الفراشـــات لا تغضب / سليمى السرايري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    الفراشـــات لا تغضب / سليمى السرايري


    الفراشات لا تغضب

    تجوب في غربةٍ تفاصيل القصيدة،النقاط في مكانها...الفواصلُ كعادتها تجعل لها متنفّسا بين الكلمات..
    أرهقها قليلا احتباس الأمنيات، فتسرّب لها البردُ من مكمن في حديقة اعتبترها الجنّة الصغيرة .الليلة أُعْلِنَ على الشريط الملوّن، أعراس اللغة.
    شعرتْ بأنّها تريد الغناء.... عفوا، عزف صوتها.
    أعدّتْ شهوتها، وأحصت بصمت مريحٍ عدد الدمعات التي بلّلت غيوم غرفتها وهي تجهّزُ الفلك لتبحر في حفنة ماء بين يديه.

    الليلُ هنا بلون النبيذ...والانتظار مرهق، يحفرُ ثورته في الغبطة المُرّة.
    ظلّت تتشمّس في نفسها، فراشة ضاحكة تعرك حيرتها من صلصال القصيدة ثم تعجنها بالندى والمطر والعسل ، فتصعد منها بين الفينة والأخرى تنهيدة مليئة بالحمام وهي تصبّ صوتها على سلّم الموسيقى.

    هل تسمعها الحديقة يا ترى؟؟ تسأل نفسها فجأة ثم تطرق لتداعب أجنحتها الملوّنة.
    تقف عند شرفة الإنتظار غير عابئة بالبرد المتسرّب إليها من بين شقوق أرض ، تريد أن ترى السماء.
    واصلت الفراشة عشقها بصمت، بعدما اكتشفت أن الحديقة باردة جدّا جدّا وقد تهاطل الغيم وتصاعد صرير الرماد.
    داهمتها ريح عارية وطيور عجاف، فأصبح المدى جثثا بيضاء طافت بذات القصيدة.
    لمحت في البعد لذّة الموت عشقا تطير على جناح اللحظة الهاربة.
    نادت صوتها الهارب منها أيضا خلف القصيدة، فضاع في الريح وازداد الغبار اتّساعا....
    هناك في الطرف الآخر من مكان الاحتفال، الحديقة تصعد منها قسوة غريبة مبطّنة بطبقات سميكة من اللاّمبالاة والفراشة تفكّ ضفائرها بالزغاريد لأجراس الغيوم.
    ما أروع الريح تدخل مناطق الهدوء في ذاتها.. قد تهتدي كلّ القصائد إلى صوتها،قد يتلعثم الشاعر حين يكبر في السّفر عبر صوتها....
    هي الفراشة إذن، تهوي على كفّ الحرف لولا عصفور اكتمل في المشهد الأخير لعرس الكلمات.
    استدلّ بقلبه إليها ، كان هناك يعزف لحنه الفضيّ.....هناك على خزائن الجمان.
    طارت إليه فالتقيا عند نقطة القصيدة. مدّ لها منديله فثقبته دموعها وجسدها الرقيق حاضن حفل الطعنات.
    ضمّ أجنحتها برفق وجلس يسامرها، ثم همس لها : الفراشات لا تغضب.
    ~
    سليمى السرايري
    التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 16-05-2011, 14:31.
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #2
    نص نثري عميق جدا

    رغم الحزن المتفجر من بين السطور لكن هناك نسمة أمل

    كونها واقعية فقد أضفت على عمقها بعدا آخر

    سليمى تكتبين بحرف ساخن جدا يحترق ألما
    تحيتي وتقديري

    ربما لو لاحظت بعض الهمزات
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 15-05-2011, 15:19.
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • سها أحمد
      عضو الملتقى
      • 14-01-2011
      • 313

      #3
      سليمة
      أنبهار للجمال ولفراشاتك المحبة برونقها

      سليمة جميلة انت

      تحياتى
      [SIZE=6][COLOR=black]اذآ ضآق الزمآن وشآنت ظروفك ترآنى مثل طيآت الذهب[/COLOR][/SIZE]
      [SIZE=6][/SIZE]
      [SIZE=6]مايختلف لونى[/SIZE]
      [SIZE=6][COLOR=red][/COLOR][/SIZE]
      [SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE]
      [SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE]
      [COLOR=#bfbfbf][/COLOR]

      تعليق

      • جميل داري
        شاعر
        • 05-07-2009
        • 384

        #4
        الفراشات غارقة في أتون القصيدة
        تحمل أزهارها المستحيلة
        تسدل أقمارها اللليكية
        تفتح بوابة الوقت كي يرقد العاشقون على ظلها
        وسليمى تهش بعصا الكلام على غيمة عبقت في سماء بعيدة
        الفراشات تتقن فن الرحيل الى زهرة في عراء الكلام
        وتجر مداها قبيل وصول الخريف المتآكل
        ان الربيع يشم الفراشات
        يكتبها في كتاب القصيدة

        المبدعة سليمى
        نص باذخ تتآلف فيه اللغة النهرية والصور النابضة بقلب يرف كالف فراشة ضوئية
        انه الابداع في اسمى تجلياته
        فهنا شعر ونثر ولوحة وموسيقا في آن معا
        تستنفر كل المشاعر لاستقبال وفد الفراشات
        وبين المشاعر والفراشات
        اواصر حلم
        وروابط قربى
        هنا تضج الخاطرة برفيفها
        وتعلن نفير القلب
        وهبوب الحب
        لا فض فوك

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
          نص نثر عميق جدا

          رغم الحزن المتفجر من بين السطور لكن هناك نسمة أمل

          كونها واقعية فقد أضفت على عمقها بعدا آخر

          سليمى تكتبين بحرف ساخن جدا يحترق ألما
          تحيتي وتقديري

          ربما لو لاحظت بعض الهمزات


          أستاذ مصطفى الصالح

          كلامك قليل لكنّه يملأ القلوب الحزينة
          بين جمر الحرف و شفافيّة الماء، تحترق الفراشات

          لك الشكر والتقدير






          التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 16-05-2011, 14:33.
          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • نجيةيوسف
            أديب وكاتب
            • 27-10-2008
            • 2682

            #6
            سليمى

            هذا نص يصطاد قارئه ، نص يصطاد الذهول ، فوق الدهشة .

            ولن أضيف أكثر.

            أجبرتني على خصام الصمت .

            كل الود ووردة .


            sigpic


            كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

            تعليق

            • فايزشناني
              عضو الملتقى
              • 29-09-2010
              • 4795

              #7

              وأنا يا سليمى أجلس على شاطىء البحر
              أبحر بنظراتي عباب الماء الممتد إلى ما لانهاية
              وتمر من أمامي فراشة بيضاء
              تطير على ارتفاع منخفض حتى تكاد تلامس الموج
              تساءلت : أين نهاية المطاف ؟؟؟
              ما أشحت بنظري عنها حتى غابت خلف تلال الزبد
              وأدركت حينها أن الفراشات لا تنتحر
              وهأنت اليوم تعلنين أن الفراشات لا تغضب
              وكأنك تبددين ما توهمته يومها ( أنها كانت وحيدة ... وغاضبة )
              أختي سليمى
              أحسبك فراشة تعشق النور
              وتعشق القصيد كما تعشق الزهور
              فشكراً لك يا آخر أنثى بلورية
              هيهات منا الهزيمة
              قررنا ألا نخاف
              تعيش وتسلم يا وطني​

              تعليق

              • شيماءعبدالله
                أديب وكاتب
                • 06-08-2010
                • 7583

                #8
                أستاذة سليمى
                رغم قسوة مابها إلا إن الكلمات تدفقت لتعانق شغاف القلب
                لصوت الكلمات معزوفة خاصة منحت النص ثراء وبهاء
                دام ألق الحرف الذي شق طريقه لنستمع لشدوه
                بصمة إعجاب أرجو قبولها
                دام الألق
                مودتي وشتائل الورد

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سها أحمد مشاهدة المشاركة
                  سليمة
                  أنبهار للجمال ولفراشاتك المحبة برونقها

                  سليمة جميلة انت

                  تحياتى

                  العزيزة الأستاذة
                  سهـــــــــا

                  الأجمل هو مرورك الراقي من وجع الفراشات

                  شكرا من القلب


                  التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 16-05-2011, 14:34.
                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  • سليمى السرايري
                    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                    • 08-01-2010
                    • 13572

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة جميل داري مشاهدة المشاركة
                    الفراشات غارقة في أتون القصيدة
                    تحمل أزهارها المستحيلة
                    تسدل أقمارها اللليكية
                    تفتح بوابة الوقت كي يرقد العاشقون على ظلها
                    وسليمى تهش بعصا الكلام على غيمة عبقت في سماء بعيدة
                    الفراشات تتقن فن الرحيل الى زهرة في عراء الكلام
                    وتجر مداها قبيل وصول الخريف المتآكل
                    ان الربيع يشم الفراشات
                    يكتبها في كتاب القصيدة

                    المبدعة سليمى
                    نص باذخ تتآلف فيه اللغة النهرية والصور النابضة بقلب يرف كالف فراشة ضوئية
                    انه الابداع في اسمى تجلياته
                    فهنا شعر ونثر ولوحة وموسيقا في آن معا
                    تستنفر كل المشاعر لاستقبال وفد الفراشات
                    وبين المشاعر والفراشات
                    اواصر حلم
                    وروابط قربى
                    هنا تضج الخاطرة برفيفها
                    وتعلن نفير القلب
                    وهبوب الحب
                    لا فض فوك

                    سيّدي الراقـــــــــــي
                    جميل داري


                    جاء ردّك قطعة أدبيّة رائعة أخذتْ معها الفراشة الصامدة في فسحة السؤال.

                    إلى متى تصمد الفراشة وتحمل في جسدها الرقيق طعنات الآخرين؟؟
                    إلى متى تبتسم الفراشة وخلف ابتسامتها نزيف وجع يورق إبداعا
                    تضيء وهي تحترق
                    في عتمة رغم ألوانها


                    يرقص الصمت صارخا :

                    ما أوحش هذه الحدائق المتصنّعة عبيرا مزيّفا
                    ما أكبر الألم حين تطاردنا الحرائق
                    حين نقول للوجع قف........... لكن.......هيهات


                    بعمق وجع الفراشات، شكرا

                    التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 16-05-2011, 14:35.
                    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                    تعليق

                    • بلال عبد الناصر
                      أديب وكاتب
                      • 22-10-2008
                      • 2076

                      #11
                      جرحُها بَليغْ
                      و غَضَبُها رَمادْ
                      و اللعنَةُ سَوداء
                      و الطَعنةُ عَميقةٌ
                      بـقدرِ سـقُوط المَاء

                      عـلها تُفَرغُ ما بـداخلها
                      خَارج إستدارة الغَضبْ
                      و تَجعلُ البَسمةَ دَواء

                      نصٌ آثر
                      و كَلماتٌ بَيضاء

                      تَقديري و أكثر

                      تعليق

                      • منيره الفهري
                        مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                        • 21-12-2010
                        • 9870

                        #12
                        تخونني الكلمات يا سليمى لأصف ما بهذا النص من جمال و من وجع

                        فبرغم الشجن و الألم جاء النص منسابا رقراقا....جميلا كأنت

                        شكرا لهذا الجمال غاليتي

                        كل الورد و الياسمين لروحك الراقية العزيزة سليمى السرايري

                        تعليق

                        • سليمى السرايري
                          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                          • 08-01-2010
                          • 13572

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة
                          سليمى

                          هذا نص يصطاد قارئه ، نص يصطاد الذهول ، فوق الدهشة .

                          ولن أضيف أكثر.

                          أجبرتني على خصام الصمت .

                          كل الود ووردة .
                          [frame="2 85"]

                          و أيضا، الصمتُ الوجه الآخر للتعبير عمّا يختلجنا أيّتها الغالية

                          ويختلجني الآن هذا الشعور الغريب،
                          شعور الفراشة التي علّقت اسمها على ورقات الزهور
                          الفراشة الصامتة في فوضى الألوان

                          محبّتي التي تعرفين و أكثر

                          ~~~~~~~

                          سليمى
                          [/frame]
                          التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 16-05-2011, 14:38.
                          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                          تعليق

                          • نادية البريني
                            أديب وكاتب
                            • 20-09-2009
                            • 2644

                            #14
                            سليمى كنت هنا وسأعود بإذن اللّه
                            قرأت النّص وشدّتني اللّغة كثيرا لذلك أحتاج إلى قراءة ثانية وثالثة لأتذوّق الجمال
                            دمت بخير يا ابنة بلدي

                            تعليق

                            • ماهر المقوسي
                              أديب وكاتب
                              • 10-09-2008
                              • 214

                              #15
                              الفراشات لا تغضب
                              الفراشات تحترق بصمت
                              العزيزة سليمى
                              نص باذخ بمعنى الكلمة
                              أشكرك على كل كلمة
                              دام الألق
                              مودتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X