قراءة في قصيدة* أتنسى* للشاعرة سليمى السرايري بقلم عبد الرحيم عيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    قراءة في قصيدة* أتنسى* للشاعرة سليمى السرايري بقلم عبد الرحيم عيا

    نزيف الذاكرة
    قراءة في قصيدة* أتنسى* للشاعرة سليمى السرايري
    ------------------------------------------------


    كنت ولا زلت دائما أتساءل عن العلاقة الحميمية بين العشق والماء ، العلاقة القديمة المتجددة ، لماذا يستدعي الشعراء الماء في شعرهم ؟ هل العشق مائي في ماهيته ؟ هل لذلك يجد ماء الدمع مبرر حضوره في كثير من القصائد الشعرية ؟ ان الشاعر الجاهلي كان يعي قيمة الماء لذلك أوقف صاحبيه وافتتح معلقته بدمع يبللها ويسري في هيكلها ليمنحها الحياة : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل*.

    في اللوحة الأولى لسؤال لنسيان
    -----------------------------

    ارتباطا بموروثها الشعري الجاهلي تستدعي الشاعرة سليمى السرايري بدورها الدمع وتفتتح قصيدتها بدمعتين:
    أتنسى؟
    حين سرّبْنا من شقوق الأفق
    وردة ودمعتين؟
    إن ارتباط الدمع بالذكرى ارتباط قوي ،يقول امرؤ القيس
    أمن ذكر نبهانية، حل أهلها ********** بجزع الملا ، عيناك تبتدران.
    فانطلاق الشاعرة من تساؤل *أتنسى؟ * وبكاء هو بمثابة مقدمة لاستحضار ذكريات مخزونة في اللاوعي، سرعان ما تنجلي وتتأكد من خلال تأطير فعل النسيان لأفعال ماضوية :* سربنا- عبرنا- كان – أعددنا – قدنا........ *دالة على التيمة المحورية للنص .
    ان جمالية الصورة المائية العشقية المؤثثة بالورد والدمع واليمام لا تكتمل الا بحضور البحر صديق الشعراء والعشاق ، يشكون اليه لواعج الهوى ويجيبهم بهدير موجه حاملا بدوره آهات عشقه والامه .
    كان البحر يضمنا
    عاشقا لغزالة الماء

    في اللوحة الثانية لسؤال النسيان
    *********************

    تتناسل صور حالمة يؤثثها حضور الشعر في تماه تام مع البحر عبر اللون الأزرق الذي يوحد الشعر بالبحر ، وتستمر رومانسية اللحظة بالرقص والاقداح ونخب الإله ريتسوس والعطر والياسمين والاغاني والأراجيح.

    في اللوحة اثالثة لسؤال النسيان
    ******************

    هل تدرك حبيبي ان البكاء فسحة جسد ؟؟
    هنا عودة ثانية من الدمعتين الى البكاء ، من الجزء الى الكل ، فالبكاء فسحة جسد وفلسفة وجود .

    وأنّ القلوب ، تكبر بنبضها الإرادي ؟؟
    تشيّدُ قصورا من الهمس
    تُخرج اندثارنا الواهي من أسطورة المجاز.

    وهنا فلسفة تتسلل من الدمع وتكتب رؤية عميقة لماهية العشق

    في اللوحة الرابعة لسؤال النسيان
    **********************

    الاستيقاظ من أحلام الذاكرة بمثابة سقوط من السماء ، وتعبير عن اختلال التوازن وتجسيد لحالة التمزق النفسي والعاطفي التي يعيشها الجسد في تأرجحه بين الماضي والحاضر تجلى من خلال *تمزق الشرنقة* والتنهيدة تم الموت، موت الذكرى في موقف تراجيدي فلسفي: الذكرى التي تترك عارية مصيرها الحتمي هو الموت.
    هل كان الدمع مقدمة للموت ؟ كما كان الدمع في قصائد الشعراء الجاهليين مقدمة للتعبير عن موقف مأساوي مرادف للموت هو رحيل الاحبة وبكاء الاطلال.
    في هذا النص الراقي الذي لا ينسى ، المبني اعتمادا على مخزون الذاكرة المأساوي استطاعت الشاعرة بتوظيفها استفهاما استنكاريا * اتنسى؟ استحضار الأخر بخطاب يستفز الذاكرة المشتركة ويستحضر لحظات العشق الجميلة، لكن للأسف يؤطرها الماضي ويقض مضجعها وجع النهاية. لكن لاتموت تظل حية في الذاكرة وفي الشعر والبحر كنوع من المقاومة والاستمرارية.
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2
    [table1="width:95%;background-image:url('http://www.m5zn.com/uploads3/2012/5/2/photo/gif/050212180507xuxf5vt03qrxxi31.gif');border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=center][align=center][table1="width:82%;background-image:url('http:///up/uploads/images/w-93509fddd2.gif');background-color:maroon;border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=right]





    أتنسى ؟




    أتنسى؟
    حين سرّبْنا من شقوق الأفق
    وردة ودمعتين؟
    عبرنا جوقة اليمام
    ملأنا سلال الشوق...
    حينها،
    كان البحر يضمّنا
    عاشقا لغزالة الماء
    واللؤلؤة تلامس أهداب القُبل..
    بينما ينشر الفراغ رداءه المخمليّ
    على صواري النهار.....
    -
    أتنسى ذلك المساء
    ونحن ننعث قصائدنا الزرقاء
    نرقص على فوهة العشق
    نهدهد الأماسي
    نشرب من أقداح الغبطة
    نخب "ريتسوس"
    ندعو لأبوابٍ مغلقة بمزيد الياسمين
    فيأتي العطر... من جبهته الدمشقية..
    -
    أتنسى حين طفق الغمام إلى شرفتنا
    أعددنا خصلات الوقت أرجوحة
    رتّبنا نتف السحاب باقة
    أتينا بالبحر والصدَفات إلى الحديقة
    .....
    سمونا عاليا
    كم قُدنا النّدى إلى بيتنا
    هكذا كنّا نرتق نبوءة العرّافين بأحلامنا
    نحتفي بمكائد الغيب
    ...........
    بخطوط كفّ
    .................
    وخفقات أشرعة...
    -
    البحر يخلع مياهه...
    نضمُّ أغاني صيادين يترشّفون القلق ..
    يتوسّدون أراجيح الوصول......
    فصرنا تعويذة المراكب المهاجرة
    موجة تذوب سماء ظلّلت شفاهنا...
    -
    هل تدرك حبيبي، أنّ البكاء
    ............
    فسحة جسد؟؟
    وأنّ القلوب ، تكبر بنبضها الإرادي ؟؟
    تشيّدُ قصورا من الهمس
    تُخرج اندثارنا الواهي من أسطورة المجاز
    -
    لا أدري من أيّ حلم أعودُ؟
    من أيّ سماء أنزلُ ؟
    المكان الآن لا يسعُ حرفي
    ........................
    شرنقتي تمزّقت
    -
    هنا، تنهيدةٌ ترتقي سلالم النسيان..
    على أفواهِ حروف غارقة في الضحك..
    .................
    بصمتي
    ....................
    بسذاجتي ..
    .......................
    بشحوبي ..
    لذكرى تركناها في العراء،
    ...............................
    فماتتْ



    De. Souleyma Srairi
    [/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1]
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3
      أستاذي الشاعر والناقد عبد الرحيم عيا

      مّرة أخرى أقف مشدوعة بما غمرت به حرفي من رعاية وعناية فائقة
      حقا شعرتُ بفرحة عارمة تغمر كياني وذاتي الشاعرة التي دوما تبحث عن الجمال ومن يقدّر تلك اللوحات التي تسكن قصائدنا
      تحليلك للقصيدة ذهب بي إلى عدّة اتجاهات وجعلني أفتح نوافذ أخرى جديدة
      ربما تزيدني انطلاقا في حريّة الكتابة ..لأنّ القلم حين يجد من يرفع من شأنه فإنّه يصنع المعجزات...

      سيّدي عاجزة عن الشكر والامتنان

      مودّتي واعتزازي بشخصكم الكريم
      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #4
        قرأت "قراءة" الأستاذ عبد الرحيم قبل أن أقرأ قصيد الشاعرة السرايري. قراءة جد متأنية اختار فيها الناقد عبارات دقيقة مع حرصه على الاقتباس من الشعر الجاهلي المتأصل. أحيي كلا من الأستاذ عيا على جدية النقد و الشاعرة السرايري على حلو العبارة.

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
          قرأت "قراءة" الأستاذ عبد الرحيم قبل أن أقرأ قصيد الشاعرة السرايري. قراءة جد متأنية اختار فيها الناقد عبارات دقيقة مع حرصه على الاقتباس من الشعر الجاهلي المتأصل. أحيي كلا من الأستاذ عيا على جدية النقد و الشاعرة السرايري على حلو العبارة.



          وأحييك بدوري صديقنا العزيز محمد شهيد
          دوما حضورك يشرفنا ويسعدنا
          لكن هل استمعت للقصيدة صوتا؟

          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • محمد شهيد
            أديب وكاتب
            • 24-01-2015
            • 4295

            #6
            لا، لم أستمع إليها بعد لأنني لست في البيت. سأعود إليك هناك حين أفعل.

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
              لا، لم أستمع إليها بعد لأنني لست في البيت. سأعود إليك هناك حين أفعل.
              هل عدتَ إلى البيت صديقي واستمعت إلى القصيدة ؟؟
              ههههههه
              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              • محمد شهيد
                أديب وكاتب
                • 24-01-2015
                • 4295

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                هل عدتَ إلى البيت صديقي واستمعت إلى القصيدة ؟؟
                ههههههه
                هههه ضحكت فعلاً!

                ألم أقل أنني و أنا أمشي، أُعِدُّ الأفكار حين أَعُدُّ الخطوات، لذا أتت بعض نصوصي متعثرة!؟ الآن عندك الدليل على بعض من عثراتي هههه

                سوف أعيد قراءتها و أخبرك

                تعليق

                • محمد شهيد
                  أديب وكاتب
                  • 24-01-2015
                  • 4295

                  #9
                  استمعت إلى القصيدة للتوّ، عشية الأحد الجميل الهاديء. حقا، لست من رواد الشعر الوجداني العاطفي كمثل الذي تجيدينه، صديقتي سليمى. لكنني و لفترة، سرحت بالخيال عبر كلمات القصيد، فانسلخت من واقعي - على جماله - و سافرت بي العبارة إلى عوالم حالمة شدني الإلقاء إلى جمالها فانتشيت.

                  هنالك عبارات مجازية لم أستوعب معناها، لكن، كما قلت، الخيال ليس بحاجة إلى قاموس.

                  مزيداً من الشعر، شاعرتنا سليمى
                  م.ش.
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 06-08-2018, 01:22.

                  تعليق

                  • سليمى السرايري
                    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                    • 08-01-2010
                    • 13572

                    #10
                    صديقي محمد،

                    الجميل ان القصيدة والصوت منحا لك لحظة حالمة...................
                    بعيدا عن الواقع
                    أوليس الحلم فسحة للجسد والروح؟؟

                    -
                    شكرا لأنك عدت إلى البيت وسمعتني

                    الملفات المرفقة
                    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                    تعليق

                    • سليمى السرايري
                      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                      • 08-01-2010
                      • 13572

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة

                      لا، لم أستمع إليها بعد لأنني لست في البيت. سأعود إليك هناك حين أفعل.
                      وهل عدت إليها صديقي محمد شهيد؟؟
                      تحياتي لك
                      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                      تعليق

                      • محمد شهيد
                        أديب وكاتب
                        • 24-01-2015
                        • 4295

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                        وهل عدت إليها صديقي محمد شهيد؟؟
                        تحياتي لك
                        عدت إليها ذاك المساء، كما أخبرتك في الرد. و عدت إليها هذا الصباح و أستدرك ما فاتني من تنويه للأستاذة التي عملت على الإخراج الفني. لو أمكن بلغيها تحياتي.

                        م.ش.

                        تعليق

                        • سليمى السرايري
                          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                          • 08-01-2010
                          • 13572

                          #13

                          شكرا جزيلا صديقي محمد
                          ارجو لك قليلا من الدفء لدرجات الطقس المنخفضة جدا .
                          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                          تعليق

                          يعمل...
                          X