تويت
الْخُطْبَةُ
... فأقبل على الكلمات يختار منها وينتخبُ، وأبى إلا أن يصوغ مما انتقاه بعناية واصطفاه بدراية خطبة يحار فيها لبُّ من به صممُ، ويشهد له القاصي والداني ممن أرهفوا السمع إليه بأنها عجبُ، وبأن الذي انساب منها كان لسائر آلامهم بلسمُ، ولم يكن في حلوق أعدائهم سوى غصة وفي قلوبهم نصبُ، وطمعَ في أن يعترفوا له بالسبق إلى ما جاء به وأبدع فيه وبأنه علمُ، ثم ترقب منهم بعد فراغه من إلقاء خطبته أن يجزموا بأن فمه لم يكن إلا منجنيقا منه ينبعث العطبُ، وأن جميع ما قذف الأعادي به لم يكن إلا نارا محرقة وعلى رؤوسهم حممُ ...
ثم إنه غاص في الخطبة غوصا وهو يلقيها فيهم، وظلت الأبصار حوله مشدودة إليه وهو على المنبر، وكذلك الأسماع بقيت منجذبة إلى كل كلمة ينطقها بصوته الجهوري، حتى أقفل من غوصه طافيا، وقال من جملة ما اختتم به خطبته: أقول قولي هذا، وما هو إلا حديث أعزيكم به قبل أن أعزي به نفسي، ولي فيه ومنه مآرب أخرى ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
... فأقبل على الكلمات يختار منها وينتخبُ، وأبى إلا أن يصوغ مما انتقاه بعناية واصطفاه بدراية خطبة يحار فيها لبُّ من به صممُ، ويشهد له القاصي والداني ممن أرهفوا السمع إليه بأنها عجبُ، وبأن الذي انساب منها كان لسائر آلامهم بلسمُ، ولم يكن في حلوق أعدائهم سوى غصة وفي قلوبهم نصبُ، وطمعَ في أن يعترفوا له بالسبق إلى ما جاء به وأبدع فيه وبأنه علمُ، ثم ترقب منهم بعد فراغه من إلقاء خطبته أن يجزموا بأن فمه لم يكن إلا منجنيقا منه ينبعث العطبُ، وأن جميع ما قذف الأعادي به لم يكن إلا نارا محرقة وعلى رؤوسهم حممُ ...
ثم إنه غاص في الخطبة غوصا وهو يلقيها فيهم، وظلت الأبصار حوله مشدودة إليه وهو على المنبر، وكذلك الأسماع بقيت منجذبة إلى كل كلمة ينطقها بصوته الجهوري، حتى أقفل من غوصه طافيا، وقال من جملة ما اختتم به خطبته: أقول قولي هذا، وما هو إلا حديث أعزيكم به قبل أن أعزي به نفسي، ولي فيه ومنه مآرب أخرى ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
تعليق