الفراشات لا تغضب
تجوب في غربةٍ تفاصيل القصيدة،النقاط في مكانها...الفواصلُ كعادتها تجعل لها متنفّسا بين الكلمات..
أرهقها قليلا احتباس الأمنيات، فتسرّب لها البردُ من مكمن في حديقة اعتبترها الجنّة الصغيرة .الليلة أُعْلِنَ على الشريط الملوّن، أعراس اللغة.
شعرتْ بأنّها تريد الغناء.... عفوا، عزف صوتها.
أعدّتْ شهوتها، وأحصت بصمت مريحٍ عدد الدمعات التي بلّلت غيوم غرفتها وهي تجهّزُ الفلك لتبحر في حفنة ماء بين يديه.
الليلُ هنا بلون النبيذ...والانتظار مرهق، يحفرُ ثورته في الغبطة المُرّة.
ظلّت تتشمّس في نفسها، فراشة ضاحكة تعرك حيرتها من صلصال القصيدة ثم تعجنها بالندى والمطر والعسل ، فتصعد منها بين الفينة والأخرى تنهيدة مليئة بالحمام وهي تصبّ صوتها على سلّم الموسيقى.
هل تسمعها الحديقة يا ترى؟؟ تسأل نفسها فجأة ثم تطرق لتداعب أجنحتها الملوّنة.
تقف عند شرفة الإنتظار غير عابئة بالبرد المتسرّب إليها من بين شقوق أرض ، تريد أن ترى السماء.
واصلت الفراشة عشقها بصمت، بعدما اكتشفت أن الحديقة باردة جدّا جدّا وقد تهاطل الغيم وتصاعد صرير الرماد.
داهمتها ريح عارية وطيور عجاف، فأصبح المدى جثثا بيضاء طافت بذات القصيدة.
لمحت في البعد لذّة الموت عشقا تطير على جناح اللحظة الهاربة.
نادت صوتها الهارب منها أيضا خلف القصيدة، فضاع في الريح وازداد الغبار اتّساعا....
هناك في الطرف الآخر من مكان الاحتفال، الحديقة تصعد منها قسوة غريبة مبطّنة بطبقات سميكة من اللاّمبالاة والفراشة تفكّ ضفائرها بالزغاريد لأجراس الغيوم.
ما أروع الريح تدخل مناطق الهدوء في ذاتها.. قد تهتدي كلّ القصائد إلى صوتها،قد يتلعثم الشاعر حين يكبر في السّفر عبر صوتها....
هي الفراشة إذن، تهوي على كفّ الحرف لولا عصفور اكتمل في المشهد الأخير لعرس الكلمات.
استدلّ بقلبه إليها ، كان هناك يعزف لحنه الفضيّ.....هناك على خزائن الجمان.
طارت إليه فالتقيا عند نقطة القصيدة. مدّ لها منديله فثقبته دموعها وجسدها الرقيق حاضن حفل الطعنات.
ضمّ أجنحتها برفق وجلس يسامرها، ثم همس لها : الفراشات لا تغضب.
~
سليمى السرايري
أرهقها قليلا احتباس الأمنيات، فتسرّب لها البردُ من مكمن في حديقة اعتبترها الجنّة الصغيرة .الليلة أُعْلِنَ على الشريط الملوّن، أعراس اللغة.
شعرتْ بأنّها تريد الغناء.... عفوا، عزف صوتها.
أعدّتْ شهوتها، وأحصت بصمت مريحٍ عدد الدمعات التي بلّلت غيوم غرفتها وهي تجهّزُ الفلك لتبحر في حفنة ماء بين يديه.
الليلُ هنا بلون النبيذ...والانتظار مرهق، يحفرُ ثورته في الغبطة المُرّة.
ظلّت تتشمّس في نفسها، فراشة ضاحكة تعرك حيرتها من صلصال القصيدة ثم تعجنها بالندى والمطر والعسل ، فتصعد منها بين الفينة والأخرى تنهيدة مليئة بالحمام وهي تصبّ صوتها على سلّم الموسيقى.
هل تسمعها الحديقة يا ترى؟؟ تسأل نفسها فجأة ثم تطرق لتداعب أجنحتها الملوّنة.
تقف عند شرفة الإنتظار غير عابئة بالبرد المتسرّب إليها من بين شقوق أرض ، تريد أن ترى السماء.
واصلت الفراشة عشقها بصمت، بعدما اكتشفت أن الحديقة باردة جدّا جدّا وقد تهاطل الغيم وتصاعد صرير الرماد.
داهمتها ريح عارية وطيور عجاف، فأصبح المدى جثثا بيضاء طافت بذات القصيدة.
لمحت في البعد لذّة الموت عشقا تطير على جناح اللحظة الهاربة.
نادت صوتها الهارب منها أيضا خلف القصيدة، فضاع في الريح وازداد الغبار اتّساعا....
هناك في الطرف الآخر من مكان الاحتفال، الحديقة تصعد منها قسوة غريبة مبطّنة بطبقات سميكة من اللاّمبالاة والفراشة تفكّ ضفائرها بالزغاريد لأجراس الغيوم.
ما أروع الريح تدخل مناطق الهدوء في ذاتها.. قد تهتدي كلّ القصائد إلى صوتها،قد يتلعثم الشاعر حين يكبر في السّفر عبر صوتها....
هي الفراشة إذن، تهوي على كفّ الحرف لولا عصفور اكتمل في المشهد الأخير لعرس الكلمات.
استدلّ بقلبه إليها ، كان هناك يعزف لحنه الفضيّ.....هناك على خزائن الجمان.
طارت إليه فالتقيا عند نقطة القصيدة. مدّ لها منديله فثقبته دموعها وجسدها الرقيق حاضن حفل الطعنات.
ضمّ أجنحتها برفق وجلس يسامرها، ثم همس لها : الفراشات لا تغضب.
~
سليمى السرايري
تعليق