تويت
الرّشقة في زمن التّطبيل
**
جاءت الأزمة التي كان يتخوّف منها الشّعب " العظيم " ، لتنعكس أساليبها على جيبه " المقعور " . وبمجرد الإعلان عن رفع أسعار البنزين ، سارع صديقي العجوز إلى تغيير سيارة البنزين المكلّفة ، بأخرى من النّوع " ديزل " الرّخيص ، وراح يبحث عن متخصّص في هذا النّوع من السّيارات ليجد أكفأهم في إحدى المداشر القريبة ، مصائب قوم عند قوم فوائد . في طريقنا إليه ، لم يهنأ العجوز حتى أخرج هاتفه اللّعين مستغربًا ، ليريني ( فيديو ) تحت عنوان والي ( ...) الرّشقة على المباشر ، لأحد ولاّة الجمهوريّة يرقص وسط محفل " المهرّجين " . مثل هذه الأشياء الشّنيعة لم تقتصر على الجزائر فقط ، بل أصبحت ظاهرة تجوب كل الأوطان العربيّة تقريبًا . وهي تعبّر عن التخلّف وغيّاب الوعي لدى الشّعوب التي تغترّ بالخطابات الرّنّانة الجوفاء . فرغم مرور نصف قرن على " استقلال " شكلي ، ونحن نعاني من التّبعيّة للغرب لا نقدر على الاستغناء عنه في القمح والحليب والدّواء ، لم نتطوّر و " كل من لم يتطوّر يستوجب البتر " في الدّاروينية . لا غرْوَ في أن الشّعوب " العظيمة " لا تزال تقتات من فتاة الغرب الملحد اللّعين الذي لا يمدّنا سوى بالأسلحة الفتّاكة لنتقاتل ، وأما العلوم النّافعة فهو يحتفظ بها لنفسه ومن هم على دينه . ورغم ذلك لا تزال تصل إلى أسماعنا عبارات " الشّعب العظيم " و" الثورة المجيدة " التي " لاتغني ولا تسمن من جوع " يتغنّى بها المنتفعون من الثورات المجيدة ، ولا شكّ في أن هؤلاء ممّن قيل فيهم :" عندما يبتلى الوطن بالحرب ، يستدعون الفقراء للدفاع عن الوطن ، وعندما تنتهي الحرب ، يستدعون الأغنياء لتقاسم الغنائم ونهب الثروات المتبقية " .
فهل هذا مجرّد " ركمجة " ؟أم أنّه " ضحك على الذّقون " ؟
أم أنّنا حقا " شعب عظيم " مثلما يُروّجون ؟
تعليق