؛ ما جاء اللحنُ صدفةً ، ولكنه كالبحرِ يتزين بأحمرِ الشفاهِ، ويموجُ بلا قبل، فتاةً عارية سُرقت أنوثتُها، فأصبحتْ بلا تفاصيلَ، بلا جاذبية .
                            لم يكن البحرُ هو اللوحة الأجملُ. فالأجملُ ما لم يُرسمْ بعد، ولعله في أعماقنا، علّي أقترب أفكك سخريةَ الوَحدة وارسمُ خطوطا مهما تشابكتْ لن تمثلَ الغربةَ في الوطن ، وذاتي تعودُ إلى نفسي كما تعودُ الأسماكُ إلى دفء البحيرة .
                            دعيني أرمم جدراني كما كانتْ، لأقف هناك أنادي الشمسَ اغرفُ منها بعضَ الأمل . لن أذهب بعيدا لأستعيد من نومي بعض الأحلام ، بل قريبا في صباحاتي الجديدةِ ، لأتعلمَ من الطير ِكيف أشتهي الأغنيةَ ،كيفَ أغني أغنيةَ الفرحِ .
                            أعرفُ أن حقيقةَ الأشياءِ هي النهاية ، وأن تسجيلَ الخروجِ ما هو إلا جرةُ قلم . لكنه ازدحامُ الحروفِ ، إذ لا متسعَ للنقاطِ الواهمة ، ولا عودةَ للضواحي حين يشرقُ اللقاء.
                            أجمل التحايا زهرة تشرين
                            التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 05-05-2011, 20:59.
                            قاسم بركات

                            تعليق

                            • الجليلة العمري
                              عضو الملتقى
                              • 29-04-2011
                              • 61

                              #15
                              [align=center]
                              أغامر مع طيور إعجابي الى هذه النصوص التي سلبتني
                              لاطرح مابخاطري صريع الارتجال ..
                              وعلى خط الأمس الرقيق ..
                              لا نسمع سوى موسيقى الوداع
                              وكلماتٌ عجاف ..
                              أبحرنا إليها ... وعدنا مع التيه تائهين
                              وهديرٌ من الندم يملاؤنا
                              فهل نعود الى أغانينا السوداء ...
                              أم نرتل انحناء الذكريات
                              خلف تلك الأمواج من الماضي
                              ونجعل مما بقي منهم كما نحن الآن ..
                              نوتاتٍ تنتثر ..
                              لـ تغرد أسراباً نحو الحزن

                              [/align]
                              التعديل الأخير تم بواسطة الجليلة العمري; الساعة 07-05-2011, 03:24.
                              [RIGHT][FONT=simplified arabic][SIZE=6][COLOR=darkgreen][B][SIZE=6][FONT=Comic Sans MS][COLOR=sienna]إْنَّمَا هْيَ أَقْلَاْمُنَا ...[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
                              [RIGHT][SIZE=6][FONT=simplified arabic][COLOR=darkgreen][B][SIZE=6][FONT=Comic Sans MS][COLOR=sienna]أَرْوَاْحُنَاْ تَهْوِي عَلَى [/COLOR][/FONT][FONT=Comic Sans MS][COLOR=sienna]الْسَّطْرِ[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/RIGHT]
                              [CENTER][URL="http://up.arabseyes.com/][img]http://up.arabseyes.com/uploads/04_12_1113229740861.jpg[/img][/url]"][COLOR=#000000][URL="http://up.arabseyes.com/"][IMG]http://up.arabseyes.com/uploads/04_12_1113229740861.jpg[/IMG][/URL][/COLOR][/URL][/CENTER]

                              [CENTER][FONT=koufi][SIZE=5][COLOR=pink]مُدَوِنَتِي .. حَيْثُ أَكونُ[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
                              [CENTER][URL="http://alsoutalmaktob.blogspot.com/2011/11/blog-post_26.html"][IMG]http://up.arabseyes.com/uploads/04_12_1113229748411.png[/IMG][/URL][/CENTER]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X